بداية يجب أن نوضح من هم الاخوان.؟
الإخوان لا يمثلون المسلمين ، لأن المسلمين ثلاث طوائف كبرى ـ سنة وشيعة وصوفية بالإضافة إلى طوائف صغرى كثيرة كالقرآنيين والاباضية والبهائية والمعتزلة ، إذا كانوا حقا يؤمنون بحرية الدين والمعتقد فيجب عليهم الاعتراف بهذه الطوائف مهما كانت صغيرة ومهما اختلفت معهم في الفكر والمنهج والمعتقد.
ينتمى الإخوان إلى طائفة السنة وهم أكثر المسلمين تعصبا ، ولكن الإخوان لا يمثلون كل الطائفة السنية ، لأن السنيون أربعة مذاهب مشهورة ـ الأحناف ، المالكية ، الشافعية ثم الحنابلة ، الحنابلة هم أشد المذاهب السنية تعصبا ، وينتمي الإخوان إلى المذهب الحنبلي ، لكنهم لا يمثلون كل الحنابلة السنيين لأن الحنابلة مدارس متنوعة ، وأكثرهم تشددا مدرسة ابن تيمية ، وينتمي الإخوان إلى مدرسة بن تيمية ، لكنهم لا يمثلون مدرسة ابن تيمية ، لأن مدرسة ابن تيمية فيها تيارات مختلفة وأشدها تعصبا الوهابية ، والدولة السعودية (الوهابية) الراهنة التي أنشأها عبد العزيز آل سعود هي التي أنشأت تنظيم الإخوان في مصر على يد الشيخ رشيد رضا وصديقه الشيخ محب الدين الخطيب وتلميذهما المصري الشاب حسن البنا سنة 1928م ، فهذه نبذة مختصرة جدا عن الإخوان. وباقي التفاصيل في بحث كامل بعنوان (يسألونك عن الاخوان المسلمين) دكتور ـ أحمد صبحي منصور http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=68
ولمعرفة تاريخ الإخوان وكيف انتشر هذا الفكر في مصر أنصح بقراءة هذا المقال(شجرة الاخوان المسلمين ــ زرعها السعوديون في مصر في عهد عبد العزيز آل سعود) http://www.ahl-alquran.com/arabic/printpage.php?main_id=104&doc_type=1
ونعود لإخوان اليوم
أولا : منذ النجاحات الأولى للثورة ونجح الإخوان في استغلال كل شيء يخدم مصالحهم ، مثل اعتلاء منصة التحرير والسيطرة عليها ، كغيرها من المنصات في باقي محافظات مصر ، للظهور بكثافة لتعويض الغياب في الأربعة أيام الأولى من الثورة.
نجحوا في استغلال الحرية التي منحتها لهم الثورة في عقد الندوات والمؤتمرات في جميع أنحاء البلاد لفرد العضلات أمام الناس ، وخداع البسطاء من الناس أن الإخوان هم الثورة والثورة هم ، والإخوان هم الإسلام ، والإخوان هم كل شيء ولولاهم لضاعت الثورة وضاع الإسلام. لا ننسى ما قاله مرشد الإخوان أن سقوط النظام جاء انتقاما للشيخ حسن البنا ، وهنا توافق واضح جدا في الرؤى وتطابق في المنهج بين ما قاله المرشد وما قاله الاستاذ صبحي صالح حين قال صراحة أنه لولا حسن البنا والإخوان لقلنا على الاسلام يا رحمن يا رحيم.
ونذكر بعض التصريحات المفزعة للإخوان التي تؤكد صدق كلامي ، قبل الدخول في مسألة تطبيق الحدود ، كانت بعض التصريحات كالآتي:ــ
ــ الإسلام أصبح دين ودولة بعطاء الإخوان وجهاد الإخوان ..!!
ــ وأصبحت حقائق الإسلام من المسلمات التي لا تحتمل جدلا ولا نقاشا بفضل الإخوان..!!
ــ تصوروا حال الأمة لو لم يأتي حسن البنا ، لتحولت مصر إلى أثر بعد عين ، ولقلنا رحم الله الإسلام والمسلمين ــ البنا مجدد الأمة في القرن العشرين.
ــ تخيل لو لم يقم الإخوان ... كان رحم الله الإسلام
ــ ومن أخطر التصريحات التي لم ينتبه إليها أحد ولم يعلق عليها أحد هذا التصريح الخطير" نحن أبناء هذا الوطن وحراسه ، لن نسمح لأحد أن يشطب الإخوان من على الخريطة السياسية أبدا ، لا تستطيع قوة على الأرض كائنة ما كانت أن تشطب الإخوان من على الخريطة السياسية".
ــ وتتجلى خطورة هذا التصريح من ناحيتين : الأولى : أن التصريح يحمل نوعا من الثقة الكبيرة جدا ، ويظهر أن هناك دعم كبير وجهة ما تقف وراء الإخوان وتساندهم مهما كانت الظروف ومهما كانت التضحيات ، الثانية: أنه جاء بعد وصلة من الاستعطاف الشديد الذي قام به صاحب هذه التصريحات مدعيا أن شباب الثورة الذين ضحوا بأرواحهم يريدون إقصاء الإخوان الذين غابوا عن الثورة حتى تأكدوا أن النظام سقط ، وبعد ذلك ظهروا في المشهد بوضوح واحتلوا منصة الثورة وسرقوها من أهلها وأصحابها وحصدوا مكاسبها ولا زالوا ، واليوم يريد الإخوان بهذه التصريحات الخطيرة تشويه صورة شباب الثورة وتشويه صورة الحرية والديمقراطية وإظهار الإخوان أنهم الفرقة المظلومة ، وإقناع الناس أن الاخوان هم فقط من ضحوا في المعتقلات والسجون ومن ذاقوا التعذيب ، ومن قاموا بالثورة فكيف يتم حرمانهم من المشاركة في العمل السياسي وأن الثورة أصلا هي منحة من الله للإخوان أدت لسقوط النظام انتقاما لحسن للشيخ حسن البنا.؟
ولو اتبع الجميع منطق الإخوان وما تعرضوا له في المعتقلات ، إذن كل من دخل المعتقلات فعليه أن يرشح نفسه للبرلمان أو للرئاسة..!! ، وهذا أكبر دليل على أنهم لا يتحملون الأذى والظلم لأجل هذا الوطن أو لأجل الإسلام أو في سبيل الله كما يدعون فهم الآن يطالبون المجتمع بفاتورة اضطهادهم واعتقالهم بأن يحكموا الناس ، وهذا هو المقابل أو الثمن.
وما لفت نظري أن الاخوان لديهم تصريحات خاصة ولغة خطاب محددة تستخدم في وسائل الإعلام مثلما فعل قيادي الاخوان في برنامج العاشرة مساء في مناظرة الدكتور ـ خالد منتصر ، وبينما كان كلامه وتصريحاته تتناقض تماما مع ذلك حينما كان في مؤتمر شعبي في العباسية ، إذن هناك لغة لرجل الشارع والمؤتمرات التي تقام في خيام ويحضرها قلة معظمهم من الإخوان ، ولغة أخرى لوسائل الاعلام التي يشاهدها العالم كله وهذه هي ضمن استراتيجية الاخوان في الخطاب السياسي و الديني.
ــ وفي عودة للحديث عن تطبيق الحدود قال بديع: سنربي الشعب المصري علي المنسوب الإيمانى والضميري حتي إذا أخطأ يأتينا طالباً تطبيق الحدود ، http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=111604
رغم أن الاخوان يتحدثون عن الديمقراطية والحرية وحرية الفكر والمعتقد إلا أنهم لا يستطيعون التخلص من الكلام عن تطبيق الحدود لأنها مسألة عقيدة راسخة في قلوبهم فهم يريدون تطبيق حديث الراعي والرعية وأن الراعي (الحاكم من حقه قتل ثلث الرعية لإصلاح حال الثلثين) وهذا حديث في البخاري يؤمن به الإخوان وأرباب التيارات الدينية الذين أسسوا الأحزاب وانصهروا في الحياة السياسية في المجتمع بعد الثورة.
ثانيا : ونعود لمسألة الاستراتيجية السياسية وتطبيق الحدود:
في كلمات بسيطة وسهلة يمكن أن نلخص هذه الاستراتيجية السياسية التي يسير عليها الإخوان بهدف الوصول للحكم كهدف منشود ثابت في عقيدة الجماعة جيلا بعد جيل مهما طال الزمان ، وهي تربية المجتمع أو بمعنى أوضح التربية الثقافية الدينية للفرد والمجتمع ، وصولا إلى إخضاعه للسمع والطاعة بدون مناقشة لولي الأمر وفق مبدأ الحاكمية الذي يؤمنون به كعقيدة دينية وسياسية ، لو قيل للإخوان الآن تعالوا احكموا لرفضوا الحكم ، لأنه سيكون امتحانا صعبا عليهم ، وهم يعرفون مقدما أنهم سيخسرون فيه في موقع الحكم ، لأنهم سيكونون في متناول النقد والمعارضة ومطالبون بتنفيذ الوعود السياسية في (كيف يكون الإسلام هو الحل ) ، وكيف يتم تطبيق الشريعة ، وهم ليسوا مؤهلين للحكم الديمقراطي إذ لا يعرفون إلا الحاكمية التي تعني أن يكون الحاكم مسئولا فقط أمام الله تعالى يوم القيامة باعتباره أي الحاكم الراعي ، والشعب هو الرعية أو الأغنام.
ولأن البلاد تمر بمرحلة تغيير جارف لكل سياسات الاستبداد السياسي الذي ظل كاتما أنفاس المصريين أكثر من نصف قرن ، فلا يمكن على الإطلاق أن يجازف الإخوان وينافسوا على الحكم في هذه الفترة الحرجة التي اشتاق فيها المصريون إلى استنشاق هواء وعبير الحرية والديمقراطية بعد خروج أخر زفير للظلم والاستبداد والقهر والاستعباد ، ولنفس السبب يظهرون خلافهم الواضح مع كل من خالف شريعة الجماعة وأعلن ترشحه لرئاسة الدولة ، لأن هذا يضر بالتخطيط الإخواني بعيد المدى ويعكر صفو الاستراتيجية السياسية لهم في هذه المرحلة المليئة بالمكاسب.
ومن هنا يتبين أن هناك استراتيجية سياسية متعددة المراحل طويلة الأجل بعيدة المدى ، تنظم مطالب كل مرحلة وتحدد ما يقال من تصريحات وتقدر حجم المشاركة السياسية الذي يناسب كل مرحلة من مراحل العمل السياسي الذي يخلطون فيه الدين بالسياسة ، ويقع الدين ضحية للوصول لأهداف دنيوية ، حيث يكون الدين وسيلة للضحك على عقول البسطاء من الناس ، وفي هذه المرحلة نجد أن الإخوان اكتفوا بالحرية والديمقراطية وحرية الدعوة و العمل وتأسيس الأحزاب وخلاصهم من لقب الجماعة المحظورة ، وهذه مكتسبات عظيمة جدا حققها الإخوان بعد الثورة ، كأكثر فصيل سياسي استفاد من الثورة المصرية حتى كتابة هذا المقال ، ونربط أيضا بين الرضا والقبول بهذه المكاسب وبين غياب الإخوان عن جمعة الغضب الثانية ، و تصريحات من بعض القيادات بوصفها أنها كانت جمعة الوقيعة ، ولا داعي لها ، وقال أحدهم نرفض هذه المليونية لأن مطالب الثورة تتحقق ، ومع الأسف هذا الشخص أطلقوا عليه زورا ملهم الثورة ، ورغم ذلك يقول مطالب الثورة تتحقق ، كيف يقول مطالب الثورة تتحقق ودماء الشهداء لم تجف.؟!!
http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=464672
والشريعة الإخوانية هي نفس الشريعة الوهابية السنية بما فيها ما يسمونه بالحدود ومنها حد الرجم وحد الردة وقتل الزنديق ، و للعلم فالزنديق هو المفكر المسلم الذي يخالفهم في الرأي ، فهذه شريعتهم المناقضة للإسلام ، وهي شريعة وهابية مستوردة من دولة آل سعود ، والمرجعية الوحيدة لهذه الشريعة هي أحاديث البخاري والفقه السني ، فهناك قضايا هامة وخطيرة جدا يرفضها البخاري وهو المرجعية الثانية ــ بعد القرآن أو أصدق كتاب بعد القرآن ــ عند الاخوان ، يعلن الاخوان توافقهم مع الديمقراطية ، لكنهم بذلك يخالفون شريعة البخاري ، وإذا وافقوا الديمقراطية والاسلام فعليهم التبرؤ من الفقه السني وأحاديثه الكاذبة المتعصبة ، ولذلك نجد تناقضات كثيرة جدا في كلامهم وتصريحاتهم لأنهم يريدون إرضاء الذوق العام وعدم الصدام مع الناس وفي نفس الوقت لا يستطيعون مخالفة البخاري ، وهذا ما سنعلق عليه في الجزء الثاني.
الإخوان لا يمثلون المسلمين ، لأن المسلمين ثلاث طوائف كبرى ـ سنة وشيعة وصوفية بالإضافة إلى طوائف صغرى كثيرة كالقرآنيين والاباضية والبهائية والمعتزلة ، إذا كانوا حقا يؤمنون بحرية الدين والمعتقد فيجب عليهم الاعتراف بهذه الطوائف مهما كانت صغيرة ومهما اختلفت معهم في الفكر والمنهج والمعتقد.
ينتمى الإخوان إلى طائفة السنة وهم أكثر المسلمين تعصبا ، ولكن الإخوان لا يمثلون كل الطائفة السنية ، لأن السنيون أربعة مذاهب مشهورة ـ الأحناف ، المالكية ، الشافعية ثم الحنابلة ، الحنابلة هم أشد المذاهب السنية تعصبا ، وينتمي الإخوان إلى المذهب الحنبلي ، لكنهم لا يمثلون كل الحنابلة السنيين لأن الحنابلة مدارس متنوعة ، وأكثرهم تشددا مدرسة ابن تيمية ، وينتمي الإخوان إلى مدرسة بن تيمية ، لكنهم لا يمثلون مدرسة ابن تيمية ، لأن مدرسة ابن تيمية فيها تيارات مختلفة وأشدها تعصبا الوهابية ، والدولة السعودية (الوهابية) الراهنة التي أنشأها عبد العزيز آل سعود هي التي أنشأت تنظيم الإخوان في مصر على يد الشيخ رشيد رضا وصديقه الشيخ محب الدين الخطيب وتلميذهما المصري الشاب حسن البنا سنة 1928م ، فهذه نبذة مختصرة جدا عن الإخوان. وباقي التفاصيل في بحث كامل بعنوان (يسألونك عن الاخوان المسلمين) دكتور ـ أحمد صبحي منصور http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=68
ولمعرفة تاريخ الإخوان وكيف انتشر هذا الفكر في مصر أنصح بقراءة هذا المقال(شجرة الاخوان المسلمين ــ زرعها السعوديون في مصر في عهد عبد العزيز آل سعود) http://www.ahl-alquran.com/arabic/printpage.php?main_id=104&doc_type=1
ونعود لإخوان اليوم
أولا : منذ النجاحات الأولى للثورة ونجح الإخوان في استغلال كل شيء يخدم مصالحهم ، مثل اعتلاء منصة التحرير والسيطرة عليها ، كغيرها من المنصات في باقي محافظات مصر ، للظهور بكثافة لتعويض الغياب في الأربعة أيام الأولى من الثورة.
نجحوا في استغلال الحرية التي منحتها لهم الثورة في عقد الندوات والمؤتمرات في جميع أنحاء البلاد لفرد العضلات أمام الناس ، وخداع البسطاء من الناس أن الإخوان هم الثورة والثورة هم ، والإخوان هم الإسلام ، والإخوان هم كل شيء ولولاهم لضاعت الثورة وضاع الإسلام. لا ننسى ما قاله مرشد الإخوان أن سقوط النظام جاء انتقاما للشيخ حسن البنا ، وهنا توافق واضح جدا في الرؤى وتطابق في المنهج بين ما قاله المرشد وما قاله الاستاذ صبحي صالح حين قال صراحة أنه لولا حسن البنا والإخوان لقلنا على الاسلام يا رحمن يا رحيم.
ونذكر بعض التصريحات المفزعة للإخوان التي تؤكد صدق كلامي ، قبل الدخول في مسألة تطبيق الحدود ، كانت بعض التصريحات كالآتي:ــ
ــ الإسلام أصبح دين ودولة بعطاء الإخوان وجهاد الإخوان ..!!
ــ وأصبحت حقائق الإسلام من المسلمات التي لا تحتمل جدلا ولا نقاشا بفضل الإخوان..!!
ــ تصوروا حال الأمة لو لم يأتي حسن البنا ، لتحولت مصر إلى أثر بعد عين ، ولقلنا رحم الله الإسلام والمسلمين ــ البنا مجدد الأمة في القرن العشرين.
ــ تخيل لو لم يقم الإخوان ... كان رحم الله الإسلام
ــ ومن أخطر التصريحات التي لم ينتبه إليها أحد ولم يعلق عليها أحد هذا التصريح الخطير" نحن أبناء هذا الوطن وحراسه ، لن نسمح لأحد أن يشطب الإخوان من على الخريطة السياسية أبدا ، لا تستطيع قوة على الأرض كائنة ما كانت أن تشطب الإخوان من على الخريطة السياسية".
ــ وتتجلى خطورة هذا التصريح من ناحيتين : الأولى : أن التصريح يحمل نوعا من الثقة الكبيرة جدا ، ويظهر أن هناك دعم كبير وجهة ما تقف وراء الإخوان وتساندهم مهما كانت الظروف ومهما كانت التضحيات ، الثانية: أنه جاء بعد وصلة من الاستعطاف الشديد الذي قام به صاحب هذه التصريحات مدعيا أن شباب الثورة الذين ضحوا بأرواحهم يريدون إقصاء الإخوان الذين غابوا عن الثورة حتى تأكدوا أن النظام سقط ، وبعد ذلك ظهروا في المشهد بوضوح واحتلوا منصة الثورة وسرقوها من أهلها وأصحابها وحصدوا مكاسبها ولا زالوا ، واليوم يريد الإخوان بهذه التصريحات الخطيرة تشويه صورة شباب الثورة وتشويه صورة الحرية والديمقراطية وإظهار الإخوان أنهم الفرقة المظلومة ، وإقناع الناس أن الاخوان هم فقط من ضحوا في المعتقلات والسجون ومن ذاقوا التعذيب ، ومن قاموا بالثورة فكيف يتم حرمانهم من المشاركة في العمل السياسي وأن الثورة أصلا هي منحة من الله للإخوان أدت لسقوط النظام انتقاما لحسن للشيخ حسن البنا.؟
ولو اتبع الجميع منطق الإخوان وما تعرضوا له في المعتقلات ، إذن كل من دخل المعتقلات فعليه أن يرشح نفسه للبرلمان أو للرئاسة..!! ، وهذا أكبر دليل على أنهم لا يتحملون الأذى والظلم لأجل هذا الوطن أو لأجل الإسلام أو في سبيل الله كما يدعون فهم الآن يطالبون المجتمع بفاتورة اضطهادهم واعتقالهم بأن يحكموا الناس ، وهذا هو المقابل أو الثمن.
وما لفت نظري أن الاخوان لديهم تصريحات خاصة ولغة خطاب محددة تستخدم في وسائل الإعلام مثلما فعل قيادي الاخوان في برنامج العاشرة مساء في مناظرة الدكتور ـ خالد منتصر ، وبينما كان كلامه وتصريحاته تتناقض تماما مع ذلك حينما كان في مؤتمر شعبي في العباسية ، إذن هناك لغة لرجل الشارع والمؤتمرات التي تقام في خيام ويحضرها قلة معظمهم من الإخوان ، ولغة أخرى لوسائل الاعلام التي يشاهدها العالم كله وهذه هي ضمن استراتيجية الاخوان في الخطاب السياسي و الديني.
ــ وفي عودة للحديث عن تطبيق الحدود قال بديع: سنربي الشعب المصري علي المنسوب الإيمانى والضميري حتي إذا أخطأ يأتينا طالباً تطبيق الحدود ، http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=111604
رغم أن الاخوان يتحدثون عن الديمقراطية والحرية وحرية الفكر والمعتقد إلا أنهم لا يستطيعون التخلص من الكلام عن تطبيق الحدود لأنها مسألة عقيدة راسخة في قلوبهم فهم يريدون تطبيق حديث الراعي والرعية وأن الراعي (الحاكم من حقه قتل ثلث الرعية لإصلاح حال الثلثين) وهذا حديث في البخاري يؤمن به الإخوان وأرباب التيارات الدينية الذين أسسوا الأحزاب وانصهروا في الحياة السياسية في المجتمع بعد الثورة.
ثانيا : ونعود لمسألة الاستراتيجية السياسية وتطبيق الحدود:
في كلمات بسيطة وسهلة يمكن أن نلخص هذه الاستراتيجية السياسية التي يسير عليها الإخوان بهدف الوصول للحكم كهدف منشود ثابت في عقيدة الجماعة جيلا بعد جيل مهما طال الزمان ، وهي تربية المجتمع أو بمعنى أوضح التربية الثقافية الدينية للفرد والمجتمع ، وصولا إلى إخضاعه للسمع والطاعة بدون مناقشة لولي الأمر وفق مبدأ الحاكمية الذي يؤمنون به كعقيدة دينية وسياسية ، لو قيل للإخوان الآن تعالوا احكموا لرفضوا الحكم ، لأنه سيكون امتحانا صعبا عليهم ، وهم يعرفون مقدما أنهم سيخسرون فيه في موقع الحكم ، لأنهم سيكونون في متناول النقد والمعارضة ومطالبون بتنفيذ الوعود السياسية في (كيف يكون الإسلام هو الحل ) ، وكيف يتم تطبيق الشريعة ، وهم ليسوا مؤهلين للحكم الديمقراطي إذ لا يعرفون إلا الحاكمية التي تعني أن يكون الحاكم مسئولا فقط أمام الله تعالى يوم القيامة باعتباره أي الحاكم الراعي ، والشعب هو الرعية أو الأغنام.
ولأن البلاد تمر بمرحلة تغيير جارف لكل سياسات الاستبداد السياسي الذي ظل كاتما أنفاس المصريين أكثر من نصف قرن ، فلا يمكن على الإطلاق أن يجازف الإخوان وينافسوا على الحكم في هذه الفترة الحرجة التي اشتاق فيها المصريون إلى استنشاق هواء وعبير الحرية والديمقراطية بعد خروج أخر زفير للظلم والاستبداد والقهر والاستعباد ، ولنفس السبب يظهرون خلافهم الواضح مع كل من خالف شريعة الجماعة وأعلن ترشحه لرئاسة الدولة ، لأن هذا يضر بالتخطيط الإخواني بعيد المدى ويعكر صفو الاستراتيجية السياسية لهم في هذه المرحلة المليئة بالمكاسب.
ومن هنا يتبين أن هناك استراتيجية سياسية متعددة المراحل طويلة الأجل بعيدة المدى ، تنظم مطالب كل مرحلة وتحدد ما يقال من تصريحات وتقدر حجم المشاركة السياسية الذي يناسب كل مرحلة من مراحل العمل السياسي الذي يخلطون فيه الدين بالسياسة ، ويقع الدين ضحية للوصول لأهداف دنيوية ، حيث يكون الدين وسيلة للضحك على عقول البسطاء من الناس ، وفي هذه المرحلة نجد أن الإخوان اكتفوا بالحرية والديمقراطية وحرية الدعوة و العمل وتأسيس الأحزاب وخلاصهم من لقب الجماعة المحظورة ، وهذه مكتسبات عظيمة جدا حققها الإخوان بعد الثورة ، كأكثر فصيل سياسي استفاد من الثورة المصرية حتى كتابة هذا المقال ، ونربط أيضا بين الرضا والقبول بهذه المكاسب وبين غياب الإخوان عن جمعة الغضب الثانية ، و تصريحات من بعض القيادات بوصفها أنها كانت جمعة الوقيعة ، ولا داعي لها ، وقال أحدهم نرفض هذه المليونية لأن مطالب الثورة تتحقق ، ومع الأسف هذا الشخص أطلقوا عليه زورا ملهم الثورة ، ورغم ذلك يقول مطالب الثورة تتحقق ، كيف يقول مطالب الثورة تتحقق ودماء الشهداء لم تجف.؟!!
http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=464672
والشريعة الإخوانية هي نفس الشريعة الوهابية السنية بما فيها ما يسمونه بالحدود ومنها حد الرجم وحد الردة وقتل الزنديق ، و للعلم فالزنديق هو المفكر المسلم الذي يخالفهم في الرأي ، فهذه شريعتهم المناقضة للإسلام ، وهي شريعة وهابية مستوردة من دولة آل سعود ، والمرجعية الوحيدة لهذه الشريعة هي أحاديث البخاري والفقه السني ، فهناك قضايا هامة وخطيرة جدا يرفضها البخاري وهو المرجعية الثانية ــ بعد القرآن أو أصدق كتاب بعد القرآن ــ عند الاخوان ، يعلن الاخوان توافقهم مع الديمقراطية ، لكنهم بذلك يخالفون شريعة البخاري ، وإذا وافقوا الديمقراطية والاسلام فعليهم التبرؤ من الفقه السني وأحاديثه الكاذبة المتعصبة ، ولذلك نجد تناقضات كثيرة جدا في كلامهم وتصريحاتهم لأنهم يريدون إرضاء الذوق العام وعدم الصدام مع الناس وفي نفس الوقت لا يستطيعون مخالفة البخاري ، وهذا ما سنعلق عليه في الجزء الثاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق