الثلاثاء، 8 مارس 2011

هل مـُحـاربـة الثورة مـسـتـمـرة.؟؟

هل مـُحـاربـة الثورة مـسـتـمـرة.؟؟

أسود عريض

منذ بداية ثورة 25 يناير ونجاحها في جعل قلوب معظم المصريين على قلب رجل واحد ، منذ أن شعر نظام مبارك البائد والفاسد أن هذه الثورة ستكون القلم الذي يـُكتب به نهايتهم جميعا ، والمسمار الأخير في نعش هذا النظام الفاسد ، وهم جميعا يحاولون قتل هذه الثورة بكل السبل وكل الطرق لإيقاف نجاحات الثورة ، وذلك بشق الصف حيث يقومون باختلاق نوعا من الانقسام بين المصريين جميعا حتى لا يحدث ما كان يخيفهم وما كان يقض مضجعهم على مدى ثلاثة عقود ، ولنفس السبب كان شغل هذا النظام الشاغل هو تفريق المصريين ونشر الاختلاف والكره والحقد والعداوة والتخوين بينهم ، ونشر الطائفية بالإضافة للفقر والجهل والمرض ، حتى لا يجتمع الشعب على كلمة واحدة لأنهم يعلمون أن قوة هذا الشعب تكمن في تعاونه واتفاقه على هدف واحد ، ومقابل هذا الاتحاد الشعبي الثوري لابد أن تُـكتب نهاية أي نظام فاسد ، كما حدث في ثورتنا المصرية العظيمة.

نجحت الثورة في إسقاط مبارك باعتباره أعلى سلطة فاسدة تدير هذا النظام الفاسد ، ولكن لأنه نظام كل أعضائه مجرمون مدانون فقد بدأوا في خطة واضحة ذات مراحل لمحاربة الثورة وقتلها وقتل كل من يذهب يشارك في نجاحها ، استخدموا الإعلام الفاسد المزور في نقل الأحداث ، ثم الضرب بالعصي ، ثم القنابل المسيلة للدموع ، ثم الرصاص المطاطي ، ثم الخرطوش ، ثم النيران الحية ، فشلت كل هذه الطرق في قتل الثورة وإيقافها ، لجأوا لحالة الفراغ الأمني وانسحاب الشرطة في نفس الوقت الذي كان يقتل القناصة أطهر شباب مصر ، استخدموا البلطجية والأسلحة البيضاء والمتفجرات في الوقت الذي استأجروا قلة تهتف لمبارك الملعون المجرم ، كانت كل هذه المحاولات تزيد الشباب قوة وحماسا وعزيمة وإصرارا ، وكانت موقعة الجمل هي النقطة الفاصلة في الإجرام ضد الثوار الشرفاء العُزل ،وهذه الموقعة جعلت رحيل مبارك هو أهم مطلب من مطالب الثورة ، أُجْـبـِرَ مبارك على المضي قدما في خطة التخلي ، ليدير البلاد من شرم الشيخ تاركا شفيق يؤدي دورا هاما في ثورة مضادة هدفها اكتساب الوقت.

ولأن هذا النظام الفاسد قد تأكد أن النهاية قادمة لا محالة مهما طال الوقت ومرت الأيام ، ولذلك كانوا دائما يضعون عامل الوقت من أهم عناصر التخطيط ، وهذا ما قامت به حكومة شفيق على الوجه المطلوب ، استمرت حكومة شفيق مدة كافية لتهريب وفرم ودفن وحرق مستندات وأدلة تدين هذا النظام الفاسد ، استمرت هذه الحكومة لشغل الثورة في مطلب آخر جديد هو إقالة حكومة شفيق ، ولشغل الثوار عما يفعله السارقون والفاسدون وأمن الدولة ، نجح شفيق في تمثيل الدور وفي تعطيل الثورة لفترة معينة أدت لدفن وتهريب وحرق وفرم أطنان من المستندات التي تدين نظام مبارك كله ، وتدين أباطرة أمن الدولة ومجرميها ، وقبيل استقالة شفيق بسويعات قليلة كان يدافع عن جهاز أمن الدولة بكل وضوح وقال أنهم يقومون بدور وطني ولا يمكن إلغاء هذا الجهاز ، والمدهش أن شفيق قال يمكن إعادة هيكلة أمن الدولة لا إلغاءه وتغيير السياسة التي يعمل بها ، وهنا توارد خواطر غريب جدا بين هذا الكلام وبين ما قرأناه في الوثيقة التي ظهرت تفيد بأن رئيس هذا الجهاز قرر الدخول في خطة جديدة يظهر فيها أنه سيتم إعادة هيكلة أمن الدولة وتغيير اسمه حتى يتم امتصاص حالة الإثارة الموجودة في الشارع.

رحل شفيق ، وانتهى معه جهاز أمن الدولة الذي كان شفيق يوفر له الحماية أو التغطية المناسبة ، ولكن محاربة الثورة مستمرة ، وذلك استمرار في تنفيذ الخطة القذرة لهذا النظام وهذا الجهاز المجرم الذي يحقد على المصريين ويكن لهم كل كره وبغض كما قلت من قبل ، بدأ هذا الجهاز في اختراع قصة جديدة من قصصه الإجرامية في أطفيح ، ولا يمكن لإنسان عاقل يصدق أن المسلمين والمسيحين بعد أن عاشوا معا في حب وإخاء وتعاون ووطنية عارمة لمدة شهرين في العراء بميدان التحرير يفترشون الأرض عند النوم ويقتسمون رغيف الخبز عند الأكل فجأة وبلا مقدمات تحدث هذه الحالة المضحكة بين شاب مسيحي وشابه مسلمة فهذه نكته مجرمة كان يمكن تصديقها قبل الثورة.

بعد أن قام شفيق بدوره لمساعدة جهاز أمن الدولة في حرق أهم المستندات التي تدين جميع الفاسدين في الدولة ، كان لابد من صناعة مستندات بديلة ووضعها في مقرات أمن الدولة لتحقيق مكاسب لهم و إقناع نسبي للثوار من ناحيتين ::

الأولى : لا يمكن على الإطلاق أن تترك هذه المقرات خاوية على عروشها دون أي مستندات تشفي غليل الثوار والناس الذين اقتحموا هذه الأماكن.

الثانية : ترك مستندات ووثائق محددة ومقصودة من شأنها نشر الفتنة والتخوين بين الشعب وبين شخصيات معينة تحظى باحترام الناس في المجتمع ، وذلك حتى يتم شق الصف ونشر حالة من العداوة بين الجميع وسينقسم الشارع إلى مؤيد ومعارض حول أمور لا علاقة لها بأهداف الثورة الحقيقية وإيقاف مطالب الثورة الحتمية ، وهي محاسبة الفاسدين ومحاكمتهم أمام القضاء لتطهير البلاد من هذا السرطان الذي انتشر وتوغل في جسد الوطن.

أخيرا ::

نظرا لأن محاربة الثورة ما زالت مستمرة ، طالما أن هناك بعض المجرمين أو معظم المجرمين والفاسدين أحرارا طلقاء يسعون في الأرض فسادا ، فهم يديرون ثورة مضادة تتضمن الزج بأسماء معينة للترشح لرئاسة الدولة مثل عمرو موسى وأحمد شفيق الذي حمله بعض المأجورين من أمن الدولة بعد أول صلاة جمعه له بعد استقالته ا، الإشراف على لتظاهرات الفئوية من أمن الدولة ، كما يشرفون على تظاهرة جديدة لضباط الشرطة أعلن عنها بالفعل ، ويحاولون نشر الفتنة الطائفية في مصر مرة أخرى ، وكانت البداية في أطفيح ، ومن الممكن أن يتطور الأمر لأكثر من هذا.

أعلم جيدا الدور العظيم الذي يقوم به المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، كما أعلم مدى الإرهاق الشديد الذي يعانون منه نظرا لتدفق الأحداث وسرعتها وازدياد عدد الفاسدين والمطلوبين للتحقيق والمحاكمة ، ولكن أهيب بهذا المجلس العظيم أن تكون هناك سرعة نسبية في التعامل مع الفاسدين ، وأن تكون هناك سرعة في القبض على ذيول وتوابع هذا النظام الفاسد حتى تنتهي آخر خلية سرطانية يمكن أن تشكل خطرا على هذه الثورة العظيمة ، وعندها فقط يمكن لمصر ان تخطوا خطوات ثابته نحو الإصلاح والبناء وتعويض ما أفسده هذا النظام في كل المجالات ، لأننا جميعا سيكون لنا هدف واحد ألا وهو الحفاظ على مصر حرة متقدمة متطورة ، ولا يوجد بيننا فاسد يبحث عن تدمير هذا البلد لمصالح شخصية أو أجندات خارجية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق