الخميس، 25 سبتمبر 2008

هل يغفر الله جل وعلا لمن يشرك أو يكفر..؟؟...1

مقدمة:

أولاً: وقبل الإجابة على هذا التساؤل يجب أن نوضح بالآيات القرآنية من هو المشرك ومن هو الكافر ، كما يجب أن نوضح أن هذه التسمية ، وهذا التصنيف والتمييز (مشرك وكافر) بالطبع ليست متاحة لنا نحن البشر ، بمعنى لا يجوز لأي إنسان أن يتهم إنساناً بالكفر أو الشرك بالله ، وليس من حق أي بشر أن ينادي إنساناً بقوله (يا كافر ، ويا مشرك) وإلا يكون قد وضع نفسه مكان الله جل وعلا ، ولكن هذا هو كلام الله وحكم الله على فئة بعينها من الناس نتيجة شركهم بالله آلهة أخرى ، أو كفرهم بالله وتكذيبهم لآياته ورسله ، لأنه جل وعلا يعلم السر وأخفى ، وطالما لم يتعد أحدهما مرحلة الشرك والكفر العقيدي فليس من حقنا أن نعاديهم ، إلا إذا تحولا إلى الشرك والكفر السلوكي الذي من شأنه الاعتداء على المسلمين ، ففي هذه الحالة يجب رد الاعتداء بالمثل.

ونأت لتوضيح معنى المشرك والكافر من خلال آيات القرآن الكريم.

1ـ المشرك حسب السياق القرآني:

هو من لا يكتفي بالله جل وعلا رباً ، ويشرك معه آلهة أخرى ظناً منه أنهم سيقربونه إلى الله زلفى مثل قول الله جل وعلا (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)الزمر: 3 ، ويحدد المولى جل وعلا ويبين أن التقرب إليه لا يكون إلا بالإيمان والعمل الصالح يقول تعالى(وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ )سبأ:37.
وعلى الرغم أن العزة لله جميعاً في قوله تعالى (
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ....) فاطر:10 ، ويقول تعالى (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ )الصافات:180 ، ولكن المشركين يتخذون من دون الله آلهةً أخرى ليكونوا لهم عزاً يقول تعالى(وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا)مريم:81 ، ويتخذ المشركون شركاء مع الله ليشفعوا لهم يوم الحساب يقول تعالى(وَقِيلَ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ)القصص:64 ، الشركاء يوم الحساب لن يشفعوا لمن أشركوا فحسب ، ولكنهم لن يستجيبوا لهم عندما يروا العذاب ، يقول تعالى(وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا) الكهف:52 ، وهذه الآية تبين أن هؤلاء الشركاء لن يستجيبوا لمن أشركوا بهم في الدنيا فحسب ، ولكن سيجعل الله بينهم حاجزاً من العذاب يهلكهم جميعاً.

المشرك يظلم نفسه و يدعو مع الله إلهاً آخر طلباً للنفع ، وهو لا ينفع ولا يضر يقول تعالى (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ)يونس:106.
معظم المشركين يظنون أنهم على الحق وأنهم من المؤمنين ، ولا يعترفون بشركهم إطلاقا ، ظناً منهم أنهم على صواب كما في قصة يوسف حيث بـيـَّـن ذلك رب العزة جل وعلا في قوله تعالى (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ{103} ثم يقول جل شأنه (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ)يوسف:106.

المشرك يؤمن بوجود الله ، لكنه يشرك مع الله آلهة أخرى أو يدعو مع الله إلهاً آخر ، مثل التقرب إلى الله عن طريق الأضرحة والأولياء ، أو البشر و الحجر والشجر والبقر ، المشرك يسلك طريقاً في العبادة مستخدما بينه وبين الخالق جل وعلا واسطة ، وهذا ما يجعله (يظلم ويخسر) يظلم نفسه ، ويخسر في الآخرة ، ويتحول من مؤمن موحد بالله إلى مشرك ظالم خاسر ، لأن الإيمان الحقيقي يعتمد في الأساس على التوحيد الخالص لله وحده بلا شريك أو وسيط بين العبد وربه ، يقول تعالى(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)غارف:60، وقال تعالى(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)البقرة:186، ومن هذه الآيات يتضح عدم وجود آيّة واسطة بين الإنسان وربه فيما يخص العبادة أو الدعاء أو علاقة الإنسان بربه عموماً.

إذن قضية الشرك هي أن يجعل الإنسان مع الله إلهاً آخر يقول تعالى(الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)الحجر:96، ويقول تعالى( لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولا )الإسراء:22، ويقول تعالى(وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ )المؤمنون:117.
من أهم صفات المشركين حب الدنيا وحرصهم على البقاء فيها يقول تعالى(وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ(البقرة:96 ، المشرك يريد حياة أبدية لا موت فيها ، ويحرص على ذلك كل الحرص ، وينسى تماماً أن هناك أجل محتوم.
وهناك من الأفعال إذا وقع فيها الإنسان سيكون مشركاً بالله يقول تعالى(وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)الأنعام:121.

وفي هذه الآيات يوضح جل وعلا وحدانيته وقدرته سبحانه وتعالى على خلق وتدبير كل شيء ، وهو وحده لا شريك له يبدأ الخلق ثم يعيده ، وجاءت هذه الآيات بعد إهلاك قوم لوط يقول تعالى(أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (64)النمل، ورغم قدرة الله جل وعلا التي وسعت كل شيء ، ولكنهم يشركون.

يقول تعالى يبين إحدى صفات المشركين والكافرين باليوم الآخر ، الذين يولون الأدبار عندما يذكر الله وحده في القرآن، يقول تعالى( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46))الإسراء ، هنا يشترك الكافر والمشرك في أن الله يجعل على قلوبهم أكنة ، وأنهم لا يفقهون القرآن ، وهذه الآية تنطبق على بعض المسلمين عندما يسمعون اسم الله جل وعلا في القرآن أو في أي خطاب لا يحرك فيهم ساكناً ، وعلى العكس تماماً إذا ذكر اسم النبي عليه السلام فيسارعون بالقول عليه الصلاة والسلام.

وفيما يخص الصلاة كفرض أمرنا المولى عز وجل أن نقيم الصلاة لذكر الله وحده، كما أوحى لنبيه موسى يقول تعالى(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)طــه ، والآيات فيها تأكيد واضح على وحدانية الله وعبادته وإقامة الصلاة لذكر الله ، وهذا ما لا يفعله معظم المسلمين، وهناك آية واضحة تخص الصلاة أيضاً وتؤكد على وحدانية الله جل وعلا يقول تعالى(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)الجــن ، وهنا توضيح لما كان يفعله خاتم النبيين عندما يدعو الله كان لا يشرك به أحداً ، وهو قدوتنا ومعلمنا الأول فهل نقتدى به في صلاتنا.؟.

المشركون لا يؤمنون بالآخرة ، وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبهم ، وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون يقول تعالى(وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)الزمر:45.
يبين المولى عز وجل أن المشركين أكثر الناس عداوة للمؤمنين ، وعلى العكس أقرب الناس للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى يقول تعالى )
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ )المائدة:82، وفي نفس السياق الذي يتحدث فيه رب العزو جل وعلا عن علاقة الناس في المجتمع الواحد يبين المولى عز وجل أن الفصل والحكم في أي خلاف ديني أو عقيدي مرجعه إلى الله جل وعلا يوم القيامة ، يقول تعالى
)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )الحج:17 ، إذن كل أبواق التكفير والاتهام بالردة والخروج عن إجماع الأمة كل هذا كلام بشر ، مخالف للقرآن الكريم كتاب الله.


2ـ الكافر من خلال السياق القرآني:

الكافر هو من يكفر بالله جل وعلا أصلاً ويكذب آياته ، ويقتل الرسل والنبيين بغير الحق ويحاربهم في نشر دعوتهم ، ويفعل هذا علنا بمعنى أنه لا يكتفي بالكفر العقيدي الذي يضر به بفسه فقط ، لكنه يزيد على ذلك بالكفر السلوكي الذي يضر به المسلمين ، كما أنه يسارع في الاستهزاء بما جاء به أي رسول من الرسل ويحارب ويقتل من يأمرون بالحق والقسط من الناس ، مع محاولة إرهابهم وترويعهم وتهديدهم وقض مضاجعهم ، الكافر يود لو يكفر المؤمن مع الإساءة إليه بالقول ، الكافر يتهم الرسل بالسحر والكذب يقول تعالى (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ )ص:4 ، ويقول تعالى )أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ )يونس:2 ، الكافر إذا سمع آيات الله لا يفهمها لأن على قلبه حجاباً ، يقول على آيات الله أساطير الأولين يقول تعالى(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ )الأنعام:25 ، ويقول تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْـزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ )النحل:24 ، الكافر يسخر ويستهزئ برسل الله ويكفر بالقرآن أو ذكر الرحمن يقول تعالى (وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ)الأنبياء:36، الكافر يكفر برسل الله البشر ، ويريد أن يـُنـَزل الله رسلاً ملائكة من السماء يقول تعالى(إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لأَنْـزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ)فصلت:14، الكافر يستكبر و يكذب آيات الله )بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)الزمر:59 ، كما وصفوا القرآن بأنه أضغاث أحلام ، وأن الرسول افتراه من عنده ، وطلبوا منه معجزة ووصفوا الرسول بأنه شاعر يقول تعالى (بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ)الأنبياء:5 ، وهنا شيء هام يجب توضيحه إذا كان الكفار يكذبون القرآن العظيم الكتاب المعجز في القول واللفظ والمعنى و الوضوح مع البيان والمكفول بحفظ من الله إلى يوم يبعثون ، وعندما سمعوا الرسول يقرأه قالوا عليه ساحر ومجنون وكذاب وشاعر ، كما وصفوا القرآن بأنه أساطير الأولين ، فماذا هم قائلون (أي الكفار في عصر الرسول) لو حدثهم الرسول ببعض ما نسب إليه كذباً في كتب الحديث.؟ لقد اتهموه بالساحر والمجنون ، وهو يتلو عليهم آيات الله البيـِّـنات المعجزات ، فماذا هم فاعلون لو حدثهم بأحاديث آحاد ظنية تقبل كما يدعي البعض أنها أحاديث رسول الله.

وفي أول آيات سورة محمد توضيح لمعنى الكفر مع مقارنة واضحة بين الذين آمنوا والذين كفروا ، والفرق بينهما أن الذين كفروا اتبعوا الباطل والذين أمنوا اتبعوا الحق الذي نـُـزِّلَ على محمد ، لأنه الحق من ربهم يقول تعالى(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (3)محمد ، إذاً الذين آمنوا اتبعوا الحق أو ما نـُـزِّلَ على محمد وهو القرآن الكريم ، الذين كفروا اتبعوا الباطل وهو أي شيء غير الحق الذي نـُـزِّلَ على محمد عليه السلام.


الكافرون يريدون دينا يتماشى مع أهوائهم وأمزجتهم ، ويريدون أن يؤمنوا ببعض آيات الله ويكفرون ببعضها يقول تعالى(
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا (150) أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً(151)النساء.

ــ هناك بعض المرادفات لمعنى المشركين والكافرين
وهذه المرادفات ذكرت في العديد من الآيات في السياق القرآني ، ومن هذه المرادفات ( الظالمين ، الفاسقين ، الخاسرين ، المعذبين ....إلخ) وكل من وصفهم الله جل وعلا بهذه الصفات قد فعلوا نفس أفعال المشركين والكافرين ، لهم نفس العقاب من الله جل وعلا ، وهو دخولهم جميعاً النار في الآخرة ، يقول تعالى يوضح أن الكافرين والمشركين هم (الفاسقون) أيضاً (وَلَقَدْ أَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ (البقرة:99 ، ويوضح رب العزة أن هؤلاء لن يغفر الله لهم حتى لو استغفر لهم خاتم النبيين يقول تعالى(سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)المنافقون:6 ، ويتكرر نفس المعنى في آية أكثر وضوحا تبين أن الرسول حتى لو استغفر لهؤلاء الكافرين الفاسقين سبعين مرة فلن يغفر الله لهم يقول تعالى(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)التوبة:80.

ــ (الظالمون) أيضا جاءت في السياق القرآني تشير إلى القوم الكافرين يقول تعالى )كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)آل عمران:86 ، ومرة أخرى جاءت تشير إلى المشركين يقول تعالى)سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَـزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)آل عمران:151، ويقول جل شأنه مخاطباً خاتم النبيين عليهم جميعاً السلام(وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ)يونس:106 ، وهذه آية توضح أن الكافرين يوم القيامة هم الظالمون(يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَٱلْكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ)البقرة:254 ، ومن الآيات التي تثبت وتوضح أن مصير الظالمين يوم الحساب سيكون البقاء في النار قول الله جل وعلا)ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا )مريم :72.

ــ (الخاسرون) جاءت أيضاً تشير إلى الكافرين الذين يكفرون بدين الإسلام يقول تعالى )
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)آل عمران:85 ، وكذلك الذين يكذبون بآيات الله )وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)يونس:95 ، و يبين رب العزة جل وعلا أن تلاوة القرآن حق تلاوته قد تفرق بين الإيمان والكفر أو الفوز والخسران في الآخرة ، يقول سبحانه وتعالى (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(البقرة:121، ــ (الخاسرون) جاءت تفيد أيضاً معنى المشركين يقول تعالى )وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)الزمر:85.
ــ (المعذبون) من المرادفات التي جاءت تشير إلى معنى الكفر والشرك في القرآن ، يقول جل وعلا)
فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ)الشعراء:213.

ــ (أعداء الله) يخسرون يوم الحساب يقول تعالى (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ(19) فصلت ، وتوضح وتبين الآيات التالية من نفس السورة ماذا فعل أعداء الله ليكون جزاءهم الخلود في النار يقول تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27( (ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ )فصلت:28.

وإلى الللقاء في الجزء الثاني عن أوامر الله جل وعلا لخاتم النبيين ، وتوضيح درجات التوبة.

هذا البحث مجرد رأي و اجتهاد بشري يقبل الخطأ قبل الصواب ولا أفرضه على أحد.

رضا عبد الرحمن على

الأحد، 21 سبتمبر 2008

إدارة الأزهـر تحقـق معي ثم تعاقبني لأنني أكتب في الإصلاح بالقرآن الكريم



إدارة الأزهـر تحقـق معي ثم تعاقبني لأنني أكتب في الإصلاح بالقرآن الكريم




في يوم 17/7/2008 الماضي تم استدعائي للتحقيق معي بواسطة محامي من مشيخة الأزهر بسبب مقالات وأفكار أقوم بكتابتها ونشرها على مواقع الإنترنت ، ورغم أنني أقوم بهذا بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية ، وبعد عودتي لبيتي إلا أنني لم أسلم من التحقيق والظلم من إدارة الأزهر بسبب ما أكتبه بهدف الإصلاح بالقرآن الكريم ، ودائماً أقول إن ما أكتبه لا يتعدى العمل البشري ، وهو مجرد اجتهاد يقبل الخطأ قبل الصواب ولاأفرضه على أحد.ورغم كل هذا قامت إدارة الأزهر بمعاقبتي بالقرار رقم (4651 في 14/8/2008) ، حيث قاموا بخصم عشرة أيام من راتبي الشهري الذي لا يكفيني وحدي كي أعيش حياة كريمة تليق بالآدميين ، حيث أنني أحصل على راتباً شهرياً (305) جنيه مصري ، بالإضافة لكادر خاص (68.5) جنيه مصري شهرياً أي ما يعادل (69.166) دولار .وبينما يبدأ زملائي العام الدارسي الجديد كل على حسب هواه ما بين فرحان وحزين ومهموم ، بدأت عامي الدراسي بقرار خصم عشرة أيام من راتبي الشهري الذي لا يكفيني أصلاً ، والسبب كما وضحه قرار الجزاءات أنني أكتب مقالات تمس الدين الإسلامي على شبكة الإنترنت وأنا غير متخصص في هذا المجال ، وبذلك أكون قد خالفت اللوائح والتعليمات حسب ما جاء في قرار الخصم ، وهذا ظلم بين لأنني كما أشرت أكتب هذه الاجتهادات في بيتي ، ولا أتحدث فيها على الإطلاق مع زملاء أو طلاب أثناء ساعات العمل الرسمية ، ورغم ذلك جعلوني و صنفوني مخالفاً للتعليمات أريد أن أعرف أي تعليمات هذه التي تسول لإدارة الأزهر أن تتحكم فيعقل و تفكير موظف وهو في عقر داره بعد انقضاء ساعات العمل الرسمية ، فبدلاً من قيامهم بكتابة مقالات للرد على ما أكتب قاموا بظلمي وخصموا من راتبي الذي لا أملك غيره ، وأنا أشكو إلى الله جل وعلا هذا الظلم الواقع عليَّ من إدارة الأزهر ، كما أخشى أيضاً أن يتصاعد هذا الظلم أو يستمر. ، وطبقاً لقوانين الجزاءات سيهبط التقرير السري السنوي الذي يقيم عملي كموظف من امتياز إلى جيد جدا أو جيد ، مما سيكون له تأثيراً سلبياً فيما يخص ترقيتي أوحصولي على درجات وظيفيه.كما أن إدارة الأزهر تكيل بمكيالين في التعامل مع موظفيها ، حيث أنني أكتب في الإصلاح بالقرآن الكريم ، ولا أفرض اجتهادي على أحد ، ولا أتحدث فيما أكتب في مكان عملي إطلاقاً ، ورغم ذلك تم التحقيق معي ، ومعاقبتي بالخصم ، وعلى النقيض تماماً أجد الباب مفتوح على مصراعية أمام المدرسين الذي يحملون فكر الأخوان أو أهل السنة والجماعة ، حيث يقومون بنشر أفكارهم علناً بكل حرية ، ومسموح لهم التحدث في الإذاعة الصباحية عن أفكارهم ، وإلقاء الخطب وتوزيعها على الطلاب ، وتوزيع كتب وكتيبات على الطلاب تحمل نفس الفكر المتعصب المتطرف الذي يؤدي بدوره لتسطيح وتهميش العقول، كما أن هؤلاء الزملاء من المدرسين الذين لا يخلوا أي معهد أزهري في مصر من أحدهم يطلق لحيته ، وينشر أفكاره بين الطلاب ، دون أي تعليق من شيخ المعهد أو من إدارة الأزهر على الإطلاق والنتيجة واضحة تماماً فراغ فكري واضح بين طلاب الأزهر ولقد لمست هذا الفراغ الفكري لطلاب الأزهر بنفسي ، في عام 2000م أثناء دراستى وسكني في المدينة الجامعية وفي أعقاب أحداث المظاهرات التي قام بها طلاب الأزهر بسبب كتاب وليمة لأعشاب البحر للكاتب السوري (حيدر حيدر) ، نزلت بين الطلاب المتظاهرين أسألهم لماذا هذه المظاهرات فقالوا علشان كتاب الكافر حيدر الذي يسب الذات الإلهية ويجب أن نقتص منه ، فقلت لهم هل قرأتم الكتاب وعلمتم ما فيه ، فقالوا لا ، تركتهم وذهبت إلى محاضراتي على الفور، فهذا الفراغ الفكري والتعصب و التطرف في التعامل مع المواقف سببه إتاحة الفرصة لفكر واحد يسيطر على معظم الشباب في الأزهر ، وأنا لا أريد إتاحة هذه الفرصة لي على الإطلاق أو أطلب أن يسمحوا لي أن أنشر أفكاري بين الطلاب ، لكن على الأقل يجب وقف ما يقوم به الأخوان في المعاهد والمدارس ، والتنبيه على كل موظف أن يؤدي عمله المطلوب منه فقط أثناء ساعات العمل ، ويترك مسئلة الفكر والدين واتباع اتجاه فكري معين تبعاً لحرية كل إنسان ، وحرية كل طالب من طلاب الأزهر أن يبحث هو بنفسه ويختار ما يؤمن ويقتنع به بإرادته ، وليس كما يحدث من فرض فكر معين وقالب معين للدين الإسلامي على الطلاب في مراحل سنية صغيرة وإقناعهم أن هذا هو الإسلام ومن يخرج عنه هو كافر وخارج عن الملة ويجب قتله ، فهنا قمة الظلم من إدارة الأزهر ، حيث تتيح الفرصة لأقطاب وممثلي التطرف والتعصب أن يفعلوا ما يشاؤون بطلاب الأزهر ، وإذا حاول موظف مثلي لا يملك إلا قلمه وكلمته كتابة مقالات بهدف الإصلاح بالقرآن تقوم عليه إدارة الأزهر بالتحقيق معه ، ثم الخصم من راتبه ، مسببين ذلك بأنني قد خالفت التعليمات.كل ما أريده من إدارة الأزهر أن ترفع هذا الظلم عني ، وتحاسبني عن عملي كأخصائي اجتماعي خلال ساعات العمل الرسمية ، وأن يوقفوا زملائي من أصحاب الفكر المتطرف عن فرض فكرهم على الطلاب وإقناع الطلاب أن هذا الفكر وتلك الصورة هي جوهر الإسلام وحقيقته ، معتقدين بذلك أنهم الفرقة الناجية ، وكل من يخالفهم خارج عن الملة ، ولا أريد أن يعاقبوا مثلي بالخصم ، وإنما يجب ان يتوقفوا عن نشر وفرض فكرهم على الطلاب الصغار والمراهقين ، وإقناعهم أن الإسلام هو اللحية والجلباب والنقاب ، لأن هذا الفكر ستكون عواقبه وخيمه على المسلمين .


يوجد على هذا الرابط صورة قرار قسم الجزاءات بالأزهر يفيد خصم عشرة أيام من راتبي بسبب كتابة المقالات على الإنترنت.


http://rraam55.jeeran.com/files/159044.jpg

الجمعة، 19 سبتمبر 2008

هل أنت مسلم ..؟ أين لحيتك ..؟

على الرغم أن الحرية الدينية هي مبدأ أساسي من مباديء الإسلام الموجود في القرآن إلا أنه بعد انتشار وسيطرة ثقافة التدين الظاهري على معظم المسلمين في العالم ، وبعد تمكن الفكر المتطرف المبني على اللحية والجلباب على معظم منابر الدعوة عبر المساجد أو الفضائيات أو الندوات أو الاجتماعات السرية أو العلنية بواسطة خلايا تنظيمية لجماعات نشر التعصب والتطرف الوهابية ، أصبح التدين غاية في السهولة والصعوبة في الوقت ذاته ، التدين الظاهري الذي يعتمد على الشكل والمظهر الخارجي للإنسان أمراً سهلاً ، حيث بإمكان كل إنسان أن يطلق لحيته حتى لو كان من مدمني البانجو والمخدرات ، ومن بائعي الحشيش أو من السوابق أو المسجلين خطر ، من الممكن لأي إنسان أصيب بحادث أدى إلى تشويه جزء من وجهه أن يطلق لحيته ، وبذلك يستر عيباً حدث في وجهه ، كما أن كل شخص نحيف أو نحيل يفضل ترك لحيته ، وبهذا يضمن كل واحد من هؤلاء لنفسه نظرة احترام وتوقيرمن أصحاب الفكر المتطرف المتعصب الذي يجعل اللحية جزء أساسي من الدين ، وهذه الأمثلة وأكثر منها واقعية مائة في المائة ، ولا أذكرها من الخيال.
أقول هذا الكلام لأن جماعات التطرف أو جماعة الأخوان في مصر وجماعة أنصار السنة التي كنت أظن أنهم أقل تطرفاً وأقل تعصباً ، فوجئت أنهم يستخدمون نفس الأسلوب ونفس المنهج ، التكفير المباشر لمن يختلف معهم على الفور ، وحدث ذلك معي شخصياً ، حيث قالها لي أحدهم مباشرة (ليس بعد الكفر ذنب) ، ولقد عشت مخدوعاً فيهم ، وكنت أظن أنهم يطلقون اللحى ويلبسون الجلباب ، ولا يتدخلون في شئون الغير ، ولكن يبدو أنهم يتظاهرون بذلك لكي يخدعون الناس ، أو لمجرد الاستقلال فقط أو متبعين سياسة خالف تعرف ، و بذلك لا يتم تصنيفهم مثل جماعة الأخوان ، بأنهم متطرفون أو متعصبون ، ولكن من وجهة نظري الشخصية المتواضعة إن جماعة أنصار السنة لا تقل خطراً عن أي جماعة من جماعات التطرف في العالم الإسلامي ، فهم يخدعون الناس ، ولكنهم يؤمنون بنفس الفكر المتعصب المتطرف الذي لا يقبل الأخر على الاطلاق ، وسلاح التكفير أول سلاح لديهم يوجهونه لمن يختلفون معه ، ومن أبسط تصرفاتهم التي تعبر عن حقد وضغينة داخلية ، اتفاقهم جميعا على عدم القاء السلام على أي شخص يختلف معهم فكرياً ، وهم بذلك يعاقبون هذا الشخص على فكره ومعتقده ، وحدث ذلك أيضاً معي شخصياً ، وبالطبع أنا لا أكتب هذا لكي أدعي الاضطهاد أو أي شيء من هذا القبيل ، فأنا قادر على التعامل مع أمثال هؤلاء ، وتجاهلهم نهائياً ، ولكن أقول هذا لكي أوضح أن أي إنسان مسلم يطلق لحيته معتقداً أنها دين أو جزء من الدين ، فهو يـحوي في داخله أطوار متعددة للتطرف تخرج وقت اللزوم لكل من يختلف معه في الرأي أي رأي ، هذا الشاب الذي يطلق لحيته بإيمان تام أنها فرض ودين ، ويريد فرض أفكاره على الناس هو متعصب سواء كان في مصر أو فلسطين أو الجزائر أو السعودية البلد الأم لهذا الفكر ، ومنشأ هذا التطرف والتعصب ، إن هؤلاء الشباب يريدون محاسبة الناس في الدنيا متجاهلين يوم الحساب من ناحية ، ومتناسين أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو المحاسـِب لكل البشر.
هؤلاء الشباب يعتمدون اعتماداً كلياً على اللحية في تقييهم للإنسان ، لدرجة أنه وصل بهم الحال إلى سؤال البعض (أنت مسلم .؟ أين لحيتك .؟) ، وبهذا الحال وبهذا الفكر الظلامي المتطرف الذي يعتمد الشكل مقياساً للتدين الذي يمكن أن يصل من خلاله أي إنسان للتقوى ، والتقوى لا يحكم فيها إلا الله جلا وعلا لأنه أعلم بمن اتقى ونهانا أن نزكي انفسنا، أقول أنهم خطر على المجتمعات الإسلامية ، وإنهم أول من يعطل مسيرة الشعوب العربية نحو الديمقراطية والحرية والتطور والتحضر والتمدن ، وأكبر دليل على هذا جماعة الأخوان في مصر بدأت عملها في عام 1927م تقريباً ، وإلى الآن لابد أن نسأل ماذا قدمت جماعة الأخوان للمصريين ، كم مصنعاً أنشأت ، كل ما قدمته للمصريين لم يكن خالصاً لوجه الله تعالى ، ولكن لأهداف سياسية بحتة ودعاية مقصودة ، ورغم انتشار الفقر والفقراء إلا أنهم يُصرون كل الإصرار على بناء المساجد الفاخرة الخمس نجوم التي تساعدهم في نشر دعوتهم ونشر فكرهم والسيطرة على الشعوب باللحية والجلباب والنقاب ، فهي جماعة متقلبة تبحث عن مصالحها الخاصة وأهدافها المنشودة ، حيث كان دوماً الإسلام هو الحل شعارهم ، لكن عندما تفشى الفساد والغلاء ، فكان لزاماً عليهم تغيير هذا الشعار قبيل انتخابات المحليات في العام الجاري 2008م ، فعدلوا الشعار إلى ( معاً ضد الفساد ) ، و(معاً ضد الغلاء) حتى يتماشى دورهم مع مشاكل الشعب ، ولكن أيضاً لأهداف خاصة منشودة محسوبة.
وأخيراً أحذر كل مسلم من كل شخص يطلق لحيته معتقداً أنها كمال الدين والتدين ، لأنه من الممكن أن يأتي اليوم الذي يجول فيه هؤلاء الناس في الشوارع سائلين كل إنسان (أنت مسلم .؟ أين لحيتك.؟) .

السبت، 13 سبتمبر 2008

هل يجب على الإنسان الإيمان بكل ما يسمع أو يقرأ ..؟؟

هل يجب على الإنسان الإيمان بكل ما يسمع أو يقرأ ..؟؟


خلق الله عز وجل الجن والإنس ليعبدوه وحده لا شريك له ، وميـَّز المولى سبحانه وتعالى الإنسان بنعمة العقل والتفكير عن باقي مخلوقات الأرض ، ولكن هذه النعمة مقرونة بفرض أو أمانه حملها الإنسان بإرادته ، كما فرض الله جل وعلا على كل إنسان أن يتفكر ويتدبر ويـُبصر في كل شيء بدءً من خلق نفسه ، يقول تعالى (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) الذاريات ، وهي دعوة من الخالق سبحانه وتعالى أن يـُبصر كل إنسان في خلق كل شيء بدء من نفسه ، ويتفكر كيف خلقه الله جل وعلا ليؤمن بقدرته سبحانه وتعالى ، كما أمرنا خالقنا أن ننظر ونتفكر في خلق السماوات وما فيها من مجرات ونجوم وكواكب والشمس والقمر ، والسعي في الأرض والنظر إلى كل ما عليها من جبال وأنهار ومخلوقات وثمرات يقول تعالى(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الرعد 3 ، وحدد سبحانه وتعالى أن في خلق الأرض آيات لقوم يتفكرون ـ أي لن يُـقدر ويفهم هذه الآيات الكونية في خلق الله عز وجل إلا من يتفكر ويتدبر ويبحث في هذا الخلق مستخدماً نعمة العقل ، ومن خلال هذا التفكير وصل العالم الخارجي إلى ما وصل إليه الآن من علوم وتكنولوجيا وثورة أو طفرة هائلة في عالم الاتصالات ، ومع ذلك مازال الاختلاف في بلادنا قائما على دخول الخلاء بالقدم اليمنى أو اليسرى .

وبتوضيح أكثر نقرأ قوله تعالى (إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) الجاثية ، وهنا علينا أن نعقل ونؤمن بآيات الله جل وعلا في خلقنا وفي السموات والأرض وتصريف الرياح وكلها دعوة للتفكر وإعمال العقل للوصول للإيمان بقدرته جل وعلا.

وعندما خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وضَّح لنا جميعا في كتابه العزيز أن جميع البشر خلقوا من نفس واحدة ، وأنه لا فضل لمخلوق على آخر إلا بالتقوى التي لا يعلمها إلا الله خالق كل شيء ، وعالم الغيب والشهادة ، الذي يعلم ما نخفي ومانعلن سبحانه وتعالى .

والطريقة التي خُـلقنا بها تؤكد بلا أدنى شك أن جميع البشر متساوون في كل شيء من ناحية كونهم مخلوقات بشرية لا تقديس لها على الإطلاق ، ولا يمكن أن يكتسب أي مخلوق بشري أية قداسة ترفعه فوق مستوي البشر مهما كان ، ومهما بلغ من علم أو معرفة أو إيمان ، إلا إذا اختار الله جل وعلا أحداً منهم ليكون نبياً أو رسولاً ، وهذا لأن الاختيار أو التفضيل للرسل والأنبياء جاء من قبل المولى عز وجل لأنه يعلم من خلق ، ويعلم أنهم أفضل البشر وأصلحهم لتحمل الرسالات السماوية وهذا الاختيار من قبل المولى عز وجل ليس فيه أدنى تقديس لهؤلاء البشر ، ولم يرسل الله رسولا لكي يقول لقومه اعبدوني من دون الله يقول تعالى (
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ )آل عمران:79، والمعنى أن اختيار الرسل والأنبياء في الأساس لدعوة الناس لقول (لا إله إلا الله) ، وضرب الله مثلا بعيسي وأمه مريم عليهما السلام يقول تعالى (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ )المائدة :116 ، فما كان من عيسى عليه السلام إلا التبرء من أفعال هؤلاء ، كذلك سيفعل خاتم النبيين حيث يقول يوم الحساب(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)الفرقان:30.

وأرسل الله عز وجل الرسل والأنبياء للبشر لتبليغ رسالاته جل وعلا بداية من أبينا آدم ونهاية بخاتم النبيين عليهم جميعا السلام ، يجب الإيمان بجميع الرسل ، كما يجب الإيمان بالرسالات السماوية المنزلة من الله سبحانه وتعالى ، وأمرنا جل وعلا أن نؤمن بها ، لكن فرض علينا أيضا أن نحتكم إلى القرآن في كل شيء ، وأن نحكم عليها من خلال القرآن ، وهذا يتطلب أمراً هاماً هو قراءة القرآن بتدبر وتفكر وتعقل ، وذلك لأن الخالق سبحانه وتعالى فضل الإنسان بنعمة العقل عن جميع المخلوقات ، فإذا كان هذا هو الحال مع كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أمرنا خالقنا أن نتدبر ونتذكر ونعقل آياته عند القراءة ، وهذا أمر من الله للبشر ليكون إيماننا مبنيا على التفكر والتدبر واليقين يقول تعالى ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) القمر 32 ويقول جل شانه (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ص 29 وهنا تمييز لأصحاب العقول من البشر يوضح استخدام نعمة العقل ، ويصف المولى جل وعلا كل من لايتدبر القرآن قائلا (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد.


و هذه النعمة (نعمة العقل) هي مسؤولية كبيرة سيحاسب عليها كل إنسان ، حتى لا يبرر إنسان تعطيل عقله واتباعه لشخص أو جماعة بحجة أنهم متخصصون في الدين ومسئولون عن الأمة ، ولكن يوم القيامة يتبرأ كل إنسان ممن اتبعوه في الدنيا ، وكما قال رب العزة في القرآن الكريم ، وهنا يتجلى دور تلك النعمة التي أنعم الله بها على الإنسان وهي العقل والتفكير والتدبر وتتمثل أيضاً في مسئولية كل فرد عن نفسه ، لأن الموضوع مسؤلية خاصة وفرض على كل إنسان أن يفكر في كل ما يسمع أو يقرأ ، ولذلك سيكون الحساب فردياً يقول تعالى(
يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)النحل:111 ، ويقول تعالى يوضح أن الحساب سيكون فردياً أيضاً ، كما يوضح انقطاع الصلة بين المشرك وشركاءه أو الإنسان وشفعاءه (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)الأنعام:94 ..

وهنا أقول ليس من حق أي إنسان أن يفرض فكره أو معتقده على الناس بحجة أنه رجل دين أو عالم دين ، كذلك من حق أي إنسان أن يسأل ويناقش ويحاور ويستفسر ويعارض ويرفض أو يؤيد كل ما يسمعه أو يقرأه ، لأنه ليس هناك مقدس في كلام البشر ، وليس هناك تقديس لما يقوله أو يكتبه البشر ، وإنما التقديس كله لما أنزله الله جل وعلا على الأنبياء والرسل فيما يسمى بالرسالات السماوية ، والتي يجسدها القرآن الكريم أخر الرسالات السماوية الذي تكفل المولى عز وجل بحفظه إلى يوم الدين ، ورغم ذلك يقع كثير من الناس أصحاب الشهادات والمؤهلات وأساتذة الجامعات في سقطة كبيرة ، وهي إعطاء العقل اجازة مفتوحة بدون مرتب ، ويعتمد على الغير في فهم أمور دينه ودنياه متجاهلا حقه في التفكير والتدبر والنظر والبحث في كل شيء حوله ، ليس هذا فحسب ، ولا يكتفي هؤلاء بحرمان أنفسهم من نعمة أنعم الله بها على الإنسان وفرضها عليه أيضا ، ولكن يريدون لكل من يبحث ويجتهد ويفكر من أجل الوصول إلى الحق ألاَّ ينعم تلك النعمة التي لا يعرفون قيمتها ، فتجدهم يطاردون كل مفكر وكل باحث عن الحقيقة في كل مكان لتشويه صورته وتمزيق أشلائه حقدا وحسدا من عند أنفسهم ، والسبب بسيط جدا لأن هذا الإنسان المسلم المسالم أطاع الله عز وجل وبدأ يتفكر في خلق السموات والأرض وفي خلق نفسه ، ويقرأ القرآن بتدبر وعقل مفتوح دون أن يفرض عليه (أي على القرآن)وجهة نظر مفسرين أو تراثيين ، إنسان يريد النجاة لنفسه ولكل من يفكر ويعقل من المسلمين إنسان يريد الوصول للحقيقة مستخدما العقل ، دون أن يفرض رأيه على أحد ، هل هذه جريمة ..؟؟ هل استخدام العقل أصبح جريمة يحاسب عليها الإنسان ويلام من أشخاص لا يعرفون قيمتها ولا يقدرون نعمتها ..؟؟

أقول لهم ليس من حق أي إنسان أن يجبرني أن أؤمن بكلامه المكتوب أو المقروء أو المسموع ، ولكن من حقي كإنسان سأحاسب عن نفسي أن أناقش وأتحاور وأرفض وأعترض في حدود الأدب والحوار الراقي ، ولا يجوز أن يفرض إنسان على إنسان آخر فكره أو معتقده ، وفرض الفكر يتم بطريقة غير مباشرة حيث القنوات الفضائية الدينية التي تنشر فكراً تراثياً متعصباً منقولا بدون تفكير أو تصحيح ، والكل يستمع ويقول آمين ، والخطاب الديني في مساجد الدول الإسلامية لا فرق بينه وبين تلك القنوات في فرض الرأي دون مناقشة ، والخطب معظمها مكررة ، ومنقولة ومحفوظة من كتب مخصوصة ويتم إلقائها على الناس ، وما عليهم أيضاً إلا قول آمين ، سواء كان الخطيب أو الإمام من أصحاب العلم أو متخصصاً في الجهل.

ومن هنا أكرر لا يجب أن أؤمن بكل ما أسمع أو أقرأ من كلام البشر ، لأنه لايوجد بشر معصوم من الخطأ ولن ينفعني اتباعي لفلان أو علان ، ويوم الحساب سيفر كل إنسان بنفسه ليواجه مصيره ، ولن يكون هناك متسع من الوقت للدفاع عن الآخرين ، ولكن الوقت والفرصة متاحة هنا في دار الدنيا ، فليدافع كل إنسان عن حقه في التفكير ، وعن حقه في التعبير ، وعن حقه في فهم دين الله ، وحن حقه في التحاور والتساؤل والمناقشة البناءة التي تنمي العقل وتقوي الوعي الديني وتهدم الكهنوت الديني ومؤسساته ورجالة الذين اغتصبوا حق كل الناس في التفكير والتدبر بدون وجه حق ، فاغتنم الفرصة أيها الإنسان وفكر من الآن قبل فوات الأوان.




الاثنين، 8 سبتمبر 2008

هل من حقنا ..... قول رضي الله عنه ورضي الله عنها..؟

هل من حقنا ..... قول رضي الله عنه ورضي الله عنها..؟

هذا المقال يناقش موضوع هام يقع فيه معظم المسلمين دون أن يشعر أحدهم بأنه قد تقول على الله سبحانه وتعالى ، و تدخل في علم الله ، وادعى معرفة أمور غيبيه لا يحكم فيها إلا الله ، ولا يقررها إلا الله جل وعلا ، وذلك حينما يقول أحدهم عن شخص ما(رضي الله عنه أو رضي الله عنها) وهذا القول يجعل الإنسان منا يحكم في ما ليس له به علم أو يتقول على الله جلا وعلا ما ليس من حقه ويصدر حكماً قطعيا بأن الله جل وعلا قد رضي عن فلان أو فلانة ، فإذا كنا لم ولن نرى الله سبحانه وتعالى ، وإذا كنا لم نرى من نقول عنهم هذا القول ولم نعايشهم ، وحتى لو عايشناهم ، فليس من حقنا أن نزكي أحدا على الله جل وعلا ، وليس من حقنا أن نزكى أنفسنا فهل يجوز أو يعقل أن نزكى الأخرين أو نحكم بأن الله تعالى قد رضي عنهم.؟.

والحكم بصلاح أي إنسان أو فساده ، أو إيمانه أو كفره ، غيب لا يعلمه إلا الله جل وعلا وليس من حقنا نحن البشر التدخل فيه ، ويقول سبحانه وتعالى يوضح لنا أنه ليس من حقنا أن نزكي أنفسنا (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )النجم:32 ، وقد أمرنا المولى عز وجل أيضا أن نهتدي ويحاول كل إنسان أن ينأى بنفسه عن الكفر ، ولا يفكر فيمن كفروا ، لأنه (أي الإنسان) إذا اهتدى لن يضره من كفر يقول تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )المائدة:105.

ورغم هذا الوضوح ، وهذه النهي عن تزكية أي إنسان لنفسه ، لكن نجد من يزكي الأخرين ضاربا عرض الحائط بقول الله عز وجل ، متناسيا أن العلم عند الله سبحانه وتعالى وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، لكن يقع معظم المسلمين في أمر غاية في الخطورة ، وأنا أراه تعدي واضح على الله جل وعلا وخوض في أمور خاصة بالله سبحانه وتعالى ، وهي عندما يتحدث إنسان مسلم عن أحد السابقين سواء من الصحابة أو غيرهم ، أو أي إنسان من المسلمين عاش في عصر الرسول أو إي إنسان ممن عاشوا في عصر الخلفاء الراشدين الرجال منهم أو النساء ، فإنه يتلو الإسم بقوله (رضي الله عنه ) أو (رضي الله عنها) ، ورضى الله سبحانه وتعالى لا يعلمه إلا الله وليس من حق إنسان أن يحكم في هذا الأمر من تلقاء نفسه بهذه السهولة ، والله عز وجل وحده هو من يحكم بأنه تعالى قد رضي عن فلان أو فلانة ، وليس من حقنا أن نتقول على الله ونحكم بهذا لمجرد أن أحد هؤلاء قد عاصر الرسول أو عاش في عصر الخلفاء الراشدين ، فالله جل وعلا لا يـُـظـِــهـرُ على غيبه أحدا يقول تعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِه أَحَدًا)الجــن:26 ، والله جل وعلا لا يشرك في حكمه أحدا يقول تعالى (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا )الكهف :26 ، أليس الحكم والقول بأن الله رضي عن فلان أو فلانة غيب لا يعلمه إلا الله ، وتدخل في حكم الله.؟ ، فكيف يحكم الإنسان بهذه السهولة بأن الله قد رضي عنهم وأرضاهم.

وسيقول قائل ويسأل سائل أن الله جل وعلا قد رضي عن بعض الصحابة الذين بايعوا الرسول عليه السلام تحت الشجرة في قوله تعالى ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْـزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا )الفتح:18، وهنا سؤال ، من يستطيع من المسلمين أن يعطينا كشفا بأسماء وعدد الصحابة الذين بايعوا الرسول عليه السلام في هذه اللحظة ، وهذا الموقف الذي استحقوا عليه رضي الله ، حتى لو استطاع أحد أن يأتينا بأسماء هؤلاء الصحابة الذين كانوا مع رسول الله عليه السلام آنذاك فليس من حقنا أيضأ أن نتدخل في حكم الله ، وفي غيبه ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، هؤلاء الصحابة في ذلك الموقف كما توضح الآية نالوا رضى الله سبحانه وتعالى لأن المولى عز وجل( عَــلِـمَ )ما في قلوبهم من إخلاصهم لله وللرسول في هذا الموقف ففتح الله عليهم ونصرهم ، فهل أحدنا يعلم ما قلوب هؤلاء السابقين حتى يحكم عليهم ويقرر أن الله جل وعلا قد رضي عنهم ، ولو ادعى إنسان أنه يعلم ما في قلوب هؤلاء ، فمن يحكم ومن يقرر هوالله جل وعلا .

ولو قرأنا وتدبرنا معاً السياق القرآني الذي ذكر فيه (رضي الله) سيكون الأمر أكثر وضوحاً: يقول تعالى : ( قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) المائدة : 119 ، وهذه الآية توضح أن رضى الله سيكون من نصيب أهل الجنة ، وهذا يوم يوم الحساب . يقول تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)التوبة:100 ، وهذه الآية توضح أن من نالوا رضى الله جل وعلا هم المهاجرين الأوائل الذين هاجروا مع رسول الله عليه السلام والأنصار الذين استقبلوهم في المدينة ، وآثروا على أنفسهم ، ولكن أيضا لا يستطيع أحد أن يحكم في هذا إلا الله جل وعلا ، لأنه يعلم ما نخفي وما نعلن ، وليس من حقنا نحن البشر أن نقول أن الله جل وعلا قد رضي عن فلان أو فلانة من تلقاء أنفسنا . يقول تعالى: ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)الفتح:18، وهذه الآية توضح كما ذكرنا أن الله جل وعلا قد رضي عن مجموعة من المؤمنين الذي صدقوا وأخلصوا النية لله وللرسول وبايعوه بإخلاص ، ولم تذكر الآية أن الرسول قد علم ما في صدروهم ، ولكن الله سبحانه وتعالى نسب علم الغيب واطلاعه على ما في قلوبهم لذاته جل وعلا ، ولذلك رضي عنهم. يقول تعالى: ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )المجادلة:22، وهذه الآية يوضح فيها رب العزة جل وعلا قوما أمنوا بالله وأيدهم بروح منه ورضي عنهم ، وأسماهم حزب الله ، وأكد أنهم هم الفائزون ، وهنا لا يجوز لأي إنسان أو جماعة أن يدعوا أنهم حزب الله ، لأن حزب الله اختيار من رب العالمين نتيجة علمه جل وعلابما يفعلون وما يسرون وما يعلنون. يقول تعالى يوضح ثواب الذين أمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة أن يرض الله عنهم ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنها ، وكل هذه الأمور غيب لا يحكم فيها إلا الله ، ولا يعلمها إلا الله ، يقول تعالى ( جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)البينة:8، من الممكن أن نقول أن الله جل وعلا يرضى عن المؤمنين عامة ويغفر لهم ويدخلهم جنته في الآخرة ، لكن دون تحديد أسماء ، وأشخاص ، فهذا غيب لا يعلمه إلا الله.

ورغم هذه الآيات التي توضح وتبين أن رضى الله جل وعلا على أي إنسان سواء كان في الدنيا أو في الأخرة هو أمر وحكم خاص بالله جل وعلا ولا يجوز لأي بشر أن يزكي بشراً أخر أو يتقول على الله جل وعلا بأنه قد رضي عن فلان أو فلانة بمجرد أن هذا ، وهذه قد عاصر النبي عليه السلام ، أو رآه أو جلس معه أو كان خليفة للمسلمين أو عاش فى القرون الأولى لنزول الإسلام ، فهذه الأمور أمور غيبيه لا يعلمها إلا الله ، وليبحث كل منا عن نفسه ، ويترك الحكم في تزكية وتفضيل الأخرين لله جل وعلا ، ويترك الحكم برضى الله جل وعلا عن فلان أو فلانة لله سبحانه وتعالى هو أعلم بنا من أنفسنا ، وهو عالم الغيب والشهادة ولا يطلع على غيبه أحدا ، ولا يشرك في حكمه أحداً.
هذا المقال ليس قدحاً في أحدٍ بعينه ، حتى لا يتهمني اهل السنة أنني شيعي ، أو يتهمني الشيعة بأنني سني ، فهو مجرد وجهة نظر في خطأ يقع فيع معظم المسلمين، وقد يكون صحيحاً وقد يكون خاطئاً ، ولا أفرضه على أحد.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
رضا عبد الرحمن على