الخميس، 27 مارس 2008

النقاب والطفلة..... قصة واقعية..2

النقاب والطفلة..... قصة واقعية..2


كتبت مقالا بنفس العنوان أوضح فيه نموذجا حيا من الواقع الذي نعيشه الآن في مصر، وعرضت فيه كيفية إقناع فتاة في سن المراهقة ، أو ما قبلها ـ بلبس الحجاب ، ثم النقاب خلال فترة وجيزة جدا جدا ..
لدرجة جعلتني أتوقع أن النقاب يمشي بين البنات بسرعة أربعة بنات في الساعة على مستوى الجمهورية ..
والآن سأقوم بعرض قضية أكثر خطورة ـ وهي تخص الزى الديني على حد تسمية الجماعات الإسلامية في مصر ، وأوضح أيضا كيف يستخدم هؤلاء الناس كل الطرق والأساليب للسيطرة على عقول البشر منذ سن مبكرة جدا ، حتى يتسنى لهم الوصول لأهدافهم بأقل مجهود وفي أسرع وقت ممكن ..

بداية ـ معظم من ينتمون لهذه الجماعات يعملون في التجارة ، وفي أي تجارة ، وهذا اقتداء بالحكمة أو الحديث القائل ( أن تسع أعشار الرزق في التجارة) على حد زعمهم ، وكان من المعتاد أن يبيع ويتاجر شباب ورجال هذه الجماعات في( السواك ـ السروال ـ الجلباب القصير ـ الطاقية ـ الأخمرة للسيدات والفتيات ـ النقاب ـ العطور الإسلامية ـ شرائط الخطب والوعظ المليئة بالدعوة للتطرف والتعصب والبعد عن الدين ـ كتب الأدعية التي يريدون من خلالها تحويل حياة كل إنسان إلى سلسلة من الأدعية ـ كمثال ـ دعاء ركوب الدابة ودعاء النزول من على الدابة ، ودعاء دخول الخلاء والخروج منه ودعاء العطس والتثاؤب ودعاء الشخير فى النوم ودعاء قتل البراغيث وهكذا ـ ، وهنا تتحقق لهذه الجماعات فائدة مضاعفة ـ هي ـ وجود عمل مربح للعاطلين ، وفى نفس الوقت مساعدة الجماعة في نشر فكرها وانتشار ثقافتها في المجتمع بسرعة ..

ولكن الجديد في الأمر هو طريقة مبتكرة من شأنها إقناع طفلة في الثالثة أو الرابعة من عمرها بلبس الحجاب (الخمار) ، والسؤال هنا كيف هذا..؟؟

كيف تقنع طفلة في هذه السن المبكرة أن تلبس الحجاب ..؟؟ لدرجة قد تصل لبكائها إن لم تشتري لها والدتها حجابا..؟؟ ، وأنا هنا وقبل أن أوضح الطريقة أقول أن هذه الطريقة فيها تعد واضح على حقوق الطفلة وحريتها ، لأنها غير راشدة وغير كاملة العقل والنمو ، ولا تملك القدرة على القبول أو الرفض ..

والسر بسيط جدا ـ أخـَذَ الحاج (......) ترزي ومصمم ملابس الجماعة يفكر في شكل جديد للحجاب (الخمار) يلفت النظر ويشد انتباه الطفلة الصغيرة كما ذكرت ـ حيث يقوم بتصميم جديد للخمار بوضع قطعة من الترتر الملون على مقدمة الخمار أعلى الرأس ، وتكون تلك القطعة بألوان عدة مثل ـ الذهبي والفضي والأبيض والأحمر وباقي الألوان ، ويقوم بتوزيعها على تجار التجزئة المنتشرين في أنحاء قرى وأحياء مصر ، ومعظمهم من أنصار الجماعة ـ حيث يقوم صاحب المحل بإعطاء أي طفلة في الحي أو القرية خمارا هدية لتذهب به يوما واحدا لدار الحضانة ، أو تلعب في الشارع أمام الأطفال ، وبذلك يكون قد وضع الطعم في موضعه الصحيح ، وتبدأ الأطفال بمطالبة الأمهات بشراء ذلك الخمار من الشيخ فلان أو علان ، ونجحت هذه الطريقة في إقناع الأطفال الأبرياء بلبس الخمار في هذا السن (سن الروضة) سن اللعب والانطلاق والحرية اللامحدودة ، وبذلك أصبحن مؤهلات للبس النقاب في سن العاشرة ، و لبس الحزام الناسف قبل سن المراهقة بكثير ..

وهذا هو الجديد في تخطيط هذه الجماعات حيث نقرأ عن تزايد عدد السيدات اللاتي تــُفـَجرن أنفسهن في العراق ، وعن جماعة مريم في الهند ، وهي أحدث صيحة لجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن بشكل جديد نسائي فقط ، وسنوضح ذلك في مقال مخصص ..

ونرجع لأطفال الروضة أو الحضانة ـ نقول ـ لأنهم أطفال فقلما تجد طفلة منهن تتحمل لبس هذا الشيء لمدة طويلة ، فسرعان ما تخلعهن من على رؤوسهن ، وبذلك يكنَّ عرضه لنزلات البرد الشديدة ، خاصة إذا كان الجو بارد ، وبالطبع لن تفوت على الشيخ (......) أن يغزو الأسواق بمثل هذا الإنتاج المبتكر من الخمار العجيب في فصل الشتاء ليكون الشراء على ودْنــُـه ، ويكون الجو مناسب للبسه كنوع من الدفيء في الصباح ..

وبالطبع كما قلت لأنهم أطفال فيلبسن الخمار العجيب تارة ويخلعنه تارة أخرى ، وأصيبت العديد منهن بنزلات البرد الشديدة ، ولكن نزلة برد أهون وأرحم من صناعة هدفها الأساسي تجميد وتهميش العقول بلبس حجاب (خمار) في سن الثالثة ، ونقاب في سن السادسة عشرة ، وحزام ناسف قبل سن العشرين ..

حفظنا الله عز وجل من هذا الحجاب وذاك النقاب وجماعته ..

النقاب والطفلة.......... قصة واقعية..!!

النقاب والطفلة.......... قصة واقعية..!!

بداية أود أن أنوه إلى أمر هام بخصوص ما يسمى عند الكثير من المسلمين بالزى الإسلامي ، وهنا لابد من القول أنه ليس هناك ما يسمى بالزى الإسلامي ، وإلا لكان بمجرد أن يرتدي الإنسان هذا الزى يحسب على الإسلام والمسلمين ، ولكن الإسلام دين الله ـ عقيدة داخلية خاصة جدا بين كل مخلوق وخالقه ، لا يعلم سرها إلا المولى عز وجل ، وهذه العقيدة تتمثل في العبادات والطاعات وجميع أعمال وأفعال الإنسان وعلاقاته مع غيره من البشر ، والحساب على كل هذا متروك ، ومفوض لرب العالمين في يوم مخصص للحساب ، ليس للبشر أي بشر دخل فيه ، وليس من حق أي إنسان أن يحاسب غيره في الدنيا ، كما يحدث في كثير من الأمور ، وكذلك من غير المنطقي أن يرتدي أي شاب أو رجل زيا معينا ويقول أن هذا هو الزى الرسمي للإسلام ، وعلى نفس الخط ليس من اللائق أن ترتدي شابه أو سيدة زيا معينا ثم تدعي أن هذا هو الزى الرسمي للسيدات المسلمات ، ومن لم تلتزم به تعد كافرة وخارجة عن الدين ..

وهنا لابد أن نقول لهؤلاء من الجنسين البس ما شئت والبسي ما تشائين لكن لا تقول و لا تقولين أن هذا من الدين .. أطلق لحيتك البس جلبابك القصير ـ البسي نقابا أو حجابا ـ لكن لا تقولوا هذا من الدين .. الدين ليس لباسا أو شكلا خارجيا أو مظهرا يمكن أن يحكم عليه الناس بمجرد النظر ـ يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم : 32 ، وعليه فليس من حق أي إنسان أن يزكي نفسه أو يزكي غيره في الأمور الدينية ، لأن هذا الأمر خاص بالخالق عز وجل لأنه غيب ولا يعلم الغيب إلا الله..

هيا معا نبدأ قصة النقاب والطفلة ....... و بعد هذه المقدمة :
كانت طفلة بريئة تعيش على الفطرة التي فطرنا الله عز وجل عليها ـ تربت في بيت ريفي عادي يشبه ملايين البيوت التي تربينا فيها جميعا ، ولكن قبل أن يطرق بابها أحد المبشرين بالفكر السلفي الوهابي المتشدد ، والمتعصب .. عاشت هذه الطفلة حياة ريفية عادية جدا بين الأهل والأقارب والجيران ورغم جمالها المعقول لم يفكر أحد في النظر إليها بعين قبيحة أو بنظرة دنيئة ، ولم تتعرض بعد ما كبرت وأصبحت في سن يسمح لها بالزواج لأي مضايقة من أحد سواء من الجيران أو من البلاد المجاورة ـ والسبب لأنها على خلق ومؤدبة ..
وفجأة وهي في سن الثامنة عشرة كانت إحدى صديقاتها من أصحاب الفكر المتشدد والمتعصب أقنعتها صديقتها أن تلبس الخمار أولا ـ فلبست ، وبعد فترة من الزمن ـ هذه الطفلة كبرت وأصبحت شابة في سن الزواج فتقدم لخطبتها شابا سنيا من أصحاب اللحى والجلباب القصير ـ تقدم لخطبتها وهي ترتدي الخمار فقط ، وبعد فترة من الزمن أخذت تقتنع وتتشرب تعاليم ودروس التعصب والتشدد الديني ، ويبدوا والله أعلم أن الزوج كان متفقا معها أن ترتدي النقاب بعد الزواج مباشرة ، وقد حدث ـ صارت البنت أو الزوجة منقبة فور زواجها من هذا الشاب ..
وهنا تدخل طفلة أخرى معنا في القصة لأن دورها هام جدا ـ هذه الطفلة الأخرى هي بنت أحد أصدقاء الزوجة المنقبة وهي في سن الخامسة ، وبالطبع قبل الزواج كانت هذه الطفلة تلعب مع البنت الشابة أقصد الزوجة المنقبة قبل أن تكون منقبة ، ولأنهم أصدقاء فكانتا تلعبان أجمل أنواع اللعب وكانت هناك علاقة مودة بريئة وحب عارم بين الطفلة والشابة الغير منقبة ، لأن كل منهن ترى الأخرى وتعرف ملامح وجهها وتفاصيل هذه الملامح الدقيقة أثناء اللعب والضحك أو حتى البكاء .
.

وأثناء مرور الزوجة المنقبة مع زوجها في أحد شوارع القرية وجدت الزوجة المنقبة الطفلة الصغيرة تلعب مع أقرانها في الشارع ، ولأنها بعد الزواج لم تراها قط أو تلعب معها قط فقالت فرصة أن تسلم عليها وتقبلها كالعادة ، ولكن الغريب في هذا الموقف أن هذه القبلة مغلفة بلباس أسود لا يظهر شخص البنت الشابة أو الزوجة المنقبة ، وبالإضافة إلى هذا الغلاف الأسود الذي أخفى معالم وملامح الشابة الجميلة ، المحفور في ذاكرة الطفلة التي تلعب في الشارع ، نبه عليها الزوج بالطبع ألا تتحدث في الشارع ، لأن صوت المرأة عورة حسب معتقداته ، وهنا كانت الصدمة كبيرة جدا على الطفلة الصغيرة ذات الخمسة سنوات ـ فقد وجدت سيدة مجهولة تلبس أسود في أسود تقترب منها و تقبلها بدون كلام ، ثم تتركها وهي في حالة صدمة شديدة دون أن تعرف من هذه الشخصية التي هبطت عليها من السماء ولم تنطق بحرف واحد ، ثم وقفت الطفلة الصغيرة في ذهول لدقيقة أو أقل تعقبها نظرات متقطعة تتابع فيها بنظرات تملؤها الدهشة خطوات هذه السيدة وهي تمشي بعيدا عنها ، ثم ذهبت للعب مع أصحابها ، وهي في حيرة من أمرها ..