الأحد، 24 أغسطس 2008

حرية العقيدة قبل وبعد الرسالة الخاتمة


حرية العقيدة قبل وبعد الرسالة الخاتمة


الحرية الدينية أو حرية العقيدة من أهم الأمور التي ألهمها المولى عز وجل لكل إنسان من مخلوقاته بدءاً من خلق آدم عليه السلام ونهاية بما تعلمناه وقرأناه في أخر الرسالات السماوية القرآن الكريم رسالة خاتم النبيين عليهم جميعا السلام فيما يخص حرية العقيدة وحرية الإيمان أو الكفر يقول تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا *
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)الشمس:9،8 ، وهذه الحرية المطلقة أعطاها المولى سبحانه وتعالى لكل البشر على السواء ، وليس من حق أي إنسان أن يتدخل في علاقة إنسان آخر بربه جل وعلا ، لأنه (أي الإنسان) هو الذي يختار بنفسه ما يعتقده وما يؤمن به وما يسلكه من طريق في حياته ، وفي المقابل سيحاسب على ذلك ويكون مسئولا عما فعل هو نفسه ، وكما قلت أنه ليس من حق أي إنسان أن يتدخل في علاقة إنسان آخر مع الخالق جل وعلا ، فليس من حق أى إنسان أن يغضب أو يتحسر أو يدَّعي هداية الناس فيتخطى هذه المرحلة إلى تكفيرهم دون أن يشعر ، بحجة الخوف عليهم أو بدعوى الدفاع عن الدين الإسلامي الذي تكفل المولى عز وجل بحفظه إلى قيام الساعة ، وليس هناك أفضل من قول الله جلا وعلا لخاتم النبيين في القرآن يوضح له أن الله جل وعلا يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، وينهاه أن يتحسر على الكفار يقول تعالى (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )فاطر:8 ، وهذا هو حال خاتم النبيين ، النبي المرسل من رب العالمين ، فهل من حق الإنسان العادي أن يتعدى ويتخطى مسئوليات الأنبياء في الدعوة ، ويتدخل في حياة وشئون وعقائد الناس.؟.

ولذلك يجب على كل إنسان أن يحترم حرية كل من حوله من الناس مهما اختلفوا معه في الفكر أو المعتقد أو العرق أو الدين ، وليس كل منا مطالب بتقديم كشف حساب عن كل تصرفاته وسلوكياته وعباداته لكل الناس ، حتى يشهدوا له بالإيمان كما يدَّعون ، ولكن مرجع ذلك كله لله الواحد القهار فهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وهو أيضا يحاسب ويحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، ولذلك خصص سبحانه وتعالى يوما عظيما لذلك سماه يوم الحساب ، وهذا اليوم سيحاسب فيه الجميع ، وسيحكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون يقول تعالى(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)الحج:17.

ولذلك ليس من حق أي إنسان أن يكفر إنساناً آخراً لمجرد أنه اختلف معه في الرأي ، أو أختلف معه في فهم أمر من أمور الدين ، أو اختلف معه في الحديث عن أحد القضايا العقيدية ، أو اختلف معه في الطريقة التي يسلكها كل منهما في الحياة أو في آداء شعائر ومناسك الدين ، فكل هذا ليس مبررا لأن يتهم أحدهم الآخر بالكفر والردة والعمالة و معاداة الإسلام ، حتى لو كانت المبررات كما قلت بحجة الدفاع عن الدين ، أو خوفا على الشخص من الخروج عن الدين ، لأن حرية الاعتقاد مكفولة للجميع ، وإذا رجعنا للقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لنضرب منه أمثلة قرآنية أثبت فيها رب العزة جل وعلا أنه سبحانه قد كفل حرية الاعتقاد لكل البشر ، سنجد أمثلة عدة تجسد لكل صاحب عقل أن الإيمان والكفر حرية وعلاقة خاصة جدا بين كل إنسان وخالقه ، وليس من حق أي مخلوق أن يتدخل فيها ، وتبين الآيات القرآنية أيضا أن الحساب أو العقاب أمر خاص بالخالق جل وعلا ، وليس من حق إنسان أن يحاسب إنساناً في هذه الدنيا.

وقبل أن أضع الأمثلة القرآنية بين يدي القاريء سأوضح أمراً هاماً يفرق بين عقاب الكفر بالله ورسله ورسالاته في جميع الرسالات السماوية وبين الكفر بالله ورسوله ورسالته الخاتمة الإسلام ، منذ خلق الله جل وعلا آدم عليه السلام وزوجه وأسكنهما الجنة ، قد نهاهما عن الأكل من إحدى شجر الجنة ، وعندما أغواهما الشيطان فأكلا منها ، فكان العقاب فورياً من رب العالمين ، بخروجهما من الجنة للدخول في الاختبار الدنيوي الذي نعيشه اليوم ، فمن أفلح فله ، ومن أخطأ فعليه ، والحساب أيضا عند الله ، وليس للبشر شأن فيه ، وهنا نجد أن من يعص أمر الله يأخذ عقابه فورياً كما سنوضح في أمثلة متعددة من القرآن ، ولكن كان لابد من التنويه عن أولى هذه الأمثلة ، التي حدثت مع بداية خلق الإنسان.

أولا : قصة الملائكته وإبليس وأمر الله جل وعلا لهم بالسجود لآدم ، عندما أخبرهم جل وعلا أنه سيجعله في الأرض خليفة ، وأمرهم بالسجود إليه يقول تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقرة ، وهنا أمر الله بالسجود لآدم أمر واجب الطاعة ، الملائكة سجدوا جميعا لآدم متبعين أمر خالقهم سبحانه وتعالى ، وإبليس رفض أن يسجد لآدم وكفر ، ليس هذا فحسب ، إنما استمر في عناده حيث قال سبحانه وتعالى يوضح لنا كيف كان ذلك (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) الحجر ، وهنا زاد إبليس على عصيانه وكفره برب العالمين بأنه سوف يضل الناس إلى قيام الساعة ، ولأن إبليس رفض أمر الله ولم يسجد لآدم كان عقابه أن أخرجه الله جل وعلا من الجنة ، ولحقته لعنة الله إلى يوم الدين ، وسيكون مصيره جهنم هو ومن اتبعه من الغاويين فكانت العقوبة فور عصيانه حسب السياق القرآني.

ثانيا : قصة نبي الله نوح عليه السلام ، لقد استمر يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ، فكان دعاؤه لا يزيدهم إلا فرار ، وأصروا على كفرهم واستكبروا ، ولما رفضوا هذا الرفض دعى عليهم يقول تعالى (قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا(22)نوح ، فكان عقاب هؤلاء القوم أن أغرقهم الله بكفرهم وبظلمهم ، ولكنهم أخذوا فرصتهم أيضا ، و كان من الممكن أن يؤمنوا ، ولكهنم أصروا واستكبروا ، فكان الجزاء من جنس العمل ، وسورة نوح توضح هذه القصة بالتفصيل ، كما توضح الآيات من رقم 36: 49 من سورة هود توضح تفاصيل العقوبة التي حلت بهم ، وهي إغراقهم جميعاً.

ثالثاً: وفي نفس سورة هـود قصة نبي الله هود وقوم عاد ، حيث دعاهم إلى عبادة الله جل وعلا وحده فرفضوا واستكبروا وقالوا من أشد منا قوة في الأرض ، ونسوا قدرة الله جل وعلا ( فصلت :15) وكذبوا المرسلين (الشعراء :123)، فكان مصيرهم أن أهلكهم الله جل وعلا بعذاب غليظ.

رابعا: قصة ثمود ونبي الله صالح ، دعاهم إلى عبادة الله بلا شريك ، فلم يستجيبوا له فأخذتهم الصيحة فأصبحوا في دارهم جاثمين (هود 67،66) ، ولكنهم أيضاً أخذوا الفرصة بعرض نبيهم عليهم أن يؤمنوا بالله وحده لا شريك له وتحذيرهم من عقاب الله فلم يؤمنوا ولم يستجيبوا فكان العقاب فوريا نتيجة كفرهم وأعمالهم.

خامساً: قصة إبراهيم عليه السلام ودعوته لقومه أن يعبدوا الله ويتركوا الأصنام ، ثم قيامه بتحطيم أصنامهم ، فما كان منهم إلا أن وضعوه في النار لينتقموا منه لأنه كسر آلهتهم ، وهنا إصرار واضح على الكفر ومحاولة حقيقية لقتل رسول الله ، فأمره الله جل وعلا أن يعرض عنهم ويتركهم ، وسيعذبهم الله بما فعلوا ، وقد آمن معه لوط ، وله أيضا قصة مع قومه ، حيث كان قوم لوط من الشواذ الذين يأتون الرجال شهوة من دون النساء ، فحذرهم لوط من أفعالهم الشاذة ، وعرض عليهم بناته ليكن حلالا لهم ، ولكنهم رفضوا ، وأصروا ، فأمره الله أن يتركهم ، وأن موعدهم الصبح ، فجاء أمر الله فجعل عاليها سافلها وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود (هود 82،81) ، و يبقى من قصص الأنبياء السابقين الكثير ، ولكن ما يهمني في عرض هذه الأمثلة أن المولى عز وجل ، كان يعاقب الكافرين المكذبين لرسله ورسالاته عقاباُ دنيوياً ، ولكن بعد أن أخذوا فرصتهم كاملة ، وبعد أن قامت رسلهم بتبليغهم وتبصرتهم ودعائهم لعبادة الله بلا شريك ، والمولى عز وجل قد وضع قاعدة قرآنية عظيمة توضح مسئولية الإنسان الشخصية في كل ما يقوم به من أعمال ، كما توضح أن الله جلا وعلا لن يعذب أحداً ما لم يصله رسول أو نذير من الله سبحانه وتعالى ، يقول جل شأنه (مَّنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً )الإسراء:15 ، ويقول أيضا (إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ)فاطر:24، إذاً لن يعاقب الله جل وعلا إنساناً إلا إذا وصله نذير أو رسول من المولى عز وجل يدعوه لعبادة الله بلا شريك ، ومن آمن فقد فاز ، ولكن الذين استكبروا وكذبوا وحاربوا رسل الله ، فكان عقابهم أن يأخذهم الله جل وعلا أخذ عزيز مقتدر في الدنيا ، ثم تلحقهم لعنة الله ، ولهم عذاب النار في الآخرة ، وتلك كانت نبذه عن أحوال الكفار في قصص الأنبياء السابقين ، وأن من كفر منهم واستكبر بعد أن عرف الحق ، وذُكـِّر به عدة مرات من قبل رسل الله ، لكي يأخذ حقه وفرصته في الإيمان أو الكفر ، ولكن لأنه لم يؤمن وعاند وكفر فكان العقاب من جنس العمل ، ولكن عقاباً دنيويا فورياً كما أوضحنا ، وهؤلاء الناس لم يظلمهم الله جل وعلا ، ولكنهم كانوا انفسهم يظلمون ، يقول تعالى(.سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ )الأعراف:177، ويقول جل شأنه(أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَٰهِيمَ وِأَصْحَـٰبِ مَدْيَنَ وَٱلْمُؤْتَفِكَـٰتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)التوبة:70.
وأخر من أهلكهم الله جل وعلا بكفرهم وظلمهم أصحاب الفيل ، وإبرهه الحبشي الذين جاءوا إلى مكة بجيش كبير قادمين الكعبة بين الله الحرام ، وكان هدفهم هدم الكعبة ، ولكن الله جل وعلا أنزل عليهم عقاباً فورياً لينتقم منهم لأنهم يريدون الاعتداء على بيت الله الحرام ، وسورة الفيل توضح هذا الأمر بالتفصيل ، وكانت هذه الحادثة الشهيرة في عام الفيل الذي ولد فيه خاتم النبيين عليهم جميعا السلام.

لكن بعد نزول الإسلام ، وعلى الرغم أن النبي عليه السلام تم اضطهاده من كفار قريش وأُجبر على الهجرة من مكة إلى المدينة خوفاً على نفسه من بطشهم ، إلا أن الفرصة كانت متاحة أمامه أن يبني دولة قوية يدافع بها عن دين الله ويواجه المعتدين ، ودون أن يبدأ بالاعتداء على أحد ، فاختلف الأمر هنا ، حيث أعطى المولى عز وجل كل إنسان حرية الكفر وحرية الإيمان ، دون العقاب الدنيوي كما فعل جل شأنه مع ألأقوام السابقين ، لأن الرسل كانوا ضعافا ، ولم يؤمن معهم إلا قليل ، وكانوا لا يستطيعون مقاومة جبروت وظلم وبطش الكفار ، فكان المولى عز وجل يتدخل في الوقت المناسب لنصرة دينه ورسله من ظلم هؤلاء وكفرهم.

و بعد أن أسس خاتم النبيين دولته ، ضرب لنا مثالاً قمة في الرقي والتحضر والتمدن في أول دولة مدنية أسسها عليه السلام حيث عاش في سلام مع كل الناس ، وكان لا يعتدي على أحد إلا إذا بدأ بالعدوان على المسلمين ، فأين نحن الآن من هذا الرقي والتمدن.
و هي قاعدة قرآنية وضعها المولى سبحانه وتعالى لجميع خلقه ، حيث قال جل وعلا (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) الكهف : 29 ، وقوله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) المدثر : 38.
وهذا كلام الله ، وليس بعد كلام الله عز وجل كلام ، فبينما أعطى سبحانه وتعالى هذه الحرية المطلقة لكل إنسان في أن يؤمن أو أن يكفر ، يضع قاعدة تكمل ذلك وتوضح أن كل ما يقوم به الإنسان من خير أو شر سيحاسب عليه مهما كبر أو صغر ذلك العمل ، يقول جل وعلا (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) الزلزلة ، ويقول سبحانه وتعالى أيضاً يوضح أن الحساب يوم الحساب سيكون بالعدل ، وسيكون على أقل الأعمال التي يقوم بها الإنسان يقول تعالى (
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )الأنبياء:47.

وفي النهاية يجب أن يعرف كل إنسان أن هذه الحرية حق كفله المولى عز وجل لكل الناس إلى قيام الساعة ، ولو شاء الله لأهلك من يحارب دينه ويكذب قرآنه ، ولكن يمهلهم ليوم تشخص فيه الأبصار.
وهناك جزء خفي باطن لدى كل إنسان لا يعلمه إلا المولى عز وجل ، فلا يجوز أن يتعدى بعض الأشخاص ويحاولون إثبات أنهم يعلمون الغيب وبواطن الأمور ، وأقول لكل متحمس بدرجة متعصب متطرف و مـُكفر إذا كنا نختلف معك و نحترم حقك في تقديس كل ما قيل عنه تراث ، و احترام حقك في تقديس كل من كــُتبت أسماؤهم في كتب التراث فيجب عليك احترام حريتنا في الإيمان بالله وحده لا شريك له والإيمان بالقرآن الكريم وحده لا شريك له ، وهذه أبسط الحقوق التي يجب أن نحترمها فيما بيننا نحن البشر.
، ولكن هذه الأيام نرى العجب فكل شاب متعصب متطرف فكرياً يريد أن يُـحَـصِّـل من المجتمع فاتورة تدينه وتمسكه بما يعتقد ، ويريد أن يقدس الناس لحيته ، وجلبابه لأنه يصلي ويعتاد المساجد ، كما يريد أن يحاسب كل الناس على أفعالهم ، أكبر دليل على هذا التطرف الفكري ما تقوم به جماعات تأمر وتنهى الناس ، وكأنهم يوحى إليهم من السماء ، ولقد وضح ربنا جل وعلا في القرآن الكريم أن الحساب قد اقترب ، ورغم ذلك الناس في غفلة ومعرضون يقول تعالى(ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ)الأنبياء:1 ، ويقول جل شأنه ينفي تدخل أي بشر في الحساب يوم القايمة (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)الغاشية:26، الحساب يوم الحساب وكل نفس بما كسبت رهينة يوم تأت كل نفس تجادل عن نفسها ، يوم توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

رضا عبد الرحمن على

الاثنين، 4 أغسطس 2008

أفيقوا يا عرب قبل فوات الأوان : مرة أخرى -هل حماس وفتح جماعات إسلامية-.؟

مرة أخرة "هل حماس وفتح جماعات إسلامية".؟

ولماذا يغضب المسلمون من توجيه النقد وفضح الجماعات الإسلامية..؟؟
نشرت مقالا بعنوان "هل حماس وفتح جماعات إسلامية" في يوم 6/2/2007م ، وكالعادة انهالت عليَّ التعليقات والشتائم وكأنني من أقتل وأزهق أرواح الأبرياء في فلسطين ، اليوم أعيد نشر نفس المقال مع بعض الأخبار المحزنة المليئة بدماء الأبرياء من النساء والأطفال ، وكل هذا بسبب صراع شخصي واضح على السلطة ، وعلى من سيكون القائد ، ومن سيكون التابع ، وكل هذا يتم تحت غطاء ديني لخداع البسطاء من الناس .
إليكم المقال بعد مرور 18 شهر تقريبا ، مع بعض التعليقات الإضافية تناسب الأحداث الإجرامية الدامية الجارية بين حماس وفتح .


هل حماس وفتح جماعات إسلامية..؟

(( ليس المقصود بسؤالي هذا أنى أشكك في انتماء حركتي فتح وحماس إلى الدين الإسلامي لأنه ليس من حقي أن أسال أي إنسان عن دينه أو معتقده , لأن هذه حرية شخصية من الدرجة الأولى , و يقرها الإسلام , لكن بحكم انتماء هاتين الجماعتين إلى الدين الإسلامي فلابد من مناقشة ما يحدث بينهما اليوم , لأن ما يحدث في فلسطين هذه الأيام من قتل عمد بين رجال حركتي حماس وفتح , وسقوط قتلى يوميا من هؤلاء وهؤلاء يجعلني أتساءل ثانية هل حماس وفتح جماعات إسلامية .. ؟؟ , وبالطبع الكثير من القراء سيجيب ويقول نعم أنهما جماعات إسلامية جهادية ولهما دور لا يمكن إنكاره في الدفاع عن الأرض الفلسطينية , كما لهما دور كبير في تكبيد العدو الإسرائيلي مخاسر كبيرة , وهذا كله شيء جميل , لكن هل يمكن أن يتحول الوضع بهذه البساطة إلى حرب وقتل فلسطيني فلسطيني ، وبدلا من السعي في طريق السلام للوصول إلى عملية السلام الحقيقية , السلام الدائم الذي يحقق الأمن والسعادة والرفاهية للمواطنين الفلسطينيين , لكن للأسف تم توجيه أسلحتهم بقوة إلى الإخوة في الدين والإخوة في الوطن والإخوة في نفس القضية الوطنية , ما سبب ذلك وكيف تحولت القضية إلى قضية ثأر أو قضية شخصية بهذه الطريقة التي ضحك وتعجب منها العالم , هل يصدق أن يقتل الفلسطيني أخاه مهما كانت الأسباب ..؟؟ فلسطين في أمَس الحاجة إلى وحدة وطنية لكن بمن بفتح وحماس لا أظن لأن الموضوع ببساطة يا اخوانى فيه خلط للأوراق بين الدين والسياسة , وفيه أطماع سياسية واضحة وليس له علاقة بالدين الإسلامي على الإطلاق .

هذه هي صورة حية وواقعية للجما عات الدينية التي تدخل عالم السياسة , تتخلى عن كل المبادئ والقيم الإنسانية والإسلامية وتبدأ في البحث عن السياسة والسلطة بكل غال ورخيص وتحاول عبور الطريق والوصول إلى أهدافها حتى لو داست في طريقها على القيم والمبادئ والدين نفسه , لا يمكن أن يُغفر لفتح أو حماس قتل كل منهما للآخر لأن هذه الجماعات سيطرت بطريقة أو بأخرى على الشارع الفلسطيني والمواطن الفلسطيني واقتنع بها بكل جوارحه وظن فيها خيرا في المستقبل وأعطاها ثقة لا تستحقها , وتذكروا معي أيام الانتخابات عندما كان يأمل كل فلسطيني في حماس خيرا , والنتيجة أمامنا اليوم قتل وتخريب ليس له علاقة بأي دين .. هل هناك دين يأمر بقتل الإنسان من اجل الوصول إلى السلطة و السياسة ..؟؟.

هل الدين الإسلامي الذي ينتمون إليه يأمرهم بقتل بعضهم البعض من أجل الوصول إلى السلطة ..؟؟ إن المولى جل وعلا ينهى عن قتل النفس في كتابه العزيز يقول تعالى ( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) المائدة :32
( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ) الفرقان :68
(وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ) الاسراء :33
إن صدمة المواطن العربي في هذه الجماعات كبيرة جدا لما أحدثوه من تخريب وإزهاق للأرواح لأهداف شخصية بحته ليس للمواطن الفلسطيني المسكين أي ذنب فيها .
باختصار شديد أي إنسان يريد أن يكون سياسيا فلابد أن يخلع عباءة الدين حتى لا ينخدع به الآخرون وحتى لا يظلم الدين الإلهي الذي لا يأمر بالقتل والتدمير وإنما يأمر بالعدل والإحسان والعفو والصفح والمغفرة والتسامح مع الآخرين . هذا هو الدين الإلهي أما أديان البشر فليس لها علاقة بمثل هذه الصفات النبيلة ، وبالتالي من يتبع دينا من صنع البشر سيكون من السهل التخلي عنه أو التلاعب به , وبما فيه من تشريعات مطاطة تسول القتل وسفك الدماء من أجل الوصول إلى السلطة , حتى لو كان على حساب الشعوب.

شيء ملفت للنظر .!! أن رجال فتح وحماس عند ظهورهم في القنوات الفضائية يحملون أسلحتهم , أراهم ملثمين الوجه ويلبسون ملابس سوداء , أنا أربط هذا بما حدث من طلاب جماعة الإخوان المسلمين في مصر داخل جامعة الأزهر في الحادثة الفريدة من نوعها لاستعراض القوة والعضلات أمام الجميع, أن الطلاب ظهروا بنفس الصورة التي يظهر بها رجال حماس وفتح في تقليد واضح يظهر التطابق الكبير بين الجماعات الدينية في العالم العربي , وهنا وجه الشبه واضح جدا في استخدام نفس الأسلوب للجماعات الإسلامية عند إظهار قوتها , وطبعا الإخوان جماعة إسلامية ظهرت بقوة في الشارع المصري وأصبح لها كيان سياسي كبير في البرلمان المصري جعلها تفكر في تكوين حزب سياسي في الشهور الأخيرة كنوع من المراوغة وإيهام الشعب المصري المسكين الذي سيعرف انه انخدع في هذه الجماعة عندما أعطاها صوته في الانتخابات بحجة أنها جماعة دينية تعمل بالكتاب والسنة , هذه الجماعة كغيرها من الجماعات الإسلامية عندما تفكر في الوصول إلى السلطة يمكنها التخلي عن كل شيء في سبيل الوصول إلى طموحاتها السياسية التي أسسها زعيمها الشيخ حسن البنا , ومن ضمنها تكوين دولة دينية وطبعا لابد أن يكون رئيس هذه الدولة كبير هذه الجماعة .

الخلاصة : أن أي إنسان لا يمكن أن يحظى بالاثنين معا الدين والسياسة ـ إما أن تضحى بكل حطام الدنيا وما فيها وتوهب حياتك للبحث في الدين والاجتهاد وتوضيح حقائق الدين في كتاب الله عز وجل بهدف الإصلاح السلمي ، وهذه أسمى الوظائف , وإما أن تترك ذلك وتركب موجة السياسة والبحث عن الطموحات السياسية التي من خلالها يتم التنازل عن كل القيم والمبادئ وحقائق الدين واتباع الأهواء والأمزجة الشخصية وبذلك يتم استخدام الدين كستار يتخفى حوله من يريد الوصول إلى السياسة أو السلطة ..
والمثال في تاريخ المسلمين موجود , هو قريب الشبه بما يحدث في فلسطين ألآن , هو عندما اختلف على ومعاوية على الخلافة وكان لعلى أتباع يحبونه ويؤيدونه ولا يقتنعون بسواه , كما كان لمعاوية أتباع أيضا وفيهم نفس الصفات , لكن للأسف الشديد عندما يبتعد الإنسان قليلا عن التفكير الخالص في الدين وفى مصلحة الأمة ومصلحة الوطن والمواطن , يتحول التفكير في طموحات شخصية خاصة , ويبدأ في استغلال من يتبعه من جند وعتاد , وبالتالي يتحول الموضوع إلى فتنة كبرى كما تحولت قضية الخلافة بين على ومعاوية إلى موقعة الجمل التي مات فيها آلاف من المسلمين الأبرياء , وهذا أكبر مثال تاريخي نقارنه بما يحدث الآن في فلسطين مع اختلاف الحدث والظروف , ولكن السبب واضح هو البعد عن الدين الحقيقي القرآن الكريم كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , والاهتمام بالسياسة وبالأمور الدنيوية الزائلة .

سؤال :ـ

لماذا لم يؤسس النبي عليه الصلاة والسلام أول هذه الجماعات الدينية .؟؟ ) انتهى المقال.


وإليكم أخر أخبار حماس وفتح

1ـ (( تصاعدت الأزمة الفلسطينية من حملة الاعتقالات المتبادلة التي شنتها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة والتحرير الفلسطيني (فتح) في الضفة الغربية، لتصل إلي حد تجدد الاشتباكات المسلحة بين أنصار الفصيلين، قتل خلالها ٣ضباط وأصيب ما لا يقل عن ٣٠ فلسطينيا أثناء محاولة قوات الأمن التابعة لحماس اعتقال عدد من عناصر فتح في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة.
وصرح إسلام شهوان، المتحدث باسم حماس، بأن ٣ من ضباطها قتلوا، وجرح ٣٠ آخرين، بينهم مدنيون، أصيبوا بأعيرة نارية وقذائف هاون أطلقتها عناصر من عائلة «حلس» الموالية لحركة فتح، أثناء عملية اعتقال بعض أفرادها، وذكرت الشرطة التابعة لحماس أن الاعتقالات جرت علي خلفية انفجار شاطئ غزة الذي وقع الأسبوع قبل الماضي، وأسفر عن مقتل ٦ أشخاص، بينهم طفلة، وأكدت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة أن «الأجهزة الأمنية تقوم بحملة أمنية في حي الشجاعية لاعتقال بعض المطلوبين والخارجين عن القانون المتورطين في حادثة تفجير بحر غزة».
من جانبها، أوضحت مصادر طبية أن «٣٠ شخصاً بينهم عدد من من عناصر الشرطة أصيبوا بجروح ونقلوا إلي المستشفي»، مشيرة إلي أن حالة أحد المصابين «صعبة»، بينما قال شهود العيان إن الاشتباكات وقعت منذ ساعة مبكرة أمس بين عناصر الشرطة وعائلة حلس، التي ينتمي عدد كبير من أفرادها إلي حركة فتح، وأضافوا أنهم سمعوا دوي انفجارات عدة خلال الاشتباكات.

وتعهد أحمد حلس، القيادي في حركة فتح، في تعليق هاتفي، «بالدفاع عن كرامتنا»، وقال «لن تستطيع حماس أن تكسر إرادة شعبنا»، معتبرا أن «سلاح حماس لم يعد طاهراً لأنهم يوجهون الهاون والرصاص علي رؤوس الأطفال والنساء»، ذلك في حين نفي عادل حلس، قيادي ثان في فتح، أن يكون أفراد عائلته قد أطلقوا أي صواريخ، علي قوات حماس، داعيا باقي الفصائل الفلسطينية إلي التدخل)).

2ـ تصعيد دموي جديد بين حماس وفتح

((كتب ـ فتحية الدخاخني والأراضي المحتلة ـ وكالات الأنباء 3/8/2008
تصاعدت حدة الأزمة علي الساحة الفلسطينية أمس، حيث تجددت الاشتباكات المسلحة في قطاع غزة بين الشرطة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وموالين لحركة التحرير الفلسطيني «فتح»، أدت إلي مقتل ٣ ضباط وإصابة ما لا يقل عن ٣٠ فلسطينيا، أثناء محاولة قوات أمن حماس اعتقال عدد من عائلة حلس، الموالية لـ«فتح» في حي الشجاعية، الأمر الذي وصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» بأنه معارك «غير مقبولة»، واعتبر أن الحملة التي تشنها ميليشيا حماس تستهدف دعوته للحوار الوطني الشامل.)).

3ـ مرشد الإخوان يطالب حماس وفتح بوقف الاتهامات والاعتقالات المتبادلة

((القاهرة - محرر مصراوي - طالب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف الأحد حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين بالتوقف عن تبادل الاتهامات والاعتقالات.
كما حث عاكف الحركتين على تهدئة الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأكد أن الجماعةَ ترقب بكل الأسى والحزن ما يجري هذه الأيام على أرض فلسطين من تفجيرات واعتقالات واتهامات متبادلة بين فتح وحماس، والتي وصلت حدا من التردي أدى إلى المزيد من الاحتقان وتوتر الأجواء، وبالتالي ازدياد الفجوة والهوة وصعوبة التوصل إلى أي تقارب ممكن بينهما؛ الأمر الذي لا يستفيد منه سوى العدو الصهيوني.
وطالب الطرفان (فتح وحماس) بالكف عن تبادل الاتهامات، وأن تتوقف حركة الاعتقالات، وأن يعمل الجميع على تهدئة الأوضاع.
كما طالب حماس بألا تتوسع في الاعتقالات، وأن يتوقف الأمر على المتورطين في أعمال التفجيرات فقط، مع توفير ضمانات تحقيقات ومحاكمات عادلة لكل المشتبه فيهم.
وشدد عاكف في بيان نشره موقع الجماعة على الانترنت على ضرورةِ أن تتحرك الأطراف العربية، وبخاصة مصر لإزالة الأسباب المؤدية إلي التوتر بين فتح وحماس، وأولها التفجيرات التي شهدها قطاع غزة مؤخرا.)).



تعليق أخير

تدخل مرشد الأخوان في مصر بهذه الطريقة وقوله هذا الكلام يؤكد صحة القتال الدائر بين حماس وفتح لأسباب شخصية ، حتى لا يتهمنا أحد اننا نتجنى علىى هذه الجماعات السياسية ، التي لا يليق بالإسلام أن يطلق عليها جماعات إسلامية لأن هذه التسمية ظلم بين للدين الإسلامي.
و يجب أن أوضح أنه ليس بيني وبين أي شخص في هذه الجماعات أي علاقة أو مشكلة ، حتى لا يظن أحدا أني أتحامل عليهم لأي سبب.
لكن ما يجب توضيحه للمواطن العربي أولا ، وللعالم الخارجي ثانيا أن هذه الجماعات وما تفعله ليس له أية علاقة بالدين الإسلامي الحقيقي ، وهذه الجرائم تنسب لأصحابها فقط ، ولا يجوز نسبتها إلى الإسلام دين السلام والتسامح والعدل والرحمة والعفو والصفح وحقوق الإنسان.

وأقول ما قاله الإمام محمد عبده عن السياسة (إن السياسة إذا دخلت في أي شيء أفسدته) ، وأقول أيضا أن هذه الجماعات يقتلون بعضهم البعض بسبب خلافات بسيطة تافهه سياسية ، وهم لا يملكون سلطة حقيقية واضحة في الدولة ، وهم بذلك يفعلون ما فعله الأخوان في مصر عندما قتلوا بعض قادة وأعضاء الجماعة لمجرد خلافات بين المرشد وبعض القيادات ، فإذا كان هذا هو حال هذه الجماعات ، وهذه هي طريقتهم في حل مشاكلهم وتصفية حساباتهم مع من يختلف معهم ، مع الأخذ في الاعتبار أنهم يفعلون ذلك دون وصولهم لأي سلطة فعلية في الدولة ، فهل هذه الجماعات يمكن أن نأتمنها على أرواحنا وحياتنا ، ونرشحها لتكون حَـكـَما وحاكما علينا في بلادنا.؟
أفيقوا يا عرب قبل فوات الأوان.