الخميس، 19 مايو 2011

من يملك العفو عن مبارك..؟؟!!

من يملك العفو عن مبارك..؟؟!!



منذ أيام قليلة أعلن جهاز الكسب غير المشروع عن ممتلكات مبارك وعائلته ، كالتالي: مبلغ 145مليون دولار خاص بمكتبة الاسكندرية ، وهذا المبلغ في حساب باسم الرئيس المخلوع ، وحرصا على تبييض صفحته بخصوص هذا المبلغ تضمن التصريح بأن الرئيس لم يقوم بسحب أي مبالغ مالية من هذا الحساب ، وعلى الرغم أن هذا الحساب قد أشيع من قبل أنه باسم والدة الرئيس مبارك ، وبموجب توكيل عام منها تقوم حرم الرئيس المخلوع بالتصرف في هذا الحساب ، وقد تمت مناقشة هذا الأمر أكثر من مرة في برامج تليفزيونية وكان يحضر في احدها رئيس مكتبة الاسكندرية وأظهر فرحا وسعادة حينما علم بوجود هذا الرقم في حساب خاص بالمكتبة.

وضمن ثروة الرئيس فيلا في شرم الشيخ ، ومبلغ 24 مليون جنيه لحرمه ، وصرح الجهاز بأن هذه المبالغ الزهيدة وهذه الفيلا اليتيمة هي كل ممتلكات مبارك وعائلته داخل مصر ، ومطلوب من الشعب المصري أن يصدق هذه الأكاذيب والألاعيب التي كان يمكن أن تنطلي علينا قبيل الخامس والعشرين من يناير ، وعلى الرغم أن أبناء الوزراء ورجال الأعمال التابعين للنظام الفاسد و بعض المحاسيب والحبايب المقربين من مبارك ونجليه قد ظهرت مستندات رسميةأعلن عنها في برامج في التليفزيون المصري تؤكد أنهم يملكون مليارات وعشرات الفيلات والقصور في مدن متفرقة من أنحاء مصر ، وهذا ما يجعلنا نشكك فيما أعلن عنه من حصر لممتلكات مبارك وأسرته ، فهو محض كذب وخداع ونصب على الشعب المصري.

ولا يخفى على أحد ما فعله أعوان مبارك منذ بداية الثورة لتهريب الأموال والمجوهرات والهدايا خارج البلاد وتأمين تحويشة العمر مع حرق كل الأدلة والمستندات التي تدين مبارك وعائلته وأعوانه في الفترة من 25 ينايرحتى يوم استقالة أحمد شفيق ، فهذا ما كان يشغل مبارك ورجاله الفاسدين ، و كل هذا حدث أيام الثورة وفي أصعب أوقاتها ، بينما كان الثوار في أنحاء مصر يقتلون ويقنصون وتسفك دماؤهم وتهتك أعراضهم وتشوه صورهم من بعض الفنانين والإعلاميين والرياضيين و خليط من رجال الدين.
ومنذ أيام أيضا وفي خطاب السيد وزير الدفاع في حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة قالها بكل صراحة يجب أن ننسى الماضي ونفكر في الحاضر ، ويجب أن ننسى الماضي ونفكر في بناء هذا البلد منوها في نفس السياق عن الأزمة الاقتصادية التي اقتربت منها الدولة ، وحقيقة لا يمكن على الإطلاق أن يمر هذا الكلام مرور الكرام خصوصا أنه صدر عن شخصية مثل شخصية رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، والقائم بأعمال رئيس الدولة ، ويجب ربط هذا بتصريح جهاز الكسب غير المشروع ، وكذلك بالعفو عن فتحي سرور ، وزكريا عزمي وسوزان مبارك ، وكذلك تصريح (مكى) بأن المجلس العسكرى يملك حق العفو عن مبارك ولكن بعد أن تتم إدانته ومحاكمته وفقا للمواد .. 149 .. 54 ..75 ..76 .. من قانون العقوبات ..باب العفو عن العقوبة .. والعفو الشامل ، بالإضافة للترويج لإشاعات تطالب بالعفو عن مبارك واستعداده إلقاء خطابا للشعب يعتذر فيه ويرد الأموال (طبعا الأموال التي حددها جهاز الكسب غير المشروع) وهي الفيلا اليتيمة والمبلغ الذي لا يمتلكه أصلا مبارك وهو خاص بمكتبة الإسكندرية ، وليس من حقه التصرف فيه ، ثم بعد ذلك ينوى رده على أنه ملكا له.؟ فهو إذن بدون هذا المبلغ فقير وليس من حق جهاز الكسب غير المشروع محاسبته أصلا ، لأن مبلغ 145 مليون دولار هي ملك مكتبة الاسكندرية ، وهذه خطورة جديدة سوف تساهم في عملية الإفراج عن مبارك ، ولا يجب أن نغفل أن مبارك يجب أن يحاسب على الدم قبل أن يحاسب على الأموال .. وإعتذار مبارك هذا هو إعتراف صريح من الرجل بالمصائب التى ارتكبها هو وزبانيته فى حق الشعب المصرى وإلا على أي شيء سيعتذر .!


قامت السيدة سوزان بالتنازل عن مبلغ 24 مليون جنيه هي كل ما تملك من حطام الدنيا وتم إخلاء سبيلها.

والأخطر من كل هذا أنه في أول تصريح خرج للنور كان يطالب بالعفو عن مبارك وحده ، وهذا يبين أن هناك نية مبيته للإفراج عن حرمه ، وبعد ذلك تمت إضافة كلمة (عائلته) ، وأصبح العفو عن مبارك وعائلته ليشمل العفو عن مبارك ونجليه ، انطلاقا من أن علاء وجمال لا يمتلكان أي أموال أو عقارات أو شركات غير المعلن عنها والتي يمتلكها مبارك وحرمه، وكأنهما قـُـصّـر يتبعون أبيهم في كل شيء ، ومحاولة لإقناعنا أن جمال وعلاء أقل ذكاء من أبناء الوزراء والمقربين من مبارك ، وتناسى الجميع ما أعلنته القنوات المصرية عن أسهم جمال وعلاء في شركات مصرية ، وفي شركات سياحية ، والمزارع الشاسعة التي يمتلكها علاء وجمال وقد تحدث عنها الدكتور (حسب الله الكفراوي) في برنامج واحد من الناس ، وتناسوا أيضا أنه بعد سقوط مبارك كان الحديث الرسمي في كل مكان في مصر هو عن ثروات مبارك ونجليه والفاسدين من أعوانه ، وفجأة سقطت هذه الكلمات من الذاكرة ، وحل محلها تقرير جهاز الكسب غير المشروع ، وارتفع صوتا واحدا فقط يطالب بالعفو عن مبارك وعائلته ويروج له ، وأن الرئيس المخلوع يحضر لخطاب سوف يلقيه ليعتذر للشعب المصري ، وأسأل هنا : هل من حق أي متهم في فترة حبس احتياطي أن يلقي كلمة للشعب .؟. هذه سخرية واستهزاء بالمصريين أولا وبالقائمين على شئون البلاد ثانيا لأن مبارك بهذه الطريقة يتصرف وكأنه لا زال رئيسا للبلاد.

التعليق::
أولا: ليس من حق أي مسئول مصري أن يتحدث باسم الشعب المصري ويفرض عليه التصالح والعفو عن مبارك أو عن أي فاسد من الفاسدين ، لأن جرائم مبارك وأعوانه لم تبدأ بعد الثورة فقط ، ولكنها بدأت منذ ثلاثة عقود ، حيث كانت هناك منهجية وخطة واضحة لتدمير مصر كدولة وتحطيم الشعب المصري ، وتأخيره عن باقي الشعوب ثقافيا وعلميا وأخلاقيا ودينيا وصحيا ، وكانت هناك خطط واضحة لتدمير الجيش المصري ، وكانت هناك منهجية لسرقة موارد الدولة وتهريبها للخارج ، ونشر الفقر والجهل والمرض والتخلف والسطحية بين معظم المصريين ، وصناعة الفاسدين والمرتشين والمجرمين والبلطجية والخارجين عن القانون وتعلية شأنهم ، والتقليل من قدر وشأن الشرفاء والعلماء والمفكرين ، وصناعة آلاف المناطق العشوائية التي كان يقصد منها فتنة وحرب أهلية من نوع خاص بين الأثرياء والفقراء ، ولا نغفل توفير المخدرات ـ وخصوصا البانجو ـ بصورة مخيفة ومفزعة في عهد مبارك البائد بعلم أجهزته الأمنية.

إذن لا يجوز مطلقا منع محاكمة مبارك .. ومنع المحاكمة هو مصادرة لحق الشعب المصرى .. وقرار كهذا هو قرار سياسى لا قانونى .. ولا يجب أن تتخذه أى جهة بمعزل عن الشعب خصوصا وأن حجم ثروته غير معروف حتى الآن كما هو واضح أعلاه ...

ثانيا: كيف يتم العفو عن مبارك بعد قتل آلاف من المصريين داخل السجون والمعتقلات ، وإشرافه على التعذيب في المعتقلات هو ونجله جمال ، وحبس آلاف المصريين بدون محاكمات ، وانتهاك كرامة المصريين وحقوقهم على يد أصغر مخبر في أمن الدولة ، هذا قبل الثورة ، وأمره بإطلاق الرصاص الحي على الثوار مما تسبب في قتل حوالى ألف مصري شريف برصاص حي ، وإصابة آلاف بعاهات ، وإصداره أوامر للجيش لقتل الثوار ، بعد فشل حبيب العادلي في إنجاز المهمة وتخليص مبارك من خيرة شباب مصر ، ولهذا السبب كان العادلي أول من قُبِضَ عليه وأول من صدر ضده حكما بالحبس ، ومن المتوقع أن يصدر ضده حكما بالإعدام كنوع من التهدئة وامتصاص غضب المصريين نتيجة لفشله في مواجهة المتظاهرين وفض التظاهرة التي سرعان ما تحولت إلى ثورة.

من أجرم يجب أن يحاسب .. ودماء الشهداء لا يجب الإستهانة بها .. ومبارك هو المسئول الأول والأخير عن قضية قتل المتظاهرين باعتباره كان رئيسا البلاد ، ولو لم يحاسب ويحاكم كل مجرم على جريمته فنحن الآن نخطط لمستقبل أكثر إجراما وأكثر فسادا ستعلوا فيه كلمة الفاسدين والمجرمين فوق الجميع ، ولا يمكن أن يسمح الشعب المصري لقلة من المسنين أن يتحكموا في مستقبله ومستقبل أبنائه وأحفاده خصوصا بعد كل هذه التضحيات ونزيف الدماء منذ يوم 25 يناير.

ثالثا: لن يتم العفو عن مبارك الآن.!! ، وهذا من وجهة نظري على الأقل ـ و أرى أن هذه خدعة وخطة ذات أهداف وأبعاد متعددة ، بغرض حصد أي مكاسب لصالح الثورة المضادة ومخاسر للشعب المصري ، وفي هذه الفترة بعد فشل كل المحاولات السابقة في إشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين ، وجدير بالذكر أن مسألة العفو لم يعلن عنها إلا بعد فشل المجرمين والبلطجية والسلفيين وأمن الدولة في إشعال نار الفتنة ودخول البلاد في حالة هدوء نسبي.

العفو عن مبارك يمكن أن يحدث نوعا من الانشقاق في الشارع المصري بين مؤيد ومعارض ، وبهذه الطريقة سيتم شق الصف في الشارع المصري وانتشار حالة من الاحتقان الجديد بين المصريين جميعا ، وهنا سيكون الاحتقان لا علاقة له بالطائفية الدينية ، ولكن سيكون احتقان أقوى وأكبر أثرا في تفريق شمل المصريين وتفتيت وحدتهم وقتل ثورتهم التي لم تنجح إلا بوحدة الهدف والتعاون والعمل لتحقيق هدف واحد منشود للجميع ، والدليل على هذا هو تصريح شباب ائتلاف الثورة بان الرد على مثل هذه القرارات سيكون ردا واحدا فى جميع ميادين مصر دفاعا عن الثورة وعن دماء الشهداء .. قائلين بأن الميادين هى سلاحهم للحفاظ على الثورة وعلى مكتسباتها.
يمكن استغلال العفو عن مبارك كوسيلة لشغل الناس به عن العفو عن أعوانه مثل سرور وعزمي وبقية المحبوسين ، ووضع الشعب في حالة تأهب واستعداد وترقب لسماع أي شيء ماعدا خبر واحد فقط وهو العفو عن مبارك ، وبذلك يتم تأهيل الشعب نفسيا بأن يصم أذنيه عن كل شيء عدا ذلك الخبر ، حتى لو تم الإفراج عن كل من في السجون المصرية من المجرمين ، طالما مبارك لم يحصل على العفو فلا مانع ، وهذه عملية سياسية نفسية كبرى لا نستبعد أن يكون قد فكر فيها مبارك وأعوانه من المجرمين ، وهي إحدى الوسائل أيضا لوقف تحقيق أهداف الثورة واختزال هذه الأهداف في مسألة متابعة العفو عن مبارك فقط.

فى النهاية العفو عن مبارك هو انقلاب على ثورة 25 يناير ولم تم هذا فهو مخطط متعمد لإفشال الثورة وعودة القوى المضادة للظهور على الساحة وعودة بالثورة إلى الخلف.
وأخر الكلام لو تم العفو عن مبارك سيكون هذا انتصار للباطل ضد الحق والظلم ضد العدل والفساد ضد الإصلاح والظلام ضد النور والشر ضد الخير ، وستكون بداية مرحلة أكثر إجراما للفاسدين الذين يترقبون في قلق نتيجة كل محاولة يتعاونون فيها ويخططون لها لقتل الثورة ليتنفسوا الصعداء ، وستكون بداية جدية لكل مصري فاسد أهانته الثورة وأظهرته على حقيقته من الشرطة وأمن الدولة وقيادات الوطني ووزراء مبارك وحاشيته ، وسيبدأ هؤلاء جميعا مرحلة الانتقام من الشعب المصري الذي أذلهم وأذاقهم الخوف والرعب منذ يوم الخامس والعشرين من يناير ، فلابد أن يثبت كل مسئول مصري من المجلس العسكري أو القضاء وجهاز الكسب غير المشروع والنيابة العامة ونيابة أمن الدولة العليا وجميع العاملين بالشرطة وجميع وزراء مصر ، فهؤلاء جميعا مطالبون بأن يثبتوا للمصريين أنهم مع الثورة حقيقة قولا وفعلا ، ولن يتحقق هذا إلا بمحاكمات عادلة وسريعة لمبارك وكل رموز النظام السابق.

أرسل هذه الكلمات الأخيرة للأخوة السلفيين وأقول لهم أين أنتم ولماذا خفت صوتكم هذه الأيام ولماذا لا تعقبون بكلمة واحدة عن مسألة العفو عن مبارك .؟ إذا كنتم مع الثورة كما تدعون.؟
اختفاء السلفية من الصورة هذه الأيام القليلة ، في نفس التوقيت وتزامنا مع سكون الثورة المضادة ليس له إلا تفسير واحد ، أظن قد فهمه معظم المصريين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق