الاثنين، 28 مارس 2011

وجهة نظر في قانون التصالح مع الفاسدين مقابل رد الأموال

وجهة نظر في قانون التصالح مع الفاسدين مقابل رد الأموال

في الأيام القليلة الماضية كَـثـُرَ الحديث وارتفعت نبرة صوت تنادي بمحاكمة سارقي مصر عن طريق الفداء بالمال ، أو قبول بضع ملايين أو مليارات من هؤلاء مقابل العفو عنهم ونيل حريتهم ، مع العلم أن هذه المليارات كلها من دماء المصريين .!! ، ويتم عرض هذا الأمر في صورة المطالبة بالعفو عن الواحد منهم في مقابل دفعه نسبة محددة من ماله الذي سرقه واعترف بنفسه أنه سرقه من أموال المصريين ، وإلا ما فكر هؤلاء ولجأ كل واحد منهم لهذا الحل الذي يريدون من خلاله الخروج من محبسهم طلقاء أحرارا هاربين من كل جرائمهم التي تحتاج لأضعاف أعمارهم كي تكفي لسنوات السجن التي يحكم عليهم بها في هذه القضايا والجرائم ، ولكي يعودوا لضلالهم القديم في سرقة أموال المصريين ونشر الفقر والجهل والمرض والذل بين معظم المصريين الشرفاء الذين فجروا الثورة.

ونتيجة للعمل المتواصل لاجهاض الثورة وقتلها يعمل أعداء مصر في الالتفاف على الثورة بكل الطرق حتى تم التفكير مؤخرا في مشروع قانون يقنن التصالح مع الفاسدين الذين سرقوا أموال الدولة والشعب في مقابل رد جزء من هذا المال والاحتفاظ بالباقي ، وهو قانون لو تمت الموافقة عليه سيكون بمثابة الضربة القاضية للثورة والثوار لأن الفاسدين و السارقين رغم كل ما فعلوه أصبحوا أفضل حالا ، وأكثر حرية من الثوار الشرفاء ، لأن الفاسدين ـ بعد الموافقة على هذا القانون سيعودون للماضي مرة أخرى ، لأنه قد تم سن قانون لمساعدة الفاسدين للإفلات من المحاكمة ، وعلى النقيض يتم سن قانون تجريم التظاهر أو الاعتصامات أو الاضرابات لسهولة القبض على الثوار الشرفاء ومحاكمتهم ووضعهم في السجون حتى تخلو الساحة مرة أخرى لبقايا النظام السابق لإعادة بناء أنفسهم مرة أخرى ، وهذه أكبر حرب ضد الثورة ، وأكبر خيانة للثورة.

ومن وجهة نظري أرى أن هؤلاء الناس الذين سرقوا أموال وأعمار المصريين خلال حقب متفاوتة ومختلفة من تاريخ مصر يريدون خداع المصريين بهذه الطريقة الظالمة التي تخالف قواعد وتشريعات الإسلام في التوبة ، فهم يريدون الحصول على حريتهم وبراءتهم من كل هذه التهم في مقابل دفع مبالغ زهيدة من الأموال التي سرقوها من هذا الشعب ، ومع الأسف يجدون من يساعدهم من الشخصيات التي يفترض أنها تقيم العدل في البلاد.

إن هذه القضايا تشبه تماما بل تعتبر مثل التوبة لكل من هؤلاء ، فإذا سلمنا أنهم قد اعترفوا بذنوبهم ويريدون التوبة (التوبة الصحيحة) والعزم على عدم العودة فلابد لهم من التنازل بدفع جميع هذه الأموال لآخر مليم والتنازل عن جميع الممتلكات ، ويبدأ كل واحد منهم من جديد ، وإذا كان فعلا سيتوب توبة حقيقية ويتق الله جل وعلا سيجعل الله له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ، لأن هذا هو كلام الله ووعد الله الذي لا يخلف عباده ما وعدهم ، أما غير ذلك من محاولات يريد هؤلاء ـ وكل من يساعدهم ـ الضحك على المصريين وخداعهم مرة أخرى فهذه ستكون طامة كبرى على المصريين ، وعلى سبيل المثال نتخيل أن أحمد عز يريد دفع مليار جنيه مقابل العفو عنه ومقابل حريته ، فهناك مليارات لديه يستطيع من خلالها الظلم والسرقة والطغيان واحتكار أي شيء في المستقبل ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ، فهذا مخالف تماما لقواعد التوبة التي توجب على الإنسان إذا أراد التوبة أن يعترف بذنبه ويعتذر للناس عما لحق بهم من تبعات هذا الذنب هذا من ناحية الناس ، ويقر بينه وبين ربه جل وعلا بأنه لن يعود مرة أخرى لسابق عهده ، وإذا كان فعلا صادق في توبته فعليه أن يؤمن بقول الله جل وعلا (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) ، وعليه التخلص من كل مليم اكتسبه من حرام ، ويبدأ حياته بعمل ورزق حلال.

وأتمنى من الأزهر ومن دار الإفتاء التدخل في هذه القضية الخطيرة التي يراد منها إيجاد مبرر لسرقة أموال مصر والشعب المصري ، كما يراد منها الالتفاف على الثورة وسرقة بعض مكتسباتها الهامة جدا فيما يخص محاكمة الفاسدين ماليا ، لأننا كشعب مصري قبل 25 يناير لم نكن نتوقع أو يراودنا حلم أن نرى أحمد عز أو رشيد محمد رشيد أوحبيب العادلى أو زهير جرّانه في قفص الاتهام للمحاكمة والمحاسبة أمام القضاء والقانون وسؤالهم عن أموالهم من أين لك هذا.؟.

إذن هي معادلة واضحة ـ الحرية والعفو الشعبي والقضائي ـ مقابل التنازل عن جميع هذه الأموال والممتلكات دفعة واحدة والاعتراف أمام المصريين جميعا بالخطأ والسرقة والذنب ـ والعزم على عدم العودة مرة أخرى وفتح صفحة جديدة مع المصريين ، وأعتقد أنه ليس هناك شعب عاطفي في العالم كله مثل شعب مصر ، ولن تجد شعب متسامح وسريع العفو والنسيان مثل شعب مصر.

أنبه جميع المصريين في جميع التخصصات والمجالات وكل مؤسسات الدولة ـ إذا تم الاتفاق أو تم تمرير هذا القانون في محاسبة هؤلاء ، بقبول جزء من هذه الأموال مقابل العفو عنهم وإطلاق سراحهم ، وهم يمتلكون كل هذه المليارات فهذه مساعدة واضحة جدا لقهر وإذلال المصريين من جديد ، وبداية طريق جديد من الفساد والإجرام ، لأن هؤلاء الناس قبل امتلاك هذه الأموال كانوا يعيشون على هامش الحياة المصرية ، ولم يظهروا إلا بعد تزواج المال مع السلطة فتضخمت أموالهم وعاثوا في الأرض فسادا ، وكانت النتيجة ما نعاني منه الآن.

نحن نتحدث عن عشرات و مئات المليارات المسروقة ، و أذكركم يا دعاة الحق والعدل أنه في قانون العمل المصري إذا ثبت على موظف أنه اختلس أو سرق أو تلاعب في أرقام زهيدة أو وقع في مخالفة مالية صغيرة جدا لا تتعدى مائة جنيه أو كبيرة تصل إلى ألف أو بضعة آلاف من الجنيهات ـ فورا يتم التحقيق معه وتحويله للشئون القانونية والنيابة الإدارية وتوقيع الجزاء عليه بالخصم من راتبه أو النقل أو الفصل أو الحبس أحيانا وذلك حسب حجم سرقته، ولا يقبل منه على الإطلاق الاعتذار أو دفع ما سرقه مقابل حريته أو براءته أو العفو عنه ، فهل يعقل أن نتعامل بهذه السهولة والمياعة مع كل من سرقوا هذه المليارات وساهموا في فساد كل شيء في الدولة ـ وأنتم تعلمون جميعا أن هؤلاء لم يسرقوا ألف أو مليون أو مليار بل سرقوا مئات المليارات ـ فهل تكون محاكمتهم بهذه البساطة وهذه السهولة؟ ، وهل من العدل يا أهل العدل أن نساعدهم بسن قوانين خاصة تنجيهم من العقاب.؟.

أخيرا ::

بهذه الطريقة وهذا الأسلوب أرى أن أقل الناس استفادة من الثورة هم الثوار وأهالي الشهداء والمواطنين الشرفاء مقارنة بالفاسدين الذين يجدون من يساعدهم في الهروب بجرائمهم ، و باقي الفاسدين الذين لم يمثلوا امام القضاء للمحاكمة أصلا ، إضافة للتيارات الدينية التي انقلبت على الثورة وبحثت عن مصالحها وتناسوا شعاراتهم وهتافتهم عن المواطنة والدولة المدنية والحرية والعدالة الاجتماعية.

الخميس، 24 مارس 2011

التعديلات الدستورية ومواقف التيارات الدينية

التعديلات الدستورية ومواقف التيارات الدينية



منذ أول أيام الثورة المصرية العظيمة التي لم تكتمل بعد ولا يزال الفاسدون يخططون ويسهرون على إجهاضها بكل السبل ، لدرجة أنهم يرسلون أعدادا من الشباب لميدان التحرير لاختلاق مشاجرات مع رجال القوات المسلحة ، ويوقعون الفتنة بين السلفيين والأقباط ، ويدعون الأقباط للتظاهر بحثا عن حقوقهم ، وإثارة فتن بين تيارات مختلفة في الدولة من صوفية وسلفية ، إرسال بلطجية يرهبون طلاب المدارس حتى يجبرون الأهالي على الاقتناع أن الثورة لم تجلب لهم إلى الخوف والرعب ، والأكثر من هذا كله هو إعلان هؤلاء نيتهم ـ التصفية الجسدية لمجموعة من الشخصيات السياسية والإعلامية والشخصيات العامة التي تساند الثورة ، بالإضافة لترويج آلاف الإشاعات في كل مكان في مصر للقضاء على حالة الوعي السياسي التي يعيشها كل مصري منذ بداية الثورة.

هي فعلا حرب لم تنتهي ، ويشرف عليها بقايا النظام السابق وجهاز أمن الدولة الذي لم ينتهي بعد.

ولكن ما أريد توضيحه هنا أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية أعطانا مؤشرا هاما جدا عن التيارات الدينية في مصر فأوضح لنا عدة حقائق عن الآتي : الأعداد ـ الاتجاهات السياسية ـ التلون وتغيير المواقف حسب المصلحة الخاصة ـ قابليتهم للتعاون مع أي اتجاه مهما كان طالما فيه مصلحتهم ـ التأكيد أن السلفية لا تزال تعمل تحت عباءة أمن الدولة.
ـ الأعداد ـ قام بالتصويت في الاستفتاء 19 مليون مصري منهم 77.5% قالوا ـ نعم ـ وهم من الأخوان والجماعة الإسلامية والسلفيين وأنصار السنة وكل من ينتمي للتيارات الدينية في مصر ، بالإضافة لفلول النظام وكل من كان لهم مصالح أو علاقة بالحزب الوطني في النظام البائد ، كل هؤلاء مجتمعين بذلوا مجهودات جبارة في إقناع البسطاء من الناس للتصويت بنعم معللين ذلك أنه في مصلحة الإسلام وأن التصويت ـ بــ لا ـ يعني وصول الأقباط للحكم وهو نهاية للإسلام والدولة الإسلامية ، التيارات الدينية بذلت مجهودات جبارة في هذا وطبعت منشورات وطرقوا أبواب البيوت وخطبوا في المساجد لتلقين المواطنين هذا الدرس الكاذب للتصويت بنعم ، وساعدهم فلول نظام مبارك وأذناب الحزب الوطني بحشد الأهل والأقارب والأصحاب ، ومن لم ينجحوا في إقناعه يسلطون عليه شباب الجماعات والتيارات الدينية ، لدرجة أظهرت حالة غريبة جدا من التعاون بين فلول النظام من الحزب الوطني من ناحية وبين الأخوان والسلفيين وأنصار السنة وكل من له لحية ويلبس جلبابا قصيرا ، على الرغم من الخلاف المعروف بين السلفيين وبين الأخوان بسبب مشاركة الأخوان في العمل السياسي وخروجهم على الحاكم ، والخلاف المعروف بين الأخوان والحزب الوطني ، فهذه الحالة من الوفاق لم تحدث بهذا الوضوح من قبل بين كل هؤلاء الفرقاء.

ـ الأخوان لهم مواقف متباينة تماما ـ قبيل الثورة كانوا يرفضون المشاركة ، والتزموا الصمت ، وحين تحولت التظاهرات الحاشدة إلى ثورة انضموا إليها بكل قوة في جميع المحافظات وكانوا دائما على منصة التوجيه وإعلان البيانات ، كانوا مع الثوار في جميع المطالب وخصوصا في قيام دولة مدنية تقوم على المساواة والعدالة الاجتماعية ، لدرجة أن أحدهم تحدث بوضوح عن حرية العقيدة وحرية الدين وكل إنسان حر فيما يعتقد وقال المتحدث الرسمي باسم الجماعة أن الجماعة لا ترفض انضمام أي قبطي لحزبهم السياسي ، وبعد أن سقط النظام أصبح للإخوان الحق في تأسيس الأحزاب ، ظهروا بكثافة في وسائل الإعلام ، تمتعوا بحرية غير مسبوقة في الدعوة والتحرك بدون رقيب ، فوجدوا أن هذا يكفي في هذه المرحلة وهم لا يريدون أكثر من الحرية في الدعوة ، ولا يجب أن يضيعوا وقتهم في المطالبة بدستور جديد ، بل انقلبوا على الثورة وشحنوا عواطف الناس ضد الأقباط مرة أخرى بما فعلوه في موضوع الاستفتاء ، وبعد أن ادّعوا أنهم أخوة للأقباط في ميدان التحرير ، وبعد أن ذهب شيوخهم لأطفيح وقرية صول لرأب الصدع الذي صنعه جهاز أمن الدولة المجرم بين المسلمين والمسيحيين.

• فهذه التيارات الدينية تتلون حسب المصالح وعندما شعروا أن مصر ستكون دولة مدنية ليبرالية ، وقد اقترب البرادعي من السيطرة على أكبر شعبية بين كل من أعلنوا أنهم سيخوضون انتخابات الرئاسة ، شعروا بالخطر ، لأن نهاية التيارات الدينية في مصر ستكون بقيام دولة مدنية ليبرالية يكون فيها الدين لله والوطن للجميع ولا فرق ـ حقا لا تمثيلا ـ بين مسلم أو مسيحي كما حدث من الأخوان في ميدان التحرير ، حين قاموا بتمثيل دور رائع في حب مصر وظهروا أنهم يدعون لدولة مدنية ، وحينما أحسوا بالخطر تغيرت السياسة وتغير الطريق لأن نهاية التيارات الدينية في مصر ستكون نهايتها في جميع الدول العربية.

• فقد تغيرت سياستهم حين كثـُر الحديث عن تعديل المادة الثانية من الدستور ، وعن حق القبطي في الترشح لرئاسة الجمهورية ، وهذه الفتوى قال فيها الدكتور علي جمعه ـ أنه لم يجد في القرآن ولا السنة أي مانع يمنع القبطي أو المرأة من الترشح لرئاسة الدولة الإسلامية ، وقد كانت لفتوى الدكتور علي جمعه أعظم الأثر في هذا التغير في موقف الأخوان ، وظهر هذا جليا قبيل الاستفتاء بأيام قليلة، وأشك أن هذه الفتوى في هذا التوقيت لها علاقة بأمن الدولة لتغيير موقف الأخوان من الاستفتاء ، لأنهم كانوا مع الثورة في تغيير الدستور وكتابة دستور جديد ، وأمن الدولة يعلم جيدا مدى تأثير الأخوان على الناس ويقدر تواجدهم الواضح في الشارع المصري وأنهم قادرون على تغيير مجرى الاستفتاء ، كانت الفتوى بتاريخ 16/3/2011م. على هذا الرابط نقلا عن الدستور الأصلي ــ http://www.coptreal.com/WShowSubject.aspx?SID=44615

ويستمر دعاة السلفية في التأكيد على أنهم ببغاوات يقولون ما يمليه عليهم ضباط أمن الدولة ، وآخر وأهم هذه الأحداث ما قاله أحدهم على الهواء مباشرة ، حين توصل لدليل من كتب التراث يبيح قتل البرادعي وإهدار دمه لأنه قام بنشر الفتنة في المجتمع وخرج على الحاكم المسلم (على حد قول الشيخ السلفي) ، ولو كان هذا الشيخ يعقل لعلم أن أكبر فتنة في مصر هو جهاز أمن الدولة الذي يقوم هو بخدمته خدمة العبد للسيد.

فلابد أن نعلم جميعا أن التيارات الدينية لا تريد خيرا لمصر رغم مشاركتهم الفعالة في الثورة وخصوصا في أيامها الصعبة ، وكنت أنوى الكتابة عن سيطرة الأخوان على منصات الثورة في معظم المحافظات ، كما كنت أنوى الكتابة عن تخوفي من أسلمة هذه الثورة وأنوه عن ألاعيب الأخوان الذين يملكون الخبرة الكبيرة في ممارسة العمل السياسي مقارنة بشباب الثورة البكر الذي لم يخطو قبل 25 يناير خطوة نحو العمل السياسي الفعلي ، ولكن فضلت السكوت خوفا على شق الصف وخوفا على الثورة من نشر الإشاعات ، ولكي لا أساعد كل من كانوا ولا زالوا يحاربون هذه الثورة العظيمة.

إذن بالأرقام حصل فلول النظام من الحزب الوطني بالتعاون مع جميع التيارات الدينية في مصر على إقناع عدد (14725000) مصري للتصويت بــ نعم ، وفي المقابل قام عدد (4275000)مصري بالتصويت بــ لا ، مع الأخذ في الاعتبار أن نسبة كبيرة جدا ممن صوتوا بنعم كانت الخديعة هي السبب في إقناعهم ، وإجمالي كل من له حق التصويت في مصر 45 مليون مصري ، إذن مصر بخير والأغلبية للعقل إن شاء الله مع اختلافي مع كل من قالوا ـ نعم ـ ومع احترامي لهم جميعا كمصريين في حقهم أن يقولوا ما يشاءون.

الأربعاء، 23 مارس 2011

حكاية مواطن مصري بين الأزهر وأمن الدولة .. ج2

رابط الجزء الأول http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=251585

بدأت هذه المرحلة باستدعائي للتحقيق معي بتوصية من شيخ الأزهر (السابق ) شخصيا ، وذلك بسبب مقالاتي وأفكاري التي أكتبها وأنشرها على شبكة الإنترنت ، دون أن أفرضها على أحد أو أدعو أحدا لقراءتها ، وأقوم بذلك في بيتي بعد عودتي من العمل.
البداية :: كانت الساعة التاسعة صباحا ، اتصل بي شيخ المعهد وطلب مني الحضور فورا إلى المعهد ومعي بطاقتي الشخصية لأمر هام جدا ، ذهبت على الفور ، فوجدت خطاب مأمورية جاهز ومكتوب فيه الأتي:
13ـ خطاب مأمورية قد كتبه شيخ المعهد لأتوجه به لمحامي شيخ الأزهر للتحقيق معي http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/13.html

ــ صيغة المأمورية
بسم الله الرحمن الرحيم
الأزهر
منطقة الشرقية الأزهر
معهد أبوحريز الإعدادي الثانوي بنين
السيد صاحب الفضيلة /وكيل الوزارة للإدارة المركزية بالشرقية (الشئون القانونية ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قادم لفضيلتكم السيد / رضا عبد الرحمن على / الأخصائي الاجتماعي بالمعهد وذلك لسؤاله بالشئون القانونية بناء عن الإشارة الواردة إلينا من خلال التليفون بالمعهد أمام السيد / جمال عبد العزيز / المحامي بمشيخة الأزهر
برجاء من فضيلتكم تسهيل مأموريته ولفضيلتكم جزيل الشكر
شيخ المعهد
17/7/2008

ــ أخذت الخطاب وخرجت من بوابة المعهد متوجها للزقازيق إلى الإدارة المركزية للمعاهد الأزهرية بالشرقية قسم (الشئون القانونية) لمقابلة الأستاذ / جمال عبد العزيز / محامي الشئون القانونية من مكتب شيخ الأزهر ، وعندما وصلت وجدته في انتظاري ، جلست على الفور ، وقبل أن يبدأ في كتابة المحضر بشكل رسمي سألني بصفة ودية قائلا :
س / هل لديك موقع على الإنترنت.؟
ج / لا ـ ليس لدي أي موقع شخصي ملكي
س / هل لديك كتابات على الانترنت أو مقالات.؟
ج/ نعم لي مقالات وكتابات على الانترنت
وبعد ذلك قرر أن يبدأ في تدوين المحضر بنفس الكيفية س ، ج
س/ ما هي طبيعة عملك أو وظيفتك الحالية .؟
ج/ أنا أخصائي اجتماعي في معهد أبوحريز الإعدادي الثانوي بنين ــ الموجود بقرية أبو حريز مركز كفر صقر شرقية
س/ وما هي الأعمال التي تقوم بأدائها في وظيفتك كأخصائي اجتماعي.؟
ج / أنا أقوم بما يقوم به أي أخصائي اجتماعي في الأزهر مثل تنظيم رحلات للطلاب ، ومساعدة الطلاب الفقراء والمحتاجين وإعفاء الطلاب الأيتام من المصروفات الدراسية ..
س/ أنظر لهذه الأوراق جيدا هل هذه المقالات المكتوبة فيها خاصتك أي أنك قمت بكتابتها ونشرها على الإنترنت.؟
ج / نعم هذه المقالات كتبتها ونشرتها على الانترنت ، كانت المقالات تحمل هذه العناوين ( عندما يفكر مشايخ الأزهر في الاجتهاد) ، ( لمن تبنى هذه المساجد..؟؟) ، (لماذا لا يلبس الرجل نقابا) ، ( الأزهر وتحويل القرآن لمادة دراسية بحتة) ، (الشيخ مبروك والشيخ بركات ورضاع الكبير) ، (قضايا هامة في معتقدات مسلم .. الجزء الأول) ، وبعد مشاهدة المقالات جيدا وجدتها مطبوعة من موقع عرب تايمز ، وهي بالفعل مقالاتي..
س /لماذا تتهم البخاري وتسبه في مقالاتك .؟
ج / أنا لا أسب البخاري ، والبخاري كشخص ليس بيني وبينه أي مشاكل ، ولكنني أقول أن البخاري فيه أحاديث ضعيفة وتخالف القرآن الكريم .
س / أحاديث ضعيفة أريد مثال.؟
ج / هناك حديث هام جدا يقول فيه البخاري ( من بدل دينه فاقتلوه)
س / وهذا يتعارض مع أيه من وجهة نظرك.؟
ج / هذا الحديث يتعارض تعارضا تاما مع قول الله جل وعلا (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) ، وقول الله عز وجل (لا إكراه في الدين )
س / أنت تتهم رجال الأزهر في مقالاتك بالجمود.؟
ج/ أنا لا أتهم أحدا أنا اكتب ما أؤمن وأقتنع به ولا أفرضه على أحد ، وليس بيني وبين أي شخص من علماء الأزهر أية علاقة مباشرة كي أتهمه ..
س / أنت قلت في مقالاتك أن رجال الأزهر يقدسون البخاري ويجعلونه مثل القرآن.؟
ج / هذا صحيح معظم المسلمين يقدسون البخاري
س/ أنت تتعامل مع طلاب في سن الإعدادي والثانوي ونشر أفكارك بينهم شيء خطير.؟
ج/ ما اكتبه هذا رأيي الشخصي ووجهة نظري الخاصة ولا أفرضها على أحد ، ولم يحدث منذ أن عملت في الأزهر أن تحدثت في أمور عقيدة أو دين مع أي طالب أو موظف ، وإذا سألني أي طالب سؤالا يخص الدين أرسله لأحد مدرسي المواد الشرعية ، حتى لا أفرض فكري على أحد.
لأني أفصل تماما بين عملي كموظف حكومي وبين ما أؤمن به وأقتنع به
س / هناك مشكلة لو ذهب هؤلاء الشباب لقراءة ما تكتبه.؟
ج / أنا لا أقوم بعمل أي دعاية لما أنشره على الانترنت ، ولم ولن أطلب من أي إنسان أن يقرأ لي مقالا على الإطلاق ، والإنترنت مفتوح أمام العالم كله ومن حق أي إنسان أن يكتب ما يريد ويقرأ ما يريد
س/ كيف تنشر هذه المقالات
ج / أكتب هذه المقالات على جهاز الكمبيوتر وأقوم بنشرها عن طريق شبكة الإنترنت
س / كيف قرأت صحيح البخاري ، وهل لديك كتاب صحيح البخاري
ج / لا ليس لدي كتاب مجلد من صحيح البخاري ، لكن جميع الكتب الآن منشوره على الإنترنت
س / من الممكن أن يكون الكتاب المنشور للبخاري على الإنترنت غير صحيح وبه أخطاء
ج / الموقع الذي أقرأ منه كتاب البخاري موقع وزارة الأوقاف السعودية
س / لماذا تكتب هذه المقالات الدينية وأنت ليس متخصصا في هذا المجال
ج / أنا مسلم ومن حقي أعتقد ما أشاء إذا كنت لا أفرض ما أؤمن به على أحد
س / أنت مطالب الآن مني بعدم نشر أي مقالات على الانترنت ، ومطالب أيضا بالتوقيع على تعهد أنك لن تنشر بعد الآن أية مقالات على الانترنت
وهنا وقبل أن أجيب على هذا السؤال أو الطلب تمت مناقشات جانبية لم تكتب في المحضر ، قلت له ماذا سيحدث لي لو لم أتعهد بعدم الكتابة فقال الشيخ يقصد شيخ الأزهر ووكيل الأزهر ورئيس قطاع المعاهد الأزهر شايطين من الموضوع ده ، وممكن ينقلوك الوادي الجديد او أسوان وهايسودوا عيشتك ، ولو قدمت استقاله مش هايقبلوها منك وهايخلوك تكره اليوم اللى توظفت فيه ، وقلت له لو وافقت ووقعت على تعهد بعدم الكتابة قال ممكن يعتبروا الموضوع أنه غلطه وانك كنت بتكتب من غير ما تعرف أن هذا غلط ونمشي الموضوع جزاءات قد تصل لخصم من 60 يوم إلى 120 يوم ، المهم إنك تخلص نفسك ، سوف يطلب منك الحضور يوم الأحد المقبل الموافق 20/7/ 2008 م الحضور لمشيخة الأزهر لمقابلة شيخ الأزهر شخصيا ، وقال لي خلي بالك ان شيخ الأزهر في المواقف دي بيكون واحد تاني فقلت له يعني أيه ممكن يضربني مثلا ، وقلت له أيضا أو ممكن يسلط عليا أمن الدولة فسكت ولم يرد .

ورجعنا للسؤال مرة أخرى
س / هل ستوقع على التعهد انك لن تنشر أي مقال بعد الآن ، وأنك غلطان.؟
ج / قلت له ممكن أمضي لكن حكاية أنا غلطان دي مش تكتبها أنا مؤمن بما أكتب وهذا رأيي الشخصي ووجهة نظري الشخصية ولا أفرضها على أحد ، وكما قلت لك أنا أفصل بين عملي كموظف وبين ما أعتقد وأؤمن به
س / وتحت الضغط النفسي والخوف والتهديد قمت بالتوقيع له على أنني لن أكتب بعد اليوم ، وعلى أنني لن أكتب مرة أخرى أية كتابات دينية
وبعد الانتهاء من المحضر اتصل به رئيسه فقال له وهو يبتسم خلاص يا عم
الراجل قدامي وخلاص خلصت معاه ووقع على تعهد إنه مش هاينشر أي حاجة تاني
وقال لي خلاص يا عم مع السلامة ريح دماغك انت هاتغير أيه ولا أيه
وأقفل المحضر على ذلك.

14ـ توقيع الجزاء عليّ بالخصم من راتبي http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/14-4651-1482008.html
قامت إدارة الأزهر بمعاقبتي بالقرار رقم (4651 في 14/8/2008) ، حيث تم خصم عشرة أيام من راتبي الشهري الذي لا يكفيني وحدي كي أعيش حياة كريمة تليق بالآدميين ، حيث أنني أحصل على راتباً شهرياً (305) جنيه مصري ، بالإضافة لكادر خاص (68.5) جنيه مصري شهرياً أي ما يعادل (69.166) دولا ، وسبب هذا الجزاء أنني أكتب مقالات وأنشرها على الإنترنت وكتبوا ذلك صراحة في قرار الجزاءات .ملحوظة :: هذا هو راتبي وقت صدور قرار الجزاءات

15ـ استمراري في الكتابة كان يمثل التحدي الذي لم يتعود عليه شيخ الأزهر وقتها لأنه اعتاد أن يقول للشيء كن فيكون ، وكان مقالي المعنون (معنى الإرهاب) هو ضمن أسباب اعتقالي لأنني وجهت فيه اللوم للمسئولين عن التعليم في مصر وأظهرت تقاعصهم الواضح في التصدي للإرهاب و كشف حقيقة الإرهابيين ، وخلو المناهج الدراسية من الدروس الموضوعية عنه وعن مصادره وجذوره وحقيقته ، كما أشرت أن مصر بها نوع جديد من الإرهاب يعيش في طور من السلمية المزيفة طبقا لتطبيق منهج المراحل في سياسة الجماعات الدينية وفي الوقت المناسب ، وقلت أنه سيتحول إلى طور مغاير تماما قد يصل للقتل وسفك الدماء وإعلان الجهاد ولكن حين يأت الوقت المناسب لذلك ، وقد حدث ما قلته ، كما حدث منذ أيام من السلفيين في قنا حين أعلنوا صراحة أنهم سيعلنون الجهاد إذا تم الاقتراب من المادة الثانية من الدستور ، على الرغم أن السلفيين كانوا لا يُكَـفـِّـرون الحاكم و دائما ما يختلفون مع الأخوان ويوجهون لهم نقدا لاذعا بسبب مشاركتهم في العمل السياسي.
المقال على هذا الرابط بعنوان (معنى الإرهاب)
http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=4264

16ـ بعد هذا المقال بأسبوع تقريبا وتحديدا فجر الإثنين الموافق 27 /10/2008م وفي تمام الساعة الثانية صباحا ـ جاءت قوة من أمن الدولة بقيادة الضابط (أحمد خضر) حاصروا البيت من كل اتجاه وأحاطوه بكردون أمني من جميع المداخل والسطوح بالجنود المدججين بالسلاح ، وهذا ما حكاه لنا الجيران فيما بعد.
دخلوا علينا البيت كعادتهم ودخلوا الشقة التي أقيم فيها وسألني الضابط (أحمد خضر) عن مكان حجرتي ، فأجبته ، فدخل الحجرة وجد جهاز الحاسوب الخاص بي ، سألني ثانية :هل هذا هو الجهاز الخاص بك.؟ قلت : نعم ، سألني سؤال لن أنساه ، يدل على جهل الجهاز الذي يتبع له كضابط أمن دولة قال لي : موقعك أيه.؟ قلت له مفيش حاجة اسمها موقعك أيه :: في إيميل وفيه مواقع أنشر عليها كتاباتي فسكت ولم يرد ، ثم أمر رجاله بحمل جهاز الحاسوب ونقله للسيارة ، كانت الشاشة التي أستخدمها مقاس 21 بوصة وثقيلة جدا ، وعندما حاول أحدهم حملها فوجد أن تركها أفضل له حرصا على عموده الفقري ، وهذا التصرف كان سببا في إظهار مزيد من الجهل لضابط أمن الدولة ، لأنه بعد أن عاد من جولته لتفتيش جميع أركان البيت وجد الشاشة مازالت مكانها على المكتب ، فصرخ في وجههم قائلا: أن مش قلت لكم شيلوا الكمبيوتر ..!!.
انتهوا من تفتيش البيت فلم يجدوا فيه إلا جهاز الكمبيوتر وبضعة كتب للدكتور أحمد صبحي منصور ، وجميعها منشورة على صفحات الإنترنت منذ سنوات ، أمرني أن أغير ملابسي ، وأخذوني معهم في سيارة بوكس ، وذهبوا بي إلى مركز شرطة كفر صقر.
وتم حبسي في طرقة بين زنازين السجن الخاص بمركز الشرطة بكفر صقر::
مواصفات هذه الطرقة :: كانت عبارة عن طفاية سجائر لعدد حوالي 20 شخص ، وهذا هو عدد المساجين في عدد أربع زنازين تطل على هذه الطرقة ، ومعظمهم كانوا يدخنون السجائر والبانجو داخل السجن ، ومعهم أجهزة تليفون محمول ومعهم بعض مقومات الحياة وبعض المفروشات والبطاطين ، لأنهم سوابق وتجار مخدرات وحبايب البيه ضابط المباحث ، أما أنا استحق النوم في هذه الطرقة على البلاط وبدون فرش أو غطاء لمدة خمسة أيام من فجر الإثنين 27 أكتوبر حتى عصر الجمعة 31 أكتوبر ، وكان هؤلاء المساجين ينظرون لي من شباك الزنزانة ويسألونني كل حين انت جاي في أيه ومقبوض عليك ليه ، وكان جميع العاملين في مركز الشرطة يرفضون التعامل معي أو مساعدتى بمجرد أن يعلم أحدهم أن من أحضرني إلى هنا (أمن الدولة) ، وكان أمين الشرطة يوزع بعض التعيين على المساجين أمام عيني ، وكأنه لا يراني ، وخلال هذه المدة تركوني بدون طعام ، والمضحك أن أحد المساجين قال لي أنا عارف انت جاي هنا ليه ، قلت له من الذي أخبرك قال أنا سألت الضابط محمد بيه فقال لي أن تهمتك أنك { تكره (من الكـراهية) القرآن } ، وهذه أغرب وأعجب تهمة أسمعها في حياتي ، ولكن هذه التهمة أثبتت لي فيما بعد علاقة أمن الدولة الوثيقة بما نشرته صحيفة الخميس عني في مقال بعنوان (القبض على زعيم تحريف القرآن الكريم بالشرقية).
على هذا الرابط .. https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi1y5W8IWCbvzKbiEJHn1hRqjUxsyqxug7bZ-I4K_W9eWYdKFPeffNEf6P8EKZGs1f2lJMyYN15nkZLqg0pUIVJaOfjEfMMozzJ8auPd4orzlr8hkgke3kYCdhgBnRGDmlr7UIEQOcxg-0/s1600/DSC08912.JPG
وتم رفع دعوى ضد الجريدة ورئيس التحرير ، فأُجْـبِرَ على نشر تكذيب في العدد التالي مباشرة يُقر فيه أنهم قد تورطوا في عنوان لم يكن له أي أساس على هذا الرابط https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjyyxyxFqNZ8kW31c7kaLNzJtfiNVOV8eymIWGQifz6GmYMS-6tJ9EFguRfR_PbnP54djanI5Io0368ybD__skODRtkLOKRB7N1J8Xkpvod9RWtLV-lUQ_sF6BqBl9FhTrOUhQhI1Z9Z3k/s1600/DSC08909.JPG

ــ ثم بدأ التحقيق معي يوم الأربعاء من العاشرة صباحا حتى السادسة مساء عن طريق (أحمد خضر) الذي اعتقلني من بيتي ، وكان معنا عبر الهاتف مدير أمن الدولة في الشرقية (عبداللطيف الهادي) وكان التحقيق عبارة عن أسئلة عن جميع المقالات التي نشرتها من قبل على الإنترنت ، والتي قاموا بطبعها على ورق لسؤالي عنها ، هل هذه المقالات من تأليفك ، ثم يطلب مني أن أقول مضمون كل مقال باختصار ، ثم بعد ذلك دخلوا معي في أسئلة تخص الدين والعقيدة ، هل تؤمن بالشفاعة .؟ ، هل تؤمن بعذاب القبر .؟، هل تؤمن بالأحاديث.؟ لماذا لا تصلي في المسجد.؟ ، وكانت إجاباتي واضحة حسب معتقداتي الشخصية ، وحسب ما أؤمن به ، ثم قال لي إن بعض أهل أبوحريز يكرهوك يا رضا قلت له لا يوجد إنسان في هذا الكون أجمع الناس على حبه حتى خاتم النبيين عليهم جميعا السلام ـ فسكت.
في يوم الجمعة الموافق 31 أكتوبر 2008م وفي تمام الساعة الثالثة عصرا رحلوني إلى الزقازيق وتم حبسي في حبس تابع لمركز تدريب قوات الأمن بالزقازيق ، لمدة أربعة أيام انتهت يوم 4/11/2008م ، وخلال هذه الأيام الأربعة كنت أعيش في حجرة مساحتها لا تقل عن أربعين مترا مربعا ، وليس معي أحد ، أعطوني بطانية وحصيرة ، ولكن البرد كان يحتاج لعشرات البطاطين لأن المكان واسع والجو شديد البرودة ، وكان يشرف علىّ مخبر أمن دولة كل يوم ليسرق من التعيين الذي يصرفه لي المعسكر الذي حبسوني فيه ، لأنه كان يـُبـَلغ المطبخ بأن هناك عشرة أفراد ، ويأت العساكر يحملون التعيين ، يقوم المخبر (سعيد) بأخذ اللحوم والفاكهة والأرز والخضار في أكياس ، ويترك لي الفتات شأنه شأن فساد حسنى مبارك مع اختلاف السارق والمسروق ، ولن يتجرأ أحد على اعتراض طريقه فهو أمن دولة.

طبعا خلال هذه الأيام التسعة انقطع الاتصال تماما بيني وبين أهلي.

يوم الثلاثاء الموافق 4/11/2008م وفي تمام الساعة التاسعة صباحا تم ترحيلي لجهاز أمن الدولة الرئيسي في مدينة نصر (عاصمة جهنم) كما يقولون ، وهنا بداية مرحلة أخرى جديدة ومختلفة أكثر إجراما واحترافا في التعذيب ، دخلت العربة إلى بوابة الجهاز كما يطلقون عليه ، أنزلوني داخل صور المبنى لأرى كل شيء بعيناي ، وعندها جـُنّ جنون الضابط الذي ينتظرني ليوقع على مأمورية استلامي ، فصرخ كالمجنون (غـَمـَّـض عينيك يا بن التييييييت) طبعا كلكم تعرفون معني كلمة (تييييت) اربطوا عين الواد ابن التييييت دا ، وبدأ يسب الضابط المسئول عن المأمورية التي جاءت بي للجهاز وقال له انت بتاع طرشي انت مش تنفع ضابط ، على الرغم أن الضابط الذي جاء معي من الزقازيق كان برتبة عقيد ، وضابط أمن الدولة كانت لا تزيد رتبته عن نقيب وذلك حسب تقديري لسنه.

استلمني ضابط أمن الدولة بتشريفه يعرفها جميع المعتقلين ، قال لي : انت الأخصائي الاجتماعي بتاع الأزهر قلت: له نعم ، قال: تعالى يا تييييييييييت يا بن التييييت وضربني على وجهي عدة مرات وركلني بقدمه في كل مكان في جسمي ما عدا وجهي ورأسي لأنه كان قصير القامة.
ركبت معهم في سيارة ميكروباص ، وكأنهم يريدون خداعي و إقناعي أنه سيتم نقلي لمكان آخر غير الذي رأته عيناي ، ولكنهم يجهلون أني عشت أربع سنوات كاملة في الحي السادس بمدينة نصر وكنت يوميا أمر من أمام هذا الجهاز القذر ، وكنت أشاهد بعيناي أعمال البناء فيه منذ عام 1997م ، ولم يكن يخطر ببالي أنني سأكون ضمن المعتقلين الذين سيحلون ضيوفا على هذا المكان الإجرامي.

أدخلوني لمكان يستقبلون فيه النزلاء الجدد بحفلة استقبال أخرى لا يمكن أن يـُحصِـى الإنسان عدد الضربات التي تنهال عليه بالأيدى والأرجل ناهيك عن السب والشتم بأقذر الألفاظ ، وأثناء هذه الحفلة يقوم المعتقل بخلع جمع ملابسة بالأمر ليقف عاريا تماما أمام هؤلاء البلطجية والمجرمين ، ويقومون بفحص مؤخرته ، وكما يطلبون منه خلع ملابسه عليه أيضا إعادة لبسها مرة أخرى بشرط ألا تتحرك (الغُـمَّـايَه) وهي قطعة من بطانية من الصوف النتن يتم عصب العينين بها بمجرد دخول المعتقل سور هذا المبني ويظل كذلك إلى أن يخرج منه ، وأثناء عملية خلع ولبس الملابس التي يطلبون من المعتقل السرعة الشديدة فيها يتم تفتيشه وأخذ كل ما معه وأخذ حذاءه وتركه حافي القدمين مكبل اليدين بالحديد ، وأجلسوني في إحدى جوانب طرقة كبيرة جدا بها أعداد كبيرة من الزنازين وينام فيها أعداد كبيرة من المعتقلين.

ــ بدأ أحد أفراد الأمن في تلقيني تعليمات الجهاز وكان اسمه (حماده) وهو في نبضجية أو وردية قائدها أمين شرطة اسمه ( أشرف ) وكانت تبدأ من الساعة التاسعة صباحا وتنتهي الساعة التاسعة مساء::
قال لي :: الآتي :: هنا تنسى اسمك خالص هنا ليك رقم هو ده اسمك وكان رقمي ( 9 ) ، ولك 3 وجبات في اليوم ، لك 3 مرات دخول الحمام هاتصلي خمس فروض ممنوع الكلام ـ عاوز أي حاجة ارفع إيدك من غير كلام نهائي ممنوع الحديد (الكلابشات) تصدر أي صوت ـ النوم بالأمر والصحيان بالأمر أول ما تسمع رقمك تقف انتباه في ثانية.
وبعد حفلة الاستقبال وتلقيني بتعليمات الجهاز حان وقت الغذاء ، وهذا الغذاء هو أول وجبة أتناولها في حياتي دون أن أعرف نوعية الطعام الذي أتناوله ، فقدت حاسة التذوق بصورة شبه كاملة ، لأنهم وضعوا الأرز مع الخضار ، وفوقهم قطعة من الجوافة في نفس الطبق ، ومطلوب مني لأول مرة في حياتي تناول هذا الطعام وأنا مغمى العينين ومكبل اليدين ، تناولت الطعام كما قلت بحاسة تذوق مفقودة ، وبعد خمسة دقائق من توزيع وجبة الغذاء يصيح أحدهم أكلتم ــ ناموا ... كانت وردية أو نبضجية أشرف لها طريقة وأسلوب محدد هي الأكل فالنوم الشرب فالنوم ، الصلاة فالنوم ، النوم بعد التحقيق.

في الساعة التاسعة مساء استلم الوردية أو النبضجية الثانية فرقة أخرى مديرها أمين شرطة اسمه محمد وشهرته (زيكا) وهذه الوردية كانت أكثر إجراما من نظيرتها ومن جهلي بالمكان الذي حللت عليه ضيفا لأول مرة ، جاء أحد أفراد الوردية يسألني هل أنت مريض أو تعاني من أي مرض هل أجريت أي عمليات هل تناولت وجباتك كلها ، فقلت بيني وبين نفسي بكل سذاجة وعبط طبعا (معقولة معتقلات مبارك تسمح لمنظمات حقوق الإنسان التفتيش على المعتقلين والاطمئنان عليهم) ، وبمرور الأيام بعد ذلك فهمت أن هذه الأسئلة تحدث يوميا بين كل وردية وأخرى لتقييم أداء كل وردية ، وكنوع من التجسس بين الورديات.

أول خطأ وقعت فيه كان في الليلة الأولى حوالي الساعة العاشرة مساء بعد توزيع وجبة العشاء وبعد أن تناولت عشائي وأن مغمى العينين ومكبل اليدين ، لعدم إدراكي أنه قد تم تغيير الوردية ، وبدون تفكير قررت النوم بعد الأكل ، كما طلب منا أشرف رئيس وردية النهار ، وفجأة صرخ السيد (زيكا) رئيس الوردية قائلا مين اللى قالك تنام يا بن التييييييييييييت ، هاتوه ، من خيبتي السودة قلت له انتم اللى قلتم اللى يخلص أكل ينام ، فقال بصوت عال مين ابن التييييييت اللى قالك كده ، وصفعني على وجههي بيده بكل قوة ووحشية ، وقال مفيش نوم قبل الساعة 12 يا كو ...... أمك ، وحذرني لو تكررت تاني هافشخك ــ عذرك الوحيد إنك لسة جديد وما تعرفش (زيكا).

جلست في مكاني على الأرض طبعا والنعاس يسيطر عليّ تماما ، وفجأة سمعت صوت ضابط يقول لهم: بصوت عالٍ:: يا أمن :: قالوا: أفندم يا مالك بيه قال: جيبولي الواد اللي وصل النهادره.
دخلت على الضابط مالك بيه : طبعا حافي القدمين مكبل اليدين ومغمى العينين ، وبدأ في استجوابي.
قال: عاوز أعرف منك كل حاجة بالتفصيل من أول ما بدأت علاقتك بالدكتور أحمد صبحي منصور لغاية ما سافر ولغاية لما دخلت هنا.
بكل شفافية ووضوح واختصار قصصت له علاقتي بالدكتور منصور لأن هذه العلاقة ناصعة البياض وليس فيها ما أخفيه ، كما ليس فيها ما يعيبني أو يخيفني ، وكنت أظن أن ما قلته هو ما يريد ـ صفعني على وجهي بقوة وسبني قال يا ابن التيييييت انت مش عارف انت فين انت في أقذر مكان في الدنيا وخليك كويس معايا علشان تطلع من هنا وتروح بيتكم ، قلت له لقد قلت كل شيء ضربني بقبضة يده في معدتي ثم ركلني بقدمه في بطني وقال أنا هاسيبك لبكرة لكن لما نتقابل لازم تحكي كل حاجة بالتفصيل.
وقال مرة أخرى : يا أمن خدو سَـكـِّـنُه (يعني ضعه في مكانه).

أرجعوني إلى مكاني وأمروني أن أنام ، حاولت النوم لكني لم تغمض عيناي لعدة أسباب::

القلق الشديد مما طلبه مني مالك بيه ، وكنت أسأل نفسي لقد قلت له كل شيء ماذا يريد مني.؟ ، وكيف سيتعامل معي غدا.؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الضوضاء التي كان يحدثها رجال الأمن والدخان الكثيف الذي كان يخرج من سجائرهم وأفواههم.
في اليوم التالي :: استدعاني ضابط أخر زميل (مالك) وبدأ في استجوابي ، قلت له باختصار ما قلته للضابط الذي قبض عليّ أن الدكتور أحمد عمي وهناك علاقة عائلية وثيقة جدا بيننا وتقريبا قلت نفس الكلام الذي قلته للضابط مالك في اليوم السابق بالإضافة لفقرة صغيرة جدا ــ ((وأرجو أن يلتمس لي العذر الدكتور منصور فيها ـ هذا لأني أحاول ذكر كل شيء)).
والفقرة هي ((أنني قلت أن الدكتور أحمد قد ساعد عائلته في مشروع الصرف الصحي الذي أقيم بالجهود الذاتية في مسقط رأسه أبوحريز)) ، فكان رد فعل الضابط بكل غيظ وسخرية ـ (والله ــ مبروك ) ـ وسبني وقال وانا مالى ومال المجارى انت بتستهبل ونهارك أسود النهادرة ، طبعا كل من دخل المعتقل يعرف جيدا ما هو النهار الأسود ، تم تجريدي من ملابسي ما عدا ما يستر العورة ، واستخدم معي لأول مرة التعذيب بالكهرباء في كل أجزاء جسمي حتى عضوي الذكرى.

في اليوم الثالث استدعاني (مالك) الضابط المسئول عني ، وقام هو الأخر بضربي وسَبـِّي لأنني قلت لزميله فقرة صغيرة جديدة أخفيتها عنه ، وبدأ في استجوابي مرة أخرى ، قلت فيها نفس الكلام تقريبا ، وكان يطلب مني إعادة نفس القصة في الليلة مرتين ، وكنت أقول نفس القصة ونفس الكلام كل ليلة ، وفي إحدى الليالي السوداء استدعاني وقال: لي انت عضو في جماعة القرآنيين ، قلت : له لا توجد جماعة اسمها القرآنيين ، قال : طيب أيه يعني كلمة قرآنيين .قلت : له بكل صراحة أن هذه التسمية تسمية أمنية جهاز أمن الدولة أطلقها على كل مسلم يؤمن بأن القرآن الكريم هو المصدر الوحيد للتشريع ، فهي تسمية أمنية في الأساس ، هاج وثار ، وأصـرّ أنني أنتمى لجماعة القرآنيين حاولت كثيرا أن أدافع أنه لا توجد جماعة على الإطلاق بهذا الاسم ، ولكن كان التيار أقوى مني بكثير ، صرخ بصوت عالٍ ـ يا أمن : خدوه جهزوه علشان أدلّعه شوية ــ جردوني من ملابسي مرة أخرى وبدأت وصلة تعذيب بالكهرباء مرة ثانية في كل أجزاء جسمي ، حتى أجبرني على الاعتراف أنني أنتمى لجماعة القرآنيين.

وبعد ذلك انتقل لسؤالي عن أمور متعددة ::

قال لي من الذي كان يكتب معك الكتب والمقالات القديمة للدكتور أحمد ، قلت له الدكتور أحمد كان يمكنه كتابة هذه المقالات والكتب في أي مكتبة أو ما شابه ذلك في أمريكا لكنه يريد مساعدة أهله وأقاربه بصورة محترمة تحفظ لهم كرامتهم ويكون كل واحد يأخذ أجر مقابل عمل ، وقلت له أسماء كل من قاموا بكتابة أعمال الدكتور أحمد صبحي منصور وجميعهم أهله وأقاربه ، لأن هذا العمل ليس عارا أو جريمة يخاف منها الإنسان ولكنه شرف مهما كانت النتيجة.
سألني ما هو دورك في الجماعة بعد اعتقال (عبد اللطيف سعيد) الأخ غير الشقيق للدكتور منصور ـ قلت له أي دور اقترب مني وبلغة الإغراء والخداع ضربني برفق على كتفي قائلا بعد اعتقال عبد اللطيف سعيد انت حَـمَـلْت الراية قولّي أيه بقه كان دورك ، قلت له يا مالك بيه مفيش رايه أصلا علشان أحملها ، غضب وثار والباقي معروف تكرار التعذيب بالكهرباء.

وفي ليلة أخرى قال لي تذكرت دورك كان أيه ، وهل الدكتور احمد أرسل إليك أموال من الخارج فقلت : له لم يرسل لي أموال لشخصي ، ولكن بعد دخول أخيه المعتقل كان يحتاج لشخص قادر على الحركة والتصرف فكان يرسل بعض الأموال لشقيقته (زهير منصور) وكنت أذهب لاستلام هذه الأموال وتسليمها لها ، وكان ذلك على سبيل الأمانة فقط ، غضب الضابط جدا من مسألة (على سبيل الأمانة) ، والباقي معروف أيضا.

طلب مني كتابة أسماء جميع كتاب الموقع وجميع من يعلقون عليه ، ويريد مني عناوين كل هؤلاء وعناوين البريد الإليكتروني لهم ، وطلب مني كتابة كل تفاصيل الموقع وتفاصيل صفحته الرئيسية ، وكتبت له كل ذلك بالإضافة لكتابة كل ما قلته في التحقيقات بخط يدي ، وغضب جدا مني عندما كررت كتابة أنني كنت أذهب لاستلام النقود وتسليمها لعمتي شقيقة الدكتور منصور على سبيل الأمانة ، فسألني يعني أيه على سبيل الأمانة قلت له يعني هذه الأموال لم ترسل لي شخصيا ، ولكنها أمانة وأنا مجرد وسيط فقط.
بالطبع هناك تفاصيل كثيرة جدا تحتاج لمئات الصفحات ، ولكني أحاول باختصار تجميع أكبر قدر منها بصورة مختصرة

من أهم الأحداث داخل هذا الجهاز إصابتي بحالة إمساك شديدة جدا استمرت ثمانية أيام متواصلة كادت تفجر القولون ، وجاءنى رئيس إحدى فروع الجهاز شخصيا وكان اسمه (على) قال لي إياك تكون بتستهبل علينا أنا حاسس إنك بتشتغلنا ـ قلت له أحضر طبيبا ليكشف عليّ ، فأحضر الطبيب بالفعل ، جلس معي الطبيب وقال لي يجب أن تأكل خضروات وفاكهة وتشرب سوائل كتير وتشرب لبن وتأكل زبادي ، قلت له يا دكتور أن في المعتقل مش في شرم الشيخ ، كتب لي زجاجة شراب باسم(لاكسولاك) والحمد لله تحسنت حالتي نسبيا لأن الطعام في هذا المكان جاف جدا وفائدته الوحيدة أن تـُبقي المعتقلين على قيد الحياة.
داخل هذا المكان اكتشفت بعض الحقائق الهامة جدا:

ــ هناك حالة شديدة جدا من الجهل المنتشرة بين الأفراد العاملين في هذا الجهاز ككل ، ويبدو أنه عامل يوضع في الاعتبار عند اختيار من يعملون في هذا الجهاز.
ــ معظم أفراد الأمن المسئولين عن المعتقلين داخل الجهاز مجرمين أو مسجلين أو بلطجية أو مدمنين بانجو ومخدرات ومستواهم الفكري ضئيل جدا ، وذلك من خلال سلوكياتهم في الكلام مع بعضهم البعض ، ومن خلال حكاياتهم عن أنفسهم وعن طبيعة الحياة التي يعيشونها ، والقلة القلية جدا منهم يتمتع بحالة من السلبية المختلطة بقليل من العاطفة المصرية التي تآكلت بسبب العمل في مثل هذا الجهاز والاختلاط بهذه النوعية من الناس.

ــ ومن المواقف التي لن أنساها ، كان لكل رئيس وردية نظام وسياسة ، فكان الأمين أشرف يرفض أن يتبرز أي معتقل وهو مكبل بالحديد ، وعلى العكس كان زيكا يرفض كل حين فك الحديد من يد أي معتقل يريد التبرز على طريقة صـَـرَّف نفسك ، وفي يوم من الأيام في وردية الأمين أشرف كنت في زنزانتي الخاصة وجلست للتبرز ، والحديد في يدي ، سمع صوت الماء فتح الزنزانة ودخل عليّ فوجدني أتبرز والحديد مكبلا يديّ سبني وذهب وعاد مسرعا وأحضر إحدى أدوات الكهرباء وكهربني وأنا واقف على الأرض ، والأرض مبللة بالماء تحت قدماي ، كادت الكهرباء أن تصعقني.

طبعا في هذا المكان مفيش غسيل للملابس أو استحمام إلى من حظيَ بالرضا منهم.

ــ ومن الأحداث الهامة أيضا التي تثبت أن هذا الجهاز هو أنشىء خصيصا لأمن مبارك ــ جاء أحد المعتقلين ليلا وهو شاب يعمل إمام وخطيب ـ وأثناء حفلة الاستقبال طلبوا منه خلع جميع ملابسة كلها فتأخر وكان خجولا جدا ورفض وكلما خلع قطعة من ملابسه يستعطفهم قائلا : أنا حافظ القرآن الكريم وأعمل إمام مسجد ، قالوا : إخلع يا كو ..... أمك ــ قال: لهم طيب أنا اخويا ضابط بيخدم البلد ، قالوا: له برضه هاتخلع ، وفي النهاية قالها له صراحة رئيس الوردية وكان اسمه (أحمد الحايس) أو (احمد الهايس) قال : بص يا بني لو (أحمد نظيف) دخل هنا هايخلع كل هدومه ملط.

ــ ومن الأحداث أيضا في يوم قبيل خروجى بأيام ـ قام شاب يسكن جاري في زنزانة 13 بسؤال أحد أفراد الأمن اسمه (إبراهيم) في وردية زيكا متى سأخرج من هنا ، ماذا فعلوا معه ، جردوه من ملابسة وعلقوه على بوابة حديد في مدخل الطرقة المؤدية لزنزانتي ، وبدؤوا في توصيل الكهرباء في البوابة أو في جسمه ، وكان صراخه يخيف ويرهب كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
بقيت في هذا المكان 30 يوم كاملة ، وخرجت منه يوم الأربعاء الموافق 3/12/2008م ، حيث تم عرضي على نيابة أمن الدولة العليا لأول مرة ، بدأ التحقيق معي بناء على تحريات أمن الدولة ، وكيل النيابة كان يسألني نفس الأسئلة التي سألها لي من قبل كل من أحمد خضر ومالك وسراج ضباط أمن الدولة ، وقال لي أنت موجه إليك تهمة ازدراء الدين الإسلامي قلت له لن أكمل التحقيق ، إلا في حضور المحامي الخاص بي ، قلت له اسم المحامي (عادل رمضان رافع) وأعطيته رقم تليفونه ، عرض عليّ أن يُحضر لي محامي من المحكمة فورا قلت : ــ لا ــ أريد حضور المحامي الخاص بي ، غضب غضبا شديدا عرفت سببه فيما بعد لأنه فيما يبدو أني أعطيته مقلب أو زمبة كبيرة جدا دون أن أدري.

فرد على هذا المقلب قائلا طالما أنت تريد المحامي الخاص بك اذهب الآن وعليك إحضاره معك يوم السبت الموافق 6/12/2008م ، قلت له كيف اتصل به قال هذه ليست مشكلتي ، قلت له عليك الاتصال به فغضب أكثر.
وطلب الأمن ليأخذني إلى محبسي الجديد في سجن استقبال طره.
وإلى اللقاء في الجزء الثالث....

الثلاثاء، 22 مارس 2011

حكاية مواطن مصري بين الأزهر وأمن الدولة .. ج1

بداية لا أدّعي أنني حالة وحيدة أو فريدة من نوعها ، ولا أزعم أنني وحدي تم اضطهادي في عملي بهذه الطريقة ، ولكن قصتي مع الأزهر وأمن الدولة كانت مليئة بالغرائب والمفارقات...

حكايتي مع الأزهر منذ أن تخرجت من كلية التربية قسم التربية الرياضية عام 2001م.

قصة تعييني قصة طويلة وغريبة ولها تفاصيل عديدة وكلها والحمد لله موثقة بالمستندات المعتمدة من الأزهر ، حتى لا يتهمني البعض أني أفترى عليهم ، ولأنه إلى وقت قريب جدا كانت هناك فئة من الناس يدافعون عن الباطللأجل الشيطان ، وضد الحق والإنسانية والحرية وحقوق الإنسان.

سوف أذكر الموضوع على طريقة فقرات (4،3،2،1 ...الخ) وسوف أضع رابط كل مستند بجوار العنوان الجانبي بنفس الرقم ، وكل مستند يحمل نفس رقم الفقرة التي توضح تفاصيل هذا المستند ، وبالطبع هناك فقرات سوف اكتبها بدون أرقام لأنها تخص استدعائي في أمن الدولة ، وليست لدي أية مستندات تثبت أن أمن الدولة كان يقوم باستدعائي.

1ـ(شهادة التخرج) http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/blog-post_16.html

تخرجت من كلية التربية (قسم التربية الرياضية) عام 2001م بتقدير عام جيد جدا ، وجلست أنتظر التعيين بدءً من شهر يوليو 2001م ، وحتى شهر سبتمبر 2003م.

2ـ(قرار التعيين رقم(29) المكون من أربع صفحات)

http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/normal-0-false-false-false-en-us-x-none.html

قدمت أوراقي في مسابقة للتعيين تم الإعلان عنها في يوم 11/9/2003م في جريدة الجمهورية ، و بتاريخ 12/9/2003مفي جريدة صوت الأزهر ، وكان الاختيار والتعيين حسب التفوق الدراسي وأفضلية التقدير العام للمتقدمين ، وتم اختياري ضمن أحد عشر زميلا لشغل وظيفة أخصائي نشاط رياضي ثالث (مدرس تربية رياضية) بقرار رقم 29 بتاريخ 3/1/2004م وهو مكون من أربع صفحات وفي أخر صفحاته جدول به أسماء من تم اختيارهم لشغل وظيفة أخصائي نشاط رياضي ثالث ، وكنت واحدا منهم ، وأجرينا جميعا الكشف الطبي خلال شهر يناير 2004م ، وقالوا لنا في منطقة الشرقية الأزهرية بعد ما قدمنا و أستكملنا مسوغات التعيين كونوا على اتصال بنا خلال الخمسة عشر يوما القادمة حتى تصل خطابات الأمن الخاصة بكل منكم ، ووصلت خطابات الأمن لكل زملائي ، وبناء عليه.

ملحوظة ::خطاب الأمن هو موافقة أمن الدولة على تعيين س أو ص أو ع من المصريين.

ـ تسلم جميع زملائي العمل بدءً من شهر فبراير 2004م ، وبقيت وحدي انتظر خطاب الأمن ، وذلك كله على مرأى ومسمع وعلم شيوخ الأزهر وعلى رأسهم وكيل الأزهر وشيخ الأزهر ، وخلال هذه الشهور ، وفي شهر أبريل من عام 2004م كنت أقوم بعملي وهي مهنة أو حرفة (مبيض محارة) قد تعلمتها من أخوتي ، كنت أعمل في إحدى بيوت البلدة ، وقبل آذان العصر في هذا اليوم جاءني شيخ الخفر وطلب مني الذهاب فورا لـ (أحمد خضر) ضابط أمن الدولة في كفر صقر ، تركت العمل ، وذهبت إليه وكان معي أحد أشقاء صاحب البيت الذي كنت أعمل فيه ، دخلت لمقر أمن الدولة وحدي ، قابلني أمين شرطة اسمه عثمان ، وقال لي إن هناك تشابه في اسمك ، وأنك تبع الإخوان المسلمين ، وإنك تحضر معهم ندوات ومؤتمرات ولك نشاط ، فقلت له أنا لا أعمل إلا ثلاثة أشياء في حياتي ( تعلمت وحصلت على بكالوريوس التربية الرياضية ـ أعمل مبيض محارة ـ ألعب كرة القدم في أوقات الفراغ ) هذا ما أقوم به منذ أكثر من خمسة عشر عاما تقريبا.

علمت فيما بعد أن هذه الإجابة كانت ساذجة جدا مني ، لأن هذا السؤال كان الغرض منه أن أسارع بالرد أني ضد الأخوان وأختلف معهم فكريا في كل ، (وهذه حقيقة ) ، وكان هذا ما يريده عثمان أمين الشرطة.

فقال لي خلاص روح الآن وتعالى غدا في الثامنة صباحا فقلت له أنا راجل صنايعي (حرفي) وعندي شغل في بيوت ناس ومرتبط بمواعيد ومش فاضي للكلام ده شوف أنت عايز مني أيه ، فقال لي أنا عايز أسماء جميع الأولاد الشباب اللي تبع الإخوان المسلمين إللى عندكم في قرية أبوحريز ، فقلت له أنا لا أعرف أحدا منهم ، ولو أعرف لن أخبرك أصلا ، ولا تطلب مني أي طلب مثل هذا بعد الآن ولو كان تعييني متوقف على تنفيذ هذا الطلب مش عايز الوظيفة دي ، وقلت له هناك عصافير كتير لكم في البلدة (يعني مرشدين) ، فقال لا أنا عايز أعرف منك إنت فقلت له مستحيل أفعل هذا ، فقال خلاص روح وتعالى غدا لمقابلة أحمد بيه.

طبعا هذه الطريقة هي الأسلوب العادي المتبع في تعامل هذا الجهاز القذر مع كل مواطن له مصلحة عندهم.



، ذهبت في اليوم التالي لمقابلة (أحمد خضر) ضابط أمن الدولة بكفر صقر ، ودار بيننا حوار كالآتي:

س / قال لي الدكتور أحمد صبحي منصور قريبك.؟

ج / قلت له نعم قريبي عمي (بن عم والدي)

س/ أين الدكتور أحمد صبحي منصور الآن.؟

ج / قلت له العالم كله يعرف أنه سافر إلى أمريكا

س / قال لي حضرت له دروس كم مرة ، ولماذا تذهب عنده باستمرار.؟

ج / قلت له الدكتور أحمد صبحي منصور لا يعطي دروسا ، هو عمى وعندما ينزل البلدة من واجبي أن أذهب لمقابلته للاطمئنان عليه لأننا أسرة واحدة.

س / قال لي إن علاقتك بالدكتور أحمد صبحي منصور ستكون عقبة في تعيينك.

ج / قلت له هل قرابتي بالدكتور أحمد صبحي منصور تعتبر ذنب وتهمة.

س / فقال لي مش مشكلتي ، وعلى طريقة ضباط أمن الدولة رمـَى لي بطاقتي الشخصية على حافة مكتبه وقال لي أمشي.

ـ كنت أبحث عن أي شخص له علاقة بضابط أمن الدولة ليساعدني ، وبالفعل وفي يوم من الأيام جاءني رجل من بلدة مجاورة يعرف مشكلة تأخري في استلام العمل وقابلني بعضو مجلس الشعب عن دائرة كفر صقر (محمد على يوسف) وشرحت له المشكلة ، واتصل على الفور بضابط أمن الدولة (أحمد خضر) وأعطاني كارت شخصي ذهبت به لضابط أمن الدولة على الفور ، فقال لي وكأنه لا يعرفني إنت مين ، وعايز أيه فقلت له أنا جاي من طرف النائب ـ محمد على يوسف.

فقال أنا مش قلت لك إن موضوعك خلص من يومها ، لقد ذهب ملفك بالفعل إلى إدارة الأزهر ، وسوف يتم تعيينك في أقرب فرصة إن شاء الله وقابلني مقابلة أفضل بكثير من المقابلة الأولى ، وقام وسلم عليَّ قبل أن أغادر مكتبه.

كيف يحصل مخبر أمن الدولة على معلوماته ومن من يستقي أخباره.

كنت أعمل في نفس البيت الذي جائني فيه شيخ الخفر ، وفي يوم مرّ عليّ رجل من أهل البلدة من مدمني البانجو ، وهذه حقيقة يعلمها أهالي قرية أبوحريز مسقط رأسي ، سألني (هو انت جايلك تعيين في الأزهر .؟) قلت له نعم ، قال : مش تحمل هم ومش تقلق خالص عثمان (أمين شرطة في أمن الدولة) كان سهران معانا ليلية امبارك وسأل عليك وقلت له أنك مؤدب ومحترم وأنك من عيله كويسة وانكم ناس طيبين.

إلى أي مدى سيطر الفساد والإجرام على سياسة حسنى مبارك جعل مدمني البانجو والخارجين عن القانون هم من يحكمون على الشرفاء ، وهم من تستقى منهم المعلومات عن أي شخص في الدولة يقوم جهاز امن الدولة بالتحري عنه ، وهنا دليل آخر أن معظم العاملين في هذا الجهاز من مدمني المخدرات والبلطجية والخارجين عن القانون خصوصا من هم في رتبة أمين شرطة أومخبر أومرشد.

3ـ (دعوى رقم 4120 لسنة 2004 بتاريخ 1/11/2004م ضد شيخ الأزهر بسبب سحب التعيين) http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/3-4120-2004-1112004.html

انتظرت من نهاية شهر أبريل حتى أول شهر سبتمبر 2004 ، ولم يحدث أي تغيير ولم أتسلم عملي كما وعدنى (أحمد خضر) ، عندها فكرت في توكيل محامي لرفع دعوى ضد شيخ الأزهر لكي أتمكن من وظيفتي التي أقرتها الدولة بقرار رسمي ــ الدعوى مكونة من صفحتين. وبعد هذه الدعوى بيومين فقط أصدر وكيل الأزهر قرارا بتحويلي لوظيفة إدارية بناء على رأي الأمن ولم يتحرج وكيل الأزهر في أن يكتبها صراحة أن تحويلي لوظيفة إدارية جاء بناء على رأي الأمن http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/4120.html

4ـ(خطاب مسجل بعلم الوصول لاستلام العمل فورا)

http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/4.html

و بعد طول انتظار من شهر فبراير 2004 إلى يوم 12/1/2005م ، جاءني موظف البريد ، وأنا أعمل في مهنتي المعتادة في إحدى بيوت البلدة ، ومعه خطابا مسجلا بعلم الوصول ، وفيه طلب للذهاب إلى الإدارة المركزية بالزقازيق لاستلام العمل فوراً.



5ـ(خطاب استلام التعيين أو العمل) http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/5.html

ذهبت في اليوم التالي على الفور لاستلام خطاب التعيين الذي طال انتظاره ، ولكن وجدت خطاب تعييني يختلف عن أي خطاب تعيين رأيته من قبل حيث تم فيه تعديل وظيفيتي من أخصائي نشاط رياضي ثالث إلى أخصائي اجتماعي ثالث (بقرار جديد من وكيل الأزهر قرار رقم 3373بتارخ 3/11/2004م)صدر هذا القرار مباشرة بعد يومين من الدعوى التي رفعتها ضد شيخ الأزهر، سألت موظف التعيينات في المنطقة وقلت له ماذا أفعل في هذه الوظيفة التي لا علم لي بها قال لي روح أقعد في المعهد وخلاص ، أو طلَّع العيال رحلة وهكذا ، تسلمت العمل بوظيفة أخصائي اجتماعي ولم أعترض ، وقلت في نفسي (أهي وظيفة والسلام).وهنا يجب أن نضع علامات تعجب كثيرة جدا كيف يخافون مني على الطلاب ويحاولون إبعادي بعمل لا يسمح لي بنشر فكر معين بين الطلاب ، ويقومون بتسكيني على وظيفة أخصائي اجتماعي في معهد ابتدائي ، ألا يدل هذا على الفشل الإداري الواضح والعشوائية في اتخاذ القرارات.

6ـ(مباشرة العمل لأول مرة بعد تأخير حوالي 11 شهر تقريبا)

http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/6-11.html

وكان أول مباشرة للعمل أو استلام للعمل في يوم 13/1/2005مبمعهد أبوحريز الابتدائي الأزهري ، على الرغم من أن زملائي بدأوا في استلام عملهم من يوم 16/3/2004م ، ولكن حكم القوى (أمن الدولة) على الضعيف (الأزهر).

ــ وبعد فترة كان المعهد الإعدادي الثانوي في نفس البلدة يحتاج لأخصائي اجتماعي ، فتم انتدابي إليه فترة ، ثم تم نقلي نقلا كاملا للمعهد الإعدادي الثانوي بنفس البلدة ، وللأمانة هذه ميزة لا أنكرها ، يتمناها كل مدرس ، وهي التصعيد من الابتدائي إلى الإعدادي والثانوي.



ـ بدأت أتعلم كل شيء عن وظيفة (أخصائي اجتماعي) بعد انتقالي للمعهد الإعدادي الثانوي ، بالسؤال عن كل صغيرة وكبيرة ، وكل يوم أحاول تعلم شيء جديد عن الوظيفة التي فـُرضت علي بتعليمات من أمن الدولة.

وبشهادة العاملين بالأزهر تفوقت على كثيرين من العاملين في وظيفة أخصائي اجتماعي والمتخصصين فيها.

وفي أول أسبوع بعدما انتقلت لمعهد أبوحريز الإعدادي الثانوي بنين وبعد انتهاء اليوم الدراسي جلس معي في فناء المعهد اثنين من مدرسي المعهد محاولين مناقشتي فيما أؤمن به من أفكار ومعتقدات خاصة ، ومعرفة سبب تأخر تعييني لمدة عام ، فقلت لهم إن هذه حرية شخصية وليس من حق أحد أن يتدخل فيها فقال لي أحدهم وهو يبتسم ابتسامه ساخرة (والله اللى بيتعمل فيكو حلال) ، لم أجد كلام أرد به على هذه الكلمات التي خرجت من إنسان يعمل مدرس وهو في سن الخمسين ، والثاني مدرس قال لا إنت عايز الأستاذ فلان هو اللي ينفع معاك علشان يعرف يرد عليك فقلت له لن أناقش أو أتحاور مع أحد في أي شيء خارج حدود وظيفتي وتركت المعهد على الفور.

وفي يوم 17/10/2005م ذهبت لمنطقة الشرقية الأزهرية لاعتماد تشكيل مجلس الآباء بعد أن قمت بتشكيل أول مجلس آباء ومدرسين بالمعهد ، الذي يتكون من تسعة عشر عضوا من آباء الطلاب وبعض المدرسين ويرأسهم شيخ المعهد ، أنا واحدا منهم ، ولى مسمى خاص في هذا المجلس هو( أمين سر المجلس) ، وبالطبع أقوم بإرسال نسخة من هذا التشكيل لإدارة الأزهر في الزقازيق كي يرسلوها لأمن الدولة كي يوافق عليها الأمن أيضا.

7ـ(قرار استبعادي من مجلس الآباء بالمعهد بقرار من وكيل الوزارة ، حسب تعليمات الأمن)

http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/7.html

وفي يوم 4/12/ 2005م جاء إلى المعهد موجها اسمه (نادر السيد) من رعاية الشباب بالمنطقة الأزهرية بالزقازيق ، وكتب خطابا بخط يده يفيد استبعادي من أمانة سر مجلس الآباء ، وعدم الحضور أو التوقيع في اجتماعات المجلس نهائيا وتكليف أحد المدرسين بالقيام بهذا الدور، وذلك بناءً على التعليمات الصادرة من وكيل الوزارة ، وتم بالفعل تنفيذ ذلك بالحرف الواحد.

8 ــ( رد المعهد على إدارة الأزهر بالزقازيق وتنفيذ استبعادي من مجلس الآباء وتكليف مدرس أخر)

http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/8.html

في يوم 10/12/2005م تم إرسال الرد من المعهد إلى الإدارة بالزقازيق بخطاب أخر يفيد استبعادي من أمانة سر المجلس ، وتكليف مدرس أخر بهذا الدور وتسلم الأستاذ (نادر السيد) أصل منه مع توقيعه على الصورة في تاريخه.

ــ وفي يوم 19/6/2006مجاءني استدعاء من أمن الدولة مرة أخرى أمام الضابط (أحمد خضر) في المقر في كفر صقر ، سألني عن أخبار أحد المرشحين لعضوية مجلس الشعب عن دائرة مركز كفر صقر وأولاد صقر لشغل مقعد الفئات ، وهو أحد أعضاء جماعة الأخوان المسلمين ، وسألني عنه قائلا هل الشيخ (ماهر عقل) قال في ندوة إنه لو نجح في الانتخابات سيكون أخر يوم لي هنا ، وإنه ها يخليني ألبس طرحه ، قلت له أنا ليس لي علاقة مباشرة بالشيخ ماهر ، ولا أحضر له ندوات أو محاضرات من الممكن أن أقابله صدفة في أي مناسبة في البلدة (فرح أو عزاء) ، لكن ليس هناك أي علاقة مباشرة بيني وبينه ، فقال لي طيب خلاص أنا عاوزك الآن تذهب للزقازيق لمقابلة العقيد (عبداللطيف الهادي) ، وكانت الساعة التاسعة مساءً فقلت له من الممكن أن أذهب غدا لأنني لن أجد مواصلات فقال لا يجب أن تذهب الآن ، بالطبع نفذت الكلام ، وصلت مقر أمن الدولة في الزقازيق الساعة العاشرة والنصف تقريبا ، جلست انتظر حتى الساعة الثالثة صباحا ، وبعدها قالوا لي قوم أمشي روّح وتعالى بكرة الساعة 10 صباحا لأن عبد اللطيف بيه جاتله مأمورية ومشي ، قلت لهم وما الداعي فى كل هذا الانتظار فرد أحدهم إحْـمـد ربنا انك هاتروح تنام في بيتكم ، خرجت أبحث عن مواصلات كي أرجع بلدي التي تبعد حوالي خمسين كيلو متر عن الزقازيق لكي اطمئن أهلي.

وفي اليوم التالي ، ولأنني كنت ضمن لجنة امتحانات الثانوية الأزهرية بمعهد أبوحريز الإعدادي الثانوي بنين ، ذهبت إلى المعهد كي أستأذن من رئيس اللجنة الشيخ (عدلي) ومساعد اللجنة الأستاذ (عزت) فسمحوا لي بالذهاب ، وصلت مباحث أمن الدولة بالزقازيق الساعة العاشرة صباحا ، وانتظرت حتى الساعة الثانية بعد الظهر ، ثم أدخلوني مغمى العينين لعبد اللطيف بيه الهادي ، وبدأ يسألني لمدة ساعة ونصف أو أكثر كالآتي:

س / أين الدكتور أحمد صبحي منصور

ج / قلت في أمريكا

س / أين أولاده قلت سافروا جميعا

س / أين أخوته

ج / قلت له كل واحد في عمله كما هم

س / وطلب مني أرقام تليفونات وعناوين جميع أفراد الأسرة وأخذ تليفوني المحمول وأنا مغمى العينين وبدأ يبحث فيه ويتوقف مع كل اسم فيه ويقول لي من هذا .؟

ج / وأنا أجيب بالطبع على كل أسئلته.

س/ وسألني عن كل فرد في عائلة الدكتور أحمد صبحي منصور ( المتعلم منهم والغير متعلم الفلاح والحرفي )لدرجة أنه كان يسأل عن أشخاص فلاحين حياتهم محصورة بين العمل في الأرض الزراعية والنوم من شدة الإرهاق والتعب ج / وكنت أجيبه أيضا.

س / وأخيرا سألني لماذا أنتم تصلون في البيت.؟

ج / قلت له إن صلاتنا في البيت هي راحة لجهاز أمن الدولة ، حتى لا يحدث صدام أو ردود أفعال تجاهنا من الشباب المتعصب التابع لجماعة الإخوان المسلمين أو السلفيين المنتشرين في البلدة ، لأنهم ينظرون إلينا وكأننا خارجين عن الدين أو كفار.

وبهذا السؤال تركني أذهب ، لكنه قال لي ممكن نحتاجك في أي وقت قلت له أنا موجود ولن أتأخر.

وكان يسأل كل سؤال وبعد سماعه الإجابة يلتزم الصمت لدقائق ، كنت لا أعلم السبب ، ولكن بعد اعتقالي علمت كل شيء

9ـ(طلب قدمته لوكيل الوزارة بالزقازيق ليساعدني في تعديل وظيفتي وتعديل وظيفتي حسب القرار 29 الذي ينص على تعييني مدرس تربية رياضية http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/9-29.html

وبعد هذه الخطوة ، وفي يوم 19/11/2006مفكرت أن أقدم طلب لوكيل الوزارة بالشرقية ـ ألتمس فيه تعديل وظيفتي من أخصائي اجتماعي إلى مدرس تربية رياضية ، وقام وكيل الوزارة بتحويل طلبي على توجيه التربية الرياضية ، كتب موجه التربية الرياضية على الطلب أن هذا الأمر يخص التعيينات وشئون العاملين ، رجعت لوكيل الوزارة حول الطلب لشئون العاملين ، ذهبت لموظف شئون العاملين رفض موظف شئون العاملين التعامل مع الطلب لأنه يعلم أن الأمن هو صاحب القرار في موضوعي ، فقدت الأمل وأخذت الطلب وغادرت المنطقة الأزهرية بالزقازيق ورجعت لبيتي.

ـ وفي يوم 17/4/2007 حاول مدرس جديد منتدب إلى المعهد اسمه / صلاح عطيه / حاول أن يستفزني ويناقشني في موضوعات تخص العقيدة ، وتخص ما أؤمن به ، وبالطبع أحد الزملاء هو من قام بتوجيهه واستفزازه ، وطلب منه أن يفعل ذلك فقلت له يا أخ صلاح أنا موظف هنا ولن أرد عليك فقال والله إنك كافر ولو في شيخ أزهر عادل كان يجب أن يقتص منك ، ولم أرد على كلمة واحدة من الإساءة التي وجهها إليّ أمام الجميع ، وبعد هذا الموقف تغير تعامل معظم مدرسي المعهد معي ومنهم كاد يقطع علاقته بي نهائيا ، ولكن بعد فترة وبعد أن تناسوا الأمر رجعت الأمور عادية لكنى كنت أرى في أعينهم نظرة لي وكأنني إنسان غريب وغير طبيعي.

10ـ(طلب أخر كنت أنوي تقديمه لرئيس شئون العاملين بإدارة الأزهر بالقاهرة لتعديل وظيفتي) http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/10.html

وفي شهر نوفمبر من عام 2007م ـ أقترح عليَّ أحد الزملاء مرة أخرى أن أعيد تقديم نفس الطلب ، لكن لرئيس شئون العاملين بالأزهر في القاهرة ، أطلب فيه تسكيني على وظيفة مدرس تربية رياضية ، كتبت الطلب ، وكان يجب اعتماده أيضا من المنطقة الأزهرية بالزقازيق قبل الذهاب للقاهرة ، وما حدث كان صدمة كبيرة ، وما كتبه موظف التعيينات على الطلب بيده ، وتم التوقيع من وكيل الوزارة واعتماده بخاتم شعار الجمهورية لكي أذهب به للقاهرة ، حيث كتب أنه تم تعديل وظيفتي بقرار من وكيل الأزهر بناء على تعليمات ورأي الأمن العام وكتب هذا صراحة على الطلب.

11ـ(أمر من رعاية الشباب لإدارة المعهد بالتحقيق معي لعدم مشاركتي في أنشطة الكشافة)

http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/11.html

في أول شهر يناير من عام 2008جاء خطاب من رعاية الشباب قسم النشاط الكشفي يطلب من إدارة المعهد التحقيق معي لأني لا أشارك في نشاط الكشافة ، على الرغم أني أعمل في وظيفة لا تتناسب مع مؤهلي الدراسي.

12ـ (تحقيق وكيل المعهد الثقافي معي بناء على الخطاب الوارد من إدارة رعاية الشباب بالزقازيق لإدارة المعهد)http://redaaly55.blogspot.com/2011/03/12.html

وتم التحقيق معي في يوم 9/1/2008مبواسطة وكيل ثقافي المعهد ، وقلت له لا يمكن أن أعلم الطلاب شيء لا أعلم عنه أي شيء ، أنا أحتاج لدورة تدريبية أولا قبل البدء في هذا النشاط ، وذلك خوفا على سلامة الطلاب ، لأن الكشافة في الأصل هي أنشطة تمارس في الخلاء وتحتاج لخبرة ودراية وتدريب.

ــ ورغم كل هذا كنت أعمل في وظيفة فرضت علي وتحملت كل هذه المضايقات دون أن أشتكي ، لكن عندما يتم التحقيق معي بسبب أفكار أحتفظ بها لنفسي ، وأفصل بينها تماما وبين عملي كموظف حكومي ، ولا أفرضها على أحد ، فالأمر يختلف إذن ، الآن وبعد هذا العرض أطالب بحقي القانوني والشرعي ، وهو تسكيني في وظيفتي الأصلية حسب القرار 29 بتاريخ 3/1/2004م ، وهي مدرس تربية رياضية أسوة بزملائي ، كما أطالب بحقي المالي والمعنوي خلال المدة التي تأخرت فيها عن زملائي في تسلم عملي ، وليكن ما يكون ، كل ما سبق من مضايقات حدث بسبب صلة القرابة بيني وبين الدكتور أحمد صبحي منصور ووقتها لم أكن أكتب مقالا واحدا على صفحات الإنترنت ، ولم يكن لديّ جهاز كمبيوتر أصلا..

وللحديث بقية في الجزء الثاني و بداية مرحلة جديدة ومختلفة من الاضطهاد .....

السبت، 19 مارس 2011

مأمورية يوم 1/3/2011م يوم ذهابي لتقديم تظلم لشيخ الأزهر لكي يسعدوني بعد الثورة في الرجوع لوظيفتي الطبيعية طبقا للقرار رقم 29 بتاريخ 3/1/2004م الذي ينص


مأمورية يوم 1/3/2011م يوم ذهابي لتقديم تظلم لشيخ الأزهر لكي يسعدوني بعد الثورة في الرجوع لوظيفتي الطبيعية طبقا للقرار رقم 29 بتاريخ 3/1/2004م الذي ينص ويقر على تعيني في وظيفة مدرس تربية رياضية ولكن يبدو أن الأزهر لم يشعر بالثورة والتغيير الذي حدث في مصر فقام وكيل الأزهر بتحويلي على شئون العاملين تعيينات الذي طبقوا معي قوانين عهد مبارك الفاسد حين قالوا لي أننا نفعل ذلك غصبا عنا فقلت لهم أريد الرجوع لوظيفتى وعملي الطبيعي حسب القرار 29 قالوا أمامك أحد حلين الأول رفع دعوى قضائية أو أن يقول أمن الدولة أنك ترجع لعملك مدرس وأخذوا مني التظلم والمستدات وسجلوها برقم وارد 64 بتاريخ 3/1/2011م وقالوا خليك على اتصال بنا على هذا الرقم 25905506 اتصلت بهم بعد أسبوع من تقديم الطلب فرد عليّ أحدهم قائلا أن اللجنة التى ستنظر في طلبك تنعقد مرة واحدة في أخر كل شهر وبعدين انت مستعجل على أيه انت بقالك سبع سنين شغال وظيفة غير وظيفتك اصبر شوية خليك صبور

إجراءات تحويلي لوظيفة إدارية رسميا وخطابات بين إدارة المعهد وإدارة الأزهر بالزقازيق لتبرير هذا التعديل لوظيفتي











إجراءات تحويلي لوظيفة إدارية رسميا وخطابات بين إدارة المعهد وإدارة الأزهر بالزقازيق لتبرير هذا التعديل لوظيفتي

مع محاولة من إدارة الشئون القانونية بالزقازيق تحميل المعهد مسئولية عملي في وظيفة أخصائي اجتماعي طوال هذه المدة وهي ليست وظيفة إدارية طبقا لقرار وكيل الأزهر ودفاع المعهد عن نفسه بمذكرة توضيحية يبين أن إدارة المعهد كانت تنفذ تعليمات الإدارة المركزية بالشرقية

بعد أن استبعدوني من أعمال امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية بقسميها العلمي والأدبي بدأت إجراءات رسمية لتحويلي لوظيفة إدارية بدلا من وظيفة أخصائي اجتماعي وذلك تطبيقا لقرار وكيل الأزهر رقم 3373بتاريخ 3/11/2004م

وحضور موجه إلى المعهد لتنفيذ قرار إخلاء الطرف لي من العمل بالمعهد ، وذهابي للمنطقة لإعادة توجيهي لوظيفة إدارية كانت وظيفة كاتب في إدارة تفتيش أولاد صقر مع التنبيه من وكيل الوزارة بأنه لا يتم نقلي بدون علم المنطقة بالزقازيق ، وعندما ذهبت بخطاب موجه للعمل كاتب إدارى في تفتيش أولاد صقر رفض رئيس التفتيش تسليمي العمل وقال أن التفتيش ليس في حاجة لإداريين رجعت مرة أخرى لوكيل الوزارة الذي كتب على نفس الطلب يمكن من العمل للمصلحة وإلى الآن لا أعلم ما هي المصلحة في تشغيل موظف حاصل على بكالوريوس تربية رياضية بتقدير عام جيد جدا في وظيفة أخصائي اجتماعي لمدة ستة سنوات ثم تحويله إلى كاتب .