السبت، 26 نوفمبر 2011

ارفعوا القبعات للإخوان والسلفية وميدان العباسية..!!

ارفعوا القبعات للإخوان والسلفية وميدان العباسية..!!

بعد ما نجح المصريون جميعا في أن يتوحدوا ويتحدوا ويحققوا معجزة كبرى وهي إسقاط رأس أسوأ نظام فاسد مستبد في تاريخ مصر ، وبعد ما اكتشف معظم المصريين أنهم كانوا مغيبين حين عرفوا ما تم سرقته من أموالهم وحقوقهم وموارد وطنهم ، وبعد ما ظهرت على السطح بعض جرائم النظام السابق ، وبعد أن جرّب المصريون ألاعيب النظام واستغلال الوقت في تهريب الأموال وتدمير الأدلة التي تدينه وتثبت عليه تهم التعذيب والقتل والسرقة والفساد السياسي والمالي وتخريب الوطن ، وبعد أن اعترف معظم المصريين أنهم كانوا مخطئين حين تعاطفوا مع مبارك بـُعَـيْد خطابه الأول يوم 28 من يناير عام 2008م ، بعد أن اعترف معظم المصريين ببطولات شباب مصر وعظمة ما فعلوه في التحرير ، وأهمية الثورة وعظمتها في منح جميع المصريين الحرية التي حُـرِمُوا منها ثلاثة عقود مضت ، بعد أن اعترف كثير من المصريين بأنهم كانوا في عهد مبارك أقل شأنا من الحيوانات ، بعد كل هذا يحاول بعض المصريين اليوم قتل مصر وقتل ثورتها والعودة بهم لما هو أسوأ من النظام الساقط ، لأن الوقوف في وجه الثورة المصرية الآن يبشر بسقوط مصر وشعبها في يد العسكر من جديد أو وقوعهما فريسة لحكم أكثر استبدادا وظلما وقهرا وهو الحكم في دولة دينية وهابية.

لماذا أقول ارفعوا القبعات للإخوان والسلفية وميدان العباسية.؟ لأنهم شركاء في الحدث..!!

فبعد كل ما حققته الثورة للجميع في مصر ، وخصوصا الإخوان والسلفيين الذين عاشوا سنوات عجاف وتجرعوا الظلم والقهر والاستبداد في ظل هذا النظام ، وفي ظل حكم العسكر منذ عام 1952م ، واليوم الجمعة الموافق 25/11/2011م ، وما قبلها من أيام ، فقد مرت الثورة والثوار بمرحلة خطيرة وهامة وفارقة ومؤثرة في مصير مصر والمصريين ، ورغم خطورة هذه الأيام تغيب السلفيون و الإخوان عن المشهد وأعلنوا هذا صراحة وشوهوا صورة ما يقوم به الثوار، وراحوا ــ رغم الدماء التي سالت ــ يجهزون حقائبهم لخوض الانتخابات ، دون الوقوف في التحرير للمطالبة بالتحقيق في حوادث القتل العمد وإصابة عشرات الثوار عمدا في عيونهم ، وفي نفس السياق أهلموا ونسوا حقوق شهداء الثورة الأوائل ، تركوا كل هذا وراحوا يبحثون عن الانتخابات ، لأنهم واثقون من نجاحهم في حصد عدد غير مسبوق من المقاعد في أول برلمان مصري بعد الثورة معتمدين على نفس الأغلبية الصامتة التي لم تتعلم الدرس.

سكت الإخوان والسلفيون ولم يساندوا ثوار التحرير في محنتهم ، ولم يهتموا بالشهداء والمصابين الاهتمام الذي يليق بهم ، رغم أنهم جربوا الظلم والقهر والتعذيب والقسوة ، ودائما ما يتفاخرون بهذا في كل مكان ، أنهم دفعوا ثمنا غاليا في معتقلات النظام السابق ، ومن وجهة نظري ليس هناك أى مقارنة بين الاعتقال والتعذيب مهما كان وبين ما حدث ويحدث للثوار مؤخرا في ميدان التحرير في شارع محمد محمود منذ صبيحة يوم السبت الموافق 19/11 ، وحتى صباح الخميس الموافق 24/11/2011م ، ويكفي هنا ذكر استخدام الغازات السامة التي تثير الأعصاب وفقدان الوعي والتوازن ، تصيب الإنسان بالسرطان بعد فترة ، ويظل مفعولها في جسم الإنسان لأكثر من شهرين ، وكذلك لا يجب أن ننسى تعمد إصابة الثوار في عيونهم ورؤوسهم وأجسادهم.

كل هذا لم يحرك قلوب الإخوان والسلفيون وكل من تجمعوا في ميدان العباسية (من يسمون أنفسهم بالأغلبية الصامتة)، كل هذا لم يؤثر فيهم ، ويعطيهم جرس إنذار واحد أن أحدهم معرض أن يكون مثل هؤلاء الشباب فيفقد بصره أو يصاب بالسرطان بسبب هذا التعامل الوحشي ، كل هذا لم يثير فيهم خلايا الذاكرة ويذكرهم أنهم انخدعوا من قبل في خطاب مبارك الأول ووافقوا ورضوا أن يكمل مبارك فترة رئاسته ، وظنوا أنه كان صادقا في خطابه ، لم يفكر أحدهم إطلاقا أن يقارن بين ما حدث بعد خطاب مبارك الأول وخطاب المشير الأول ففي الحالتين حدث تأثير على بعض المصريين ، تبعه مباشرة زيادة رهيبة في التعامل الوحشي مع المتظاهرين ، ثم تلاه تجمع حشود من المصريين لتأييد مبارك في السابق ، ثم تجمع الحشود لتأييد المشير حاليا ، لم يتذكر بعض هؤلاء حين كان بعضهم في التحرير ، وفوجئوا بموقعة الجمال والحمير تدهسهم بهدف قتلهم ، لم يتذكروا محاولات مبارك وعصابته من قيادات الحزب المنحل حين كانوا يستأجرون آلاف من المغيبين للهتاف ضد الثورة لنصرة مبارك المخلوع ، لم يتذكروا جميع المحاولات السابقة لقتل الثورة ، ولأنهم تناسوا كل هذا فماذا فعلوا ، تعاونوا مع الإخوان والسلفيين وغابوا عن المشهد رغم خطورته وبشاعته ووحشيته ، وذهبوا يخططون ويجهزون ويشدون الرحال لصناديق الاقتراع ، وبعض المصريين الذين يسمون أنفسهم الأغلبية الصامتة ذهبوا لقتل الثورة في ميدان العباسية ، وهذه الأغلبية الصامتة من اسمها تفضح نفسها فليخبرنا أحدهم من الذي منحهم الحق والقدرة على الكلام والخروج من خندق الصمت الرهيب.؟ ، لن يجيبوا طالما سمحوا لأنفسهم أن يقبضوا ثمن دماء الشهداء ويُـفرطوا في حقهم وفي حق المصابين بهذه الطريقة ، الأغلبية الصامتة تقول للثورة والثوار أنتم عملاء أنتم تريدون إسقاط الدولة طالما تفكرون في رحيل المجلس العسكري ، الأغلبية الصامتة تقول للثوار أنتم تنفذون أجندات خارجية طالما تفكرون في حكومة إنقاذ وطني ، وتأجيل الانتخابات حتى يتم التحقيق ومحاكمة القتلة والمجرمين و محاكمة كل من أعطاهم الأوامر بالقتل ، الأغلبية الصامتة تقول للثوار أنتم تريدون إسقاط مصر طالما تريدون تطبيق الحد الأدنى للأجور في الوقت الذي لا يزال مئات العاملين في الدولة يحصلون على مرتبات مليونية حتى يومنا هذا ، ومنهم أعضاء المجلس العسكري ، ورغم هذا لا يتوقفوا عن تهديد المصريين بأن مصر قد اقتربت من الإفلاس ، هل نسيتم أزمات الغاز رغم استمرار تصديره لاسرائيل.؟ هل أمنتم في بيوتكم في حالة الفراغ الأمني التي يشرف عليها المجلس العسكري وذراعه الباطشة (وزارة الداخلية) الذين ظهروا كأسود في تعاملهم مع الثوار الشرفاء ، وأغمضوا أعينهم عن البلطجية وتركوا لهم الشعب المصري كله غنائم وسبايا.

إصرار الأغلبية الصامتة في العباسية على موقفها يبشر باحتمالات ثلاثة مرة أولهما: وقوع الفتنة الكبرى بين المصريين هنا وهناك ، لأن إصرار كل طرف على رأيه ينذر بهذا ، والمستفيد الوحيد هم الداخلية والمجلس العسكري لأنهم بذلك ضربوا الشعب المصري ضربة لن يقوم بعدها أبدا لأن الفتنة هذه المرة محكمة ومدبرة ولكن الأغلبية الصامتة لا تتعلم ، الاحتمال الثاني : هو امتداد ونهاية طبيعية لنجاح الاحتمال الأول ، هو سوف يساهم بشكل كبير في تسليم مصر من جديد لحكم العسكر ، وحكم العسكر معناه حكم أسوأ من حكم مبارك حتى يستمر أكبر فترة ممكنة ، وحتى لا ينجح المصريون في القيام بثورة جديدة قبل مائة عام على الأقل ، ولذلك سيكون الحكم أكثر قمعا وقهرا وظلما واستبدادا ، وستكتمل فيه مسيرة نشر الفقر والجهل والمرض بين جميع المصريين ، وكذلك تحويل ملايين من المصريين لبلطجية جدد يساهموا في بقاء هذا الحكم العسكري ، لأننا لا نفصل مطلقا بين وزارة الداخلية وبين الحاكم العسكري فهي ذارع البطش التي يستخدمها في قتل وقمع وسحل معارضيه ، والاحتمال الثالث: هو تسليم البلاد للإخوان والسلفيين ، وهنا الأمر لا يقل سوء عن حكم العسكر ، ولكن مع فارق بسيط العسكر يقهر ويقمع ويتخلص من معارضيه دون تكفيرهم ، لكن الجماعات الدينية تستخدم الدين كوسيلة لتكفير المعارضة واتهامهم بالردة للتخلص منهم بإهدار دمائهم بطريقة شرعية من وجهة نظرهم.

هذه كانت مجرد خواطر أكتبها وأتمنى ألا تتحقق أبدا أبدا ، وأدعو الله العلي القدير أن ينصر مصر وشعبها في ميدان التحرير ، وأن تنجح الثورة المصرية في محاكمة القتلة والسفاحين لكي نؤسس دولة حقيقية يكون أساسها دولة القانون أو دولة تطبيق القانون ، العدل والحرية والكرامة الإنسانية والمساواة بين الجميع ، ويكون فيها الموظف خادما للشعب حتى لو كان رئيسا للدولة ، وهذا ما أعتقد أنه سيتحقق و ستنجح الثورة في تحقيقه كما نجحت في خلع مبارك ووضعه ومعظم أفراد عصابته في السجون ، وهنا أخشى على الأغلبية الصامتة من جديد حين يكتشفون بعض الحقائق الجديدة التي تدين معظم من يهتفون بأسمائهم الآن ، ولكن هذه المرة لابد أن يتعلموا الدرس ويتذكروا جميعا أن مبارك وأعوانه حتى هذه اللحظة لم يحاكموا محاكمة حقيقية تتناسب مع جرائمهم قبل وبعد الثورة ، هل توافق الأغلبية الصامتة على ضياع حقوق الشهداء والمصابين في يناير ونوفمبر.؟ ، هل توافقون أن يهرب مبارك وعصابته من جرائمهم ، هل توافقون أن يهرب كل قاتل وكل سارق وكل فاسد من العقاب العادل.؟ ، في حقيقة الأمر أقول لكل مصري يوافق على هذا أنت خائن لمصريتك وخائن لوطنك وخائن لنفسك ، أظن بل أكاد أجزم أن الحاكم المستبد كلما بالغ في استخدام القوة والعنف كلما أظهر مدى ضعفه ووهنه ، وهذا نذير خير يبشر بسقوطه ، هذا ما فهمنها وما تعلمناه وما توقعناه قبيل سقوط مبارك.

كلمة أخيرة:

أيها الأغلبية الصامتة ألم تتعلموا الدرس بعد.؟ ألم تفهموا مخطط نشر الفتن والانقسامات وأنها سياسة راسخة عند النظام السابق نسيتم الفتن بين الأقباط والمسلمين ، بين القضاة والمحامين ، بين المفتي والسلفيين ، نسيتم الخلاف حول الدستور أولا أو الانتخابات أولا ، نسيتم أن مصدر قوة المصريين في وحدتهم ، نسيتم أن المصريين لم ينجحوا في إسقاط مبارك إلا حين اعتصموا واجتمعوا على قلب رجل واحد ، أيها الأغلبية الصامتة لا تضيعوا حقوق العباد وتشاركوا من جديد في تخريب وسرقة البلاد.

بعد الثورة القتل أصبح بديلا للاعتقال ..!!

بعد الثورة القتل أصبح بديلا للاعتقال ..!!


في العهد البائد عهد المخلوع عليه لعنة الله كان يتم التعامل مع الشرفاء والأبرياء من المصريين بالقمع والاعتقال في سجون العادلي التي انفق عليها مليارات لو تم توجيهها للتعليم والبحث العلمي لتحولت مصر لدولة متحضرة ولأخذت ترتيبا مشرفا بين الدول ، فكان هذا النظام المجرم ينظر لكل صاحب رأي ، وكل إنسان شريف ، وكل إنسان مصلح ، وكل إنسان بريء ، وكل من يعارض سياسة الفساد التي تفشت في البلاد وكأنه يتدخل فيما لا يعنيه ، فيكون الجزاء باعتقال هذا المواطن المسكين وإعطاءه درسا في مقرات أمن الدولة لكي يتوب ويعود لرشده ويمتنع عن الكلام فيما لا يعنيه (حسب وجهة نظر هؤلاء الفاسدين).

بعد الثورة المصرية ، وبعد أن تم خلع المجرم الكبير مبارك والمجرم الصغير العادلي وكثير من أفراد العصابة وحبسهم جميعا ، وذاقوا بعض أنواع الذل المزيف والمقـنّع ، تغير أسلوب التعامل فكان في بدايته يعتمد على جرعات مكثفة من التخويف والإرهاب باعتقال مئات وآلاف من الشباب وتحويلهم للمحاكم العسكرية فورا حتى يرهبوا المصريين ويقتلوا داخلهم الإيمان بالثورة ، ولما فشلت هذه الطريقة وأصر الثوار على اكمال ثورتهم ، ودخل المجلس العسكري في سجال مع منظمات وجمعيات حقوق الإنسان لوقف المحاكمات العسكرية التي فضحت هذا المجلس الذي يحول شبابنا في يوم وليلة للقضاء العسكرى بتهمة إهانة المجلس العسكري ، ونفس المجلس لا يخجل من نفسه وهو يترك المخلوع بدون محاكمات بل يدافع عنه باستماته ، وهو الذي قتل الملايين ونشر بينهم الفقر والجهل والمرض ، فأصبح التعامل مع شباب الثورة بالقتل أو الضرب والسحل حتى الموت ، وهذا باختصار التحول الوحيد الذي نجح فيه المجلس العسكري بعد الثورة ، رغم أنهم يخرجون كل حين يحذرون الشعب من مغبة الدخول في أزمة مالية واقتصادية بسبب تآكل أرصدة الدولة ، فقد قاموا بشراء أسلحة ومعدات جديدة و جميع أنواع الذخيرة والقنابل المسيلة للدموع متجاهلين كلامهم عن الأزمة المالية الوشيكة ، ويوجهون هذه الأسلحة بكل نذالة وخيانة للمصريين أبناء جلدتهم بدلا من توجيهها لأي عدو خارجي ، وهم الذين دفعوا ثمن هذه الأسلحة من أموالهم وقوت يومهم على شكل ضرائب سنوية.

وفيما يبدو أن المجلس العسكري والداخلية والقائمين على تنفيذ خطة مبارك وعصابته وهم داخل السجون فكروا في تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة قبل موعدها الطبيعي لكي يتمكنوا من قتل وإصابة أكبر عدد من المصريين الأحرار انتقاما منهم وأخذا بالثأر من الثوار الأحرار الذين فضحوا حقيقة النظام الفاسد وخلعوه بعد أن ورطـوه في مجموعة من الجرائم التي نفذها جهاز الشرطة المجرم الذي لم ينجح في تاريخه إلا في قمع المصريين وقتلهم وقنصهم ، بينما يترك البلطجية والخارجين عن القانون يفعلون ما يشاؤون في البلاد والعباد.

هذه مجرد كلمات موجزة عما يحدث في مصر الآن من تعمد القتل وتعمل الضرب والسحل حتى الموت ، والأخطر من هذا رمي جثث الموتى في مقالب القمامة ووسط الزبالة ، وكل هذا تم تصويره وتسجيله بالصوت والصورة على هذه الروابط

1ــ قوات الأمن ومعهم ضباط يطلقون الذخيرة على الثوار ويعترفون بأن الضربة أصابت عين أحد الثوار بعد سبه وشتمه ، ويقول أحد الجنود (جدع يا باشا) طبعا الباشا ملازم أول شكلة خريج جديد شاهد الفيديو

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=DRcprf4jm4c

2ــ فرد أمن يجر مواطن ميت ويرميه على الرصيف فوق الزبالة

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Fr2-VlldcuE

3ــ قوات الأمن تقوم بضرب وسحل الثوار حتى الموت

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=zJ7FHUtxePw#!

هذه مجرد عينات بسيطة للأدلة التي تثبت الجرائم على فاعليها ، ومن الجرائم التي قام بها جهاز الشرطة تظهر حقا أن هؤلاء الأفراد في أمس الحاجة للعلاج النفسي.

أخيرا:

الشعب المصري الآن هو صاحب القرار

ولابد أن نسأل أنفسنا جميعا

إلى متى تتأجل محاكمات مبارك وأفراد عصابته.؟ ، هل عرفتم لماذا يتم تأجيل المحاكمات.؟

لماذا لم يتم محاكمة الضباط الذين قتلوا الثوار في 25 يناير.؟

لماذا لم يتم محاكمة من قتلوا ودهسوا الثوار منذ يوم 25 يناير.؟

لماذا لم يتم محاكمة من خططوا ودبروا أحداث مسرح البالون.؟

لماذا لم يتم محاكمة من تسببوا في أحداث أطفيح وامبابة وماسبيروا .؟

لو تمت محاكمة هؤلاء جميعا اطمئنوا سيتم محاكمة من قَـتَلَ وسَـحَلَ الثوار بعد جمعة 18/11/2011م ، لأن المجرم واحد وهو من خطط وشارك ونفذ كل هذه الجرائم.

سؤال أخير لشعب مصر العظيم : أين الأخوان والسلفييون من هذه الأحداث .؟ .. الإجابة بوضوح يحضرون ويجهزون لمليونية جديدة لو تم تأجيل الانتخابات.. !! أعتقد أن شعب مصر ذكي والآن قد عرف من عدوه ومن ضده و من معه ومن حبيبه..

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

أسباب الثورة العارمة على مسلسل (يوسف الصديق)

أسباب الثورة العارمة على مسلسل (يوسف الصديق)

من الحقائق التاريخية المعروفة والثابتة أن أي نظام سياسي مستبد لابد له من كهنوت ديني يوفر له غطاءً شرعيا يسول له ظلمه واستبداده وقهره وقتله وسرقته لشعبه المسكين ، وبينما يعيش معظم سكان المجتمع تحت وطأة الفقر والاستعباد والقمع والقهر فإن الكهنوت الديني ينعم بالعطايا والهدايا والعيش الهانئ ويغرق في النعيم ، بدأ هذا الكهنوت في الظهور مع بداية الدولة العباسية تزامنا مع عصر الحديث (الأحاديث) أو العصر الذهبي للتدوين في الحديث ، فكان يتم اختراع أحاديث مخصوصة لتمكن الحاكم أو السلطان او الخليفة من التخلص من أعداءه ومخالفيه ــ وكل من لا تهواه نفسه ــ تحت غطاء ديني مناسب ، ولا نجد هنا مثالا أفضل من حديث (من بدل دينه فاقتلوه) ، ( لا يحل دم أمرئ إلا بثلاث التارك لدينه المفارق للجماعة) ، وكلها أحاديث تم اختراعها إرضاء للحاكم لكي يتكمن من القضاء على أعداءه والتخلص منهم تحت غطاء ديني حتى ينام هادئ النفس مرتاح الضمير.

استمر الكهنوت الديني تابعا للحاكم في بلاد المسلمين ملازما لكل حاكم ظالم وفاسد ، في مصر والسعودية والعراق وسوريا واليمن وليبيا ومعظم البلاد العربية ، حتى يومنا هذا ، وهذه حقيقة لا جدال فيها والسبب أن هناك معادلة تحكم هذه المسألة يستحيل نجاح واستمرار أي حاكم ظالم وطاغية بدون كهنوت ديني ، وعلى العكس تماما فلو قال رجال الدين كلمة حق في وجه السلطان لوقفه ومنعه عن الظلم ، فلابد من حدوث أحد أمرين الأول: إما أن يؤمن الحاكم ويستفيد من نصيحة رجال الدين الخالصة والصادقة ويتوقف عن الظلم ويبدأ الإصلاح ، بذلك لن يكون الحاكم مستبدا ولا طاغية ، الثاني: أن يعتقلهم ويعذبهم أو يقتلهم ويتخلص منهم للأبد ، لكن الشائع في التاريخ البشري أن أي حاكم ظالم لابد له من كهنوت ديني يساهم في بقاءه واستمراره.

هذه مقدمة بسيطة أدخل منها على رد فعل مشايخ الأزهر والسلفيين الوهابيين على مسلسل يوسف الصديق ، هذا المسلسل الذي ثاروا عليه وحرّموا صناعته وعرضه ومشاهدته ، بحجة تحريم تجسيد شخصيات الأنبياء في الدراما ، وهذه حجة واهية فاقدة للأدلة التي تثبت صحتها ، ولكن الحقيقة أن ثورة هؤلاء على هذا العمل الدرامي الرائع لأسباب مختلفة على الأقل من وجهة نظري:

السبب الأول: بكل نجاح وتفوق نجح أهل السنة والجماعة ــ بعد انتهاء الخلافة الراشدة في الدولة الإسلامية ــ في تضليل المسلمين وإبعادهم عن القرآن الكريم وقراءة آياته وتدبر كلماته ومفرداته ، ووفروا لهم البديل من أحاديث وخطب تراثية مكررة وتفسيرات مغلوطة للقرآن ما انزل الله بها من سلطان ، وبذلك فلن يستطيع معظم المسلمين قراءة القرآن بدون وجهة نظر مسبقة للتعلم من قصص الأنبياء والعبر والأمثلة التي ضربها الله جل وعلا لنا في القرآن الكريم لكي نستفيد منها ونعتبر ، وفي نفس السياق فلن يتمكن مسلم من استخراج كنوز القرآن في قصة يوسف وغيرها من القصص ليتعلم منها أخلاق النبوة وتواضع الأنبياء في التعامل مع الناس في جميع المواقف اليومية ، وهذا ما وضّحه العمل الدرامي الرائع (يوسف الصديق) حيث أظهر المسلسل بكل حرفية وبساطة عظمة ورقي وتواضع وتسامح شخص النبي يوسف عليه السلام ، كما اظهرت صفات مهمة جدا يجب على كل إنسان أن يتحلى بها ، هذا على المستوى الشخصي للنبي ، ودوره ومسئوليته في أن يكون قدوة حسنة لتصحيح أخلاقيات وسلوكيات قومه والناس من بعده لمن يقرأ ويهتم بقصص الأنبياء ، ولم تحدث أي إهانة من أي نوع لشخص يوسف الصديق ، ولكن حاول المخرج وكاتب المسلسل أن يشرح المواقف الهامة التي تدخل في صلب القصة كما جاءت في القرآن في سورة يوسف.

السبب الثاني: وهو لا يقل أهمية عن السبب الأول لأنه يظهر ويبين ويشرح إلى أي مدى كان حاكم مصر ــ الذي يعبد الأصنام آنــذاك ــ يفكر في المصريين ويهتم بمصالحهم ويحرص على حياتهم ، والدليل أن هذا الحاكم (أَمِـنْ حَـوْتِـبْ) حين رأى في المنام الرؤيا التي ذكرت في سورة يوسف في قوله تعالى (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)يوسف ــ 43: 55 ، والشاهد من هذه الآيات العظيمة فيما يخص الملك أمرين الأول: اهتمام الملك بالرؤيا والبحث بكل جدية عن المعبرين وكل من يستطيع تفسير هذه الرؤيا ، الثاني : قوله (لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون) ، والموقف هنا يظهر إلى أي مدى يهتم الحاكم بكل تفصيله من تفاصيل حياته ويربطها بمستقبل ومصير شعبه ، وحين يقع في محنة أو يشاهد رؤيا مصيرية كهذه فإنه سرعان ما يفكر في حل ويبحث عمن ينجده ويساعده ، خوفا على الشعب ، بالإضافة إلى أمر هام جدا صاحب هذا الموقف وهو يضرب الكهنوت الديني ــ بكل ألوانه وأشكاله ــ في مقتل حين طلب منهم الحاكم تعبير الرؤيا ففشلوا فشلا واضحا ، وعندما جاء يوسف وفسّر الرؤيا كما علمه ربنا جل وعلا ، انقلب الملك على الكهنوت الديني وحاربهم وطردهم من القصر وكفر بآمون ، وآمن برب يوسف عليه السلام ، وازداد اهتمام الملك بالقضية حين عين يوسف أمينا على مصر وأرضها وشعبها يعلمهم قوانين وقواعد الزراعة والحصاد والتخزين الصحيح للقمح الذي يحفظه من التعفن ، لينقذهم من المشاعة وزمن القحط ، وهذه النقلة وهذا التحول في شخص الملك وفضح الكهنوت الديني يبين إلى أي مدى فساد الكهنوت الديني في البلاد الإسلامية ووقفوهم جميعا موقفا مخزيا من شعوبهم لأنهم يشاكون الحكام الطغاة في ظلم وقهر وقتل وسرقة الفقراء ، ولا يقولون أبدا كلمة حق عند سلطان جائر ، ولهذه الأسباب ثاروا جميعا على هذا المسلسل الذي يفضح الحكام العرب جميعا ويضعهم في منزلة وضيعة أقل من حاكم مصر الذي كان يعبد آمون الصنم ، وكذلك يفضح المسلسل فشل الكهنوت الديني في مساعدة الملك واهتمامهم فقط ببطونهم بينما يعيش معظم المصريين في فقر.

السبب الثالث: (الشورى) الملك يؤمن بالحرية والديمقراطية والشورى في قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي) ، ولا يرى في نفسه فلته من فلتات الزمن وحين يمر بموقف لا يعلم له تفسيرا يستعين بغيره ويبحث عن أي شخص يستطيع فهم وتوضيح ما لا لم يفهمه الملك نفسه ويتضح هذا في لجوئه لساقيه حين عرف منه أنه يعرف من يفسر هذه الرؤيا ، فلم يتكبر ولم يرفض الاستعانة بساقيه حين عرض وجهة نظره(وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ)

السبب الرابع: الحاكم المصري (أَمِـنْ حَـوْتِـبْ) جعل مصلحة مصر وشعبها فوق كل شيء ، وعندما أخبره الخادم أن هناك سجين يستطيع تعبير الرؤيا لم يرفض وأمر بإحضاره من السجن لسماع وجهة نظره وتعبيره وتفسيره للرؤيا، ولا يجب ان نغفل اعتراف زوجة عزيز مصر بذنبها أمام الجميع لتبرئة يوسف عليه السلام ، وكذلك لا يجب أن نغفل اهتمام الملك بأمور مصر وشعبها وإيجاد حل سريع ومنطقي وعقلي لرؤياه ، وتناسى أن من ساعده في هذا الحل جاء من السجن وجعل مصلحة البلاد والعباد هي العليا والأولى ، ولكن الكهنوت الديني في مصر قبل وبعد الثورة دائما ما يتهمون علماء مصر المغتربين والمهجرين بالعملاء لصالح مبارك المخلوع ، وحرمانهم من تقلد المناصب الهامة في مصر لأن جريمتهم الوحيدة أنهم هاجروا بحثا عن العلم من أجل مصر وشعبها لكن الطاغية مبارك حرمهم جميعا من ممارسة حقهم الطبيعي في خدمة وطنهم ورد الجميل لأهاليهم بعلمهم وجهادهم السلمي في تحصيل هذا العلم ، فهل بعد الثورة سيستمر الكهنوت الديني في تشويه صورة العلماء والمهجرين والمغتربين لحرمانهم من خدمة وطنهم.؟.

أخيرا:

طبيعي جدا أن يدور في عقول البعض أن يوسف عليه السلام نبي ، وما حدث في قصته بكل مراحلها من الحتميات التي قدرها ربنا جل وعلا ، لكن لا ننسى أننا كبشر فرض علينا أن نقرأ هذا القصص القرآني ونتدبر كل ما فيه لنتعظ ونعتبر ونتعلم ونستفيد وهذا ما أخاف وأرهب الطغاة والكهنوت الديني في هذه الأيام ، الذين يعتقدون في أنفسهم أنهم مفوضون من عند الله لنشر الإسلام ، فهم يساعدون الطغاة ضد الفقراء والمعدومين ولا يهمهم إلا إرضاء الحاكم والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التحدث عن الحاكم ونقده وإظهار جرائمه وجرائم بعض نفر من حاشيته ، وإليكم مثالا توضيحيا حدث معي شخصيا:

في شهر سبتمبر من عام 2007م كتبت مقالا انتقد فيه عمليات تصدير الغاز والحديد والإسمنت لإسرائيل المقال بعنوان (تعليقا على سفر الشباب لإسرائيل) على هذا الرابط

http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2412

في شهر يوليو من عام 2008م وبأمر من شيخ الأزهر تم استدعائي للتحقيق معي عن طريق مكتب شيخ الأزهر شخصيا ، بتهمة الكتابة والنشر على الانترنت ، وتم تهديدي أثناء التحقيق لكي اتوقف عن الكتابة نهائيا ، فلم استجب ولم أتوقف ، فتم اعتقالي في شهر أكتوبر من نفس العام 2008م ، وهذه قصة واقعية تم خلالها تحضيري للاعتقال عن طريق تمثيلية هزلية شارك فيها شيخ الأزهر نفسه ليسول لجهاز أمن مبارك أن يعتقلني ويعذبني وووووو بتهمة ازدراء الدين الإسلامي.

هذا ما أقصده أن الثورة على العمل الدرامي وتجسيد شخصيات الأنبياء له أهداف سياسية واضحة ، بالإضافة إلى أن معظم المسلمين يقدسون الأنبياء وخصوصا خاتم النبيين ، كما يقدسون الصحابة ويرفعونهم فوق مستوى البشر لدرجة أن شيخ الأزهر قالها صراحة أن احترام الصحابة هو الركن السادس من أركان الإسلام ، إلا أنني أرى أن رفض هؤلاء لتجسيد الأنبياء في الدراما هو سبب سياسي مقصود خوفا من فضح ظلم الطغاة وفضح الكهنوت الديني وتفتيح عقول الشعوب على عبر ومعان عظيمة في قصص الأنبياء ، وفضح حقيقة هؤلاء في أنهم يشاركون الطغاة في الظلم والقهر والاستعباد وسرقة البلاد وأموال العباد.