السبت، 24 سبتمبر 2011

التدين في سن الأربعين .... وفقدان الهوية..!!

التدين في سن الأربعين .... وفقدان الهوية..!!
مقدمة:
كلمات افتتاحية أكتبها مضطرا في هذا المقال ، لأن بعض أبناء وطني من أشباه المثقفين حين يقرأ أحدهم مقالا يتناول إحدى جوانب القصور والتخلف الفكري الوهابي المنتشر في مصر ، ويجد أن هذا التناول ينطبق تماما عليه يظن في قرارة نفسه أن كاتب المقال سهر الليالي يفكر ويفكر ليكتب عنه شخصيا ، ويبدأ في الغضب وإظهار ردود الأفعال التي تثبت فعلا أنه ينتمي لفئة أشباه المثقفين الذين لا يعلمون أن أي كاتب حتى لو كان في بداية الطريق مثلي لا يمكن أن يُعرض نفسه للنقد والتجريح والتكفير والاضطهاد والاعتقال لأسباب واهية تافهة ، ولا يمكن لهؤلاء أن يعلموا أن من يدعو للإصلاح والتنوير فإنه يناقش ويعالج أفكار وثقافات خاطئة ولا علاقة له بالأشخاص ، والأهم أن من يعيش مهموما بوطنه يحمل مشاكله فوق رأسه لا يمكن أن ينزل لمستوى متدنى بأن يصارع شخصا ويفرد له مقالا لنقد شخصه بعينه ، لأن مبتغاه أرقى وأعظم وهدفه إصلاح الوطن والمواطن عن طريق إصلاح الفكر.
هذا المقال أتناول فيه ظاهرة مخيفة جدا انتشرت في مصر منذ زمان ، ولكنها بدأت تتزايد وتتطور وتنتشر بسرعة غريبة ، والمتضرر الوحيد هنا الهوية المصرية ، التي جعلت المرأة ضحية.

وإليكم التوضيح:
على الرغم أن مصر دولة عريقة قديمة صاحبة أقدم حضارة في التاريخ ، إلا أن بعض المصريين يُصرون على تشويه هذه الهوية المصرية بالتملص من الحضارة المصرية التي ينتمون إليها حين يقلدون أفعال وسلوكيات لا يمكن وصفها إلا أنها تدين زائف يخالف شرع الله جل وعلا ، ولأن هؤلاء الشباب يجهلون تاريخهم وتاريخ وطنهم قبل نصف قرن قبل أن يتمكن منه أو يصيبه مرض الوهابية اللعين.
وبالرغم أن الأديان السماوية نزلت لتصحيح سلوكيات وأفعال الناس ولم تنزل لكي تفرض عليهم لباسا محددا أو زيا موحدا ، ولم تفرض عليهم إلا لباس التقوى ، ولباس التقوى هو درجة إيمانية تملأ القلب والعقل والوجدان بالخوف من الله جل وعلا ، يرتفع بها الإنسان لأعلى الدرجات ويرتقي بنفسه وبسلوكياته وأفعاله وأقواله بعيدا عن صغائر وتوافه الأمور.

إذن أين المشكلة التي أقصدها

معظم الشباب في مصر يعيشون على الفطرة السليمة النقية مسلمون معتدلون لا يعلمون للتدين الشكلي الظاهري سبيلا ، يكبر الواحد منهم سواء كان صاحب حرفة أو مهنة أو أنهى تعليمه الجامعي ، وبحمد الله قد نجا من عملية غسيل المخ مبكرا في سن المراهقة عن طريق أعوان الوهابية في مصر ، يفكر في السفر يختار الدولة الوهابية السعودية ، يبدأ السفر في سن الثلاثين أو أقل أو أكثر حسب ظروفه وحالته وقدره ، في سنوات سفره الأولى يكون جل تفكيره وتركيزه واهتمامه (جمع أكبر قدر من المال لتحسين ظروفه الشخصية أو العائلية) ، لكي يستطيع الزواج ، يستمر في تعاقده مع الدولة السعودية مع اجازات سنوية لا تزيد عن شهر ، يتأثر كثيرا بالثقافة الوهابية المبنية على التدين السطحي الظاهري المبني على الشكل والمظهر ، بعد الزواج تحدث نكسة فكرية كبيرة جدا لهؤلاء الشباب ، وبكل أسف تتحمل المرأة المصرية كالعادة نتيجة هذه النكسة الفكرية ، يبدأ في تطبيق كل ما يراه في الدولة السعودية في أول اجازة يتقابل فيها مع زوجته ، وتكون البداية بأن يفرض عليها النقاب مهما رفضت أو امتنعت ، حتى لو تهاون وتركها تلبس أحدث الموضات لكن لا يتنازل عن النقاب ، يبدأ هذا الشاب المسكين في تطبيق كل ما وقعت عليه عيناه في بلد آل وهاب ويتمنى تحقيقه وتطبيقه هنا على أرض الكنانة ، ويجهل هؤلاء الشباب عموما أن عمر الدولة الوهابية يزيد عن ضعف عمره قليلا ، بينما يزيد عمر مصر وطنه عن سبعة آلاف عام ، يجهل هؤلاء جميعا أن جميع الديانات السماوية نزلت لتهذيب الخلق والنفس وتغيير وتصحيح السلوكيات والأخلاقيات للأفضل ، ولم تنزل لفرض ألبسة أو نقاب أو جلباب ، يجهل هؤلاء جميعا أن فعلتهم هذه سُبه في حقهم وفي حق وطنهم العريق ، إضافة لمخالفتها لتشريعات القرآن الكريم التي تجعل سن الأربعين أهم مراحل العمر التي يجب على الإنسان أن يصحح أفكاره ومعتقداته ويُصلح علاقته بخالقه جل وعلا.

كيف تحدث القرآن الكريم عن هذه المرحلة العمرية.؟
ربنا جل وعلا خلقنا جميعا من نفس واحدة ، وألهم هذه النفس الهدى والضلال ، وخلال عمر الإنسان أو النفس البشرية تمر بعدة مراحل أعتقد أن أهمها مرحلة (سن الرشد) أو بتعبير القرآن حين يبلغ الإنسان أشده ، وهذا السن الذي حدده ربنا جل وعلا بسن الأربعين أو تمام العقد الرابع من العمر ، يجب على كل إنسان يريد النجاة في الآخرة حين يبلغ هذا السن أن يسارع بالتوبة لربه جل وعلا ويحاسب نفسه ويقف وقفة حازمة وحاسمة مع نفسه ويفكر فيما مضى من سنين عمره ، ويقّـيّم نفسه بكل شفافية وأمانة لكي يبدأ مرحلة جديدة راشدة عاقلة مكتملة النضح العقلي والفكري يثبت فيها الإنسان لربه جل وعلا أنه فعلا تاب وأناب وتخلّص من طفولته وشبابه المتهور وبدأ من جديد يتذكر نعم الله عليه وعلى والديه ويؤكد في دعائه على أن يعمل من الصالحات ما يرضى عنه ربه جل وعلا ، وكذلك يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يُصلح له ذريته ويختتم كل هذا بالتوبة إلى الله تعالى يقول تعالى(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ)الأحقاف:15

هذا ما جاء في القرآن الكريم عن هذه المرحلة الفارقة من عمر الإنسان ، لكن بكل أسف وأسى ما يحدث على أرض الواقع في مصر يخالف القرآن الكريم تماما ، لأن اللبنة الأولى في التدين الوهابي ملئ العقول بالأدعية السلفية والكتيبات الوهابية وتسجيلات لدعاة الجلباب والنقاب ، ونسيان القرآن الكريم وجعله وسيلة للبركة وتكون النتيجة بلوغ سن الأربعين وبدلا من مراجعة النفس وتطبيق ما جاء به القرآن الكريم يقوم الشباب بتطبيق التدين الزائف الظاهري الذي اخترعه آل سعود لمصالحهم السياسة والاقتصادية لكي ينشغل الناس عنهم وعن محاسبتهم عن أموال البترول كم عددها وفي أي شيء يتم إنفاقها ، وفيما يبدو أن مبارك وعصابته كانوا ولا زالوا يخططون لنشر هذا الفكر في مصر بفتح جميع الأبواب أمامه ليعيش المصريون في لهو وعته منشغلين باللحية والنقاب والجلباب والحجاب ويسكتون عن مطالبهم وحقوقهم في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية..

السبت، 17 سبتمبر 2011

الـمــســجــد محــتـاج ثـلاث تـكـييـفـات ..!!!

الـمــســجــد محــتـاج ثـلاث تـكـييـفـات ..!!!

منذ أربعة أشهر كنت في مدينة الزقازيق أزور أحد أقاربي في إحدى المستشفيات وبدلا من انتظار موعد الزيارة داخل المستشفى ذهبت لصلاة الظهر في مسجد قريب من المستشفى ، وهذا المسجد تابع لإحدى جمعيات أنصار السنة التابعة للتيار السلفي الوهابي في مصر ، وهذا حسب ما قرأته على لوحة كبيرة معلقة على مدخل المسجد ، بعد أن صليت الظهر ، جلست قليلا أتأمل في المسجد من حولي ، فهو مسجد فخم جدا جدا وتحفة معمارية رائعة وذلك حسب تكاليفه، وأعتقد حسب خبرتي في مجال المعمار أن تكلفة هذا المسجد لا تقل عن عشرة ملايين جنيه ، جلست أتأمل في كل ركن من أركان المسجد ، وفجأة وقعت عيني على صندوق خشبي ــ (حَصَّالة) ــ مغلق للتبرعات ، وهذه ليست المشكلة الوحيدة فمعظم مساجد مصر وخصوصا التابعة للطرق الصوفية لابد من وجود صندوق نذور أو صندوق تبرعات فيها ، وفي الغالب يستفيد منه بعض القائمين على المسجد ، لكن الغريب والعجيب أن هذا الصندوق كان عليه ورقة بيضاء مطبوع عليها هذه العبارة ــ (المسجد محتاج ثلاث تكييفات) يعني أجهزة تكييف ــ تعجبت واقتربت قليلا للتأكد من العبارة المكتوبة فوجدتها فعلا كما قرأتها أول مرة ، خرجت من المسجد وأنا في حالة تعجب واستغراب واستهجان وتفكير عميق.

وسألت نفسي أسئلة كثيرة جدا منها:

هل فقراء مصر أصبحوا جميعا أغنياء ولا يوجد في مصر فقير واحد يحتاج للمساعدة.؟

هل ملايين المرضى في مصر تماثلوا جميعا للشفاء ولا يوجد مصري واحد مريض لا يجد ثمن العلاج.؟ مع العلم أن المسجد على ناصية شارع المستشفى .!.

هل ملايين المصريين الذين يعيشون في الشوارع والمقابر وتحت الكباري وفي العشش قد انتقلوا من مساكنهم وسكنوا القصور والشقق والفيلات، ولم يبقى منهم واحد يحتاج للمساعدة.؟

هل فقراء مصر الذين لا يجدون نفقات التعليم أو الزواج اختفوا من الوجود.؟

هل اختفى من مصر من لا يجدون قوت يومهم ويبحثون عنها في صناديق الزبالة.؟

أسئلة كثيرة جدا يمكن توجيهها لمن وضع هذه الورقة ويعلن فيها بأن المسجد محتاج ثلاث تكييفات ، الغريب في الأمر أن هذا المسجد مسجد سلفي من بناه أنصار السنة السلفية الوهابية ، ودعاة الفكر السلفي الوهابي ، ووجه الغرابة والتناقض هنا أن هذا الفكر وجميع أتباعه دائما ما يفعلون عكس ما يقولون وعكس ما يؤمنون به ، فهم يؤمنون بأحاديث ينسبونها ظلما وعدوانا لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام فهم يؤمنون بحديث يقول: (جُعلت لي الأرض كلها مسجدا وطهورا) ، وفي حديث آخر يقولون فيه (ومن بنى مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة)..

التعليق على الأحاديث:

الحديث الأول: بما أنهم يؤمنون أن الأرض كلها مسجدا وتربتها طهورا ، فلماذا يكلفون أنفسهم ببناء هذه المساجد وينفقون عليها ملايين أو مليارات الجنيهات ، وبكل أسف وأسى إن البلاد الإسلامية هي أكثر بلاد العالم فقرا وجهلا وتأخرا ، وبينما يتم الإنفاق ببزخ على هذه المساجد التي لا تجد من يصلي فيها ، فإن الفقر والجهل والمرض يحاصر مئات الملايين في مصر والصومال والسودان وفي أفريقيا وفي جميع البلاد العربية ، وطالما الصلاة تجوز في أي مكان فلماذا الإنفاق بهذه الطريقة على بناء المساجد.؟ ، أعتقد أن هذا المرض قد أصاب معظم المسلمين أقصد مرض التدين الظاهري فبناء مساجد بتكلفة مئات الملايين في بلاد يسكنها بعض ملايين لا يجدون قوت يومهم لا يختلف كثيرا عن عاهرة تتستر تحت نقاب أو بلطجي يتستر تحت لحية وجلباب.

الحديث الثاني : لو آمنّا به إذن يكفي كل مسلم لكي يضمن لنفسه بيتا في الجنة أن يبني مسجدا بمساحة (10سم ×10سم) وهي المساحة التي تحفرها القطاة أو الحمامة لكي تبيض فيها ، وهنا وجه التناقض ، وكعادتهم في التناقض مع أنفسهم كيف يؤمنون بهذا الحديث وهم في الحياة العملية يفعلون العكس تماما ويشيدون المساجد الفارهة المكيفة ، مثل السيارات الفارهة التي يركبونها والفيلات المكيفة التي يعيشون فيها ، وفي خطبهم يطلبون من فقراء المسلمين التقشف وتحمل الفقر بالصبر عليه ، ويكذبون عليهم فيقولون أن الصحابة في عهد النبي كانوا يربطون على بطونهم من شدة الجوع.

أخيرا :

إذا كانت الصلاة تجوز في أي مكان إذن فليس هناك أي داعي لهذه التكلفة الرهيبة للمساجد ، خصوصا لو كان المجتمع يعيش فيه ملايين الفقراء والمرضى ومستحقي الصدقة ، وإذا كانت هناك وصفة تضمن للمسلم أن يكون له بيتا في الجنة فلماذا الإصرار على بناء مساجد بمساحات أكبر من مفحص القطاة.؟ ، يا أنصار السنة السلفية الوهابية أنتم تريدون الصلاة في مساجد مكيفة وملايين غيركم من المصريين لا يجدون قوت يومهم ، بالطبع أقول هذا الكلام لأن كل مسجد بُنيَ بهذه الطريقة يعيش فيه مجموعة من العاطلين السلفيين بحجة الدعوة أو طب العلم أو خدمة المسجد ، ولا يتحمل هؤلاء العيش في المسجد بدون تكييف ، ورغم كل هذا يؤمنون ويقدسون الحديث القائل (حب لأخيك ما تحب لنفسك) و حديث ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

هذه هي السلفية ، هل فعلا هم يحبون اخوانهم الفقراء .؟.

الأحد، 11 سبتمبر 2011

مـشـايخ الأزهـــر بين الـتكـفـيـر ... وســرقـة اجـتـهـادات الـغــيـر

مـشـايخ الأزهـــر بين الـتكـفـيـر ... وســرقـة اجـتـهـادات الـغــيـر

منذ قرن من الزمان تقريبا ، وتحديدا بعد وفاة الإمام محمد عبده ، الذي بدء يثور على الفكر السني ثورة عارمة ، أسقط خلالها كثيرا من ثوابت التدين السني الزائف المخالف للقرآن الكريم ، كبداية حقيقية لتطبيق قانون الأزهر في تجلية حقائق الإسلام ، حيث بدء فعلا مشوار إصلاح حقيقي لم يكتمل ، وبعد وفاته قام تلميذه رشيد رضا بتحريف مذهبه وتحويله لاتجاه معاكس تماما ، وذلك بالتعاون مع آل سعود لزرع شجرة الاخوان في مصر للقضاء على منهج الإمام محمد عبده الذي كان يمثل أكبر خطر على الوهابية ومنهجها القاتل المدمر ، ورغم هذا العداء لفكر الإمام محمد عبده إلا أن مشايخ الأزهر اكتفوا معه بمخالفة فكره ورفضه وتجاهله تماما وكأنه شيئا لم يكن ، واكتفى بعضهم بوصفه خلسة بأنه إمام المجددين ، لكن قلما يبادر أحدهم بتكفيره واتهامه بالعداء للإسلام أو التآمر عليه.

ومنذ ثلاثة عقود تقريبا دخل الدكتور أحمد صبحي منصور في خلاف طاحن مع نفس مشايخ الأزهر الذين تجاهلوا فكر الإمام محمد عبده ، وسرقوا بعض أفكاره دون الاعتراف بمصدرها الأصلي وهذه عادة أصيلة فيهم ، وكان موقفهم من الدكتور أحمد صبحي منصور أكثر حدة ، وأكثر قسوة وضراوة ، والسبب أن الدكتور أحمد صبحي منصور لم يكتفي فقط بما قاله الإمام محمد عبده ، وإنما اجتهد وبحث ووهب حياته لتدبر القرآن الكريم لتجلية حقائق الإسلام ، والبحث في أمهات كتب التاريخ وكتب الحديث لكي يثبت تناقض هذه الكتب مع القرآن الكريم ، وبدأت ثورة الدكتور منصور على (التصوف) وحدث ما حدث بينه وبين أئمة ومشايخ الأزهر الذين يتبعون الطرق الصوفية وعلى رأسهم شيخ الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود ، ثم اتجه لبحث كتب الحديث بكل دقة تفوق فيها على أساتذة الحديث والمتخصصون فيه ، وأثبت من خلال القرآن الكريم تناقض هذه الاحاديث مع آيات القرآن الكريم ، ثم أكمل الطريق وأثبت بالمنهج العلمي والبحث التاريخي حقيقة الفكر السلفي الوهابي ومدى الهوة العميقة والسحيقة بينه وبين تشريعات القرآن ، وفي حقيقة الأمر أن الرجل كلما ازداد نشاطه العقلي والفكري ازدادت معه الأبحاث والحقائق القرآنية التي يتوصل إليها من خلال تدبره لكتاب الله جل وعلا ، وصاحب هذا النضال الفكري والعلمي زيادة عدد الحاقدين والأعداء من المنتفعين والمتاجرين بالدين.

ورغم أن الرجل وصل لحقائق قرآنية عظيمة لم يسبقه فيها أحد من علماء الإسلام على مر التاريخ ، ولم يتكلم عنها مفكر أو عالم إسلامي من قبل إلا أنه لا ينكر أبدا حق كل من سبقوه وخطّـوا كلمة واحدة في هذا المضمار ، وكان ولا زال دائم الحرص على ذكر ما قاله السابقون ، ثم يبين ما توصل إليه ويظهر الإضافة التي توصل إليها بعقله وفكره الذي يسبق عصره.

وفي خضام هذه الحياة الصعبة التي عانى منها الرجل ويلات الهجوم عليه وتكفيره ، واضطهاده واعتقاله واتهامه بالعمالة والتآمر على الإسلام ، لم يسلم من سرقة أبحاثه وفكره وما توصل إليه من حقائق قرآنية سبق عصره وسبق مشايخ الأزهر الذين عاشوا ووهبوا حياتهم للتنكيل به وسبه وقذفه والتشهير به أينما ذهب ، ولا يخجل الواحد منهم في سرقة اجتهاداته القرآنية التي توصل إليها الرجل وسبقهم جميعا ، وهم من قبل قد كفروه واتهموه بالردة وأهدروا دمه واتهموه بأقذع التهم الباطلة والكاذبة ، وحقيقة الأمر هذه هي حقيقة معظم مشايخ الأزهر فقد اعتادوا على سرقة جهود غيرهم دون استحياء ودون مراعاة للأمانة العلمية والمنهج العلمي الذي يفرض على العالم أن ينسب ما يقوله لكل من سبقه من العلماء والمفكرين حتى لو كان ما يقوله جديد ولم يسبقه فيه أحد فلابد أن يعترف بفضل من سبقه ثم يبني عليه أو يضيف أو يزيد عليه حسب قدراته وإمكاناته وتمكنه من أدواته العلمية والبحثية والفقهية ، وخصوصا لو كان من سبقهم قد اشتركوا في جريمة تشويه صورته واتهامه بالردة والكفر واضطهاده وفصله من عمله بسبب أفكاره التي أصبحت بعد مرور الزمن مقبولة ويمكن أن يسرقها أحد مشايخ الأزهر وينسبها لنفسه ويدعي أنه من المجددين والمجتهدين ويفتخر بأنه يقولها الآن ، وما أقوله هذا ليس افتراء على أحد ، فقد تكررت هذه الحادثة مع الدكتور أحمد صبحي منصور مرات ومرات ، وآخرها ما فعله الشيخ (مبروك عطيه ) صاحب فتوى رضاع الكبير ، فقد تجرأ وسرق بحثا مهما للدكتور أحمد صبحي منصور يتحدث فيه عن معنى (حد ـ حدود) في القرآن الكريم ، ونسب البحث لنفسه دون أي إشارة للباحث الحقيقي وصاحب هذا البحث الأول في تاريخ المسلمين ، ومن تحمل الأذى من الشيوخ الأنذال ، واليوم يأتي احدهم دون خجل ويسرق جهد الرجل دون الاعتراف بالجميل ، ودون الاعتذار للرجل على ما لاقاه جراء هذا الاجتهاد.

في موقع المصري اليوم بتاريخ 5/9/2011م ــ نشر الموقع مقالا للشيخ مبروك عطية صاحب فتوى رضاع الكبير بحثا يتحدث فيع عن : ( حد الردة ) مفهوم كلمة ( حد ـ حدود ) في القرآن الكريم . وهذا ما لم يقله ـ كالعادة ـ أحد قبل الدكتور أحمد صبحي منصور . ولكن الشيخ مبروك عطية ينقل المعلومة ويزايد فيها ويتفاخر بها دون أن يذكر اسم من تعلم منه ، وهى عادة سيئة للشيوخ سارقى علم وجهد الآخرين ، ويزيد فى عارهم إنهم يسرقون من المفكر المجتهد ثم يتهمونه بالكفر.

إليكم ما قاله الشيخ مبروك عطية ـ اقتباس "
ترجع أهمية هذا المقال إلى ما شاع بين الناس من فهم خاطئ أن حدود الله ومنها قطع يد السارق، وجلد شارب الخمر، والزانى غير المحصن «غير المتزوج»، وغير ذلك مما هو معروف فى بابه من أبواب الفقه، وقد رأيت الناس يفزعون كلما ذكر هذا التركيب «حدود الله»، لأن الأذهان تنصرف إلى العقوبات دون غيرها، وكأن الحدود معناها فقط القصاص من القاتل عمداً، والجلد والرجم كما رأيت بعض المتحدثين فى الدين والهواة من الدعاة والخطباء لا يختلفون فى هذا الشأن فهم يقولون: إننا لا نقيم حدود الله، ومنهم من يرى ذلك مسوغاً للحكم بالكفر، منهم من يرى أن الأمر أهون من ذلك بقليل، لكن هذا هو المتصور عندهم، كما هو متصور عند عامة الناس، وفى ذلك ظلم بين للإسلام والمسلمين، وترويع للآمنين وإفزاع للمسالمين الذين باتوا يخافون أن يتولى أمرنا من ينتسب إلى الإسلام، لأن أول شىء يفعله أن يقطع الأيدى، ويقطع الرقاب، ويجلد الناس بحق وغير حق، والحق أن حدود الله معناها إقامة دين الله على النحو الذى بينه- سبحانه وتعالى- فى الكتاب العزيز القرآن الكريم، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وبيان ذلك فيما يأتى:
١- يقيم حدود الله من اتقى الله- تعالى- فى مخلوعته، فأخذ منها ما أعطاها لتفتدى به نفسها من معاشرته، قال الله- تعالى- فى سورة البقرة الآية (٢٢٩): «الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون».
ومن الآية السابقة نفهم أن حدود الله تتمثل فى:
أ- كون الطلاق مرتين.
ب- وكون الإمساك بمعروف.
ج- وكون الطلاق بإحسان.
د- وثبوت الخلع.
فالذى طلق زوجته أكثر من مرتين، بأن طلقها ثلاثاً مثلاً وراجعها بعد الثلاث فقد تعدى حدود الله، ومن أمسكها ضراراً فقد تعدى حدود الله، ومن لم يثبت لها حق الخلع فقد تعدى حدود الله.
٢- ويقيم حدود الله من راجع مطلقته بنية الإحسان إليها، لا بنية تعذيبها، قال تعالى فى سورة البقرة الآية (٢٣٠) بعدها «فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون».
ويفهم من هذه الآية الكريمة أن حدود الله تتمثل فى أن من طلق زوجته للمرة الثالثة فلا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، فإن طلقها هذا الغير بغير علة إرجاعها إلى الأول الذى طلقها ثلاثاً، أو مات عنها فعندئذ تحل للأول بشرط أن يعتقد هو وكذلك هى أنهما يقيمان حدود الله أى سوف يتعاشران على أساس من المعروف، فهل تصور أحد أن العشرة بين الزوجين من حدود الله المقامة، وأن سوء العشرة من تعدى حدود الله- عز وجل.
٣ - وهل تصور أحد أن حدود الله- تعالى- تتمثل فى:
أ- حل الرفث إلى النساء ليلة الصيام (الجماع).
ب- وحل الأكل والشرب من المغرب إلى طلوع الفجر.
ج- وإتمام الصيام من الفجر إلى المغرب.
د- وعدم مباشرة الزوجات مدة الاعتكاف فى المساجد.
قال تعالى فى سورة البقرة الآية (١٨٧): «أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون».
٤- ويقيم حدود الله وارث لم يظلم من يشركه فى الميراث وموروث لم يوص وصيته إضراراً بورثته، يدلنا على ذلك قول الله تعالى فى عقب بيانه فى المواريث من سورة النساء الآية (١٣): «تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم».
وفى الآية بعدها رقم (١٤) يقول سبحانه وتعالى: «ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين».
فكل من اتقى الله وارثاً وموروثاً فى المواريث فقد أقام حدود الله، وكل من ظلم فيها بأن كتب لهذا أو لهذه بنية حرمان غيره أو غيرها من حقه فى الميراث فقد تعدى حدود الله، وما أكثر هؤلاء فى زماننا، الذين يتعدون حدود الله، ويعرضون أنفسهم لوعيد الله الشديد، أولئك الذين يظلمون البنات والأخوات والأمهات، سيما والد البنات الذى يخاف عليهن فيكتب لهن جميع ما يملك حتى لا يشاركهن إخوته بعد موته، يستخف بالموت، ويزعم أنه رحلة دنيوية، يريد أن يستقر فيها نفساً وبالاً بأن يطمئن على مستقبل بناته ولو كان على فقه بالموت لترك الأمر لشرع الله حتى يبارك الله لبنته الواحدة فى النصف، وللبنات فى الثلثين، وقد قال تعالى فى الآية (٩) من سورة النساء: «وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً» وليس هذا الزعم، وتلك الخطيئة من تقوى الله، وليس هذا القول الذى يقال من كونها بنتا، وكونها ضعيفة، ومسكينة من القول السديد، فإن الله- تعالى- أرحم بعباده من الوالدة بولدها، كما جاء فى صحيح البخارى عن النبى- صلى الله عليه وسلم. وتلك حدود الله التى هى آية من آيات رحمته الواسعة، وقد قال العلماء: إن المواريث لم يتركها الله لنبى كريم، ولا لنبى مرسل، وإنما وزعها سبحانه وتعالى بنفسه"

وبقية ما سرقه الشيخ مبروك على هذا الرابط
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=309589&IssueID=2249#CommentFormAnchor

، ولنثبت جريمة السرقة على الشيخ مبروك عطيه نذكر ما قاله الدكتور أحمد صبحي منصور في هذا الأمر من كتابه حد الردة عام 1992م ، ملاحظة (تم تكفيره بسبب هذا الكتاب).! من أجل عيون آل سعود ..

اقتباس "الفصل الأول
حد الردة فى ضوء القرآن الكريم
أولاً: كلمة "حد" تعنى فى القرآن الشرع والحق ولا تعنى العقوبة
جاءت كلمة "حدود" فى القرآن الكريم (14) مرة. وكلها تعنى حقوق الله وتشريعاته، ولا تعنى العقوبة كما يدل مصطلح حد الردة أو "حد الزنا" وتطبيق "الحدود" فى الشريعة..
جاءت مرتين بمعنى شرع الله وأوامره فى قوله تعالى: ﴿الأعْرَابُ أَشَدّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ اللّهُ عَلَىَ رَسُولِهِ﴾ (التوبة 97). وفى قوله تعالى: ﴿وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ﴾ (التوبة 112).
وجاءت مرة فى تشريع الصيام فى آية ﴿أُحِلّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصّيَامِ الرّفَثُ إِلَىَ نِسَآئِكُمْ﴾ وفى نهايتها يقول تعالى ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا﴾ (البقرة 187).
وجاءت مرتين فى تشريع الميراث، يقول تعالى ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا﴾ (النساء 13، 14)..
وجاءت تسع مرات فى تشريعات الله تعالى فى الزواج والطلاق..
- منها مرة فى موضوع، الظهار أى إذا ظاهر الرجل على امرأته وحرمها على نفسه، فلا يرجع إليها إلا بعد تقديم الكفارة، ويقول تعالى بعدها ﴿تلك حدود الله﴾
- ومنها أربع مرات فى أية واحدة تتحدث عن الطلاق الأول للزوجة والطلاق الثانى يقول تعالى فيها ﴿الطّلاَقُ مَرّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمّآ آتَيْتُمُوهُنّ شَيْئاً إِلاّ أَن يَخَافَآ أَلاّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ﴾ (البقرة 229).
- ومنها مرتان فى الآية التى تتحدث عن الطلاق للمرة الثالثة وحتمية أن تتزوج شخصاً آخر ﴿فَإِنْ طَلّقَهَا فَلاَ تَحِلّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتّىَ تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ ع" وهذا يؤكد على ذلك الفارق الجوهرى بين دين الله الحق ونوعيات التدين للبشر فى عصورهم المختلفة. فالله تعالى ينزل الدين نقياً خالصاً للسمو بالناس والترقى بهم، أما البشر فهم حين يتدينون فإنهم يضعون بصماتهم على الدين فتظهر تلك الفجوة بين الدين الحق وتدين البشر، ويضع البشر صورة قانونية تشريعية للتدين الذى يمارسونه، ويقوم الفقه بتلك المهمة، وطبيعى أن يحدث اختلاف بين مذاهب الفقه والتشريع القرآنى الأصيل لأن مذاهب الفقه تتأثر بالظروف الاجتماعية والنفسية والسياسية لصاحب المذهب وأتباعه..
ولذلك ليس غريباً أن يخترع الفقه مدلولات جديدة لم يذكرها تشريع القرآن، وليس غريباً أن يخترع عقوبات تخالف تشريعات القرآن ومنها ما اصطلحوا على تسميته بحد الردة..
وقبل أن نتعرض لموقف التشريع القرآنى من حد الردة نبدأ بموقف القرآن من التكفير.. فالتكفير هو أساس التشريع الفقهى فى قتل المرتد.. فلابد أن يسبق "إقامة الحد على المرتد" اتهامه بالكفر وإقامة محكمة تفتيش عن سريرته وعقيدته.
فهل يصح فى تشريع القرآن أن يتهم المسلم إنساناً بالكفر؟.
هذا هو المبحث التالى.." انتهى الاقتباس

وللرجوع للكتاب كاملا على هذا الرابط

http://ahl-alquran.com/arabic/chapter.php?page_id=108

كلمة أخيرة لمشايخ الأزهر :

أحمد صبحي منصور اعترف بفضل من سبقوه مثل أبي حنيفه والإمام محمد عبده في عدم الاعتداد بالأحاديث ورغم أنه سبقهم في اجتهاداته وتفوق عليهم وأضاف كثيرا لما قدموه لكنه لم ينكر فضلهم وحقهم العلمي وهذه هي الأمانة العلمية.
ليس عيبا أن تؤمنوا بما توصل إليه الدكتور منصور منذ ربع قرن ، ليس عيبا أن تعترفوا بجهلكم أمام الشعوب ، ليس عيبا أن تعترفوا أن الدكتور منصور سبق عصره وزمنه ، ليس عيبا أن تكتشفوا أنكم عشتم عقودا طويلة في براثن الوهابية تساهمون في نشر ورعاية وحماية فكرها العفن الذي يدعو للانغلاق الفكري والظلامية والرجعية والتخلف والتعصب على حساب اقصاء القرآن الكريم وتشويه صورة كل من يحاول تجلية حقائق الإسلام من خلال القرآن الكريم ، كل هذا ليس فيه أي مشكلة نحن بشر وكلنا يخطئ ويصيب ومن الأدب والشجاعة الأدبية أن يعترف الإنسان بخطئه مهما كان هذا الشخص ومهما كان هذا الخطأ ، لكن العيب كل العيب أن يدمن هؤلاء الشيوخ سرقة أبحاث هذا الرجل بصورة متكررة دون استحياء ، ودون الاعتراف بحقه العلمي الذي يحتم على كل باحث أن يحفظ حق كل من سبقه ، فيجب على كل شيخ أزهري أن ينسب ويعترف بفضل من سبقه وأن ينسب الفضل لأهله، والاعتراف بفضل من يتعلمون منه بدلا من تكفيره والهجوم عليه . وانصحهم ان يتفرغوا للتعلم من كتب أحمد صبحى منصور بدلا من تفرغهم للغو واللهو وتكفير العلماء الحقيقيين المجتهدين. وأقول لهم (عيب ).



الجمعة، 2 سبتمبر 2011

في الدولة المستبدة .... يجوز دفع الضرائب للفقراء..؟؟

في الدولة المستبدة .... يجوز دفع الضرائب للفقراء..؟؟


نجحت ثورة مصر في إسقاط نظام فاسد مستبد صنع أكبر شبكة من اللصوص حدثت في تاريخ مصر ، وأدمنوا سرقة ونهب المال العام لكن بدرجات متفاوتة وبطرق متعددة ، ولقد تفوق هذا النظام الفاسد على جميع طغاة التاريخ في استنزاف كل ما يملكه المصريون ، حتى وصل الأمر لمشاركة المصريين في قوت يومهم وعرقهم ، وذلك بفرض الضرائب بصور مختلفة على جميع المصريين مهما كانوا فقراء ومهما كانوا محدودي أو معدومي الدخل ، ولم يفكر هذا النظام الفاسد المجرم إلا في زيادة حصيلة صناديقه الخاصة وحصيلة الضرائب عام بعد عام ، وتصديقا لهذا الكلام نجد على أرض الواقع ارتفاع نسبة الفقر والفقراء ، موازيا لزيادة حصيلة الصناديق الخاصة و الضرائب المُحَصلة من قوت المصريين ويصاحب هذا زيادة مضطردة في ثراء الأثرياء الذين يعود عليهم النفع من هذه الأموال ، وزيادة في الطغيان والظلم والاستبداد يتم انفاق معظم مليارات الضرائب على الأثرياء والأغنياء والمقربين من السلطان وحاشيته الفاسدة ، وإعطاء الهدايا والعطايا ببزخ لمن كانوا ينافقون هذا الرئيس المجرم ، ويروج له ويشاركه في خداع المصريين وإقناعهم أنه فلته من فلتات الزمن ، وأن مصر لا يصلح لها رئيسا سواه.

وحرصا على المصداقية والموضوعية لابد من ذكر بعض مؤشرات رقمية سريعة عن الفقر والفقراء في مصر لكي نثبت أن مبارك وعصابته كانوا دائما يخططون ويفكرون في نهب مزيد من المال ، ولم يخطر ببال أحدهم أي نية لأي فكر إصلاحي تنموي يعود على فقراء مصر ، لأن بعض المغيبين من المصريين والمنافقين من رجال الدين كانوا يوم 28 يناير يصرخون قائلين كفاكم ما تحقق من مطالب اتركوا مبارك ورجاله حتى تنتهي فترة ولايته ، طالما أنه قرر إصلاح كل شيء وطالبوا الثوار بالعودة لبيوتهم ، وأفتوا بأن استمرار هذه الاعتصامات يخالف الشريعة، ونقول لهم إذا كانت علامات الفساد ومؤشرات السلب والنهب ظلّت ظاهرة وجلية قبيل ساعات من ثورة يناير .؟ ، فهل مبارك وعصابته يمكن أن يصلحوا حال البلاد والعباد في تسعة أشهر.؟ ويتضح فساد هذا النظام وإجرامه في سرقة مقدرات مصر وحقوق شعبها بصورة ممنهجة ومدروسة في الآتي :

كان في مصر في عهد مبارك البائد لابد لوزير المالية أن يكون شيخ منصر أو محترف في النصب وصناعة الحيل لجمع المال من الفقراء والبسطاء عن طريق فرض الضرائب ، ووصلت مصر للحضيض في مسألة تحصيل الضرائب على كل شيء ووصل هذا الأمر ذروته خلال العشر سنوات الأخيرة ، حيث تم فرض ضرائب على سيارات النقل والأجرة والمشاريع الصغيرة جدا مثل مطعم فول وطعمية أو دكان بقالة محدود أو حتى كشك سجاير ، ووصل إجرام مبارك للتفكير في تحصيل الضرائب من (الفواعليه) وهذه تسمية لكل من يعمل في الفاعل في حرفة يدوية مثل البناء أو النقاشة او المحارة أو النجارة أو الحدادة أو أي مهنة حرفية يبذل العامل فيها مجهود جبار ليحصل على قوت يومه ، كانت وظيفة بطرس غالى آخر وزير مالية في عهد مبارك البائد هو التفكير في تحصيل الضرائب من كل شيء على أرض مصر ، ولم يبقى إلا أن يفكر في تحصيل ضرائب على الأطفال والمواليد ، وهذا يحدث بالفعل فكل مولود جديد عندما يذهب أبوه لتقييد اسمه في دفتر وسجلات المواليد لابد من دفع مبلغ 50 جنيه طابع ماعرفش أيه.

وخلال الخمس سنوات الأخيرة كان الحديث عن الضرائب هو لغة العصر والشارع ولا حديث للمواطنين إلا عن دفع الضرائب حتى وصل إجرام هذا النظام للتفكير في تحصيل ضرائب على العقارات والبيوت التي يسكن فيها المصريون الفقراء بمعنى أوضح أنه على أي مواطن مصري ذهب إلى أي دولة عربية أو ظل يعمل هو وأولاده لمدة خمس أو عشر سنوات في الفاعل يكدون ويعرقون ويجمعون المال قدر استطاعتهم ليتمكنوا من بناء بيت يأويهم و يحميهم من البرد القارص أو حرارة الجو أو سيول المطر في الشتاء وبعد حياة بائسة بدائية في بيوت آيلة للسقوط بالطوب اللبن ، ثم يفاجئ أن الحكومة الفاسدة قد فرضت عليه تقديم إقرار ضريبي سنوي عن هذا العقار وإذا زادت تكلفة أي منزل عن ربع مليون جنيه لابد عليه من دفع ضريبة سنوية ومن لا يقدم اقرار ضريبي سيعرض نفسه للغرامة وهي الفي جنيه مصري وبالطبع كان يتمنى وزير المالية أن لا يقدم جميع الفقراء إقرار ضريبي حتى يدفعوا الغرامة ، الحكومة الفاسدة تريد تحصيل إيجار من المصريين على أملاكهم.
هذه كانت سياسة مبارك الفاسدة الظالمة حيث كانوا يحصلون الضرائب من الفقراء على جميع المشاريع الصغيرة والكبيرة الناجحة والفاشلة ، و كل شيء في البلد لابد ان يدفع ضريبة.

واخترعوا طريقة جهنمية سحرية للضحك على الناس بإعلانات في التليفزيون الفاسد لإقناع الناس بأن الضرائب هي لمصلحة المواطن ، وهي في الحقيقة لمصلحة الفاسدين والسارقين والمجرمين والقتلة.

الضرائب كما قلت تم فرضها على كل شيء في مصر حتى على مرتبات الفقراء التي لا تكفيهم عشرة أيام في الشهر ، أنا كموظف في الحكومة المرتب الشهري يخصم منه ضرائب ، الكادر الخاص الذي كان سببا في تصوير المدرسين بصورة قبيحة جدا لا تليق بهم وأعتقد انها كانت مقصودة ، المهم هذا الكادر يخصم منه ضرائب أيضا ، مكافأة الامتحانات يخصم منها ضرائب أيضا ، إذا منّ علينا شيخ الأزهر وصرف شهر مكافأة للعاملين بالأزهر يخصم منه نفس الضرائب أيضا ، أي منحة أو أي دخل يحصل عليه الموظف المصري لابد من خصم جزء منه للضرائب ، حتى لو كانت هذه المنحة 50 جنيه ، في بداية تولي شيخ الأزهر لمهام وظيفته صرف نصف شهر من الأساسي للعاملين بالأزهر وأنا كمثال (راتبي الأساس 215 جنيه) يعني مفروض نصف شهر من الأساسي بالنسبة لي يكون 107.5 جنيه ، لكن لابد من خصم قيمة الضرائب المعتادة أيضا وهي 10% من أي دخل يعود على الموظف لابد من خصم هذه النسبة منه إجباري دون أخذ رأي أحد من الموظفين.

وقد صدمت منذ شهر تقريبا حينما قرأت لمسئول في الضرائب يقول أن حصيلة الضرائب لهذا العام بلغت حوالى 170 مليار جنيه مصري ، فعلا نظام مبارك طغى في فساده وظلمه وسرقته لأموال المصريين وخصوصا الفقراء ، والإجرام في هذا أنه يسرق هذه الأموال لينعم بها الأثرياء ويتمتعوا بها وهم ليسوا في حاجة إليها ، كذلك يدفع الفقراء هذه الضرائب لتسليح الجيش والشرطة وتمويل أجهزة القمع والتعذيب التي شربت دماء المصريين على مدى ثلاثة عقود مضت لقد تفوق مبارك على فرعون مصر في كل شيء ، لأن فرعون كان أبله ولا يستطيع السيطرة على لسانه وكان يكشف نفسه أمام الناس لدرجة أنه قال لهم أنا ربكم الأعلى ، لكن مبارك لا يتكلم ، وفي هدوء امتص دماء المصريين في ثلاثين عاما.

استفحل الظلم والفساد في عهد مبارك ووصل للتفكير في سرقة عرق وقوت الفقراء من المصريين وإليكم أمثلة توضيحية على ذلك :
ــ مواطن يعمل ( مبيض محارة) يعمل بذراعه كل رأس ماله هي عافيته وصحته التي منحه إياها ربنا جل وعلا لتكون سببا في حصوله على رزقه المحتوم ، لكن فساد واستبداد النظام البائد لا يرحم أجبروا مثل هذا الحرفي بعمل بطاقة ضريبية على أنه مقاول وكل عام يدفع مبلغ معين أي شاركوه في رأس ماله وهو صحته.
ــ مواطن آخر اشترى سيارة نصف نقل بالتقسيط عن طريق أحد تجار الربا والقروض الربوية الظالمة التي يتم سداد الجنيه فيها بجنيهان إجباريا ولأن منطق (المضطر يركب الصعب) هو الحاكم ـ يوافق المواطن المسكين الفقير على شراء سيارة نصف نقل لا يملك إلا نصف أو ثلث أو ربع ثمنها ويوقع على إيصالات أمانه بالمبلغ الباقي عن طريق سلفة وقرض بالربا ، لم تتركه الحكومة في حالة يسدد ديونه وأقساطه التي تشبه السكين على عنقه لكن فرضوا عليه ضريبة سموها الضريبة الإجبارية كل عام يجب دفعها عند تجديد الرخصة ، ولا يحصل على الرخصة إلا بعد سداد هذه الضريبة وتقديم مخالصة بذلك.
ــ مواطن آخر لكنه اشترى سيارة أجرة بنفس الطريقة وبنفس القرض ونفس الأسلوب ويتكرر معه نفس الشيء من الحكومة إجباره على دفع ضريبة سنوية إجبارية عند تجديد الرخصة.

هؤلاء المساكين يدفعون ضرائب باهظة مقارنة بدخلهم السنوي واليومي ، فهم يدفعون ضرائب ومن هذه الضرائب يتم دعم الغاز الطبيعي أو البنزين 90 و 92 و95 الذي يستخدمه الأغنياء والأثرياء في بيوتهم أو لسياراتهم الفارهة ، ولا يعود على الفقراء أي فائدة من هذا الدعم ، ورغم أنهم يدفعون ضرائب باهظة يسدد منها فاتورة دعم الوقود بجميع انواعه إلا أنه دائما وأبدا تجد أزمات في الوقود الشعبي مثل السولار والبنزين الـ 80 أو أنابيب البوتاجاز ، ولم نسمع أو نقرأ ولو مرة واحدة عن أزمة بنزين 90 أو 92 أو 95 ، فهم يوفرون أولا احتياجات الأثرياء من مال الضرائب وبعد ذلك ما يتبقى ينفقون منه على احتياجات الفقراء حسب ما يكفي وشيء طبيعي جدا ان تنشب خناقات ومشاجرات بين المواطنين بسبب اختفاء السولار أو البنزين 80 من السوق أو رغيف الخبز ، وقد تؤدي لموت بعض المواطنين ، وفوق كل هذا لا يتساوى الفقراء مع الأغنياء إلا في شيء واحد الجميع يحصلون على الماء والكهرباء وأنابيب الغاز وجميع الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين بنفس السعر ، دون تفريق بين غني او فقير ، إضافة إلى أن أي فقير حين يمرض ولا يملك تكلفة علاجه فعليه بحجز تربة فورا لأن الدولة لن تنفق عليه مليم أحمر لعلاجه ، حتى الموظفون والمشتركون في التأمين الصحي ــ الفاضح ــ حين يمرضون فهناك حد أقصى لتكلفة العلاج على نفقة الدولة ، وبعد ذلك يتحمل كل مشترك بقية التكاليف ، بينما كانت عصابة مبارك وعائلاتهم وأقاربهم وخدمهم يسافرون أوروبا وأمريكا على نفقة الدولة للفسح تحت غطاء العلاج على نفقة الدولة.

وهذه مجرد نبذة مختصرة عن الفقر والفقراء في مصر وعن فساد وزارة المالية وجهاز الضرائب الذي يعتبر من أهم الأجهزة التي ساهمت في سرقة ونهب أموال وحقوق الفقراء والمعدومين من شعب مصر.
وفي نفس السياق فجميع المغتربين خارج مصر سواء كانوا من العاملين الحرفيين وأرباب المهن والحرف اليدوية وحتى العمال الذين لا حرفة لهم ولا صنعة أو مهنة ثابته ، وكل رأس مالهم الصحة والعافية ، وهذه الفئة متفاوتة الأعمار من سن العشرين وحتى ما بعد الخمسين ، ورغم ذلك يعملون في أعمال شاقة جدا تحتاج لمجهود فوق طاقة البشر ، وبالرغم من كل هذه المعاناة فهؤلاء المساكين يدفعون ضرائب على سفرهم خارج مصر حين يعودون لمصر يُجبرون على دفع مبالغ من المال للحكومة المصرية عند تجديد تصريح العمل وأنا شخصيا تقابلت مع العديد من المصريين الفقراء أمام مكتب تصاريح العمل وهم يبكون لقلة ذات اليد وعدم القدرة على دفع تكاليف تصريح العمل ، فهو بين نارين مُجبر على السفر للبحث عن لقمة العيش التي افتقدها في بلده مصر ، ومن جهة أخرى الحكومة المصرية تُصر أنت تمتص آخر قطره من دمه قبل السفر ، هذا بخلاف ثمن التعاقد أو الفيزا التي يدفع فيها مبالغ كبيرة جدا ، هذا بخصوص أرباب الحرف والمهن اليدوية والعمال ، أما بخصوص الموظفين مثل المدرسين أو الأطباء أو الصيادلة والمهندسين أو أي موظف حكومي مصري يسافر للخارج بعد حصوله على تصريح بالأجازة بدون مرتب من وظيفته ، فإنه يدفع كل عام مبالغ كبيرة جدا عند تجديد الأجازة حيث يقوم بدفع حوالى ألفي جنيه أو ثلاثة آلالف أو أكثر كما أن المتعاقدين في بعض الدول يدفعون هذه المبالغ بالدولار الأمريكي للحكومة المصرية ، هذا بالإضافة لابتزاز هؤلاء المواطنون قبل السفر في بلادهم ودفع ثمن الفيزا وعقد العمل ، و أثناء استخراج شهادات طبية أو صحية والانتهاء من إجراءات السفر والعقبات التي لا حدود لها التي لا تُحـل إلا عن طريق دفع المال والرشوة.

وبينما كان يبالغ النظام الفاسد في توزيع جميع ثروات مصر على الفاسدين والمجرمين والعاطلين كان يتعامل بإجرام وخسة مع المواطنين الصالحين العاملين والمجتهدين وخير مثال هنا الفلاح المصري:
ــ إن قطاع الزراعة الذي يساهم بـ 18% من الناتج القومي إلا أن أربع ملايين فلاح يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد ، ومن يمرض منهم فلا علاج له على نفقة الدولة.
ــ وحسب تقرير عام 2007 يقرر أن 14 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر بينهم 4 ملايين لا يجدون قوت يومهم
ــ وبسبب الفكر الإصلاحي الذي كان يسهر من أجله جمال مبارك وأحمد عز وغيرهم من المجرمين فقد ارتفع عدد الفقراء في مصر حتى وصلت النسبة إلى 70%من المصريين اكتسبوا صفة فقراء وأصبحوا يعيشون تحت خط الفقر وذلك طبقا لما قاله اللواء طارق المهدي بعد الثورة ، وفي نفس السياق ارتفعت حصيلة الضرائب ، في مفاجأة سعيدة أعلنها سمير رضوان وزير المالية السابق في مؤتمر صحفي أن حصيلة مصلحة الضرائب خلال العام المالي 2010-2011 بلغت 169 مليارا و731 مليون جنيه مقابل 146،731 مليونا في ا لعام الماضي اي بزيادة 23 مليار جنيه ، وهذا مؤشر واضح على استمرار سياسة النهب والسلب.
، هذا هو الإصلاح من وجهة نظر مبارك ونجله وعصابتهم..!! لكل من يفكر أن هؤلاء يمكن أن يكونوا بشر مثلنا يفكرون في الفقراء ، أو كانوا يفكرون في إصلاح مصر وتوفير الحياة الإنسانية الكريمة للمصريين.

هذه مجرد مقارنة بسيطة وسهلة للزيادة في عدد الفقراء التي يقابلها زيادة في حصيلة الضرائب.
كما أن هناك نهب من نوع آخر كانت تقوم به الحكومة باستقطاعه من بسطاء الناس ، وكان لا يدخل في موازنة الدولة ، ولكن كان يدخل فيما يسمى بالصناديق الخاصة التي تعبر عن فكر إجرامي متطور في النهب الرسمي للفقراء ، عن طريق الخدمات والدمغات والغرامات وغيرها من الموارد التي لا تدخل إلى خزينة الدولة ولا يسمع عنها مجلس الشعب ولا الجهاز المركزي للمحاسبات ، ومن أمثلة هذه الصناديق:
1ــ دفع تذاكر في المواقف العامة (مواقف السيارات) في المراكز والمحافظات (شغل المحليات)
2ــ كارتات جميع سيارات السرفيس في جميع المحافظات
3ــ تذاكر الزيارات في المستشفيات
4ــ الدمغات والطوابع والمصاريف الإدارية للحصول على أي شيء من الحكومة مثل بطاقة الرقم القومي وشهادات الميلاد والوفاة والقيد العائلي ووثائق الزواج.
5ــ مصاريف ودمغات وطوابع وتأمينات للحصول على تصاريح البناء
6ــ مصاريف إدارية ودمغات وطوابع للحصول على ترخيص محل تجاري أو ورشة أو مصنع أو مطعم أو أي مشروع مهما كان صغر حجمه.
7ــ مصاريف توصيل عداد الكهرباء أو عداد المياه أو خط غاز طبيعي او خط تليفون.
وطبقا لتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات فإن عدد هذه الصناديق عشرة آلاف صندوق خاص ، ووصلت أرصدتها في عام 2009م إلى (1272مليار جنيه) ، فأين هذه الأموال الآن .؟ وهل مصر فعلا فقيرة وتمر بأزمة اقتصادية كما يدعي البعض.؟ ، ولماذا لا يتم ضخ هذه الأموال في خزينة الدولة.؟.

ـــ من هنا أقول أنه في دولة مثل مصر يتم فيها سرقة الشعب بصورة مدروسة ، كما يتم ظلم الفقراء لصالح الأثرياء والمقربين من العصابة الحاكمة ، فإنه ومن وجهة نظري لا يجوز دفع الضرائب للحكومة بل يحرم على دافعي الضرائب تسليمها للحكومة ، لأن الحكومة فاسدة وظالمة ولا توزع هذه الضرائب في صورة خدمات تعود على فقراء الوطن مثلهم مثل الأغنياء والأثرياء والمقربين من السلطة ، ولأنهم الأكثر احتياجا للدعم والمساعدة لتحسين ظروفهم الصحية والتعليمية والمعيشية ، لتقليص الفوارق الطبقية بين أبناء الوطن الواحد وأقترح أن يقوم كل مواطن مصري بدفع الضرائب المستحقة عليه لمن يعرفهم من الفقراء من الأقارب أو الجيران أو الأصحاب أو المعارف ويرفض الجميع دفع أي ضريبة لهذا النظام الحاكم المستبد الذي سرق أموال المصريين ، ولا يدفع أي مصري أي ضريبة إلا بعد ظهور الأموال الخيالية التي سرقها مبارك ووضعت في صناديق خاصة لا نعلم عنها شيئا حتى الآن ، ومن الممكن أن يتم عمل تجمعات أو ائتلافات من دافعي الضرائب وتجميع الأموال المستحقة عليهم وإنشاء صناديق أو مشاريع صغيره يتم عن طريقها توفير رواتب شهرية أو وظائف للفقراء والعاطلين والمحتاجين ، بدلا من تسليمها للعصابة الحاكمة.

وأخيراً:

هل سيعلن المجلس العسكري ومجلس الوزراء عن هذه الصناديق ويقول للمصريين اطمئنوا مصر بخير وينتهي عهد سرقة وظلم الفقراء ، وينتهي الكلام عن الأزمة الاقتصادية.؟
كل هذه المليارات ولم نتحدث عن الدخل القومي المصري الذي يعود على البلاد من السياحة وقناة السويس وتصدير الغاز لإسرائيل وتحويلات المغتربين خارج مصر والزراعة و و و و .. مصر ليست فقيرة ، مصر في حاجة لأمانة ووضوح وشفافية وعلانية وإظهار للحقائق وهذا حق مشروع لكل المصريين ، خصوصا بعد الثورة ، وكما يطالب المجلس العسكري منظمات المجتمع المدني بالإعلان عن مصادر تمويلها ، فلابد أن يبدأ بنفسه أولا ويعلن للمصريين جميعا بكل شفافية الإيرادات التي تُحصلها الدولة كل عام ، وكذلك المصروفات التي تنفقها الدولة ، الثورة بدأت عهد جديد ولابد أن يكون هذا العهد عهد الصدق والشفافية والوضوح والأمانة والمحاسبة للجميع.