الثلاثاء، 24 أبريل 2012

طـهــارة الإنـســـان بيـن الـفـقــه الـسُـــنـي والـقــرآن


طـهــارة الإنـســـان بيـن الـفـقــهالـسُـــنـي والـقــرآن

خـُـلِـقَ الإنسانفي ثنائية معجزة من نفس وجسد ، والنفس هي القائد والمسيطر على جميع أفعال الجسد لأنالنفس هي التي تأمر الجسد بالإلهام أن يفعل الخير أو الشر أن يقول الحق أو الباطلأن يؤمن بالله وحده بلا شريك أو يتخذ مع الله إلها آخر ، فالنفس تُسـَيِّـرُ الجسدفي اختبار الدنيا حتى تنفصل عنه بالموت ، وخلال فترة الاختبار الدنيوي مطلوب من كلإنسان أن يُطََـهّـرَ نفسه وجسده ، ولذلك فإن الطهارة على قسمين : الأول:ــ (طهارة حسية)وهي طهارة الجسد بالماء كما في الوضوء و الغـُسل ، الثاني:ــ (طهارةمعنوية) وهي نقاء العقيدة وعبادة الله وحده بلا شريك وتزكية النفس والسمو الخـُلقي، ولكن الجسد والنفس يعيشان معا (كمُـتَّبَع وهي النفس ، ومُـتَّبِـِع وهو الجسد) ويقعالجسد أسيرا لإلهام النفس البشرية مع بداية خلق الإنسان وتحديدا مع سن التكليف ،وانتهاء بالموت ورجوع النفس لعالم البرزخ ، ورجوع الجسد للأرض ليتحلل ويتحول إلىتراب وهو أصل كل البشر ، وهنا تتجلى أهمية النفس وأفضليتها على الجسد ومسئوليتهاعنه ، وبالتالي فإن طهارة النفس أهم وأعم من طهارة الجسد ، وليس معنى هذا أن نهملطهارة الجسد ، ولكن من وجهة نظري أرى أن معظم المسلمين وقعوا في خطيئة تقديس الجسدوالإفراط في الحديث عن طهارته ونظافته وهذا ما وضح جليا في صفحات الفقه السني ، فعلىالرغم أن الجسد في نهاية الأمر يتحلل ويتعفن ويتحول إلى تراب ، إلا أن معظمالمسلمين اتخذوا طريق التدين الشكلي المظهري الذي يعتمد على المنظر العام للإنسان(اللحية ، والبنيان ، اللباس ) متجاهلين تشريعات القرآن التي تحدثت عن الطهارة حيثجاءت في معظمها تتحدث عن طهارة العقيدة وطهارة النفس ، وهذا هو موضوعنا اليوم:ــ

1ــ الـطــهـــارة فـي الـفـقـــهالـسـنـــي
ــ الفقهالسُـني في حديثه عن الطهارة يركز على الجسد فحسب ، وفي كتب الفقه التي يدرسهاطلاب الأزهر حتى اللحظة فصل كامل عن الطهارة (طهارة الجسد) دون أي كلام أو إشارةعن طهارة النفس ، ورغم هذا الاهتمام بطهارة الجسد ، والمياه التي يجوز بها التطهيرنقرأ حديثا في منتهى السخرية يتهمون فيه خاتم النبيين أنه أجاز استعمال الماء الذيتُلقى فيه الحِيَـض ولحوم الكلاب والنتن وقال عنه أن الماء طهور لا ينجسه شيء فيحديث رواه أحمد وغيره إسناده صحيح ج1 إرواء/14 الحديث يقولون فيه حسب زعمهم :(عن أبي سعيد قال: قيل يا رسولالله أنتوضأ من بئر بضاعة . وهي بئر يُلقى فيها الحِيَـضُ ولحوم الكلاب والنتن ــفقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "الماء طهور لا ينجسه شيء" ، وبالغوافي كتابة أحاديث عن عائشة تُعلم الناس وتشرح لهم كيفية الاغتسال وكيف كان يغتسلالرسول عليه السلام لدرجة أنهم ألّفوا أحاديثا دخلوا فيها غرفة نوم خاتم النبيينليبينوا للناس كيف كان يغتسل مع آل بيته وكل هذا موجود في البخاري ، وتفوق وضاعالحديث على أنفسهم حين كذبوا على الله ورسوله بهذا الحديث الذي يدعون فيه أن النبيعليه السلام "أمر قيس بن عاصم أن يغتسل حين أسلم" رواه أبو داود ج1 إرواء/128بإسناد صحيح ، "وأمره ثمامة بن أثال أن يغتسل" رواه البخاري ، وهو واجبعند أحمد ومالك ، ومستحب لا يجب عند الشافعي وأبي حنيفة لأنه أسلم خلق كثير ولميأمرهم النبي عليه السلام بالاغتسال" وأطلقوا على هذا غسل الكافر.
وهذا مااعتدنا عليه من تناقض الفقه السنـُي فيالكتاب الواحد بل في الصفحة الواحدة.

2ــ تـدبـر مـعـنـى الـطـهــارةفـي الـقــرآن الـكـــريـم
ــ بتتبعموضوع الطهارة في القرآن الكريم سنجد العكس تماما ، فمعظم الآيات القرآنية التيتناولت موضوع الطهارة تتحدث عن طهارة النفس وطهارة العقيدة لأنها الأهم والأعم ،مع إشارات معدودة ومحددة عن الوضوء والغسل ، لأن طهارة العقيدة هي أساس نجاحالإنسان في اختبار الدنيا ولا مغفرة أبدا لمن يشرك بالله أو من تكون عقيدته غيرطاهرة نقية خالصة لله جل وعلا ، بينما ربنا جل وعلا يبيح للإنسان وقت الضرورة التيممإذا عـزّ الماء ، وهنا هو الفارق الجوهري بين طهارة النفس والعقيدة التي لا مفرمنها للنجاة في الآخرة وبين طهارة البدن ، طهارة النفس والعقيدة مسألة مصيريةيتوقف عليها مصير الإنسان في الآخرة ، أما طهارة الجسد بالماء فبرغم أنها فرض لكنوقت الضرورة لا مانع من التيمم والطهارة الحسية أو النظافة البدنية عملية تشبه إلىحد كبير الغريزة الإنسانية فمسألة الاستحمام والغسل من الجنابة مسألة بديهية ولاتحتاج لعشرات الأحاديث التي ألفها البخاري لكي يدعي أن السيدة عائشة قالت هذاالهراء لكي تُعلم الناس المنهج العلمي للاستحمام.

وندخل إلى حديث القرآن عن موضوعالطهارة
أولا:ــ الطهارةالحسية مثل الوضوء والغسل ، وتحدث القرآنالكريم عن أحدهما بالتفصيل وهو الوضوء لأنه أمر جـدّ بنزول القرآن الكريم ولم يكنمعروفا بهذه التفاصيل فاحتاج لتوضيح وشرح وتفصيل يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَىالصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوابِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) شرح مفصل لأجزاء الوضوء ، ثمفي بقية الآية جاء الحديث عن الطهارة (الغـُـسل)من الجنابة دون أي تفصيل لأنالغـُسل من الجنابة لم يكن جديدا ولم يكن غريبا على المجتمع لذلك جاء لتأكيد الفعل(فعل الاغتسال بعد الجنابة) بلا تفصيل كما جاء في الوضوء (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباًفَاطَّهَّرُوا) ، ثم يأت تشريع جديد خاص بالتيمم لمن لم يجد ماءً للوضوء أو التطهربعد الجماع ، تيسيرا على الناس في المرض أو السفر ( وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْعَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْالنِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوابِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) والآية كاملة تقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْإِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِوَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍأَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْتَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْوَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍوَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْتَشْكُرُونَ)البقرة:6 ، وتكرر الأمر باعتزال النساء حتى يطهرن (أي يغتسلن منالحيض) ، وفي نهاية الآية إشارة واضحة أن من يلتزم بشرع الله جل وعلا ويعتزلالنساء حتى يطهرن فهو من المتطهرين ، وحسب وجهة نظري أرى أن معنى المتطهرين هناتفيد الطهارة الحسية والمعنوية معا (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًىفَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَفَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَيُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)البقرة:222
ثم جاء الأمر مرة واحدة لخاتم النبيين في إشارة لتطهيرالثياب عند قيامه بالدعوة ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَفَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)المدثر

ثانيا:ــ الطهارة المعنوية وتعني الهداية وتزكية النفس والسموالخـُلقي وطهارة القلب والاعتقاد في عدم الشرك بالله جل وعلا والالتزام بأوامرالله سبحانه وتعالى والانتهاء بنواهيه في القرآن الكريم ، وطهارة القلب هنا معناهاأن يكون قلب الإنسان سليما وعقيدته خالصة لله وحده لا شريك له يقول تعالى(يَوْمَلا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)الشعراء:88، 89 ، والقلب السليم هو القلب الطاهر النقي من أي شرك أو كفر وإليكم التفاصيل:ــ
ــ أمر الله جل وعلا إبراهيم وإسماعيل أن يُـطـَهِّــرَا البيت الحرام من الأصنام ومعالم الشرك ليكون للعاكفينوالمصلين الخاشعين الموحدين (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِوَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَوَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)البقرة:125، ولا يمكن أن نفهم هنا أنمعنى (طَهِّرَا) يعني غسل البيت الحرام بالماء ، (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَمَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَوَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)الحج:26 ، وعن قوم لوط جاء وصف لوط ومن آمن معه بأنهمأطهار لنقاء عقيدتهم ولأنهم لا يمارسون الفحشاء (اللواط) وتميزوا عن قوم لوط جميعابالسمو الخلقي وتزكية النفس ، لذلك تآمر عليه قومه ليخرجوه من قريته ووصفوه ومنمعه بأنهم أناس يتطهرون يقول تعالى (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْقَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌيَتَطَهَّرُونَ)الأعراف: 82 ، وتكرر نفس المعنى في قوله تعالى (فَمَا كَانَجَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْإِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)النمل:56 ، وللتأكيد على أن الطهارة هنا ليسمعناها الاستحمام والاغتسال بالماء ، ولكن هي الالتزام بالفضيلة وتزكية النفسوالالتزام بالسمو الخلقي بالابتعاد عن الرذيلة يقول تعالى(وَجَاءَهُ قَوْمُهُيُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلاتُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ)هود:78 ، وهذه الآيةفيها وصف قرآني رائع يفرق بين السلوك السيء الفاحش بأنه نجس أو رجس على العكستماما من السمو الخلقي وتزكية النفس وهو الأطهر.

ــ إن اصطفاء الله جل وعلا لبعض خلقه بأن يُطهر قلوبهم منالشرك هو أفضل أنواع الطهارة يقول تعالى ((وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِالْعَالَمِينَ)آل عمران:42 ، (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَوَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَاتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّمَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)آلعمران:55 ، وعلى العكس تماما بعض الناس استحبوا الكفر وأدمنت قلوبهم الشرك ، مهماقالوا كلمة الإيمان بأفواههم فإن الله جل وعلا لا يريد أن يطهر قلوبهم (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَالَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنْ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّابِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنْ الَّذِينَ هَادُواسَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَيُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَافَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ فِتْنَتَهُفَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدْاللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِيالآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)المائدة:41، واضح أن طهارة القلب هنا معنوية طهارة منالكفر والشرك بالله جل وعلا الذي يترتب عليه الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة.
ــ الصدقة من وسائل تطهير النفس ، لذلك ربنا جل وعلا أمرخاتم النبيين عليه السلام أن يأخذ الصدقات من المسلمين لكي يطهرهم بها (خُذْ مِنْأَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْإِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)التوبة:103 ، إذن الصدقاتوسيلة لتطهير القلوب والأنفس البشرية من الخطايا والسيئات ولا يجوز استغلال هذه الصدقات والمساعدات في الدعاية الانتخابية بالمساومة واستغلال الموقف ضد الفقراء والمساكينوالمحتاجين كما يحدث من الاخوان والسلفيين.

ــ جاءت آيات قرآنية تبين كيفية مناجاة خاتم النبيين (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَيَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْتَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)المجادلة:12 ، والآيات في سورة الحجراتتبين آداب الكلام مع رسول الله عليه السلام في مجلسه ، وآداب النداء عليه وهو فيبيته يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَصَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍأَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْلِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَمِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ )الحجرات:2:4 ، واستكمالا للدعوةإلى الالتزام بطهارة القلب وإخلاص العقيدة والعبادة لله جل وعلا والالتزامبتشريعات القرآن الكريم في الحياة اليومية وفي العلاقات الاجتماعية يعتبر ضمنالطهارة المعنوية للنفس البشرية وتزكية لها ، جاء هذا أولا لنساء النبي عليهالسلام يقول تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَالْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَاللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَأَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)الأحزاب:33 ، ولذلك جاء الأمرللمؤمنين يُعلمهم آداب التعامل مع بيت رسول الله عليه السلام وأفضل الطرق أدباوطهرا ونقاء في التعامل مع نسائه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوابُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَإِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُواوَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّفَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَاسَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْأَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَاللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْكَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً)الأحزاب:53
ــ كما جاء في تشريعات الطلاق يحذر الرجال من تعطيل سبلالعيش والحياة بالتآمر على نسائهم المطلقاتبعد انقضاء العدة (وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاتَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْبِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِوَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُوَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)البقرة:232
ــ النهي عن الصلاة في أي مسجد يتآمر أهله على الإسلام والمسلمينويمارس فيه الشرك بالله وجاء هذا التنبيه لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام ولنامن بعده في نهيه عن الصلاة في مسجد الضرار الذي بناه المنافقون للكيد للإسلاموكانوا يمارسون الكفر والشرك بالله فجاء التنبيه لخاتم النبيين ينهاه بألا يقيمفيه الصلاة ، دون الهجوم عليه أو هدمه أومحاربة من فيه (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْأَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْيَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)التوبة:108 ، ولكن الأحق أن تصليمع رجال يحبون أن يتطهروا أي يعبدوا الله بلا شريك.

ــ وفي غزوة بدر حين استغل الشيطان ضعف المسلمين وخوفهمحين فوجئوا بحتمية المواجهة مع المشركين فتلاعب الشيطان بعواطفهم ووسوس إليهم وزينلهم متاع الدنيا ليقنعهم بالهروب من المعركة ، وهنا موقف يحتاج من كل مؤمن أنيستعين بالله جل وعلا فاستغاث المسلمون بالله جل وعلا فأرسل عليهم الملائكة (إِذْيُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِمَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَعَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ)الأنفال:11 ، وفي شرح هذه الجزئيةاسمحوا لي الاقتباس من بحث للدكتور أحمد صبحي منصور لتوضيح هذه المسألة
" ومنهنا نفهم دور الملائكة فى بدر حين فوجئ المسلمون بحتمية المواجهة مع جيش المشركينفتعرض بعض المسلمون لخوف شديد ..
لقد استغاث المسلمون بالله تعالى ربهم فأرسلالله تعالى الملائكة لتثبت المؤمنين يقول تعالى " بَلَى إِنْ تَصْبِرُواوَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْبِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُاللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُإِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) آل عمران "
إذن نزلت الملائكة فى بدر بشرى ولتطمئنقلوب المؤمنين ، أو كما يقول الله تعالى " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْفَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ(9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْوَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَالسَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِوَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِيرَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُواسَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَالْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) الأنفال .
لقد كان للشيطان دور فى حفز المشركين للقتالأشار إليه قوله تعالى " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْدِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِوَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُأَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌلَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّيبَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُشَدِيدُ الْعِقَابِ (48)الأنفال "
خرج معهم إبليس فلما رأى الملائكة هرب وكانإبليس يحاول تعكير الجو النفسي الإيماني للمؤمنين فكان تدبير الله تعالى أسرع منكيده ، يقول تعالى " إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُوَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَعَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِالْأَقْدَامَ (11) الأنفال" " انتهى الاقتباس http://www.ahl-alquran.com/arabic/printpage.php?main_id=6967&doc_type=1

-


ــ كما جاء وصف الوحي الإلهي بأنه مُطهر (كَلاَّ إِنَّهَاتَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13)مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16))عبس ،وتكرر وصف الصحف التي يتلوها الرسول بأنها مطهرة (رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُواصُحُفاً مُطَهَّرَةً)البينة:2 ، وأن هذا الوحي القرآني الطاهر المطهر لا يفهمه إلا المطهرون أيأصحاب العقائد النقية الخالصة التي لا شرك فيها ولا كفر يقول تعالى (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ(78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)الواقعة
ــ ومن عظمة القرآن وعظمة العدل الإلهي أن ربنا جل وعلايبشر المؤمنين الذين طهـّروا عقائدهم من الشرك وعملوا الصالحات أنهم خالدون فيالجنة وكما كانوا أطهار في عقائدهم وأفعالهم وابتعدوا عن الفحشاء والمنكر فلهمالجنة يشربون فيها الشراب المطهر (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌوَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباًطَهُوراً)الإنسان:21
، ولهم أيضا أزواج(مُطهـّرة) وحسب وجهة نظري أن معنى مطهرة هنا أي مطهرة إلى الأبد حسيا أي لا تحيضومعنويا أيضا لأن الجنة لن يكون فيها إلا أصحاب القلوب الطاهرة السليمة (وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَارُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْقَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْفِيهَا خَالِدُونَ)البقرة:25 ، ، وتكرر نفس المعنى في (آل عمران:15 ، النساء:57).
أخـيــرا:ــ
وجهة نظري في عدم تكرار الآيات عن الطهارة الحسية أنالنظافة أو الطهارة الحسية من الأمور البديهية أو شبه الغريزية عند الأسوياء منالناس وربنا جل وعلا أعلم بنا من أنفسنا ، ولذلك أي إنسان مؤمن طاهر العقيدة طاهرالقلب لو مات بعد جماع زوجته دون أن يغتسل وهو حي فلا إثم عليه ولا عقاب له فيالآخرة سواء تم تغسيله قبل دفنه أو لا ، لكن على النقيض تماما من مات بقلب مريض مليءبالحقد والكره والبغض وعقيدة قلبية غير نقية وغير طاهرة يشوبها الشرك بالله فلنيغفر الله له يوم القيامة ولن ينفعه بعد موته الغسل بعد موته ، إذن انشغال الناسبالشكل والمظهر الخارجي ليس أساسا في العقيدة وإنما الأساس في العقيدة طهارة القلبونقاء هذه العقيدة يكون بالتطبيق العملي بعمل الصالحات وإخراج الصدقات والبعد عنالفحشاء والسيئات.
هذا المقال وجهة نظر واجتهاد بشري يقبل الخطأ قبل الصوابولا أفرضه على أحد ..









الثلاثاء، 17 أبريل 2012

تـحـــذيـر خـطـيــر لـلـمـرأة الـعــــربيـة

تـحـــذيـر خـطـيــر لـلـمـرأة الـعــــربيـة

منذ أن بدأت الطفرة الهائلة في العلم والتكنولوجيا وخصوصا في وسائل وأجهزة الاتصالات ، ويقوم معظم سكان الوطن العربي بدور المستهلك لهذه التكنولوجيا وتلك الأجهزة والأدوات من تليفزيون وراديو كاسيت وفيديو كاسيت ، وموبايل وكمبيوتر وأخيرا تكنولوجيا الإنترنت المذهلة ، وكلما تطورت وسائل العلم والتكنولوجيا كلما ازداد وتفوق معظم العرب على أنفسهم في إساءة استخدام هذا العلم وهذه التكنولوجيا التي يفترض أن من فكر فيها وأبدع في تطويرها كان يريد خيرا للبشرية ، كما كان يريد تيسير سبل الحياة على الناس ، ويجعل معظم سكان الأرض يتخلصون من تعقيدات الحياة اليومية ، لكن كان لكثير من سكان الوطن العربي رأيا آخر يختلف تماما ويتناقض مع الهدف الأسمى للعلم والتكنولوجيا.

ولا أريد أن أحصى أمثلة لسوء استعمال الموبايل (التليفون المحمول ـ الجوال ـ الخلوي) في معظم البلاد العربية في محاولات التشهير بالبنات الحرائر وتصويرهن في الشوارع بدون إذهـن بما يخالف شرع الله ، وكذلك تناقل مقاطع فاضحة على الموبايل وتخزينها على ذاكرة الهاتف في نفس الوقت الذي تجد على نفس الذاكرة آيات من القرآن الكريم ، الاتصال بالآخرين وإزعاجهم بمعاكسات تضيع الوقت وتثير الأعصاب ، وأمور أقل ما توصف به أنها خليط من الجهل والتخلف والرجعية والإباحية والتطاول على الناس والتعدي على حرياتهم الشخصية.

ومع كل هذا لابد من تقسيم سوء استعمال واستخدام التكنولوجيا إلى قسمين :

القسم الأول:ـ سوء استعمال يعود بالضرر على الفاعل (صاحب الفعل نفسه) فقط وهذا أقل ضررا على الآخرين مثل استعمال الانترنت في مشاهدة أفلام الجنس والانشغال بألعاب البلاي ستيشن لعشرات الساعات وغيرها من الممارسات التي يقوم بها معظم الشباب بدون وعي مثل الجلوس أمام الانترنت لساعات بلا فائدة مثل (القراءة أو البحث) فمعظمهم يمارس أفعال وسلوكيات تعود عليه بالضرر العقلي والجسدي ولكن العزاء الوحيد هنا أن الضرر يقع على الفاعل نفسه.

القسم الثاني:ـ سوء استعمال يتسبب في الإساءة للآخرين وإيقاع الضرر بهم ، وهذا الأمر منتشر جدا على صفحات الانترنت في غرف الشات والمنتديات والمواقع ويظهر هذا في صور عدة:

سب وشتم وتسفيه أو تكفير الآخرين لمجرد الاختلاف معهم في الرأي الرياضي الفني السياسي أو الديني.

صناعة علاقات مشبوهة مع بنات في سن حرجة وخداعهم باسم الحب وإضاعة وقتهم ومستقبلهم الدراسي لأن معظم هذه العلاقات تتم مع بنات إعدادي وثانوي.

وهي أخطر ما في الأمر وما أعنيه من كتابة هذا المقال ، أن يتم استغلال الحالة الثورية المسيطرة على عقلية ونفسية معظم سكان الوطن العربي بأن يتم استغلال الثورة المصرية العظيمة أسوأ استغلال بحيث يقوم بعض الشباب المصري بادعاء أنه أحد شباب الثورة وأنه ينتمي لإحدى الحركات الثورية مثل 6 أبريل أو كفاية أو يدعى انتمائه لأي ائتلاف شبابي أفرزته الثورة ، ويقوم بهذا الادعاء الكاذب بدور تمثيلي كاذب على إحدى البنات الحرائر من مصر أو خارج مصر ويدخل معها في علاقة حب ثم ارتباط وخطوبة ثم وعد بالزواج ، كل هذا مدعيا أنه شاب مصري ثوري مناضل شارك وكافح وساهم في إسقاط نظام فاسد كان سببا في صناعة هذه النوعية التي تتمتع بالجهل والانحراف السلوكي والأخلاقي وانعدام الضمير ، ويتمادى في العلاقة لدرجة إرسال هدايا تعبيرا عن الصدق ، وفي لحظة من اللحظات حين يشعر أن الفتاة تتعامل بجدية كاملة ولن تجاريه فيما يريد من انحلال وانحراف أخلاقي يدعي أنه مات أو قتل ويتم ذلك بمساعدة إحدى الفتيات المنحرفات مثله لتقوم بدور الوسيط وتكمل مسيرة الاتصال بالضحية لتخبرها أن حبيبها وخطيبها وزوج المستقبل التعيس قد قتل على يد أعداء الثورة ، ولكن من سوء حظ أحد هؤلاء المنحرفون وقع في يد فتاة عاقلة مهذبة بمائة رجل كشفت حقيقته وحاولت الاتصال به عن طريق حساب جديد أنشأته خصيصا للتأكد من صدق هذا المنحرف معدوم الضمير ، فعرفت أنه على قيد الحياة وبدأ يمارس الدعارة من جديد عن طريق الانترنت مع فتيات أخريات ، وطلبت من إحدى صديقاتها أن تكلمه مع فتح الكاميرا ، فسرعان ما طلب منها مشاهدة جسدها عاريا وبالتحديد طلب منها مشاهدة عضوها التناسلي.

قد يستغرب البعض من كتابة مثل هذا المقال في هذا التوقيت ، وقد يقول البعض أن هذه المسائل معظم الناس تعرفها ولا تجهلها لأنها تكررت وتتكرر ملايين المرات ، لكن اسمحوا لي أعبر عن رؤيتي الشخصية لخطورة هذا الموضوع في هذا التوقيت تحديدا ، أدعى وقد أكون مخطئا أنه يتم تشويه الثورة وتشويه صورة شباب الثورة المصرية بهذه الطريقة ولا أستبعد أبدا أن يكون هناك آلاف من الشباب الذين تم تجنيدهم والإنفاق عليهم لصناعة مثل هذه العلاقات المشبوهة مع ملايين الفتيات داخل مصر وخارجها ، ويكفي أن يقدم كل شاب نفسه لكل فتاة على أنه أحد شباب الثورة فهذه ضربة في مقتل للثورة المصرية ولشبابها وتحديدا الجيل الذي كان حجر الأساس في نجاح الثورة وهو شباب الانترنت والفيس بوك ، هذا الجيل الذي فعل ما لم يسطع معظم المصريين فعله على مدار ستون عاما من الاستبداد العسكري ، فكان التفكير في قتل الثورة بنفس السلاح الذي ساهم في نجاحها وهو الانترنت.

ومن جهة أخرى من الممكن أن هذه النوعية من الشباب المنفلت والمنحرف وجد معظم الناس تستغل الثورة حتى من قتلوا الثوار ، فقد استغل الثورة المجلس العسكري وفلول النظام السابق والحزب الوطني والتجار وأصحاب المشاريع الصغيرة والكبيرة وعصابة مبارك وأفراد حكومته ومساعديه ترشحوا طمعا في حكم المصريين من جديد وأرباب التيارات الدينية ، فهؤلاء الشباب فاقدي الضمير والأخلاق وجدوها فرصة لكي يخدعوا مزيد من الفتيات الحرائر باسم الثورة ، وساعدهم في هذا حالة النشوى الثورية التي يعيش فيها معظم سكان الوطن العربي.

ولذلك أوجه تحذيرا لكل فتاة مصرية وعربية أن تتحرى الدقة في كل إنسان تتحاور معه وتتحدث معه على الانترنت ، لا أقول أن الحوار أو النقاش حرام ، ولكن لابد أن ننتقي من نتحاور ونتحدث معهم ، ولابد أن نتعامل بحرص وقليل من الحنكة والدهاء لأننا في مجتمع مستهلك للتكنولوجيا ، ولا فرق بين من يستخدم الانترنت دون أي علم أو معرفة عن كيفية اختراعه ، وبين من يأكل بطيخة وهو لا يعلم كيف زرعت ونمت ونضجت.

كتبت هذا الموضوع إرضاء لصديقه عربية كُتب لها أن تقع في هذا المطب ، وهو أقل اعتذار أقدمه إليها كرد اعتبار لكرامتها التي جرحت على يد أحد المصريين المرضى الذي يسيء إلى مصر وشبابها وثورتها العظيمة ، وأتمنى أن تقبل هذا الاعتذار وتضع في الاعتبار أن كاتب هذه السطور مصري أيضا.

الخميس، 5 أبريل 2012

تـدبـر معـنـى الـفـســاد فـي الـقــرآن الـكــريــم

تـدبـر معـنـى الـفـســاد فـي الـقــرآن الـكــريــم

مقدمة

ربنا جل وعلا خلق هذا الكون بكل ما فيه من مخلوقات بشرية وحيوان ونبات وجماد وأرض وسماوات ونجوم ومجرات بقدر و مقدار و ميزان وهو (ميزان الخلق الإلهي) الذي تحدث عنه رب العزة جل وعلا في آيات عدّة في القرآن الكريم منها قوله جل شأنه (الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ)الرحمن:1 : 10 ، وفي آخر الآيات نجد تحذيرا ضمنيا للبشر ألا يُخسروا هذا الميزان أي يفسدوه بالعبث في الطبيعة والنمط والتقدير الدقيق الذي خلق به ربنا جل وعلا هذا الكون بكل ما فيه في قوله (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) ، وبعد ذلك يقول جل وعلا عن تكليف البشر وإرسال الرسل إليهم بالبينات والكتاب والميزان الذي يرشدهم أن يقيموا القسط فيما بينهم (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)الحديد:25

وفي تنبيه موجه للإنسان أن هذه الأرض جعلها ربنا جل وعلا للإنسان ليعيش عليها وله معايش على ما ينبت في ترابها من كل شيء موزون أيضا (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ)الحجر:19 ،20

ربنا جل وعلا الذي خلق كل هذا هو مالك الملك وله ملك السماوات والأرض ومن فيهن ورغم ذلك فهو غني عن الولد وعن الشريك في هذا الملك العظيم لأنه قادر على أن يخلق كل هذا وبقدر معلوم(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)الفرقان:2، وفي الجزء الأخير من الآية بيان الإعجاز الإلهي في خلق كل شيء (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) والتقدير هنا هو أعلى درجات الخلق أو الْجَـعْـل على الإطلاق.

وسنجد هنا أن الميزان والقسط والتقدير والمقدار والقدر والعدل كلها معاني مترادفة تظهر قدرة الله جل وعلا في خلق هذا الكون بمواصفات وصفات معجزة يستحيل على البشر أن يخلق مثلها وهذا ما يسميه (أحمد صبحي منصور) الميزان في الخلق ، ومن جهة أخرى تعني وتظهر أن التزام الإنسان بهذا الميزان وهذا القسط وهذا العدل والقدر في سيره في الأرض وفي تعامله مع هذا الكون بكل ما فيه هو طريق النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة وهذا ما يسميه أحمد صبحي منصور (الالتزام بميزان الشرع).

ومن هنا ندخل على موضوع بحثنا المتواضع عن بعض معاني الفساد كما جاءت في القرآن الكريم ، والفساد هو الضد الطبيعي للعدل والقسط والميزان والإيمان بالله وحده بلا شريك ، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله.

من القراءة الأولية لجميع الآيات التي تكرر فيها الحديث عن الفساد والإفساد والمفسدون في الأرض أستنبط أن للفساد أقسام:

أولها: الفساد العقيدي ـ ومن خلال آيات الذكر الحكيم يمكن أن نضع تعريفا مبسطا للفساد العقيدي بأنه الشرك بالله أو الكفر بآيات القرآن الكريم يقول تعالى((وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ)يونس:40 ، الكفر والصد عن سبيل الله فساد في الأرض يستحق فاعله عذابا فوق العذاب (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ)النحل:88 ، يقول تعالى (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ)آل عمران:62 ، 63 ، و لأن هذا الكون لا يتحمل أن يكون فيه إلهين اثنين ، ولو فرض وحدث ذلك لفسد الكون بما فيه كذلك فإن عقيدة الإنسان لا تقبل وجود إله معبود إلا الله ولو اتخذ الإنسان إلاها آخر مع الله لفسدت عقيدته بالشرك(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)الأنبياء:22 ، والشركلا يغفره رب العزة أبدا كما قال جل وعلا(إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً)النساء:48 ، وهذه الآية العظيمة تدخلنا لمعنى آخر متداخل مع معنى الفساد العقيدي وهو الافتراء على الله ، والافتراء على الله جل وعلا نوعين:ـ إما أن تشرك بالله أي تتخذ إلاها مع الله كما وضح في الآية (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) ، وإما أن يكون الافتراء على الله بتكذيب آياته أو بالكذب عليه جل وعلا بتلفيق أحاديث وأكاذيب لم ينزل بها سلطانا وتنسبها لله جل وعلا يقول تعالى(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )الأنعام:21 ، وهذه الآية تضيف لنا معنى مرادف للفساد والافتراء وهو الظلم لأن ربنا جل وعلا يصف من يفتري عليه الكذب أو يكذب بآياته بأنه أظلم الناس ، هذا التداخل والتناغم والتواصل بين آيات القرآن الكريم يؤكد لنا ولكل مؤمن بالله وبقرآنه أن القرآن الكريم لا يمكن فهمه إلا من خلال آياته وكلماته ، لكن أولا لابد أن تتوافر لدى الباحث النية الصادقة الخالصة وأن يُسلم نفسه وقلبه وعقله للقرآن وآياته ومفرداته ويسير دبر الآيات وألا يفرض عليها وجهة نظره.

ثانيهما : الفساد في الأرض ــ وله صور مختلفة (فساد يرتبط بمحاربة رسل الله وقتلهم بغير حق وقتل كل من يأمر بالقسط من الناس ، والصد عن سبيل الله ) ، و(فساد يرتبط بالتعاملات اليومية بين البشر ، والسعي في الأرض وإفسادها بالعبث في ميزان الطبيعة ، أو الاعتداء على قوم بيننا وبينهم ميثاق وعهد).

1ــ الصد عن سبيل الله ومحاربة الأنبياء والمرسلين والمؤمنين الصالحين ودعاة الإصلاح في كل زمان ومكان يقول تعالى (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)الأعراف:85 ، 86 ، (ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)الأعراف:103 ، ولمزيد من التوضيح في هذا المقام نذكر آية قرآنية عظيمة تبين ملامح الفساد لمن يكفـرون بآيات الله أنهم يقتلون النبيين بغير حق ، ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)آل عمران:21

2ــ الغش في الكيل والميزان وخداع الناس بالباطل من أجل مكاسب دنيوية يقول تعالى (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِين)الأعراف:85 ، (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)هود:85

3ــ نقض العهد مع الله وقطع الأرحام (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ)البقرة:27 ، وهنا تداخل بين الفساد في الأرض ونقض العهد والميثاق الذي يترتب عليه اللعنة و الخُسران في الآخرة أو سوء الدار في الآخرة (وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)الرعد:25 ، وتكرر في القرآن الحديث عن قطع الأرحام والفساد في الأرض في قوله تعالى(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)محمد:22

4ــ الاعتداء على قوم بيننا وبينهم ميثاق ربنا جل وعلا يجعل هذا الاعتداء فتنة وفساد كبير ويتضح هذا في سورة الأنفال في قوله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) ، ثم يقول جل وعلا محذرا في الآية التالية(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)الأنفال:72 ، 73 ، ويؤكد هذا قوله جل وعلا في أمره للمؤمنين ألا يبدؤا بالاعتداء على أحد حتى في الحرب يكون الدفاع برد الاعتداء فقط يقول تعالى(فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)البقرة:194

من صفات المفسدين في الأرض

ــ نظرتهم لكل مؤمن ومصلح :ــ

ــ من صفات المفسدين التي تحدث عنها القرآن بكل وضوح أن المفسد دائما ينظر لكل إنسان مُصلح مؤمن داعية للحق والتنوير على أنه مفسد يقول تعالى(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ )البقرة:11 ، 12 دائما من ينشرون الكفر ويكذبون بآيات الله يرون أنفسهم مُصلحون ، ليس هذا فحسب وإنما ينظرون إلى المصلحين ومن يدافعون عن الحق وعن آيات الله جل وعلا أنهم هم الفاسدون ، ويصل بهم الحال أن يصفوا المخلصين والمؤمنين بأنهم سفهاء إذا دعوهم للإيمان (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ)البقرة:13.

ـــ بعض الفاسدين يكون حسن القول يعتز بما يفعله ، وحين توجه إليه النصيحة يرفض ويتكبر ويغـتـر ، ربنا جل وعلا يبين لنا صفة أخرى من صفات المفسدين في الأرض بأن كلامهم يعجب السامعين لكن في داخله كيد للإسلام والمسلمين لأنه خصما لهم مهما تظاهر بعكس ذلك(وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ)البقرة204 : 206 ، وأعتقد أن هذه الآيات والصفات من جهة تنطبق تماما على كثير من الخطباء والدعاة في عصرنا الراهن الذين لهم الفضل في تشويه حقائق الإسلام وإضلال الناس وخداعهم والضحك عليهم بدين زائف كاذب صنعه أعداء الإسلام من الفقهاء والمحدثين ، ورغم ذلك فهذا الزيف الذي صنعوه يلقى قبولا عند معظم المسلمين حين يتشدق به الخطباء ، وفي توضيح بليغ يبين ربنا جل وعلا أن خاتم النبيين عليهم جميعا السلام انخدع بالمنافقين ولذلك جاء هذا التحذير له ولنا من بعده من المنافقين في كل زمان ومكان يقول تعالى (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ)المنافقون:1 : 5 ، وهي نفس الصفات تقريبا تنطبق على كل من يكذب بآيات الله ويصد عنها ويولي مستكبرا حين تنصحه أو تدعوه إلى الحق القرآني وهذا يؤكد ما قاله رب العزة وحاجتنا له في كل زمان ومكان.

ومن جهة أخرى فالآية(205) من سورة البقرة تنطبق على الفاسدين الذين خربوا البيئة المصرية البكر باستيراد البذور والمبيدات والهرمونات المسرطنة ، واستيراد القمح الفاسد ، ليس هذا فحسب فلو قرأنا الآية من جديد (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) سنجدها تنطبق على كل إنسان يساهم في تلويث البيئة التي يعيش فيها مثل تلويث مياه النيل بالقمامة وبإلقاء الحيوانات الميتة ومخلفات المصانع ووضع القمامة في الطرقات والمساهمة في أي فعل يؤثر سلبا على طبيعة الحياة وفطرتها النقية السليمة وإحداث خلل في الميزان التي خُـلقت عليه ، فكل هذا يُعد ضمن الفساد في الأرض.

ــ مهما كان الإنسان كافرا بالله وبرسله وكتبه فإنه ينظر إلى الرسل وكأنهم يريدون أن يفسدوا في الأرض ويحاول قتلهم والخلاص منهم حتى لا يبدلوا دين الآباء والأجداد (حسب فهم الكفار) ، كما قال فرعون عن موسى عليه السلام(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ )غافر:26 ، وكذلك قال قوم فرعون على موسى (وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ)الأعراف:127

ــ وتكرر هذا أيضا مع خاتم النبيين في قوله تعالى(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ)سبأ:43.

ــ المفسد الكافر دائما يكره الحق القرآني ، وهكذا كان حال كفار قريش كانوا يكرهون الحق وكانوا يريدون قرآنا يتناسب مع أهوائهم ، ولكن لو حدث هذا لكان سببا في فساد السموات والأرض(وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)المؤمنون:71

ــ السحر والدجل والشعوذة والكذب على الناس من أنواع الفساد في الأرض يقول تعالى(فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)يونس:81 ، إذن جميع من يضحكون على الناس بدعوى إخراج الجن والعلاج بالقرآن والرقيا الشرجية والكذب على الناس باسم الدين واستغلال القرآن الكريم للحصول على مكاسب مالية يعتبر فساد في الأرض.

ــ السرقة وكل ما شابهها من أفعال تعتبر فساد في الأرض بمعنى أوضح أن كل إنسان يأخذ أو يحصل على شيء ليس من حقه ــ وساء كانا مالا أو وظيفة ــ بطريقة غير شرعية وغير قانونية فهو مفسد في الأرض يقول تعالى عن أخوة يوسف عليه السلام حين دافعوا عن أنفسهم (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ)يوسف:73 ، ومن أمثلة السرقة أيضا بخس الأشياء في البيع والشراء وفي التعامل اليومي بين الناس يقول تعالى(وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)الشعراء:183

ــ تكذيب المعجزات والآيات هي صفة أصيلة عند المفسدين كما فعل قوم موسى حين كذبوه رغم تصديقهم معجزته ، لكن اتهموه بالسحر (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)النمل:14.

ــ ولأن الفساد في الأرض هو مرادف الظلم والكفر والكذب على الله أعتقد أن الفساد له معنى يقوم به معظم المسئولين في الدولة المستبدة ، وهو عدم تطبيق مبدأ العدالة والمساواة بين أفراد الشعب الواحد ، ونعطي أمثلة ، أعتقد أن وزير التربية والتعليم وشيخ الأزهر وجميع وزراء مصر حين يجلس كل واحد منهم في مكتب ومبنى تكلف كل منهما ملايين من الجنيهات ويتركون معظم طلاب المدراس والأزهر يجلسون على مقاعد تتسبب لهم في انحرافات قوامية وعجز نسبي في أجسادهم فهذا فساد ، ناهيك عن رواتبهم ومقارنتها برواتب المدرسين والموظفين في الدولة ، ومن جهة أخرى فإن ماكتبهم جميعا محاطة بالحدائق والأشجار والمساحات الواسعة الخضراء وأماكن انتظار السيارات وأمن وحراسة مشددة ، بينما معظم المدراس والمعاهد الأزهرية محشورة وسط المباني تحيطها الورش والمصانع والقهاوي والأسواق والتـُرب أحيانا ولا يوجد متنفس للطلاب في معظم المدارس للترفيه واللعب لأن معظم المدارس والمعاهد بلا مكتبات أو ملاعب أصلا ، ولا يخفى على أحد وسائل المواصلات التي تسخرها الدولة لهؤلاء الوزراء بينما بعض موظفي الدولة لا زال يكرب الحمير ، بالطبع هذا النموذج ينطبق على جميع مؤسسات الدولة الفاسدة ، كما أعتقد أيضا أن علاج المسئولين في الدولة خارج مصر بملايين الجنيهات وفي المقابل معظم المواطنين لا يجدون ثمن العلاج ، ومعظم مستشفيات الحكومة لا تتوفر فيها الإمكانيات والخدمات التي لا يمكن مقارنتها بالعلاج على نفقة الدولة في الخارج ، فكل هذا فساد في الأرض وكان أجدر بمشايخنا الذين صدعونا بالحديث عن النقاب والحجاب ورضاع الكبير أن ينطقوا بالحق ويظهروا حقائق الإسلام من القرآن ويوقفوا هذا الفساد في حق البلاد والعباد ، لكي يأخذ كل مصري حقه في ثروات بلده لنعيش جميعا في عدل ومساواة.

أخـيــرا:ــ

وبعد هذا العرض المتواضع يؤكد ربنا جل وعلا أن الفساد لم يظهر في الأرض (البر والبحر) إلا بأفعال الناس وسلوكياتهم ومخالفتهم للميزان الإلهي في الشرع والخلق (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )الروم:41 ، ربنا جل وعلا هو العدل وهو الحق ولا يظلم أحدا لذلك فإنه تعالى لا يساوي أبدا بين الذين أمنوا وعملوا الصالحات ــ أي التزموا الميزان الشرعي ــ وبين الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أو المفسدين في الأرض(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)ص:28.

ما جاء في هذا البحث مجرد تدبر واجتهاد بشري يقبل الخطأ قبل الصواب ولا أفرضه على أحد.