الخميس، 19 مايو 2011

من يملك العفو عن مبارك..؟؟!!

من يملك العفو عن مبارك..؟؟!!



منذ أيام قليلة أعلن جهاز الكسب غير المشروع عن ممتلكات مبارك وعائلته ، كالتالي: مبلغ 145مليون دولار خاص بمكتبة الاسكندرية ، وهذا المبلغ في حساب باسم الرئيس المخلوع ، وحرصا على تبييض صفحته بخصوص هذا المبلغ تضمن التصريح بأن الرئيس لم يقوم بسحب أي مبالغ مالية من هذا الحساب ، وعلى الرغم أن هذا الحساب قد أشيع من قبل أنه باسم والدة الرئيس مبارك ، وبموجب توكيل عام منها تقوم حرم الرئيس المخلوع بالتصرف في هذا الحساب ، وقد تمت مناقشة هذا الأمر أكثر من مرة في برامج تليفزيونية وكان يحضر في احدها رئيس مكتبة الاسكندرية وأظهر فرحا وسعادة حينما علم بوجود هذا الرقم في حساب خاص بالمكتبة.

وضمن ثروة الرئيس فيلا في شرم الشيخ ، ومبلغ 24 مليون جنيه لحرمه ، وصرح الجهاز بأن هذه المبالغ الزهيدة وهذه الفيلا اليتيمة هي كل ممتلكات مبارك وعائلته داخل مصر ، ومطلوب من الشعب المصري أن يصدق هذه الأكاذيب والألاعيب التي كان يمكن أن تنطلي علينا قبيل الخامس والعشرين من يناير ، وعلى الرغم أن أبناء الوزراء ورجال الأعمال التابعين للنظام الفاسد و بعض المحاسيب والحبايب المقربين من مبارك ونجليه قد ظهرت مستندات رسميةأعلن عنها في برامج في التليفزيون المصري تؤكد أنهم يملكون مليارات وعشرات الفيلات والقصور في مدن متفرقة من أنحاء مصر ، وهذا ما يجعلنا نشكك فيما أعلن عنه من حصر لممتلكات مبارك وأسرته ، فهو محض كذب وخداع ونصب على الشعب المصري.

ولا يخفى على أحد ما فعله أعوان مبارك منذ بداية الثورة لتهريب الأموال والمجوهرات والهدايا خارج البلاد وتأمين تحويشة العمر مع حرق كل الأدلة والمستندات التي تدين مبارك وعائلته وأعوانه في الفترة من 25 ينايرحتى يوم استقالة أحمد شفيق ، فهذا ما كان يشغل مبارك ورجاله الفاسدين ، و كل هذا حدث أيام الثورة وفي أصعب أوقاتها ، بينما كان الثوار في أنحاء مصر يقتلون ويقنصون وتسفك دماؤهم وتهتك أعراضهم وتشوه صورهم من بعض الفنانين والإعلاميين والرياضيين و خليط من رجال الدين.
ومنذ أيام أيضا وفي خطاب السيد وزير الدفاع في حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة قالها بكل صراحة يجب أن ننسى الماضي ونفكر في الحاضر ، ويجب أن ننسى الماضي ونفكر في بناء هذا البلد منوها في نفس السياق عن الأزمة الاقتصادية التي اقتربت منها الدولة ، وحقيقة لا يمكن على الإطلاق أن يمر هذا الكلام مرور الكرام خصوصا أنه صدر عن شخصية مثل شخصية رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، والقائم بأعمال رئيس الدولة ، ويجب ربط هذا بتصريح جهاز الكسب غير المشروع ، وكذلك بالعفو عن فتحي سرور ، وزكريا عزمي وسوزان مبارك ، وكذلك تصريح (مكى) بأن المجلس العسكرى يملك حق العفو عن مبارك ولكن بعد أن تتم إدانته ومحاكمته وفقا للمواد .. 149 .. 54 ..75 ..76 .. من قانون العقوبات ..باب العفو عن العقوبة .. والعفو الشامل ، بالإضافة للترويج لإشاعات تطالب بالعفو عن مبارك واستعداده إلقاء خطابا للشعب يعتذر فيه ويرد الأموال (طبعا الأموال التي حددها جهاز الكسب غير المشروع) وهي الفيلا اليتيمة والمبلغ الذي لا يمتلكه أصلا مبارك وهو خاص بمكتبة الإسكندرية ، وليس من حقه التصرف فيه ، ثم بعد ذلك ينوى رده على أنه ملكا له.؟ فهو إذن بدون هذا المبلغ فقير وليس من حق جهاز الكسب غير المشروع محاسبته أصلا ، لأن مبلغ 145 مليون دولار هي ملك مكتبة الاسكندرية ، وهذه خطورة جديدة سوف تساهم في عملية الإفراج عن مبارك ، ولا يجب أن نغفل أن مبارك يجب أن يحاسب على الدم قبل أن يحاسب على الأموال .. وإعتذار مبارك هذا هو إعتراف صريح من الرجل بالمصائب التى ارتكبها هو وزبانيته فى حق الشعب المصرى وإلا على أي شيء سيعتذر .!


قامت السيدة سوزان بالتنازل عن مبلغ 24 مليون جنيه هي كل ما تملك من حطام الدنيا وتم إخلاء سبيلها.

والأخطر من كل هذا أنه في أول تصريح خرج للنور كان يطالب بالعفو عن مبارك وحده ، وهذا يبين أن هناك نية مبيته للإفراج عن حرمه ، وبعد ذلك تمت إضافة كلمة (عائلته) ، وأصبح العفو عن مبارك وعائلته ليشمل العفو عن مبارك ونجليه ، انطلاقا من أن علاء وجمال لا يمتلكان أي أموال أو عقارات أو شركات غير المعلن عنها والتي يمتلكها مبارك وحرمه، وكأنهما قـُـصّـر يتبعون أبيهم في كل شيء ، ومحاولة لإقناعنا أن جمال وعلاء أقل ذكاء من أبناء الوزراء والمقربين من مبارك ، وتناسى الجميع ما أعلنته القنوات المصرية عن أسهم جمال وعلاء في شركات مصرية ، وفي شركات سياحية ، والمزارع الشاسعة التي يمتلكها علاء وجمال وقد تحدث عنها الدكتور (حسب الله الكفراوي) في برنامج واحد من الناس ، وتناسوا أيضا أنه بعد سقوط مبارك كان الحديث الرسمي في كل مكان في مصر هو عن ثروات مبارك ونجليه والفاسدين من أعوانه ، وفجأة سقطت هذه الكلمات من الذاكرة ، وحل محلها تقرير جهاز الكسب غير المشروع ، وارتفع صوتا واحدا فقط يطالب بالعفو عن مبارك وعائلته ويروج له ، وأن الرئيس المخلوع يحضر لخطاب سوف يلقيه ليعتذر للشعب المصري ، وأسأل هنا : هل من حق أي متهم في فترة حبس احتياطي أن يلقي كلمة للشعب .؟. هذه سخرية واستهزاء بالمصريين أولا وبالقائمين على شئون البلاد ثانيا لأن مبارك بهذه الطريقة يتصرف وكأنه لا زال رئيسا للبلاد.

التعليق::
أولا: ليس من حق أي مسئول مصري أن يتحدث باسم الشعب المصري ويفرض عليه التصالح والعفو عن مبارك أو عن أي فاسد من الفاسدين ، لأن جرائم مبارك وأعوانه لم تبدأ بعد الثورة فقط ، ولكنها بدأت منذ ثلاثة عقود ، حيث كانت هناك منهجية وخطة واضحة لتدمير مصر كدولة وتحطيم الشعب المصري ، وتأخيره عن باقي الشعوب ثقافيا وعلميا وأخلاقيا ودينيا وصحيا ، وكانت هناك خطط واضحة لتدمير الجيش المصري ، وكانت هناك منهجية لسرقة موارد الدولة وتهريبها للخارج ، ونشر الفقر والجهل والمرض والتخلف والسطحية بين معظم المصريين ، وصناعة الفاسدين والمرتشين والمجرمين والبلطجية والخارجين عن القانون وتعلية شأنهم ، والتقليل من قدر وشأن الشرفاء والعلماء والمفكرين ، وصناعة آلاف المناطق العشوائية التي كان يقصد منها فتنة وحرب أهلية من نوع خاص بين الأثرياء والفقراء ، ولا نغفل توفير المخدرات ـ وخصوصا البانجو ـ بصورة مخيفة ومفزعة في عهد مبارك البائد بعلم أجهزته الأمنية.

إذن لا يجوز مطلقا منع محاكمة مبارك .. ومنع المحاكمة هو مصادرة لحق الشعب المصرى .. وقرار كهذا هو قرار سياسى لا قانونى .. ولا يجب أن تتخذه أى جهة بمعزل عن الشعب خصوصا وأن حجم ثروته غير معروف حتى الآن كما هو واضح أعلاه ...

ثانيا: كيف يتم العفو عن مبارك بعد قتل آلاف من المصريين داخل السجون والمعتقلات ، وإشرافه على التعذيب في المعتقلات هو ونجله جمال ، وحبس آلاف المصريين بدون محاكمات ، وانتهاك كرامة المصريين وحقوقهم على يد أصغر مخبر في أمن الدولة ، هذا قبل الثورة ، وأمره بإطلاق الرصاص الحي على الثوار مما تسبب في قتل حوالى ألف مصري شريف برصاص حي ، وإصابة آلاف بعاهات ، وإصداره أوامر للجيش لقتل الثوار ، بعد فشل حبيب العادلي في إنجاز المهمة وتخليص مبارك من خيرة شباب مصر ، ولهذا السبب كان العادلي أول من قُبِضَ عليه وأول من صدر ضده حكما بالحبس ، ومن المتوقع أن يصدر ضده حكما بالإعدام كنوع من التهدئة وامتصاص غضب المصريين نتيجة لفشله في مواجهة المتظاهرين وفض التظاهرة التي سرعان ما تحولت إلى ثورة.

من أجرم يجب أن يحاسب .. ودماء الشهداء لا يجب الإستهانة بها .. ومبارك هو المسئول الأول والأخير عن قضية قتل المتظاهرين باعتباره كان رئيسا البلاد ، ولو لم يحاسب ويحاكم كل مجرم على جريمته فنحن الآن نخطط لمستقبل أكثر إجراما وأكثر فسادا ستعلوا فيه كلمة الفاسدين والمجرمين فوق الجميع ، ولا يمكن أن يسمح الشعب المصري لقلة من المسنين أن يتحكموا في مستقبله ومستقبل أبنائه وأحفاده خصوصا بعد كل هذه التضحيات ونزيف الدماء منذ يوم 25 يناير.

ثالثا: لن يتم العفو عن مبارك الآن.!! ، وهذا من وجهة نظري على الأقل ـ و أرى أن هذه خدعة وخطة ذات أهداف وأبعاد متعددة ، بغرض حصد أي مكاسب لصالح الثورة المضادة ومخاسر للشعب المصري ، وفي هذه الفترة بعد فشل كل المحاولات السابقة في إشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين ، وجدير بالذكر أن مسألة العفو لم يعلن عنها إلا بعد فشل المجرمين والبلطجية والسلفيين وأمن الدولة في إشعال نار الفتنة ودخول البلاد في حالة هدوء نسبي.

العفو عن مبارك يمكن أن يحدث نوعا من الانشقاق في الشارع المصري بين مؤيد ومعارض ، وبهذه الطريقة سيتم شق الصف في الشارع المصري وانتشار حالة من الاحتقان الجديد بين المصريين جميعا ، وهنا سيكون الاحتقان لا علاقة له بالطائفية الدينية ، ولكن سيكون احتقان أقوى وأكبر أثرا في تفريق شمل المصريين وتفتيت وحدتهم وقتل ثورتهم التي لم تنجح إلا بوحدة الهدف والتعاون والعمل لتحقيق هدف واحد منشود للجميع ، والدليل على هذا هو تصريح شباب ائتلاف الثورة بان الرد على مثل هذه القرارات سيكون ردا واحدا فى جميع ميادين مصر دفاعا عن الثورة وعن دماء الشهداء .. قائلين بأن الميادين هى سلاحهم للحفاظ على الثورة وعلى مكتسباتها.
يمكن استغلال العفو عن مبارك كوسيلة لشغل الناس به عن العفو عن أعوانه مثل سرور وعزمي وبقية المحبوسين ، ووضع الشعب في حالة تأهب واستعداد وترقب لسماع أي شيء ماعدا خبر واحد فقط وهو العفو عن مبارك ، وبذلك يتم تأهيل الشعب نفسيا بأن يصم أذنيه عن كل شيء عدا ذلك الخبر ، حتى لو تم الإفراج عن كل من في السجون المصرية من المجرمين ، طالما مبارك لم يحصل على العفو فلا مانع ، وهذه عملية سياسية نفسية كبرى لا نستبعد أن يكون قد فكر فيها مبارك وأعوانه من المجرمين ، وهي إحدى الوسائل أيضا لوقف تحقيق أهداف الثورة واختزال هذه الأهداف في مسألة متابعة العفو عن مبارك فقط.

فى النهاية العفو عن مبارك هو انقلاب على ثورة 25 يناير ولم تم هذا فهو مخطط متعمد لإفشال الثورة وعودة القوى المضادة للظهور على الساحة وعودة بالثورة إلى الخلف.
وأخر الكلام لو تم العفو عن مبارك سيكون هذا انتصار للباطل ضد الحق والظلم ضد العدل والفساد ضد الإصلاح والظلام ضد النور والشر ضد الخير ، وستكون بداية مرحلة أكثر إجراما للفاسدين الذين يترقبون في قلق نتيجة كل محاولة يتعاونون فيها ويخططون لها لقتل الثورة ليتنفسوا الصعداء ، وستكون بداية جدية لكل مصري فاسد أهانته الثورة وأظهرته على حقيقته من الشرطة وأمن الدولة وقيادات الوطني ووزراء مبارك وحاشيته ، وسيبدأ هؤلاء جميعا مرحلة الانتقام من الشعب المصري الذي أذلهم وأذاقهم الخوف والرعب منذ يوم الخامس والعشرين من يناير ، فلابد أن يثبت كل مسئول مصري من المجلس العسكري أو القضاء وجهاز الكسب غير المشروع والنيابة العامة ونيابة أمن الدولة العليا وجميع العاملين بالشرطة وجميع وزراء مصر ، فهؤلاء جميعا مطالبون بأن يثبتوا للمصريين أنهم مع الثورة حقيقة قولا وفعلا ، ولن يتحقق هذا إلا بمحاكمات عادلة وسريعة لمبارك وكل رموز النظام السابق.

أرسل هذه الكلمات الأخيرة للأخوة السلفيين وأقول لهم أين أنتم ولماذا خفت صوتكم هذه الأيام ولماذا لا تعقبون بكلمة واحدة عن مسألة العفو عن مبارك .؟ إذا كنتم مع الثورة كما تدعون.؟
اختفاء السلفية من الصورة هذه الأيام القليلة ، في نفس التوقيت وتزامنا مع سكون الثورة المضادة ليس له إلا تفسير واحد ، أظن قد فهمه معظم المصريين.



الاثنين، 16 مايو 2011

هل الثورة المصرية ضـلّـت الطريق ..؟؟!!

هل الثورة المصرية ضـلّـت الطريق ..؟؟!!

كانت شعارات الثورة المصرية ومطالبها منذ بدايتها (كرامة ـ حرية ـ عدالة اجتماعية) ، وبالتعامل الأمني الغاشم الذي أوقع النظام الفاسد في شر أعماله تطورت المطالب وارتفع سقفها وتبلورت في مطلب واحد هو (الشعب يريد إسقاط النظام) ، وكلما تمادى النظام في إجرامه و في استعمال القوة بكل انواعها وبكل صورها ، كان الرد السلمي من الثوار بارتفاع سقف المطالب ، إلى أن طالب الثوار بعد أن أسقطوا مبارك وخلعوه من سدة الحكم بأن يحاكم مبارك وكل اعوانه على جرائمهم التي ارتكبوها ضد الشعب المصري الأعزل أثناء الثورة ، وكذلك محاكمة مبارك وكل رموز نظامه الفاسد على كل جرائمهم التي أفسدوا بها كل شيء في مصر منذ ثلاثة عقود مضت ، والمطالبة بكتابة دستور جديد للبلاد بعد الثورة يكفل للمصريين جميعا حياة تليق بهم وبثورتهم العظيمة ، وبناء مجتمع متمدن متحضر حر يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات ، اتفق الثوار بكل ألوان طيفهم على هذه المطالب في جُـمعات متتالية يقررون ويحددون ويرسمون في كل جمعة طريقا يسيرون عليه حتى يتقابلوا في التحرير يحتفلون بتحقيق إحدى المطالب ، أو للإصرار على تنفذي مطلب لم يتحقق بعد ، كانت هذه ملامح الثورة المصرية بكل اختصار وبكل وضوح لمن شارك فيها ولمن لم يشارك فيها.

وبعد أن نجحت الثورة في حل جهاز أمن الدولة وتغيير اسمه ، خرج علينا السلفيون من كل حدب وصوب يعبرون عن أنفسهم ويحاولون سرقة ثورة شباب مصر وشعبها ، كما يحاولون قدر المستطاع قتلها في مهدها ، وهذا ليس افتراء عليهم ، ولكن من يتابع الأحداث بدقة ووعي يعلم جيدا أنه منذ يوم الجمعة الذي استقال فيه أحمد شفيق ، تزامنا مع الهجوم على مقرات أمن الدولة وهروب العاملين فيها وفرم وحرق جميع المستندات ، بدأ السلفيون يظهرون بوضوح في الشارع ، وبدأت مرحلة جديدة ومختلفة تماما وغريبة على الثورة ، حيث تم جر الثوار المصريين إلى اتجاه بعيد كل البعد عن المطالب الحقيقية لثورتهم السلمية ، وخير دليل ما حدث من محاولات كثيرة ومتعددة لإشعال نار الفتنة في البلاد باشتراك اتجاهات وجهات متعددة أهمها السلفية وبقايا الوطني والنظام السابق وأمن الدولة والبلطجية.

وسميت بالثورة المضادة التي تحاول طمس ومحو المطالب الحقيقية للثورة ، وخصوصا المطلب الأخير الذي طالب فيه الثوار محاكمة مبارك وكل رموز نظامه الفاسد ، وكان التركيز على خلق فتنة طائفية بين الشعب المصري ، ونشر الخوف والرعب والهلع والفزع بين معظم المصريين ، وبطريقة أو بأخرى استطاع المصريون تخطي هذه العقبات والمحاولات حتى وقتنا ، وبعد فشل من يديرون مشروع إشعال الفتنة الطائفية كان الجديد لديهم توجيه السلفيين لاختراع مطالب جديدة لا علاقة لها بالثورة أصلا ، والحمد لله فطن إليها المصريون وفشلت في إشعال الفتنة في البلاد ، ومنها على سبيل المثال:
ــ المطالبة بالحرية لأختنا كاميليا ..!! وبكل أسف فشلت تلك المحاولة وانفضح أمر كل من ادعى أن كاميليا أسلمت ، حتى الشيخ أبو يحيي بطل هذه القصة الذي يؤمن بأنه لا يجوز لمسلم أن يسير مع أنثى بدون مِحـْرِم ، اعترف بنفسه أنه تم القبض عليه مع كاميليا وهما يسيران على كوبرى قصر النيل.
ــ المطالبة بالحرية لأختنا عبير ..!! وبكل أسف أيضا فشلت ، رغم كل الجرائم التي تبعت تلك القصة الهابطة من حرق لكنيسة وقتل للأبرياء وترويع للآمنين وتعطيل الثورة عن تحقيق مطالبها ، وكذلك تعطيل سير الحياة نحو البناء.

ــ وأخرها ومن جهة أخرى ، قد قامت مجموعات مجهولة بإطلاق الرصاص العشوائي وقنابل المولوتوف الحارقة على المعتصمين الأقباط أمام مسبيرو ، وكان هذا بعد قرار النائب العام بحبس قرينة الرئيس المخلوع مبارك ، وهو جزء لا يتجزأ من الثورة المضادة ، الذي اعتدنا منهم برد فعل أكثر إجراما من هذا بعد كل قرار من قرارات النائب العام بحبس شخصية كبيرة من النظام السابق ، ولكن كل هذا له بنفس الضرر على البلاد ، فهو لا يختلف عن الدور الذي يقوم به السلفيون ، وهو زعزعة الاستقرار ونشر الخوف والفزع وإشعال الفتنة في البلاد.

وانتظروا رد فعل أكثر إجراما لو أصدر النائب العام أمرا بالقبض على أحد وزراء مبارك الأحرار.!!
وهذه الأفعال رغم خطورتها على الثورة واعتبارها معوقا خطيرا أمام تحقيق مطالبها وأهدافها ، إلا أنني أظن أن المصريين كل يوم يزداد وعيهم وإدراكهم وفهمهم للأمور ويحسنون التعامل مع تلك الأحداث المؤدية للفتنة الطائفية المزعومة ، وهم على مقربة من أن يعلموا ويوقنوا أن الاحتقان الطائفي سببه الرئيسي هو فكر السلفية الوهابية كمنهج ، وجهاز أمن الدولة الذي يدبر ويعطي الضوء الأخضر للسلفيين ليعيثوا في الأرض فسادا ويفعلون ما يؤمرون ، والبلطجية الخارجين عن القانون ، والنتيجة لا تخفى على أحد ، ولكن كل هذه الأمور تحدث على أرض مصر بين أبنائها وهناك إمكانية ـ وإن كانت صعبة ـ للسيطرة عليها واحتوائها وعودة الحياة لوضعها الطبيعي ، وقتل الفتنة في مهدها كما حدث في ميدان التحرير في آخر جمعة وهي جمعة الوحدة الوطنية.

لكن الأخطر من هذا ما يدعو له اخواننا السلف وكل من على شاكلتهم وكل من تأثر بهم ، وهو الزحف ، إلى فلسطين ، وسرقة الثورة علنا وإفراغها من مضمونها الحقيقي ، تغيير مطالبها الحقيقية التي لم تتحقق بعد ، وذلك باختراع ما يسمى (بجمعة الزحف) وهؤلاء الناس لا يعلمون خطورة ما يقولون وما يفعلون ، ويريدون جر مصر وشعبها لمهلكة حقيقية لا محالة ، ولو كانوا يحبون مصر ويخافون عليها ما فكر أحدهم في الخروج عن النص فيما اتفق عليه الثوار ، والمطالبة أولا بتحقيق مطالب الثورة التي لم تتحقق حتى الآن.

وسؤالي لهم جميعا: هل كانت ضمن مطالب الثورة الاتفاق على الزحف لفلسطين.؟

إذا كنتم تحبون فلسطين ومن فيها ، جاهدوا في بناء دولة مصرية قوية في العلم والمعرفة والتكنولوجيا والاقتصاد ، دولة يتحقق فيها العدل والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدل ، ساعدوا في بناء دولة قوية ، حاولوا أن تعيدوا لمصر وضعها الذي كان ، وبهذه الطريقة وبقوة مصر وبناء دولة لها مكانتها في المنطقة العربية يمكن أن نعيد لفلسطين وللعرب جميعا مكانتهم ووضعهم الذي يرتضونه ، لكن بالزحف لفلسطين اليوم في ظل دولة تآكلت وتهالكت وأنهكت من أفعالكم الغير مسئولة ، وأفكاركم الهدامة ستكون العواقب وخيمة علينا جميعا ، وسيكون هذا الزحف سببا في تخريب وتدمير ما تبقى من مصر ، وقتل ملايين من المصريين ، وذلك بعد دخولنا في حرب لسنا في حاجة إليها الآن ، وليس معنى هذا أننا نتخلى عن اخواننا في فلسطين ، ولكن العقل يقول لابد أن ننتهي من بناء دولتنا أولا ، حتى نكون على استعداد لمساعدة الغير ، ولأننا لم ننتهى بعد من تحقيق مطالب وأهداف ثورتنا ، ولم ننجح حتى الآن في بناء أول لبنة في دولة مصرية حقيقية يتمتع فيه المصريون جميعا بكافة الحقوق الإنسانية ، ولم نبدأ حتى الآن عملية بناء هذا الوطن ، فإذا كان هؤلاء يحبون مصر حقا فيجب عليهم تسخير جهودهم وبذل هذا العرق في سبيل هذا الوطن ، ولا يسيرون خلف شعارات كاذبة مضللة لا يعلم معظمهم من وراءها ومن المستفيد الحقيقي منها ، لأنها خطة لجر مصر لمهلكة وكتابة صفحات بدماء المصريين.

احذروا يا ثوار مصر من أن تسرق ثورتكم أو تضل الطريق ، لأن هناك خطة خارجية سعودية إسرائيلية تعمل مع الثورة المضادة ، وذلك لوقف نجاحات الثورة من ناحية ولجر مصر لميدان غير ميدان التحرير ، هناك مشروع لجمعة جديدة بعد جمعة الزحف سيكون اسمها جمعة الافراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن ، وستتوالى الجُـمع تباعا لإعادة توجيه الثورة وسرقتها وإفراغها من مضمونها ، لتتحول لثورة تسيطر عليها التيارات الدينية بكل الوان طيفها ، ويقومون هم بتحديد مسميات أي مطالب في كل مليونيه في أي جمعة قادمة لتخدم كل من يريد قتل الثورة.

وبشاير هذا بدأت تطفو على السطح ، رغم أن السلفيين كانوا يحرمون الخروج على الحاكم المسلم مهما فعل ، وكانوا يحرمون العمل السياسي ، وأفتى أحدهم أن البرادعي يجب قتله لأنه أحدث الفتنة في البلاد ، اليوم الشيخ حسان أعلنها صراحة سوف يرشح نفسه في الانتخابات البرلمانية القادمة ، وتيمنا بهذه الخطوة ، أنشأ محبوه صفحة خاصة على الفيس بوك يدعون الشيخ حسان بأن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية.

ولذلك أحذر وأقول أن الثورة المصرية فعلا ضـلّت الطريق ، ولو لم يفطن المصريون لذلك سنفاجأ أن التيارات الدينية سرقت كل شيء ونسبته لنفسها ، وسيتحول الثوار لفعل ماض.

من الذي نشر الفكر المتشدد والمتطرف في مصر.؟

من الذي نشر الفكر المتشدد والمتطرف في مصر.؟

بعد ثورة 25 يناير سقطت أقنعة كثيرة من على وجوه أكثر ، حيث ظهرت حقيقة العديد من الشخصيات في جميع المواقع و التخصصات ، كانت بعضها تتخفى وتكذب وتخدع في المصريين منذ عقود لصالح مبارك ونظامه الفاسد بقصد وبدون قصد ، والبعض الآخر كان ولا يزال يقوم بنفس الأفعال بحثا عن مصالحه وطموحاته الشخصية.

وبمرور الوقت تنكشف الحقائق وتظهر المعادن الحقيقية لمزيد من الكاذبين والمضللين والباحثين عن المصالح والمكاسب الشخصية ، مهما كان ثمنها ، حتى لو كان هذا الثمن هو إحراق مصر وأهلها.

لن أبريء فلول النظام السابق وبقايا الحزب الوطني وجهاز أمن الدولة ـ الذي تغير اسمه فقط ـ مما يحدث الآن على أرض مصر بين أبناء شعبها ، لأن كل هؤلاء مجرمون فاسدون حاقدون على الثورة ، ويريدون بكل السبل قتل الثورة حتى لو أدى ذلك لحرق مصر ومن فيها.

ولن أعفى وزارة الداخلية من المسؤولية ، لأن غياب الدولة قد ساعد البلطجية والسلفيين في تنفيذ مخططات أمن الدولة بكل دقة وبكل أريحية ودون مشاكل ، وهذا التخاذل الأمني من رجال الشرطة هو أمر محـيـّـر يجعلنا نشك أن هناك تواطؤ بين بعض أو معظم قيادات الداخلية وأمن الدولة ، ولو كان هذا صحيحا ، واستمر فأبشروا ، فهذا كفيل بأن تقوم حرب أهلية برعاية أمن الدولة وسواعد البلطجية والسلفية ، وغياب وزارة الداخلية.

على الرغم أن ما يفعله أمن الدولة والبلطجية ، في ظل غياب وزارة الداخلية هو خيانة وجريمة في حق مصر والمصريين إلا أنهم لا يرفعون راية الدين وهم يتسببون في إحراق مصر وأهلها.

لكن الجريمة الكبرى أن تتستر في الدين تيارات أو جماعات أو تنظيمات لشحن آلاف من الشباب والبسطاء من الناس لتخريب هذا الوطن وحرقه إرضاء لجهاز مجرم مثل جهاز أمن الدولة أو بحثا عن مصالح شخصية وأجندات وهابية ، وهذا ما يقوم به السلفيون على أكمل وجه ، منذ أن نجحت الثورة في إزاحة مبارك وخلعه هو ونظامه الفاسد من سدة الحكم في البلاد.

لن أذكر وأكرر ما فعله السلفيون تنفيذا لمخططات أمن الدولة ، بدءاً من حريق وهدم كنيسة أطفيح ، وانتهاء بما حدث في امبابة ، وما تبع الحادث الأخير من نموذج مصغر جدا وبريء جدا لحرب أهلية يمكن أن تدور رحاها بين مسلمين ومسيحيين مثلما حدث في أماكن متفرقة من العاصمة المصرية في مواجهات استخدم فيها المتحاربون الأسلحة النارية.

لن أذكر ما قاله أحد دعاة السلفية حين قال نجحنا في غزوة الصناديق واللي مش عاجبه يمشي.

لن أذكر ما قاله أحد دعاة السلفية حين قال من حقك أن تسب وتشتم من يخالفك في الرأي.

لن أكرر ما شاهدته من فيديوهات لجميع نجوم السلفية على الفضائيات في تكفير الناس المخالفين لهم في أي فتوى أو أي رأي.

لن أذكر ما قاله دعاة السلفية بالإجماع في حالة من الكذب والتزوير والخداع حين تحدثوا عن معنى الدولة المدنية ، والليبرالية ، والعلمانية ، وعن خطورة التصويت بــ لا ـ علي الإسلام ، وأعتقد أن ما حدث في مصر أثناء التصويت على التعديلات الدستورية كان له أعظم الأثر في نشر حالة الانقسام الغير مسبوق بين المصريين بعد حالة المواطنة والحب والإخاء التي حدثت بصورة غير مسبوقة أيضا ، بالإضافة أن ما حدث يوم التعديلات الدستورية من هدوء ومقارنته بما يحدث الآن يعطينا مؤشرا هاماً جدا وخطيرا على التعاون الواضح بين كل من استغل الدين وحاول حشد المصريين وإقناعهم للتصويت بنعم وبين أمن الدولة ، لأننا لم نرى أي بلطجي في أنحاء مصر يوم التصويت على التعديلات ، كما كان هناك نشاط غير عادي للأخوان والجماعة وأنصار السنة والسلفيين يصاحبه حالة تفاهم وانسجام غير عادية مع أنصار الحزب الوطني سابقاً.

وأعود لما ذكرته في العنوان وأقول : من الذي نشر الفكر الإرهابي المتشدد المتطرف في مصر.؟ ، ومن الذي قام بغسل عقول ملايين الشباب المصريين وهم في سن الطفولة والمراهقة منذ عقود مضت.؟.

إن ما دفعني لهذا السؤال : ما قرأته وسمعته أكثر من مرة لقيادات الأخوان ودعاة السلفية الذين أخذتهم الجلالة وتناسوا تاريخهم الملطخ بالدماء والتكفير والتطرف ونشر التشدد بين الأطفال وأكرر بين الأطفال لأنهم يبدأون مع الشباب المصري في سن الطفولة ، وهو سن عدم الوعي ـ (والمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية و كذلك جميع المعاهد الأزهرية خير شاهد على كلامي) ـ ، ورغم ذلك يتحدثون عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في اختيار ما يشاء ، فهل الأطفال يملكون القدرة العقلية والثقافية على الاختيار ، أعتقد أن هذه سقطة كبيرة جدا لهم ، ونتيجة لكل هذا ما نحن فيه الآن وما يحدث على أرض مصر اليوم.

ورغم كل ما فعلوه من تخريب لعقول الشباب المصري ، نسمعهم اليوم يدافعون عن حرية العقيدة وحرية ممارسة شعائر الدين ، حق المواطن في الاعتقاد فيما يشاء ، والمساواة بين المواطنين وعدم التفريق بينهم من حيث الدين أو المعتقد ، وهذا الكلام في ظاهره كلام أكثر من رائع ، وحق لكل مواطن مصري ندعو له وننشده ، لكن لم يجيب أحد على سؤالي : إذا كان قيادات ودعاة الأخوان والسلفية يقولون هذا الكلام ، فمن أين جاء التطرف والعنف والتشدد والغلو ، وكيف انتشرت ثقافة الكراهية ضد الآخر المخالف في الرأي أو الدين والعقيدة ، ومن أين جاء ملايين الشباب السلفي الذي شارك في اعتصامات قنا وأمام مسجد النور واختطاف المسجد ثلاثة مرات متتالية من إمامه ، والعديد من التجمعات أمام الكنائس للمطالبة بحرية س أو ص من النساء ، حتى كادوا يغرقوا البلاد في دماء الفتنة الطائفية.

المشكلة أن هناك هوة كبيرة جدا بين القادة والدعاة في جميع التيارات الدينية من جهة ، وبين التابعين لهؤلاء القادة والدعاة في الجهة الأخرى ، بمعنى أوضح أن الأعداد الغفيرة أو الرعية التي تنتمي لفكر معين أو جماعة بعينها مثل الأخوان أو السلفية على أتم استعداد لتنفيذ أي فتوى أو أمر أو دعوى من هؤلاء القادة والدعاة دون نقاش أو حوار أو اعتراض ، بينما يعيش القادة والدعاة في حالة اتصال بالحياة السياسية ، يقولون ما يتناسب مع الحالة السياسية للبلاد ، وما يخدم مصالحهم العليا ، في حالة شد وجذب مع النظام الحاكم قد تصل لدرجة عقد الصفقات ضد السواد الأعظم من الشعب ، وضد الرعية من التابعين الذين يجلسون في الصفوف الخلفية ينفذون ما يقال لهم من القادة والدعاة دون نقاش أو اعتراض أو تفكير.

وغياب الأزهر عن القيام بدورة المنوط به سمح لهذه التيارات وهذه الجماعات أن تسيطر على كثير من المصريين وغسل عقولهم ونشر ثقافة الاحتقان و التطرف والإرهاب والكره والغلو والتشدد في التعامل مع المخالف في الرأي ، وهذه الخطيئة التي وقع فيها الأزهر منذ عقود نظرا لعدم قدرته على خلق خطاب ديني يواجه زحف الفكر الوهابي داخل كل بيت في مصر يحتم على الأزهر أن يكون أول من يفكر في حل لمواجهة هذا الفكر الدخيل على الهوية المصرية ، اليوم بدأ الأزهر يفكر في حل لمواجهة التطرف والإرهاب والتشدد ، وبكل أسف وأسى وضع يده في يد من كانوا سببا رئيسيا في نشر التطرف في البلاد ، ومن وجهة نظري لا يمكن على الإطلاق أن نصدق دعاة التطرف والتشدد حينما يتحدثون عن الحرية والديمقراطية والعدل وحقوق الإنسان ، لأن التغيير الذي حدث هو تغيير ظاهري كلامي شفهي فقط ، ولكن المنهج الذي يؤمنون به مازال يحظى بتقديس تام ، ولن يسمحوا لأي إنسان أن يناقش هذا المنهج أو الاعتراض عليه، وعلى سبيل المثال أقول:

ما رأي مرشد الأخوان والسلفية في هذه الأحاديث (من بدل دينه فاقتلوه) ، ( لا يحل دم امرئ ........ التارك لدينه المفارق للجماعة ) ، ( من حق الحاكم قتل ثلث الرعية لإصلاح حال الثلثين) ،(لا تبنى كنيسة في الإسلام) وهما قد اتفقا مع شيخ الأزهر على محاربة التشدد والتطرف ، فما رأيكم في هذه الأحاديث وهي موجودة في صحيح البخاري أصدق كتاب بعد القرآن عندكم ، المشكلة ليست مشكلة كلام أو أشخاص ، المشكلة في المنهج الذي يسير عليه القطيع ويؤمن به ويقدسه.

وأقول: هل تعاون الأزهر مع الإخوان والسلفيين سيؤدي لمواجهة التطرف والتشدد والإرهاب في المجتمع.؟ ، لا أعتقد..!! لأن الإصلاح والتغيير يجب أن يكون بالاعتراف بالأخطاء الشخصية أولا ، والأخطاء في المنهج ثانيا ، وهذا لم يحدث حتى الآن ، وكل ما حدث هو تغيير لفظي في الخطب والكلام فقط.

وأعتقد أن أي إرهابي أو متطرف حين يتوب ، فمن غير المقبول أن يتحول في عشية أو ضحاها لمصلح اجتماعي وداعية من دعاة حقوق الإنسان والعدل والحرية والديمقراطية ، ولكن تكفي توبته بأن يقلع عن إرهابه ويعترف بخطئه وذنبه ، ويتفرغ لتصحيح وإصلاح نفسه فقط ، ولا علاقة له بإصلاح المجتمع لأنه يحتاج لسنوات لإصلاح فكره وعقله الخرب.

وهنا يحضرني نموذج حي : بعض الفنانين والفنانات في مصر بعد ذبول زهرة الشباب فيهم ، وانطفاء شعاع النجومية ، وقلة الطلب عليهم في الأعمال الفنية ، يتحولون لطريق الإلتزام ،وهذا جميل وعلمه عند الله ، لكن لا يصح أن يتحولوا لدعاة وأئمة يخطبون لهداية الناس ، وهم يريدون فقط الحفاظ على نجوميتهم وحضورهم ، والظهور الذي تعودوا عليه ، وكان يجب عليهم التفرغ لإصلاح أنفسهم فقط.

كلمتي الأخيرة :

إن كل ما يحدث من صخب وفتن وصراعات وإشاعات يضر بالثورة ويضر بمصر ، وشعبها الذي فجر تلك الثورة ، ويشغل الثوار عن الأهم ، وهو التفكير في المستقبل و العمل بجد وعقل ووعي كامل ، والتفكير في إجابات لأسئلة كثيرة جدا تطرح نفسها في الأيام والشهور القليلة القادمة ويجب أن نهتم بها إذا كنا نحب مصر ونخاف عليها وعلى أنفسنا:

لماذا ننشغل عن المحاكمات العادلة والسريعة للمجرمين.؟

لماذا لا يتم نقل مبارك لسجن طره ، ولماذا لم يرد أحد من المجلس العسكري على تقرير رئيس مصلحة الطب الشرعي الجديد ، وعلى تصريح مبارك الأخير الذي قال فيه أنه لن يستطيع أحد نقله من شرم الشيخ.؟

لماذا لا نفكر في الدستور الجديد الذي سيحكمنا به رئيس الدولة القام.؟

لماذا لا نطالب بحرمان واستبعاد جميع أعضاء الحزب الوطني وقياداته من أكبر قيادة إلى أقل قيادة من ممارسة العمل السياسي لمدة خمس سنوات قادمة حتى لا نفاجئ بهم جميعا يجلسون على صدورنا مرة أخرى بعد شهور قليلة.؟

لماذا لا يتم محاكمة ضباط أمن الدولة المتورطين في جرائم تعذيب في عهد مبارك .؟ ، والذين يديرون كل ما يحدث على أرض مصر حتى الآن.؟

لماذا لا يتم التحقيق مع جميع قيادات الداخلية بسبب غيابهم عن العمل حتى الآن.؟

لماذا لا يتم محاكمة كل من تسبب في الفتن بين المسلمين والأقباط من المسلمين والأقباط ، وكل من تسبب في حرق الكنائس.؟

لماذا لا نفكر في الأزمة الاقتصادية التي ستحل علينا عما قريب.؟

لماذا لا نفكر في المستقبل وأن إدارة الانتخابات القادمة ستكون بالبلطجية كما حدث في 2005 ، و2010، وأن ذلك سيخدم بقايا الوطني ، والجماعات وسيقتل الثورة ويضيع دماء الشهداء.؟

إن كل ما يحدث في مصر يضر الثورة ويقتلها ، ويخدم أعداءها وأعداء هذا الوطن ، وعلى كل مواطن مصري مهما كان دينه أو معتقده أو فكره أو مذهبه أن يثبت لمصر وشعبها أنه مع الثورة ، وهذا ليس بالكلام ، وإنما بالفعل والعمل على أرض الواقع ، ونشر الحب والتسامح والإخاء بين المصريين جميعا.

نجحت الثورة فيما نجحت فيه بسبب الإخلاص والحب والتعاون وإنكار الذات والإيمان بقضية وهدف واحد مشترك ، وهذا ما يلعب عليه أعداء الثورة لطمسه ومحوه من العقول والوجدان.


الفتنة الطائفية .. بين عالم يسبق عصره وعلماء يعانون طفولة فكرية..!!

الفتنة الطائفية .. بين عالم يسبق عصره وعلماء يعانون طفولة فكرية..!!

منذ ثلاثة عقود أو أكثر ، الدكتور أحمد صبحي منصور ـ يعاني حالة من الاضطهاد ، هو وجميع أفراد أسرته ، بسبب دعوته لإصلاح المسلمين من خلال القرآن الكريم وحده ، ودون الرجوع لتفسيرات س أو ص من السابقين الذين كانت تفسيراتهم واجتهاداتهم مناسبة لعصرهم ، ولا يمكن على الإطلاق أن تناسب عصرنا الراهن بكل ما فيه من تطورات واختلÇتلافات ، والأهم من هذا تناقض معظم هذه الاجتهادات والتفسيرات مع حقائق القرآن العظيم ، فكان الاضطهاد والظلم والتهم الظالمة هي الرد الوحيد على مشروعه الفكري الإصلاحي التنويري منذ أكثر من ربع قرن.

وعلى الرغم من استمرار حالة الاضطهاد للرجل وأسرته بسبب جريمة التفكير ، يفاجئنا كل حين أحد علماء الإسلام بأنه أخيراً قد اقتنع بفكرة ما ضمن مئات الأفكار والاجتهادات التي عاش بسببها ـ أحمد صبحى منصور ـ متهما بالردة وبالتآمر على الإسلام ، ولكن هؤلاء العلماء كما أشرت في العنوان يعيشون حالة من الطفولة الفكرية مقارنة بعقلية وفكر الدكتور منصور ، وهذا ليس مجاملة لأحد أو تجريحا في أحد ، فهؤلاء العلماء الذين يظنون في أنفسهم أنهم حماة الإسلام ويدّعون أن المولى عز وجل قد فوضهم دون غيره للدفاع عن دينه والتحدث باسمه بين الناس ، هم أنفسهم الذين يتخبطون اليوم في تعاملهم مع الفتنة الطائفية ، ولن يتجرأ واحد منهم مهما كان منصبه أو اسمه أن ينسب ما يحدث على أرض مصر لفاعله الحقيقي ، ولم يستطع أحدهم أن ينسب الفكر الوهابي ـ الذي تمثله جميع التيارات الدينية في مصر ـ لجذوره الأصلية السعودية ، ولكن معظمهم ينددون ويشجبون ويرفضون ، حتى الإخوان والسلفيين اليوم وبعد ما حدث في امبابة يرفضون ما حدث ويقفون ضد الفتنة الطائفية التي عاشوا عقودا طويلة يجيشون آلاف الشباب بغسل عقولهم وتحويلهم لقنبلة تم نزع فتيلها اليوم ، لكنها لم تنفجر بعد ، والنتيجة لو انفجرت هذه القنبلة ، دخول مصر في نفق الفتنة الطائفية ثم الحرب الأهلية ، لو دخلنا هذا النفق المظلم لن نخرج منه قبل قرن من الزمان.

وبينما يعيش هؤلاء في حالة الطفولة الفكرية سالفة الذكر تفضل علينا الدكتور منصور بمقال مصغر يحذر فيه من مغبة الفتنة الطائفية ، ولكن كان هذا سابقا للعصر وقراءة للمستقبل ، لأنه فعلا يبحث عن الحق ويريد الإصلاح ، ولا يخاف ولا يخشى من أحد ، ولا يجامل أحد فيما يقول ، كتب الرجل مقالا

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=90

بتاريخ 6/8/2006م كان عنوانه (نداء الى كل مصرى يريد أن يتمسلم أو يتنصر : افعلها سرا.)

اقتباس((فى هذا الجو الخانق الملتهب تنمحى تماما حرية الاعتقاد فيصبح المسلم الذى يريد التنصر خائنا لقومه المسلمين ، ويصبح المسيحى الذى يريد دخول الاسلام خائنا لقومه المسيحيين . ويتحول اعتناق الاسلام او المسيحية من حرية شخصية الى جريمة سياسية واجتماعية وطائفية، وتتفاقم المشكلة اذا كان الذى يتحول الى الدين الآخر فتاة أو امرأة. هنا يرتبط الدين بالشرف وبالكرامة الشخصية والطائفية. وتتحول تلك المفاهيم العليا (الدين ـ الشرف ـ الكرامة) الى خدمة التعصب ، بل تحول التعصب الى سفك دماء يبدأ فرديا ثم يصبح جماعيا.
هل نريد لمصر أن تتحول الى لبنان السبعينيات او الى عراق اليوم..
لذا أقولها لكل مصرى يريد أن يتنصر أو يتمسلم : أرجوك افعلها سرا....لا تضع المزيد من الزيت فوق الفحم المتأجج..
فى البداية نحن نحترم حقك فى التحول الى أى دين تشاء ، ولكن الاعلان على تحولك الدينى ولجوئك الى السلطات الدينية هنا أو هناك يجعل قضيتك الشخصية شأنا عاما وسياسة تسهم فى تأجيج الخصومة بين المعسكرين المتعاديين. وستدفع الثمن وسيدفعه معك أبرياء من أسرتك ومن غير أسرتك. وفى كل الأحوال ستجد نفسك رهينة بين الأزهر و أمن الدولة والاخوان والمنظمات الارهابية والكنيسة ، كلهم يتخاطفونك ويتحاربون فوق جثتك أو ما تبقى منك. وفى النهاية تصبح عود ثقاب يشعل حريقا فى مصر. لا أظن انك تريد حريقا لمصر!!))انتهى

كان يحذر فيه المجتمع المصري مما يحدث على الأرض الآن ، كما نبه إلى أمر هام وخطير ، وهو ان أي مصري يريد تغيير دينه فلا داعي أن يعلن هذا في وسائل الإعلام ويذهب إلى الأزهر أو المحكمة ليشهر إسلامه لأن هذا يجعل من هؤلاء الناس أوصياء على الدين وعلى الناس في دينهم ومعقتدهم ، ويعطيهم درجات ليست من حقهم ، هذا بالإضافة لخلق نوع من الاحتقان تجاه من تنصر أو أسلم ودور ذلك في تأجيج الفتنة وخلق جو من الشحناء بين المسلمين والأقباط ، قد يصل للتراشق بالألفاظ ، ثم الاشتباك بالأيدي ، ثم يتحول الأمر لحرب أهلية تستخدم فيها الأسلحة النارية ، والسبب هو في قضية بسيطة جدا كفلها المولى عز وجل لجميع البشر وهي حرية العقيدة ، وأنه ليس من حق أي مخلوق بشرى مهما كان حجمه أو وزنه أو اسمه أو منصبه أن يسألني ما دينك وما اعتقادك وما درجة إيمانك ، وهل أنت مسلم أو قبطي ، فهذه الأمور مرجعها للمولى عز وجل يحكم بيننا جميعا يوم القيامة ، ولم يفوض المولى عز وجل أحدا من البشر لمحاسبة الناس في الدنيا ، حتى لو كان نبياً مرسلاً.

ومع الأسف الشديد لم يفطن معظم المسلمين لما يقوله الرجل منذ سنوات ، وكانوا يتسابقون في اتهامه بالردة والعمالة والتآمر على الإسلام ، ولا يفهمون ما يقول ، ولا يدركون خطورة المستقبل الذي ينتظر البلاد ، والنتيجة ما تعاينه مصر الآن.

وعندما فكر الأزهر في محاربة التشدد والتطرف والعنف ، تعاون مع الإخوان الذين جاء فكرهم دخيلا وضيفا ثقيلا على الثقافة المصرية والهوية المصرية المتسامحة ، ولا ينكر أحد أن جميع التيارات الدينية في مصر قد ولدت من رحم الإخوان ، حتى لو ادعوا جميعا أنهم يكرهون الإخوان ، فكيف يحارب الإخوان التعصب والتشدد ، وهم أهلا له ، وهم من جاءوا به من شبه الجزيرة العربية من بلاد آل سعود.؟.

إذن هناك طفولة فكرية لا تزال تسيطر على عقول هؤلاء الناس ، وكلما تأخر هؤلاء في إدراك الحقائق وما يجب أن يكون ، كلما وقعت مصر في ظلمات الفتن ، التي لن تنتهي حتى يستيقظ هؤلاء من سباتهم ويعلمون للإصلاح الحقيقي طريقاً.

السعودية ومحاربة الثورة المصرية عن طريق السلفية

السعودية ومحاربة الثورة المصرية عن طريق السلفية

تم نشر هذا المقال بتاريخ 4/5/2011 على الرابط

http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=8090

بداية لا يمكن إنكار أن استمرار الثورة المصرية ونجاحها في تحقيق أهم مطالبها من محاكمات عادلة وسريعة للفاسدين حتى لو كان ضمنهم رئيس الدولة ونجليه وزوجته ووزرائه وحكومته ، وكل الشخصيات التي كانت تمثل واجهة سياسية واقتصادية فاسدة للدولة المصرية في الماضي ، لا شك أن هذه النجاحات وتحقيق تلك المحاكمات سيكون له أعظم الأثر في استمرار الثورات في البلاد العربية حتى تحقيق نفس النجاحات ، وسيكون جرس إنذار ومصدر إلهام وثقة في التغيير للشعوب في بقية الدول العربية التي تعاني من فساد سياسي وفساد مالي وتفاوت طبقي وظلم اجتماعي بين فئات المجتمع ، وسيكون نجاح الثورة المصرية واكتمالها بإصلاح مصر وتحولها لدولة مدنية ليبرالية ديمقراطية تقيم العدل والمساواة وتراعي حقوق الإنسان في التعامل مع جميع المواطنين ، ولا تفرق بينهم ، وتحميهم وتعطى الحق لكل مواطن في ممارسة حقه السياسي والإعلان عن أفكاره وآراءه ودينه ومعتقده ، وتوفر الدولة حماية لجميع المواطنين دون تفريق بينهم ، أعتقد أن قيام دولة حقيقية في مصر سيكون درسا لجميع البلاد العربية في الحفاظ على الثورات وفي إنجاح الثورات ، وفي إصلاح الفساد ومقاومة الفاسدين ، وأنا هنا لا أنكر وجود وتأثير الثورة التونسية التي أعطت الشعب المصري نقطة الإنطلاق ، وكانت سببا هاماً ضمن أسباب كثيرة أدت إلى قيام الثورة المصرية.

ويعتبر نجاح الثورة المصرية خطرا يهدد جميع الحكام في المنطقة العربية ، وعلى رأسها الدولة السعودية ، في الماضي وقبل الثورة كانت السعودية تنفق ببذخ ولا تزال على دعاتها الوهابيون ، كما تدفع أموالا طائلة لنظام مبارك لاضطهاد كل المصلحين ودعاة التنوير ، وعلى رأسهم القرآنيين ، لأنهم يفضحون حقيقة الوهابية ومنهجها في طمس الهوية المصرية وتحويل مصر لإمارة سعودية تساهم في الدفاع عن الفكر الوهابي وتقف سدا مانعا ضد كل من تسول له نفسه إيقاظ الشعوب من نومها ودعوتها للتفكير في مستقبلها ووضعها أمام حقيقة هامة هي أن الفكر الوهابي هو وسيلة سياسية لإلهاء الشعوب عن التفكير في أوالبحث عن ـ أموال البترول منذ أربعة أو خمسة عقود مضت ، وكذلك كان نفس الفكر سببا في صناعة بن لادن الذي استخدمته أمريكا في حربها ضد الاتحاد السوفيتي ، وبعدما شرب المقلب ، وفهم أنه كان يجاهد في سبيل أمريكا ، انقلب على أمريكا وأصبحت العدو اللدود له ، وهذا الموضوع شرحه يطول.

فهي حرب سياسية لا علاقة لها بالدين ، والدين فيها مجنى عليه ، وجعلوه وسيلة رخيصة لخداع الناس وتحويلهم لجند وعتاد ضد الإصلاح وضد محاربة ومقاومة الفساد ، وتعبئتهم هم وأزواجهم وبناتهم وشبابهم في معسكر يرى نفسه معسكر الإسلام ، وينظر للآخر مهما كان لونه ودينه ومعتقده وفكره أنه في معسكر الكفر.

والمتابع لتصريحات السلفيين والجماعة ، والأخوان يجد أنهم بين الفينة والأخرى يتناقضون مع أنفسهم ، وهذا التناقض موثق ومحفوظ بالصوت والصورة على جميع منتديات ومواقع الإنترنت.

منذ قرار التنحي في يوم 11/ 2/2011م ، تحاول الدولة السعودية مساعدة الرئيس مبارك ولا تزال ، وقد حدث بالفعل ، كما تحاول إفشال عملية محاكمته بكل السبل ، وتستخدم كل الأساليب في محاربة الثورة المصرية ، وذلك بتوجيه المصريين لأمور لا علاقة لها نهائيا بمطالب الثورة الحقيقية التي اتفق عليها الجميع في ميدان التحرير ، وهذا الكلام أقوله لمن كان في ميدان التحرير ، ولا أقوله للسلفيين الذين خرجوا من الجحور كالوباء يقطفون أول ثمرة نضجت من شجرة الحرية التي ارتوت من دماء الشهداء الذين تم اتهامهم على لسان جميع دعاة السلفية بأنهم عملاء وأصحاب أجندات أجنبية ، وكانت هذه التهم مناسبة وقتها كسلاح يحارب الثورة ، لأن دعاة السلفية كانوا يُحرمون الخروج على الحاكم ويُحرمون التظاهر وقتها ، فكان لابد من تصريحات وفتاوى تشوه صورة وحقيقة الثوار لصرف المصريين عن المشاركة في الثورة وإنجاحها بالإنضمام لهؤلاء العملاء الخونة.

فشلت هذه الأكاذيب التي قام بها دعاة السلفية بلا استثناء ، ونجحت الثورة وتم القبض على رؤوس الفساد وستتم محاكمتهم ، فلابد من تغيير الاستراتيجية التي يتعامل بها الوهابييون في محاربة الثورة ، وكان التغيير عبارة عن حالة من النشاط الغير مسبوق من أبناء الدعوة السلفية ، كانت البداية بحرق كنيسة أطفيح عن طريق التعاون بين السلفيين ومخبر من أمن دولة ، وكما قلت من قبل أن هناك علاقة وثيقة جدا بين النظام السابق وجهاز أمن الدولة وبين السعودية ، أهم أسباب هذه العلاقة بالنسبة للسعودية هو القضاء على كل من تسول له نفسه فضح حقيقة الوهابية ، فشلت عملية هدم وحرق كنيسة أطفيح بقرار المجلس العسكري بإعادة بناء الكنيسة وتم رأب الصدع الذي لم يتحول لفتنة كما كانوا يريدون ، تحولت الحرب لجهة أخرى يطالب فيها السلفييون بدولة إسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية ، وكأننا كفار ونعيش في دولة كافرة ..!! ، وبدأوا ينشرون أكاذيب مضللة عن معنى الدولة المدنية ومعنى الليبرالية ، وحاولوا إقناع الناس أن الدولة المدنية هي كفر وضد الإسلام ولن تكون الدولة المدنية دولة إسلامية ، وكانت هذه خطة لشق الصف بين المصريين ، وتتجلى هذه المؤامرة في مسألة التصويت على التعديلات الدستورية ، كل هذا كان هدفه قتل الثورة وصرف الثوار عن المطالبة بأهم مطالبها وهي المحاكمات العادلة والقبض على جميع الفاسدين وعلى رأسهم مبارك ، فشلت هذه المسألة.

بدأوا في حرب من نوع مخيف في تطبيق الحدود بقطع أذن أحد المصريين ، وحدث ذلك تزامنا مع حرب على الأضرحة في جميع أنحاء مصر ، يطالبون بهدمها لأنها أوثان ، وكأن هذه الأضرحة نزلت على أرض مصر بعد الثورة.!! فشلت هذه المحاولة أيضا في إثارة الفتنة على الرغم من هدم العديد من الأضرحة.

ــ بدأ السلفييون يحشدون المصريين في قنا للمطالبة بإقالة محافظ قنا لأنه قبطي وحولوا تلك المشكلة لاعتصام قطع خطوط السكك الحديدية وعطـّلوا مصالح المصريين وأثروا على الاقتصاد المصري ، فشلت هذه المحاولة في إشعال نار القتنة بقرار عاقل من رئيس الوزراء بنقل جميع صلاحيات المحافظ لنائبه.

ــ حشدوا المصريين في كل مكان للمطالبة بحرية كاميليا شحاته ، وفجأة وبقدرة قادر أصبحت كاميليا شحاته أختا لجميع السلفيين ، وهي التي غابت عن الأنظار والأذهان منذ سنوات ، فشلت هذه القصة في إشعال نار الفتنة ، وذلك بتصريحات واضحة أن كاميليا ستظهر على شاشة التليفزيون قريبا.

السلفييون يمنعون خطيب مسجد النور بالعباسية من اعتلاء المنبر ، للمرة الثالثة على التوالي بدعوى أن هذا المسجد ملكا لهم بدعوى أن جمعية (الهداية) هي من بنته وأن وزارة الأوقاف استولت عليه ، ولو كان هذا صحيحا فهل هذا التوقيت مناسب ، وهل من حق أي مخلوق بشري يقول على نفسه مسلما أن يدعي امتلاك بيت من بيوت الله.؟

ولأن الدولة السعودية أكثر البلاد خوفا من انتقال عدوى الثورة المصرية لشعبها فهي لن تسكت ولن يهدأ لها بال حتى تفشل الثورة المصرية ، ويصدر قرار بالإفراج عن مبارك والعفو عنه وتكريمه وتحويله لبطل قومي.

وكان مقتل بن لادن الكارت الحالي في الحرب السعودية على الثورة المصرية ، وهذه القصة قدمتها الإدارة الأمريكية للدولة السعودية بقصد أأأ

و بدون قصد ، فالإدارة الأمريكية التي فضحت نفسها أثناء الثورة المصرية وقبل وبعد التنحي ، حيث ساندت مبارك في أول الأمر بتصريحات تحمل عدة أوجه ، وحين ظهرت قوة الشعب المصرى وإصراره على التغيير ، وحتى لا ينفضح أمر أمريكا وهي تدعو للديمقراطية والعدل وحقوق الإنسان أجبرتها الثورة المصرية أن تعلن صراحة (لابد لمبارك أن يترك السلطة الآن وفورا) ، اشتركت أمريكا مع الدولة السعودية في قصة مقتل بن لادن لمحاولة لتوجيه عقول الشعوب العربية كافة وشغلهم بمسألة لا علاقة لها بثورات تلك الشعوب على فساد حكامها ، و محاولة وأد الثورة المصرية لمنع تحقيق أهم المطالب الحتمية الملحة التي يجب أن يفكر فيها المصرييون اليوم وكل يوم وهي محاكمة مبارك على رأس الفاسدين من نظام حكمه ، فمعظم المصريين اليوم يتحدثون عن مقتل بن لادن ، وكأنه بطل قومي أو فلتة من فلتات الزمان ، الشعوب العربية اليوم انشغلت بهذه القصة وهذا الحدث الذي لا يمكن أن يكون جاء مصادفة ، ولو كان مقتل بن لادن بهذه السهولة ، فلماذا لم تقتله أمريكا منذ زمان ، إذا كان فعلا لازال على قيد الحياة ، أعتقد أن هذه وسيلة ضمن وسائل محاربة الثورة المصرية وسوف يستغل أرباب الدعوة السلفية والجماعات الجهادية والأخوان هذا الحدث استغلال يضر بالثورة المصرية لصالح الدولة السعودية.

أخيرا:

ما دفعنى لكتابة هذا المقال

ــ أن دعاة الوهابية في مصر والعالم العربي من أخوان وجماعة وسلفيين وأنصار سنة يقومون بعمل جليل يخدمون الدولة السعودية سواء كانوا يعلمون ذلك أو لا يعلمون ، ومع الأسف يقومون بهذه الخدمة للدولة السعودية في وقت ومرحلة حرجة جدا تمر بها مصر وتحتاج لكل نقطة عرق من أبناءها لنبدأ مرحلة البناء والتعمير والإصلاح إذا كانوا فعلا يحبون مصر وشعبها ويريدون لهما الخير كما يدّعون.

ــ أن الحكومة الأمريكية نفسها قد أعلنت في عام 2008م عن مقتل اسامه بن لادن ، واليوم يعلنون عن وجود صدام حسين حيا بعد أن شنقوه من قبل ، وكذلك يعلنون عن قيام قوة أمريكية بالتعاون مع الحكومة الباكستانية بقتل بن لادن داخل قصره ، فهي أكاذيب وأخبار لها أهداف سياسية تفيد أنظمة بعينها ، ومن ضمن أهدافها محاربة الثورات العربية ، وخصوصا الثورة المصرية.

حفاظا على ثلث الدخل القومي يجب نقل مبارك من شرم الشيخ فوراً

حفاظا على ثلث الدخل القومي يجب نقل مبارك من شرم الشيخ فوراً

تم نشر هذا المقال بتاريخ 29/4/2011 على الرابط

http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=8069

أعتقد أن العقل والمنطق يقولان ( لا يجب أن نسمح لحسني مبارك أن يكون سببا في تخريب الاقتصاد المصري حتى بعد حصوله على لقب رئيس مخلوع ، كما فعل قبل حصوله على هذا اللقب هو وكل الفاسدين الذين ساعدهم وساعدوه في سرقة مصر وتخريب وإفساد كل شيء فيها ، وكذلك التلاعب بعملية نقله وعدم نقله من شرم الشيخ بهذه الصورة سيكون له أثار ضارة جدا ودا ومدمرة على السياحة المصرية ، التي تعتبر من أهم موارد الاقتصاد المصري ، خصوصا مدينة شرم الشيخ.

وبمرور الوقت تتزايد احتمالات حدوث أزمة اقتصادية في مصر بسبب انخفاض الموارد وانخفاض الدخل القومي اليومي للبلاد ، وبسبب حالة عدم الاستقرار التي أثرت على جميع مصادر الدخل القومي ومن أكثر هذه المصادر السياحة ، ويقول الخبراء أن السياحة تمثل حوالي ثلث الدخل القومي المصري ، وأعتقد أن عودة السياحة لطبيعتها وسيولتها سيكون له أعظم الأثر في إنقاذ مصر من الوقوع في غياهب الأزمة الاقتصادية التي قد تتحول لثورة جياع تأكل الأخضر واليابس وتحقق كل التوقعات التي كتب عنها كل المخلصين المنشغلين بمشاكل مصر في السنوات الأخيرة قبل الثورة.

وقد قرأت أكثر من وجهة نظر لو أخذت بها الحكومة الحالية سيكون لها أثرا واضحا يساعد في عملية إنقاذ الاقتصاد المصري ، ومن ثم إنقاذ الثورة المصرية والشعب المصري من مأزق اقتصادي خطير وشيك ، ومن هذه الآراء والأفكار:

ــ قرأت في مقال بعنوان (تعديل قانونى بسيط ينقذ مصر من خطر محيط)للدكتور أحمد صبحي منصور ـ يعرض فيها فكرة رائعة تساهم في إنقاذ مصر من الأزمة الاقتصادية :

حيث طالب بسرعة محاكمة الفاسدين وعلى رأسهم مبارك وذلك أمام المحاكم العسكرية ، لأنهم أكثر إجراما من المدون المصري الذي تحول فورا للمحاكمة العسكرية لأنه يكتب.

وقال أيضا أنه يجب تحويل الأرصدة المالية الموجودة داخل مصر ، التي يمتلكها جميع الفاسدين القابعين في السجون إلى خزينة الدولة ، وكذلك يجب حصر جميع الممتلكات العقارية والأراضي الرزاعية وأراضي البناء ، وكل ما سرقوه وما نهبوه من أموال الشعب وعرضعها للبيع لمستثمرين مصريين أو عرب أو أجانب ، وهذا متاح جدا لأن هذه الأموال وتلك الممتلكات تحت أيد الشعب مثل من سرقوها ، ومن حق الشعب التصرف فيها لإنقاذ مصر ، ولأن استرداد الأموال المهربة للخارج مشواره طويل ، ولا يجب الاعتماد عليه الآن كحل سريع.

للرجوع للمقال كاملا على هذا الرابط

http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=8025

التعليق على ما سبق

أولا: فكرة الدكتور ـ أحمد صبحي منصور ـ واقعية جدا وعادلة جدا لعدة أسباب:

أنه يطالب تحويل المجرمين للمحاكم العسكرية بسرعة شأنهم شأن من ارتكب جريمة الكتابة..!! ، وهذا أقل درجات العدل مع الفاسدين رغم أنه كان ظلما للمدون.

أن الفكرة ستوفر مبالغ كبيرة جدا وبسرعة كبيرة أيضا ، وذلك بتحويل جميع الأرصدة البنكية الموجودة في بنوك داخل مصر لكل هؤلاء الفاسدين لصالح الاقتصاد المصري ، وكذلك بمجرد حصر الممتلكات والأصول العقارية والشركات والمصانع والأراضي التي سرقوها من قبل ويتم عرضها للبيع سيكون هناك منافسة كبيرة جدا لشراء هذه الأصول مما يساهم في رفع أسعارها وسيعود ذلك بالنفع على الاقتصاد المصري ، ولكن لي تحفظ بسيط في مسألة بيع المصانع والشركات والمدن السياحية إن كان القانون يسمح بهذا التحفظ ، وهو أن يتم بيع المنفعة لمدة خمسين عاما ولا يتم البيع الكامل حتى لو كان البيع سيتم لمستثمرين عرب ، ولا يتم البيع الكامل إلا للعقارات الشخصية مثل القصور والفيلات والشقق والعمارات.

أن هذه الفكرة لا تـُحمل المواطن العادي أعباء إضافية قد ملّ منها منذ أكثر من نصف قرن ، والآن حان الوقت ليعيش هؤلاء الفقراء حياة ليس فيها معاناة البحث عن لقمة العيش ، فلابد من طرح حلول تساعد المواطنيين ، ولا تطلب منهم التقشف في وقت يستعدون فيه لجنى ثمار ثورتهم العظيمة.

الأزمة الاقتصادية هي مشكلة سياسية وحلّها يجب أن يكون بقوانين وتشريعات أو قرارات سياسية ولا يجب إقحام الدين فيها بأن يتحول الحل إلى فتوى تدخلنا في موضوع حلال وحرام ، كما يفعل البعض بأن يطالب المصريين بالتقشف طبقا لحديث أو فتوى قديمة لـ س أو ص من المشايخ ، وتناسى هؤلاء أن معظم المصريين عاشوا أكثر من نصف قرن في تقشف.

أخيرا:

أعرض وجهة نظري وفكرتي للمساهمة والمشاركة في حل سريع للأزمة الاقتصادية الراهنة:

والبداية هي بقرار من النائب العام بنقل حسني مبارك فورا ودون تردد من شرم الشيخ ، وتحويله لأي مستشفى في جمهورية مصر العربية ، ويمكن إعطاءه خيارات لو أمكن ، لكن يجب أن يكون هذا المستشفى خارج مدينة شرم الشيخ ومدينيي الأقصر وأسوان ، لكن ما عدا ذلك فلا يهم الآن ، ولكن الأهم هو تحويل شرم الشيخ لمدينة آمنة للسياحة خالية من أي احتجاجات أو تجمهر أو اعتصامات حتى لو كان بالعشرات أو المئات ويتم الإعلان عن ذلك رسميا بأن شرم الشيخ أصبحت آمنة ومفتوحه للسياح من جميع بلاد العالم ، وخصوصا أن فصل الصيف قد اقترب.

وكذلك الدعاية لمدينتي الأقصر وأسوان بأنهما جاهزتان لاستقبال السياح من كل بلاد العالم ، ويجب على المصريين أن يساهموا في تأمين تلك المدن وعودة الهدوء لها إذا كانوا يريدون خيرا لمصر ولأنفسهم.

وأدعو كل من تسول له نفسه خلق فتنة جديدة في صعيد مصر أن يرحم المصريين من أزمة اقتصداية وشيكة ويساهم في تأمين هذه المدن لتعود حركة السياحة لطبيعتها كما كانت.

وفي نفس السياق يقوم القائد الأعلى للقوات المسلحة بتأمين مدينة شرم الشيخ عن طريق تكليف أحد لواءات الحرس الجمهوري التي كانت تقوم بحراسة مبارك من قبل ، وأعتقد أن سلاح الحرس الجمهوري جاهز تماما لذلك ، وأنهم في حالة راحة تامة منذ تنحي مبارك ، ويتكون هذا السلاح من عدة لواءات وكل لواء يتكون من عدة كتائب ، وأعتقد حسب معلوماتي أن قوة أحد هذه اللواءات من الحرس الجمهوري كافية لحراسة مدينة شرم الشيخ وتأمين جميع السياح فيها ، ومن جهة أخرى يتم تكليف لواء آخر من سلاح الحرس الجمهوري بحماية مدينتي الأقصر وأسوان ، والأهم من هذا كله أن يتم عمل إعلانات ودعاية كاملة كافية لهذا الموضوع ، وبهذه الطريقة سيعود لمصر حوالي ثلث دخلها المفقود الذى يمكن أن يجدد دماء الاقتصاد المصري بسرعة لحين أن يتعافى ويسترد قوته إن شاء الله بمزيد من الرؤى والأفكار التي يجود بها أبناء مصر الأحرار.

ولمن لديه فكرة أو رأي في هذا فلا يتأخر ولا يتردد ولابد أن يصدع بها إذا كان فعلا يحب مصر وشعبها.