الخميس، 21 أكتوبر 2010

ماذا تفعل لو جاءك رسول الله عليه السلام في زيارة الأسبوع القادم .؟

ماذا تفعل لو جاءك رسول الله عليه السلام في زيارة لبيتك الأسبوع القادم .؟


كان هذا السؤال هو محور إحدى حلقات برنامج (حياتنا) الذي أذيع يوم الجمعة الموافق 4/6/2010 على قناة دريم 2 ، وقد تمحورت كل الحوارات والمداخلات والاتصالات الهاتفية في محاولات بائسة لوجود إجابة لهذا التساؤل الوهمي الخرافي ، الذي يمكن توضيحه أكثر للقارئ ، وهو: ماذا تفعل يا مسلم لو علمت أن خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم جميعا السلام سوف يقوم بزيارتك في بيتك الأسبوع القادم.؟ ، ومن خلال ردود أفعال مقدم البرنامج وضيف البرنامج وكل من شارك عبر الهاتف على هذا التساؤل اتضح جليا لكل إنسان عاقل حالة الانفصام الشخصي التي يعانى منها معظم المسلمين في هذا الزمان والتي تعكس نوع من الشرك العقيدي الذي يعانى منه معظم المسلمين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

ولمزيد من التوضيح والبيان أذكر بعض ما قاله المسلمون عبر الاتصال الهاتفي والذي يعكس بكل وضوح حالة الانفصام التي أعنيها ويوضح أيضا وقوع معظم المسلمين في نوع من الشرك العقيدي الواضح بتحويل خاتم الأنبياء إلى إله يعبد مع الله جلا وعلا الذي يملك كل شيء وليس كمثله شيء ، والذي يعلم سرنا وجهرنا ومعنا أينما كنا وأينما نكون ونعلم ما نخفي وما نعلن دون الحاجة لأن يأتينا في زيارة الأسبوع القادم أو العام القادم أو القرن القادم ،وهذا هو الفارق بين الإله الخالق العظيم وبين البشر الذين يموتون وتفنى أجسادهم.

تعليقات بعض المسلمين:

(( قال أحدهم: سوف أبدأ في إصلاح نفسي ، وسوف أكون في غاية الحرج والكسوف من رسول الله ، ((وقال أخر: سأكون في قمة السعادة ولكن كيف سأواجه رسول الله وكلى أخطاء وذنوب )) ، وقال ثالث: ماذا أعددت لهذه المقابلة مقابلة رسول الله وكلى سيئات))وكأن لقاء رسول الله الذي لن يحدث في هذه الدنيا أكبر عند المسلمين من يوم الحساب الذي سيحاسب فيه رسول الله كباقي البشر أمام الله وسيسأل مثل باقي البشر شأنه شأن جميع الأنبياء والرسل يقول تعالى (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )الزمر:69 ،
وعلى الرغم من أن موضوع زيارة الرسول لنا في هذه الدنيا من الأمور المستحيلة ، ولكن رغم هذا عاش معظم المسلمين حالة الوهم الكبيرة التي ظهرت في إجاباتهم على هذا التساؤل ، وهذه الحالة الخيالية التي يتقمصها كل مسلم وهى تعبير منطقي جدا يظهر انفصال العالم الإسلامي عن الدين الحقيقي الذي انزله الله جل وعلا على الرسول وأمره بتبليغه للمسلمين ، وهذه السطحية الدينية التي يعانى منها المجتمع المسلم في كل مكان هي سبب مناقشة مثل هذا الموضوع وجعله شبه حقيقة يتوهم فيها كل إنسان أن خاتم الأنبياء سوف يزوره الأسبوع القادم في بيته ومن خلال انسجامه داخل المشهد يقع في شرك واضح بالله دون أن يدرى بحيث يجعل مقابلة الرسول هي مشكلة المشاكل بالنسبة له وكيف سيواجه ويقابل الرسول وهو في هذه الحالة المتدنية من التدين والسلوك والخلق ، وتناسوا جميعا مقابلة الخالق القدير المحيي المميت ، ولم يخطر ببال أحد حتى مذيع البرنامج وضيفه أن يضعوا مقابلة المولى جل وعلى في مقارنة مع مقابلة الرسول حتى من باب تذكير المشاهد أن هناك إله سنقابله جميعا يوم الحساب أو لتوضيح الفارق بين مقابلة البشر ومقابلة الله جل في علاه ، بمعنى أن يقول أحدهما إذا كنا نخشى ونخجل من مقابلة الرسول فكيف سنقابل من خلق الرسول ، ولكن مع الأسف انشغل الجميع بشيء واحد يمثل من وجهة نظري محاولات بائسة للرد على هذا السؤال الغير عقلاني والغير منطقي ، والذي يعكس حالة من الانفصال التام عن الدين دين الله القرآن الكريم.

اعلم جيدا أن معظم المسلمين يؤمنون بهذا الكلام إيمانا قطعيا وحتى لا يتهمني أحد أنني اتهم أحدا بعينه وشخصه بالشرك أو اظلم معظم المسلمين بكلامي هذا فقد استدل ضيف البرنامج وبعض المشاركين عبر الهاتف بحديث يثبتون فيه شركهم بالله جل وعلا وهو حديث (( أن أعمال البشر تعرض على الرسول وهو يعلم الصالح من المفسد)) وللرد على هذا الكلام الذي يعتمد على أدلة ظنية الثبوت نرد بكلام الله جل وعلا الذي حفظه إلى يوم القيامة لنوضح لمعظم المسلمين أن خاتم الأنبياء والمرسلين أمره ربه جل وعلا في حياته أن يعترف أنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، وأنه لا يعلم الغيب هذا وهو حي يرزق ، فهل سيعلم كل هذا وهو ميت في قبره يقول تعالى ((قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))الأعراف:188 ، فهو عليه السلام لا يستطيع دفع السوء عن نفسه وهو حي ، يقول تعالى (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )يونس: 49 ، وأنه عليه السلام غير مسئول عن أعمالنا ونحن أيضا لن نـُسأل عن أعماله يقول تعالى (قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ )سـبأ:25.

هذا من ناحية خاتم النبيين عليهم جميعا السلام ، والأهم من هذا هو التجاهل التام لرب العالمين ، هذا التجاهل الصارخ الذي وقع فيه معظم المسلمين حين يتعاملون بهذه الطريقة مع خاتم النبيين متناسين أن الله جل وعلا هو من خلقهم وخلق خاتم النبيين وأن الله جل وعلا سيحاسبهم كما سيحاسب خاتم النبيين ، وأن الله سبحانه وتعالى موجود معنا في كل لحظة وفي كل همسة وفي كل طرفة عين وأنه جل وعلا يعلم ما في السموات وما في الأرض يقول تعالى(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)المجادلة:7

وهو أيضا سبحانه وتعالى يعلم ما نسر وما نعلن وما نفعل ويعلم ما تخفى صدورنا
(وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ )الأنعام:3
(يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)التغابن:4

ولو ارتفعت أصواتنا أو خفتت أو همست سيعلمها الله )إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ )الأنبياء:110
(وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) الملك:13
حتى ما نفكر فيه وما يدور في نفوسنا يعلمه الله
(إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)الأحزاب:54

وسيحاسبنا به ربنا جل وعلا لأنه سبحانه وحده يعلم ماذا نريد وفيما نفكر
(لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)البقرة:284
ربنا جل وعلا يعلم كل هذا دون الحاجة لزيارتنا الأسبوع القادم أو العام القادم ، لأنه على كل شيء قدير ، وهذا الفارق الكبير بين قدرة البشر وبين قدرة وعظمة خالق جميع البشر

فمن خلال ردود أفعال هؤلاء على هذا السؤال يتضح أنهم لا يفكرون ولو للحظه واحده أن من خلقهم وخلق الرسول هو الله جلا وعلا وأنه سبحانه وتعالى الأوْلى بالطاعة والتقديس والخوف منه ، وأنه مطلع وعالم بتقصيرهم وذنوبهم وسيئاتهم ، وأن عليه سبحانه وتعالى حاسبهم وليس للرسول شأن في هذا ، لا في الدنيا ولا في الآخرة لأن القرآن يقرر ويؤكد أن خاتم النبيين سيكون خصما لنا يوم القيامة يقول تعالى (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ)الزمر: 31:30 ، إن تناقض عقيدة هؤلاء مع آيات الله جل وعلا ، يبين لكل من يعتقد أن خاتم النبيين سيكون شريكا في حسابهم و أنه سيدافع عنهم أمام الله ،أن القرآن الكريم يقرر ويؤكد أنه سيكون خصما لهم يوم القيامة ، فمن نصدق إذن .؟

وهذا دليل على أن معظم المسلمين الآن يُشركون بالله حيث أنهم يعانون الخوف والقلق من مقابلة الرسول فجأة وهم غارقون في السيئات مع أن الله العلى القدير معهم في كل لحظه فلماذا لا يتوبون ولا يخجلون من أنفسهم على خطاياهم ويبادرون بالتوبة خوفا من الله لأنه جل وعلا هو الأولى بالخوف والطاعة ، ولكنهم أظهروا ما في نفوسهم أنهم لا علاقة لهم برب العالمين ولا علاقة لهم بيوم الدين (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ )الانفطار:19..

أخيرا :

متى نستعد للقاء الله؟

محمد عمارة يسرق بحث الدكتور منصور -عن النسخ وينسبه لنفسه

كتب د/ محمد عمارة : مقالا في جريدة صوت الأزهر في الصفحة الثامنة من العدد 575 ليوم الجمعة الموافق 1أكتوبر 2010م عن (( حقيقة معنى النسخ في القرآن الكريم))

إليكم بعض ما قيل فيه:

لقد مكثت زمنا طويلا أبحث عن مفتاح لحل هذا اللغز الغريب.! فمحكم آيات القرآن القرآن الكريم قاطعة بأنه لا تبديل لكلمات الله التي أوحاها إلى رسوله الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم والتي كونت هذا الكتاب العزيز.

فكيف إذا تسربت إلى الفكر الإسلامي دعوى النسخ بمعنى المحو والإزالة والإبطال والإعدام والتغيير والتبديل ، والتي لم يقف تسربها عند حدود عوام المفسرين وفق تعبير السيوطي في "الإتقان لعلوم القرآن" وإنما تبناها ورددها علماء أعلام في العديد من ميادين التراث الإسلامي.؟

كيف بدأ اللبس والخطأ الذي أصبح مأزقا فكريا خانقا لأصحابه .. وثغرة تنهال منها سهام خصوم الإسلام في الفضائيات والكتب والصحف والمجلات على قرآننا الكريم.

ولقد جاء الخيط الذي قادني إلى مفتاح اللغز عندما قرأت للإمام الكبير الشيخ محمد أبوزهرة كتابه عن الشافعي فوجدت فيه:

1ـ أن الصحابة والكثير من المتقدمين من التابعين وتابعي التابعين قد كان لهم فهم لمعنى مصطلح النسخ مختلف تماما عن معناه الذي شاع عند المتأخرين .. كان النسخ عندهم هو:

ـ تقييد المطلق

ـ وتخصيص العام

ـ وتفصيل المجمل

ـ وبيان المبهم

ـ ومنهم من كان يجعل الاستثناء نسخاً

ولقد قلص الشيخ الشاطبي المواطن التي قيل إن فيها ناسخا ومنسوخا.. وأشار إلى إمكانية الجمع بين ما قيل فيه بالنسخ .. وقال :

"وغالب ما ادعى فيه النسخ إذا تؤمل وجدته متنازعا عليه ومحتملا" وقريبا من التأويل بالجمع بين الدليلين" وهو هنا يجعل النسخ "ادعاء لا يصدق التطبيق:

ثم يقول بعد أن بين الشاطبي ذلك . فكشف الغمة عن حقيقة موقف السلف الصالح من هذه القضية .تقدم فأشار إلى اللبس الذي حدث لدى المتأخرين في هذا الموضوع .

باقي المقال على هذا الرابط لمن يود الرجوع إليه

http://www.alazhar.gov.eg/sawt_alazhar/575/paper.htm

الرد على هذا الكلام:

ــ يتحتم على كل عالم أزهري البحث والاجتهاد لتجلية حقائق الإسلام ، وذلك طبقا لقانون الأزهر نفسه.

وتنفيذا لهذا القانون : بدأ حركة الاجتهاد الدكتور / أحمد صبحي منصور ، حين كان أستاذا بالأزهر ، ولا يزال يجاهد ويجتهد في فهم آيات القرآن الكريم ليتعلم منها ويـُعلمَ غيره لهدف وحيد هو تجلية حقائق الإسلام.

ــ وقد اشتغل وبحث في أمور كثيرة يصعب حصرها في مقال أو بحث أو كتاب ، وقد تسبب في صدمات وكدمات لعلماء ومشايخ بالمئات ، لأنه أحدث تصدعات في تراثهم الفكري وكل ما وجدنا عليه آباءنا ، وكل هذا كان يحتكم فيه للقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والذي أمرنا ربنا جل وعلا أن نجتهد في قراءته بتدبر وفهم وتركيز وتعقل.

ــ ولا يخفى على أحد ما تعرض له الدكتور منصور بسبب اجتهاده وبحثه في القرآن الكريم وفي التنقيب عن الأخطاء و المسكوت عنه في التراث الإسلامي البشري ، فيعرض هذا وذاك على آيات القرآن الكريم حتى توصل إلى حقيقة نهائية مفادها أن القرآن كاف ولا يحتاج لأي منهج بشري يوضحه أو يكمله.

ومن القضايا الهامة هي موضوعنا اليوم حقيقة( النسخ ) ، وقد كتب فيه الدكتور منصور كتابا بعنوان (النسخ في القرآن : معناه الإثبات وليس الحذف) وكان هذا في منتصف عام 1987م .

، وحدث ما حدث مع الدكتور منصور تجاه هذا البحث شأنه شأن غيره من اجتهادات ، وأبحاث وكتب أو مقالات.

ــ ما أود قوله اليوم هي الحقيقة المرة التي لا يستطيع علماء الإسلام تقبلها جرعة واحدة ، فكل عقد أو عقدين من الزمان يخرج علينا عالم إسلامي جليل يتفوه ببعض ما قاله الدكتور منصور مدعياً أنه عاش في حيرة وقلق حتى توصل لحل هذا اللغز الغريب على حد وصف الدكتور عمارة حينما وصف قضية النسخ في مقاله المشار إليه سابقا ، فيبادر هذا العالم أو ذاك بأن ينسب الفضل لنفسه ولعقله المحدود متجاهلا المدة الطويلة التي سبقه الدكتور منصور فيها ، وسارقا رحيق عمره من النضال و الاجتهاد للوصول للبحث عن الحق والوصول إليه ، والحقيقة المرة أن هناك فجوة كبيرة جدا في المستوى العقلي والفكري بين هؤلاء العلماء وبين الدكتور منصور ، ودليل هذا ما يفعلوه بأنفسهم ، وبكامل إرادتهم ، فما يقوله الدكتور منصور في بدايته يكون بمثابة ضربة موجعة على الرأس ، أو صدمة كهربائية لهم ، يمتد تأثيرها لأمد بعيد ، وبعد حين يستفيق أحدهم معلناً أنه قد نجح في التوصل لحقيقة قرآنية قد سبقه فيها الدكتور منصور بعشرين عاما أو أكثر ، وهنا تكمن الخطورة ، نظرا لأن العمر قصير ، فإن هؤلاء العلماء في حاجة لأضعاف أضعاف أعمارهم حتى يتمكنوا من التسليم والاقتناع وتقبل كل ما يقوله الدكتور منصور ، إذن العيب ليس فيما يقوله الدكتور أحمد صبحي منصور ، لا والله فالعيب في عقول هؤلاء العلماء الأجلاء ، لأنهم في النهاية يرددون ما يقوله الرجل في كثير من اجتهاداته لكن بعد عشرات السنين.

ردا على توصية السعودية بإضافة لفظ (رضي الله عنه أو عنها) هل من حقنا ..... قول رضي الله عنه ورضي الله عنها..؟

السعودية توصي بإضافة لفظ (رضي الله عنه أو عنها) بعد أسماء الصحابة وأمهات المؤمنين والصحابيات

هل من حقنا ..... قول رضي الله عنه ورضي الله عنها..؟


كتبت هذا المقال بتاريخ 7/9/2008م أوضح فيه بآيات القرآن العظيم أنه ليس من حق أي إنسان حتى لو كان نبيا مرسلا أن يفضل أحدا من البشر أو يزكي احدا من البشر على الله ، كما ليس من حق أي إنسان أن يقول أن الله رضي عن فلان أو علان ، ورأيت أنه من واجبي إعادة نشر هذا المقال للرد على التوصية التي طالب بها أحد وزراء دولة آل سعود حيث قال الآتي :

السعودية توصي بإضافة لفظ (رضي الله عنه أو عنها) بعد أسماء الصحابة وأمهات المؤمنين والصحابيات

الرياض- وجه وزير سعودي الأحد بضرورة إضافة لفظ (رضي الله عنه أو عنها) بعد أسماء الصحابة وأمهات المؤمنين والصحابيات عقب الإساءات التي أطلقها رجل الدين الكويتي الفار الشيخ ياسر الحبيب بحق زوج النبي أم المؤمنين السيدة عائشة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وجه جميع الأمانات والبلديات في مختلف مناطق المملكة بإضافة لفظ (رضي الله عنها) بعد أسماء أمهات المؤمنين والصحابيات و(رضي الله عنه) بعد أسماء الصحابة في لوحات أسماء الشوارع، وذلك بخط أصغر من الخط المكتوب به الاسم وفي نهاية سطر مستقل أسفل منه.))) انتهى

وإليكم المقال :

http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=4042


هذا المقال يناقش موضوع هام يقع فيه معظم المسلمين دون أن يشعر أحدهم بأنه قد تقول على الله سبحانه وتعالى ، و تدخل في علم الله ، وادعى معرفة أمور غيبيه لا يحكم فيها إلا الله ، ولا يقررها إلا الله جل وعلا ، وذلك حينما يقول أحدهم عن شخص ما(رضي الله عنه أو رضي الله عنها) وهذا القول يجعل الإنسان منا يحكم في ما ليس له به علم أو يتقول على الله جلا وعلا ما ليس من حقه ويصدر حكماً قطعيا بأن الله جل وعلا قد رضي عن فلان أو فلانة ، فإذا كنا لم ولن نرى الله سبحانه وتعالى ، وإذا كنا لم نرى من نقول عنهم هذا القول ولم نعايشهم ، وحتى لو عايشناهم ، فليس من حقنا أن نزكي أحدا على الله جل وعلا ، وليس من حقنا أن نزكى أنفسنا فهل يجوز أو يعقل أن نزكى الأخرين أو نحكم بأن الله تعالى قد رضي عنهم.؟


والحكم بصلاح أي إنسان أو فساده ، أو إيمانه أو كفره ، غيب لا يعلمه إلا الله جل وعلا وليس من حقنا نحن البشر التدخل فيه ، ويقول سبحانه وتعالى يوضح لنا أنه ليس من حقنا أن نزكي أنفسنا (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )النجم:32 ، وقد أمرنا المولى عز وجل أيضا أن نهتدي ويحاول كل إنسان أن ينأى بنفسه عن الكفر ، ولا يفكر فيمن كفروا ، لأنه (أي الإنسان) إذا اهتدى لن يضره من كفر يقول تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )المائدة:105.



ورغم هذا الوضوح ، وهذا النهي عن تزكية أي إنسان لنفسه ، لكن نجد من يزكي الأخرين ضاربا عرض الحائط بقول الله عز وجل ، متناسيا أن العلم عند الله سبحانه وتعالى وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، لكن يقع معظم المسلمين في أمر غاية في الخطورة ، وأنا أراه تعدي واضح على الله جل وعلا وخوض في أمور خاصة بالله سبحانه وتعالى ، وهي عندما يتحدث إنسان مسلم عن أحد السابقين سواء من الصحابة أو غيرهم ، أو أي إنسان من المسلمين عاش في عصر الرسول أو إي إنسان ممن عاشوا في عصر الخلفاء الراشدين الرجال منهم أو النساء ، فإنه يتلو الإسم بقوله (رضي الله عنه ) أو (رضي الله عنها) ، ورضى الله سبحانه وتعالى لا يعلمه إلا الله وليس من حق إنسان أن يحكم في هذا الأمر من تلقاء نفسه بهذه السهولة ، والله عز وجل وحده هو من يحكم بأنه تعالى قد رضي عن فلان أو فلانة ، وليس من حقنا أن نتقول على الله ونحكم بهذا لمجرد أن أحد هؤلاء قد عاصر الرسول أو عاش في عصر الخلفاء الراشدين ، فالله جل وعلا لا يـُـظـِــهـرُ على غيبه أحدا يقول تعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِه أَحَدًا)الجــن:26 ، والله جل وعلا لا يشرك في حكمه أحدا يقول تعالى (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا )الكهف :26 ، أليس الحكم والقول بأن الله رضي عن فلان أو فلانة غيب لا يعلمه إلا الله ، وتدخل في حكم الله.؟ ، فكيف يحكم الإنسان بهذه السهولة بأن الله قد رضي عنهم وأرضاهم.



وسيقول قائل ويسأل سائل أن الله جل وعلا قد رضي عن بعض الصحابة الذين بايعوا الرسول عليه السلام تحت الشجرة في قوله تعالى ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْـزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا )الفتح:18، وهنا سؤال ، من يستطيع من المسلمين أن يعطينا كشفا بأسماء وعدد الصحابة الذين بايعوا الرسول عليه السلام في هذه اللحظة ، وهذا الموقف الذي استحقوا عليه رضي الله ، حتى لو استطاع أحد أن يأتينا بأسماء هؤلاء الصحابة الذين كانوا مع رسول الله عليه السلام آنذاك فليس من حقنا أيضأ أن نتدخل في حكم الله ، وفي غيبه ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، هؤلاء الصحابة في ذلك الموقف كما توضح الآية نالوا رضى الله سبحانه وتعالى لأن المولى عز وجل( عَــلِـمَ )ما في قلوبهم من إخلاصهم لله وللرسول في هذا الموقف ففتح الله عليهم ونصرهم ، فهل أحدنا يعلم ما قلوب هؤلاء السابقين حتى يحكم عليهم ويقرر أن الله جل وعلا قد رضي عنهم ، ولو ادعى إنسان أنه يعلم ما في قلوب هؤلاء ، فمن يحكم ومن يقرر هوالله جل وعلا .


ولو قرأنا وتدبرنا معاً السياق القرآني الذي ذكر فيه (رضي الله) سيكون الأمر أكثر وضوحاً:
يقول تعالى :
( قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) المائدة : 119 ، وهذه الآية توضح أن رضى الله سيكون من نصيب أهل الجنة ، وهذا يوم يوم الحساب .
يقول تعالى :

( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)التوبة:100 ، وهذه الآية توضح أن من نالوا رضى الله جل وعلا هم المهاجرين الأوائل الذين هاجروا مع رسول الله عليه السلام والأنصار الذين استقبلوهم في المدينة ، وآثروا على أنفسهم ، ولكن أيضا لا يستطيع أحد أن يحكم في هذا إلا الله جل وعلا ، لأنه يعلم ما نخفي وما نعلن ، وليس من حقنا نحن البشر أن نقول أن الله جل وعلا قد رضي عن فلان أو فلانة من تلقاء أنفسنا .

يقول تعالى:
( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)الفتح:18، وهذه الآية توضح كما ذكرنا أن الله جل وعلا قد رضي عن مجموعة من المؤمنين الذي صدقوا وأخلصوا النية لله وللرسول وبايعوه بإخلاص ، ولم تذكر الآية أن الرسول قد علم ما في صدروهم ، ولكن الله سبحانه وتعالى نسب علم الغيب واطلاعه على ما في قلوبهم لذاته جل وعلا ، ولذلك رضي عنهم.

يقول تعالى:
( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )المجادلة:22، وهذه الآية يوضح فيها رب العزة جل وعلا قوما أمنوا بالله وأيدهم بروح منه ورضي عنهم ، وأسماهم حزب الله ، وأكد أنهم هم الفائزون ، وهنا لا يجوز لأي إنسان أو جماعة أن يدعوا أنهم حزب الله ، لأن حزب الله اختيار من رب العالمين نتيجة علمه جل وعلابما يفعلون وما يسرون وما يعلنون.

يقول تعالى يوضح ثواب الذين أمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة أن يرض الله عنهم ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنها ، وكل هذه الأمور غيب لا يحكم فيها إلا الله ، ولا يعلمها إلا الله ، يقول تعالى
( جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)البينة:8، من الممكن أن نقول أن الله جل وعلا يرضى عن المؤمنين عامة ويغفر لهم ويدخلهم جنته في الآخرة ، لكن دون تحديد أسماء ، وأشخاص ، فهذا غيب لا يعلمه إلا الله.


ورغم هذه الآيات التي توضح وتبين أن رضى الله جل وعلا على أي إنسان سواء كان في الدنيا أو في الأخرة هو أمر وحكم خاص بالله جل وعلا ولا يجوز لأي بشر أن يزكي بشراً أخر أو يتقول على الله جل وعلا بأنه قد رضي عن فلان أو فلانة بمجرد أن هذا ، وهذه قد عاصر النبي عليه السلام ، أو رآه أو جلس معه أو كان خليفة للمسلمين أو عاش فى القرون الأولى لنزول الإسلام ، فهذه الأمور أمور غيبيه لا يعلمها إلا الله ، وليبحث كل منا عن نفسه ، ويترك الحكم في تزكية وتفضيل الأخرين لله جل وعلا ، ويترك الحكم برضى الله جل وعلا عن فلان أو فلانة لله سبحانه وتعالى هو أعلم بنا من أنفسنا ، وهو عالم الغيب والشهادة ولا يطلع على غيبه أحدا ، ولا يشرك في حكمه أحداً.

فيجب أن نسأل أنفسنا ماذا يريد هؤلاء من المسلمين.؟ ، وإلى أي طريق يسيرون.؟

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

رضا عبد الرحمن على

تدبر في معنى (آتى و أتى) في القرآن الكريم

تدبر في معنى (آتى و أتى) في القرآن الكريم


إن الباحث عن الحق لا سبيل أمامه لفهم نصوص وآيات القرآن الكريم بمعانيها الحقيقية إلا إذا قام بقراءة و تتبع الآيات وتدبرها وربطها ببعضها البعض ، مقارنة وربط جميع الآيات التي تتحدث عن نفس الموضوع وتجميع كل ما يخص هذا الموضوع في جميع سور القرآن الكريم للوقوف على حقيقته كاملة ناصعة واضحة ، ويتم هذا بسهولة ويسر بدون إضافة أي مصطلحات أو مفردات بشرية تراثية يتم فرضها على آيات القرآن الكريم ، ودون الاستعانة بتفاسير البشر مهما كانوا ، فالنصوص القرآنية كفيلة بتوضيح بعضها بعضا وذلك لو اتبع الباحث منهج القرآن الكريم والتزم بمصطلحاته ومفرداته وأسلوبه ، تاركا خلفه ما توارثه المسلمون من تراث يعج بالمتناقضات مع نفسه ومع القرآن .

وهذا البحث القرآني قمت بكتابته للرد على كل مسلم يستدل بقوله تعالى (وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ)الحشر:7 واعتباره دليل قطعي على ثبوت الأحاديث واعتباره دليل لا يمكن تكذيبه ، فقد استخدمه جميع علماء الإسلام في الرد على القرآنيين ظناً منهم أن هذا الجزء المقطوع من سياق الآية الكريمة حجة دامغة لا يمكن الرد عليها.

وأول ما يجب الإشارة إليه هنا هو خيانة الأمانة العلمية عند معظم علماء الإسلام في استخدام هذا الجزء من الآية والاستدلال به على وجود الأحاديث ، لأنني ومنذ أن تشكل وعيي وعقلي لم أسمع عالم مسلم واحد يقرأ هذه الآية الكريمة كاملة من أولها عندما يريد الدفاع عن الأحاديث وإنما يقوم باقتطاع هذا الجزء من السياق العام للآية ليقنع العوام من الناس بأن هذا دليل قطعي يأمرنا باتباع الأحاديث ، وهذا ما حذرنا منه رب العزة في التعامل مع القرآن الكريم كما حذر بني إسرائيل في قوله تعالى(ثُمَّ أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِٱلإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)البقرة:85 وهذا مجرد توضيح بسيط للتشابه بين من يقتص جزء من آية قرآنية ليجادل ويعاجز في آيات الله وبين ما فعله بنو إسرائيل.

ولو رجعنا للقرآن الكريم نقرأ آياته ونتدبر مفرداته ومصطلحاته ولغته الخاصة وكيفية استخدام هذه المفردات والمصطلحات في القرآن الكريم لوجدنا دليلا أخر أقوى وأوضح على أن هذا الجزء من الآية ( 7 ) من سورة الحشر لا يمكن اعتباره دليل على وجود الأحاديث على الإطلاق ، وذلك طبقا لاستخدام الفعل ( آتى و أتى) ومشتقاتهما المختلفة في القرآن الكريم ، وآيات القرآن الكريم وحدها كفيلة للرد البين على كل هؤلاء دون إضافة رأي ودون تفسير من البشر.

جاء الفعل (آتى وأتى ) ومشتقاتهما في القرآن الكريم في مواضع و استخدامات مختلفة ، ليس منها على الإطلاق ما يعبر عن تبليغ وحي من خاتم النبيين عليهم السلام لأمته ، وليس منها أيضا ما يفيد أمرا باتباع وحي أنزل علي خاتم النبيين.

الـتـوضــــــــيـح:

ــ جاءت للتعبير عن الوحي الإلهي من الله جل وعلا للأنبياء والمرسلين يقول تعالى لخاتم الأنبياء والمرسلين (وَلَقَدْآ تَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)الحجر:87

(كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا)طــه:99

وجاءت تبين موقف كفار قريش من القرآن ومطالبتهم لخاتم النبيين بأن يبدل لهم هذا القرآن ، وإجابة خاتم النبيين على مطالبهم بأن مجرد التفكير في هذا معصية لله جل وعلا يقول تعالى

(وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)يونس:15


ــ جاءت تعبر عن تكذيب الكفار للقرآن بعد إذ جاءهم

(وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)المؤمنون:71،90


ــ وفى مواضع أخرى جاء الحديث عن بني إسرائيل وما أنزل إليهم من وحي قبل الرسالة الخاتمة (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَاآتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة:63 ، البقرة: 93 ،المائدة 12،20 ، 41، الأعراف 171.

(سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)البقرة:211


ــ وجاءت في بعض الآيات تخاطب أهل الكتاب

(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)البقرة:146 ، البقرة 121 ، الأنعام 20 ، الأنعام89 ، القصص 52 ، الرعد36

ــ كما جاءت في حوار يجمع بين خاتم النبيين عليهم السلام وبين أهل الكتاب ، وأن القرآن نزل مؤكدا ومصدقا ومهيمنا على ما سبقه من رسالات وكتب وسماوية ، ولكل ابتلاء فيما آتاه الله ، وأمر الله لخاتم النبيين وقومه ولأهل الكتاب جميعا أن يتسابقوا في فعل الخيرات وأن المرجع لله وحده فهو جل وعلا سيحكم بين الجميع من آمن ومن لم يؤمن.

(وَأَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْشَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة :48


(أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْـزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَـزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)الأنعام:114 ، الرعد 36، النحل 55 ، العنكبوت47 ،66، الروم34 ،آل عمران73 ، الأنعام114.

ـ جاءت في القرآن لدعوة المسلمين للإيمان بجميع الرسل والأنبياء السابقين و الإيمان بجميع رسالاتهم وعدم التفريق بينهم.


( قُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)البقرة:136

(قُلْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)آل عمران:84

ــ جاءت في سياق التعبير عن رد فعل الكفار من إرسال الرسل و إنزال الوحي .

(وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)الحجر:11، (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ)الأنبياء:2، يـس 30، الزخرف7، الشعراء 5.

ــ وجاءت في الحديث عن المشركين الذين يدعون مع الله شركاء ، و نفى القرآن أن الله جل وعلا لم ينزل وحيا من عنده على هؤلاء الشركاء لكي يعبدهم الناس.

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلا غُرُورً)فاطر:40، الزخرف21

ــ وجاءت في نهاية حوار بين الكفار الذين كذبوا بآيات الله التي أنزلت على خاتم النبيين عليهم السلام ، وتشبيه ما فعلوه مع خاتم النبيين بما فعله المكذبون من قبلهم مع أنبياء الله .

(وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍـ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَاآتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ)سبأ:44 ،45


ــ كما جاءت آية عظيمة توضح حوار الكفار مع خاتم النبيين وعدم اكتفاءهم بآيات القرآن ، بل يريدون أن يأتيهم الله بمعجزات مثل ما أوتىَ إبراهيم وإسماعيل وموسي....الخ)

(وَإِذَا جَآءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ)الأنعام:124

ــ ورغم أن القرآن قد جاءهم بالحق إلا أنهم يعترضون ويكفرون ويقولون بسخرية لولا أوتىَ مثل موسى على الرغم من كفرهم بما أوتىَ موسىَ.

(فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلاۤ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ)القصص:48،أي إن قريشا طلبت من النبي محمد عليه السلام معجزة حسية مثل المعجزات التي كانت لموسى ، ويرد عليهم رب العزة بأن أسلافهم من قبل كفروا برسالة موسى مع أن موسى استعرض أمامهم آياته الحسية فكان أن اتهموا موسى وهارون بالسحر والشعوذة وتمسكوا بكفرهم.


ــ جاءت للتعبير عن عطاء الله لبعض الرسل من معجزات حسية تؤيد المنهج الذي أرسلوا به ، كما جاءت أيضا للتعبير عـمَّـن آتاه الله الملك والثروة والعلم من الأنبياء أو من البشر.

(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْمُبِينُ)النمل:16

(فَلَمَّا جَآءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ)النمل:42 ، 36



( فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)القصص:79

(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوۤاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ ٱلْمَالِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي ٱلْعِلْمِ وَٱلْجِسْمِ وَٱللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)البقرة:247، الإسراء85

ــ و كذلك جاءت للتعبير عن الابتلاء الدنيوي في الدين والرزق بأنواعه ، واعتبار هذا العطاء والملك والرزق والنعيم بمثابة اختبار للإنسان.

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)الأنعام:165

ــ كذلك جاءت بمعنى إعطاء الزكاة وإخراج المال لله ، والحكمة التي يؤتيها الله لبعض الناس في ذلك.

( لَّيْسَ ٱلْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلْكِتَابِ وَٱلنَّبِيِّينَ وَآتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلاةَ وَآتَى ٱلزَّكَاةَ وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَٱلصَّابِرِينَ فِي ٱلْبَأْسَآءِ وٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلْبَأْسِ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ)البقرة:177 ، التوبة 18، الروم39 ، الليل 18.

(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ)البقرة:269 هذه الآية جاءت تعبر عن الحكمة التي يؤتيها الله لبعض الناس فيما يخص الإنفاق في سبيل الله وأن الحكمة هنا تعني الاحتكام للقرآن والاقتداء بتشريعاته في الإنفاق على المحتاجين ، وأن هذه الحكمة ستكون سببا في جلب الخير لهذا الإنسان لأنه قد اتبع كلام الله.

ــ كما جاءت لتبين أن متاع الدنيا وزينتها قليل ولا يقارن بما عند الله في الآخرة للمؤمنين.

(فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)الشورى:36، القصص60

آية عظيمة تنبه الناس وتحذرهم وتنصحهم بعدم الغرور بالمال والجاه في الدنيا لأن هذا الغرور قد يجعل الإنسان من المعذبين في الآخرة (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)الحديد :23

(لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)آل عمران :188

ــ وردت في القرآن بمعنى إعطاء الأجر والثواب من الله لكل من آمن بالله وحده بلا شريك وعمل صالحا ، ولكل من تاب توبة صالحة صحيحة وأن الله جل وعلا لا يظلم بل سيكافئ الإنسان على أقل أعمال الخير ، وعلى النقيض من يكذب بآيات الله ويتولى عنها فله العذاب.

(إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَٰعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً)النساء:40

(إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً)النساء:146

( وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ)هـود:3

ــ كما جاءت في سياق آيات التشريع للنكاح من أهل الكتاب و ملك اليمين والنهي عن الإمساك بعصم الكوافر، وكذلك في بعض آيات الطلاق والرضاع والميراث يقول تعالى (وَلْيَسْتَعْفِف الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلاتُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيم)النور:33 ،المائـدة5، الممتحنة10، النساء20،البقرة229، 223، النساء 19

ــ وردت بمعنى (أرْسِـلَ) بضم أوله أو(جاء) جاءوك أو ( وصل ) مشيا على الأقدام مثلما جاء بعض المؤمنين يريدون الذهاب مع خاتم النبيين عليهم السلام يدافعون عن الإسلام فردهم لعدم وجود دواب وعُــدَّه لهم .

(كَذَلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)الذاريات :52

(وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَاأَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلا يَجِدُوا مَايُنْفِقُونَ)التوبة:92 ،الفرقان40

(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لايَشْعُرُونَ)النمل:27

ــ وجاءت بمعنى حَـضَـرَ ، أحضر ، فعل ، صنع أو أتم عملا

(فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ)طـه:60

(وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوۤاْ إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ)طـه:69

ــ جاءت بمعنى أعطى وليس هناك أوضح من آية توزيع الغنائم أو الفيء في سورة الحشر يقول تعالى(مَاأَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)الحشر:7

ــ جاءت بمعنى دمَّــر في سياق تشبيه عقاب الله جل وعلا للمشركين بمن تتهدم ديارهم عليهم.

(قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ)النحل:26

ــ آيات بينات توضح ثواب الإيمان بآيات الله وعقاب الكفر بها

(وَكَذَلِكَ أَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الْكَافِرُونَ)العنكبوت:47 ،66 ، النحل 55، الروم 34

ــ وردت آيات تبين عذاب الله في الدنيا والآخرة وأن الساعة ستأتي بغتة أي فجأة

(قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)الأنعام:40 ، الأنعام 47، يـونـس50

ــ جاءت بمعنى (اقترب) للتعبير عن اقتراب موعد الساعة

(أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)النحل:1

ــ وجاءت بمعنى بـُعـِثَ للقاء الله جل وعلا ثم وردت في النص القرآني للتعبير عن استلام كتاب الأعمال في الآخرة

(إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)الشعراء:89


( يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً)الإسراء:71

( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ)الحاقة:19

( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ)الحاقة:25 ، الإنشقاق 7 ، 10 ، المدثر 52

ــ وفي النهاية يقول ربنا جل وعلا يخاطب جميع مخلوقاته في السموات والأرض (إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ آتِي ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْدا)مريم:93


الخــلاصـــــــة:

ــ من خلال ما سبق يتبين أن استخدامات الفعل (آتى وأتى) ومشتقاتهما في القرآن الكريم جاءت في استعمالات كثيرة ومختلفة ، ولكن يمكن تقسيمها لقسمين:

القسم الأول:السياق القرآني الذي يكون فيه تشريع وأوامر من الله جل وعلا مثل إرسال الرسل وإنزال الوحي وإعطاء النعم والملك والجاه وتشريعات الزكاة النكاح والطلاق والرضاع والميراث ، والحديث عن الساعة وعن الثواب والعقاب والبعث ولقاء الله واستلام كتب الأعمال ، وفي هذا السياق القرآني يكون طرفي الحوار متواجدان فالله جل وعلا موجود وكل شيء هالك إلا وجهه مثال (إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)الشعراء:89، فالله جل وعلا موجود ومن يأتيه بقلب سليم من البشر أيضا سيكون موجود للحساب.

القسم الثاني :جاء فيه السياق القرآني يتحدث عن سلوكيات وأفعال ومواقف وتعاملات بين البشر وبعضهم البعض ، وكذلك الأمر فلابد من وجود طرفي الحوار في معية أثناء الحديث مثال (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلا يَجِدُوا مَايُنْفِقُونَ)التوبة:92 ،الفرقان40 ، فالرسول موجود و كذلك من جاءه من المسلمين ، ومثال أخر أكثر توضيحا (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لايَشْعُرُونَ)النمل:27 فسليمان وجنوده وصلوا واد النمل وكلاهما موجود ومشارك في الحدث ، ودليل أخر يقول تعالى (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا)الكهف:62

ــ وكذلك الأمر في أمور الزكاة والنكاح والطلاق والرضاع وجميع تعاملات البشر ، والجدير بالذكر هنا في استخدامات هذين الفعلين في السياق القرآني بين البشر ليس فيها على الإطلاق ما يفيد الأمر بتبليغ وحي من نبي أو رسول ، كما ليس فيها أمر باتباع وحي من نبي أو رسول ، وبذلك تكون وضحت الأمور بأن الآية 7 من سورة الحشر لا يمكن اعتبارها دليل على اتباع الأحاديث ولكنها كانت تتحدث عن توزيع الغنائم.

والله جل وعلا أعلى وأعلم.

هذا مجرد اجتهاد بشري يقبل الخطأ قبل الصواب ولا أفرضه على أحد

رضا عبد الرحمن على

مدرس بالأزهر


إدارة الأزهر تعاقبني بالجزاءات والخصم من راتبي للمرة الثانية

إدارة الأزهر تعاقبني بالجزاءات والخصم من راتبي للمرة الثانية

في السنوات الأخيرة اعتادت إدارة الأزهر بإرسال تهنئة خاصة لي بالعام الجديد ، وفي بداية هذا العام الدرسي الجديد (2010م /2011م) كان لابد من منحي تهنئة جديدة و مكافأة وكان ذلك بقرار صدر من الإدارة العامة لشئون العاملين / جزاءات : وإليكم التفاصيل.

بعد صدور القرار رقم (4651) في 14/8/2008م بتوقيع الجزاء عليّ بخصم عشرة أيام من راتبي الشهري لأني أكتب في الإصلاح بالقرآن الكريم ، واعتراف إدارة الأزهر في حيثيات قرار الجزاءات بذلك أن السبب هو قيامي بكتابة مقالات على الإنترنت ، وبعدها بأقل من ثلاثة أشهر تم اعتقالي لمدة 88 يوم تبدأ من يوم الإثنين 27أكتوبر 2008م وتنتهي بيوم الخميس 22يناير 2009م ، واليوم واستكمالا لما تفعله إدارة الأزهر معي من تعسف وظلم واضطهاد فقد صدر القرار الثاني رقم (5363)في 4/7/2010م بتوقيع الجزاء عليّ بخصم ثلاثة أيام من راتبي ، والسبب هو أنني تغيبت عن العمل من يوم 23/1/2009م حتى يوم 2/2/2009م بدون مسوغ قانوني ، واحتساب هذه المدة تخلفا عن العمل لا أستحق عليها أجرا طبقا لقاعدة الأجر نظير العمل.

كل هذا على الرغم أنني طوال هذه المدة كنت أذهب يوميا إلى الإدارة المركزية لمنطقة الشرقية الأزهرية لاستعطافهم لتمكيني من العمل حتى لا أقع في مثل هذا الخطأ القانوني ، وكان كل موظف يتهرب مني ويفوض الأمر لغيره حتى وكيل الوزاة نفسه لم يفعل شيئا ولم يحرك ساكنا ، وفي بعض الأيام كان رئيس شئون العاملين يؤدي واجب العزاء في أحد أقاربه وحدث هذا ثلاثة مرات فى ثلاثة أيام متتالية ، بالإضافة إلى ذلك موظف الشئون القانونية الذي تسبب في هذا الجزاء هو نفسه عطلني أكثر من أسبوع ورفض تمكيني من العمل حتى أحضر له شهادة بمدة الاعتقال ، وبعد أن أحضرت له الشهادة وكانت بالمدة من يوم 27/10/2008م حتى يوم 6/1/2009م اعترض وقال لابد من خطاب أخر بالمدة من يوم 7/1/2009 حتى يوم 22/1/2009م ، قلت له أن هذه المدة قضيتها في أمن الدولة بعد صدور قرار فك الاعتقال يوم 6/1/2009م وصدور قرار إخلاء سبيلي من نيابة أمن الدولة العيا في يوم 8/1/2009 ، ولا يستطيع مواطن أن يطالب ضابط في أمن الدولة بمستند أنه كان معتقلا عنده ، فقال الموظف هذه ليست مشكلتي ولا يمكن أن أمكنك من العمل ، واليوم إدارة الأزهر تعاقبني بالخصم من راتبي على مدة كنت محتجزا فيها تحت قبضة أمن الدولة ، وليس معي ما يثبت هذا.

وبعد كل هذا اليوم يكتبون في قرار الجزاء أن المذكور كان موقوفا عن العمل بقوة القانون فى المدة من يوم 7/1/2009 حتى يوم 22/1/2009م واعتبارها مدة حبس احتياطي على ذمة القضية ، وهذا ما رفضه ورفض سماعه منى من قبل موظف الشئون القانونية بالأزهر حين كنت أطالبه بالموافقة على تمكيني من العمل بعد خروجى من المعتقل .

على هذا الرابط قرار الجزاءات رقم 5363 بتاريخ 4/7/2010م

http://rraam55.jeeran.com/archive/2010/9/1272830.html

أظرف ما في الأمر هو اعتباري وكما جاء بالقرار نفسه أعمل في وظيفة كاتب بمعهد أبوحريز ع ث بنين ، وهذا جهل وكذب وتلفيق وخطأ لأني لم أعمل ليوم واحد في وظيفة كاتب بالمعهد وتم إخلاء طرفي من المعهد في يوم 25/8/2010م بوظيفة أخصائي اجتماعي وكنت أمارس العمل في وظيفة أخصائي اجتماعي حتى يوم 24/8/2010م ، وتم تغيير وظيفتي لوظيفة إدارية وقمت بمباشرة العمل في وظيفة إدارية (كاتب) لأول مرة يوم 4/9/2010م في إدارة تفتيش أولاد صقر.

وكل عام وحضراتكم بخير بمناسبة بدىء العام الدراسي الجديد

وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ

يظن معظم المسلمين أن خاتم الأنبياء والمرسلين يعلم الغيب ، كما يدعون أيضا أن عمر بن الخطاب قد تعلم كيف يعلم الغيب ، كما يدعون أن ولاة الصوفية يعلمون الغيب لأنهم مكشوف عنهم الحجاب ، وانتقلت هذه الثقافة الكاذبة لمعظم المسلمين متجاهلين عشرات الآيات التي يعلن فيها خاتم الأنبياء والمرسلين أنه لا يعلم الغيب ، وذلك بأمر من الله جل وعلا ، وبمقارنة هذه الأحاديث بآيات القرآن الكريم التي تنفى تماما علم الغيب عن جميع البشر ، بالرغم من وجود عشرات الآيات التي تؤكد أن علم الغيب من الأمور التي جعلها الله خالصة له سبحانه وتعالى ، إلا أن معظم المسلمين لا يزالون يقدسون ويؤمنون بأقوال تتناقض تماما مع آيات القرآن الكريم الواضحة ، التي لا تحتاج لتفسير أو شرح ، وسوف نضع بين أيديكم الأحاديث التي يدعى قائلوها ومؤيدوها أن خاتم الأنبياء والمرسلين يعلم الغيب وأن عمر بن الخطاب يعلم الغيب ، ثم نذكر بعض آيات القرآن الكريم التي تنفي علم الغيب عن جميع البشر حتى لو كانوا أنبياء ولكل إنسان الحق في الإيمان بما يشاء ، ولكن عليه أن يتذكر أن كل امرئ بما كسب رهين ، وعليه أيضا الاستعداد للقاء الله جل وعلا يوم القيامة ليدافع عن موقفه وتكذيبه لآيات القرآن ودفاعه تمسكه بأحاديث البخاري.

أولا: الأحاديث

ــ في صحيح البخاري ((الجنائز ــ ثناء الناس على الميت ) ــ رقم الحديث 1278
حدثنا ‏ ‏آدم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن صهيب ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏يقول ‏
‏مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال وجبت فقال ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏ما وجبت قال ‏ ‏هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض ‏

ــ حديث آخر يدعى قائله أن عمر بن الخطاب يعلم الغيب أيضا
صحيح البخارى : الشهادات رقم الحديث 2449
حدثنا ‏ ‏موسى بن إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏داود بن أبي الفرات ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن بريدة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الأسود ‏ ‏قال ‏ ‏أتيت ‏ ‏المدينة ‏ ‏وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتا ذريعا ‏ ‏فجلست إلى ‏ ‏عمر ‏ ‏رضي الله عنه ‏
فمرت جنازة فأثني خيرا فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏وجبت ثم مر بأخرى فأثني خيرا فقال وجبت ثم مر بالثالثة فأثني شرا فقال وجبت فقلت وما وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت كما قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة قلنا وثلاثة قال وثلاثة قلت واثنان قال واثنان ثم لم نسأله عن الواحد.


وفي هذا الحديث الأخير وصفة سهلة وبسيطة لكل مسلم عند موته تساعده على دخول الجنة وذلك بمجرد أن يشهد له اثنان أنه بخير.

هذه الأحاديث نقلا عن الموقع الرسمي لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ـ المملكة العربية السعودية

http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=236&Words=%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%A7+%D8%A8%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%A9&Level=exact&Type=phrase&SectionID=2

ثانيا:

الرد القرآني على هذه الأحاديث الظنية الكاذبة التي تتناقض مع آيات القرآن الكريم ، فهذه الأحاديث تثبت أن خاتم النبيين عليهم السلام يعلم الغيب ، وأن عمر بن الخطاب يعلم الغيب ، والقرآن الكريم يأمر خاتم النبيين بأن يقول ((قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)الأحقاف:9 ، فمن نصدق كلام الله في القرآن الكريم أم كلام البخاري.؟

ولمزيد من التوضيح:

أقول خـُلقَ الإنسان من طين ، والإنسان هنا تعنى كل البشر بداية من خلق آدم عليه السلام إلى أخر مخلوق بشري حتى تقوم الساعة ، وهذا الإنسان المخلوق من هذه المكونات العضوية البسيطة الماء والتراب (طين) ، التي تدب فيها الحياة بأمر من الله جل وعلا ، بقوله سبحانه (كن) وتتزاوج فيما بينها ، ويكتب لها أن تتكاثر حين تتكون الأجنة التي سرعان ما تنمو ويكتمل نموها ليولد طفل ، ثم يكبر ليصير شابا ثم رجلا ثم شيخا ، وتكون النهاية الحتمية بالموت المقرر والمكتوب في لحظة لا يعلمها إلا ربنا جل وعلا.
وهذه المكونات التي خـُلق منها جميع البشر حتى الأنبياء والصالحين هي مكونات واحدة لأن أصلها واحد آدم عليه السلام ، ونهايتها حتما ستكون واحدة بالتحلل والرجوع لمكانها الأصلي في الأرض ، ولو أن هناك اختلاف في التكوين يميز أجساد الأنبياء والصالحين عن باقي البشر لحـُفظت أجسادهم إلى يومنا هذا من التحلل والتعفن ، ولاستطاعوا الدفاع عن أجسادهم من هجوم الدود عليها تحت التراب ، وهذا يؤكد أن الجسد البشري له وظيفة محددة هي تنفيذ أوامر النفس البشرية التي تعيش بداخله طوال فترة الاختبار التي يمر بها كل إنسان في حياته الدنيا ، و عند الموت تغادر النفس لعالم البرزخ الذي لا يعلم مكانه إلا الله ، ويذهب الجسد لمكانه الأصلي تحت الأرض ليتحلل ويتعفن ويصير ترابا ، وينطبق هذا على جميع البشر يقول تعالى (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ)طــه :55
وهذه الإمكانات المحدودة لجسد الإنسان طبقا لمكوناته تجعله محدود العلم والمعرفة في أمور الدنيا أو ما يخص عالم المشاهدة (الشهادة) ، لكن فيما يخص عالم الغيب فلا يعلم عنه الإنسان شيء إلا بإذن الله تعالى أو بوعد وعهد من الله يقول تعالى ( أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً)مريم:78، خلاف ذلك فمهما بلغ علم الإنسان فهو قليل (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً(الإسراء:85 .

عالم الغيب والشهادة

عالم الشهادة : هو العالم الذي نراه ونلمسه ونسمعه وكل ما له علاقة بالحواس أو كل ما كان في إمكان حواسنا البشرية الإحساس به وإدراكه وفهمه ، وهذا العالم لا يحتاج في إثباته والإيمان به إلى دليل غير الحواس الخَمس ، إنما يدور التحقيق في هذا العالم للكشف عن حقائقه بشكل أوسع وأكبر، فعالم الشهادة هو كل شيء أراد الله جل وعلا وقدّر لكل إنسان رؤيته والتعامل معه بحواسه المحدودة.

عالم الغيب : هو العالم الذي يغيب عن الحواس ، ولا تتمكن الحواس البشرية الكشف أو التعرف على هذا العالم ومحتوياته ، وإنما بحاجة إلى قوة وقدرة أكبر من إمكانيات وقدرات الحواس البشرية لمشاهدة هذا الغيب أو التعامل معه ، هو كل شيء أراد الله جل وعلا أن يجعله غيبا لا يـُطلع أحدا من عباده عليه إلا بإذنه ، ولا يجوز لأي بشر أن يدّعى أنه يعلم شيء عن هذا الغيب أو يتقول على الله فيه ، حتى لو كان نبيا مرسلا ، ولو أراد الله جل وعلا أن يُطلع أحدا على غيبه أو يمنحه معجزة تفوق إمكاناته وقدراته البشرية سيكون هذا الأمر بإذن الله جل وعلا و قدرته سبحانه وتعالى ولا دخل للإنسان فيه ، وحدث هذا مع بعض الأنبياء ، مثلما حدث مع أنبياء الله داوود وسليمان وإبراهيم ويوسف و موسي عليهم جميعا السلام ، وما حدث مع بعض الصالحين من البشر ، فكل هؤلاء الأنبياء كانت لهم بعض المعجزات الوقتية في بعض الأمور المحددة التي منحها الله إياهم وهي تفوق قدرة ومكونات الجسد البشري ، وكانت هذه المعجزات لهدف محدد يخدم الرسالة التي أرسلوا بها يقول تعالى (عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً)الجن:26

ونقف قليلا مع قصة داوود و سليمان وإبراهيم عليهم السلام:

في قصة داوود عليه السلام يقول ربنا جل وعلا (إِنَّا سَخَّرْنَا ٱلجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِشْرَاقِ)ص:18 ، وهذه الآية توضح أن الله جل وعلا هو من سـخّر الجبال مع داوود ، ولم يكن له أي دخل في هذا فكل هذا بأمر الله وبإرادته جل وعلا ، وليس من خلال وضع قوة خارقة في جسد داوود عليه السلام ليستطيع فعل هذا ، ولكنها هبه من الله ، ويؤكد هذا قول الله جل وعلا عن سليمان عليه السلام(قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ ـ هَـٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)ص : 35، و36، ....39، وهنا يتضح الأمر أكثر أن هذه المعجزات التي تميز بها داوود وسليمان عليهما السلام هي هبه وعطاء ومنحة من الله جل وعلا ، ولكن لم تتغير صفاتهم البشرية على الإطلاق ، ولم تتحول أجسادهم إلى مقدسات بشرية تعبد من دون الله ، رغم كل هذه المعجزات التي تميز بها بعض الأنبياء لم نقرأ أن الناس جعلوهم أولياء من دون الله وقدسوهم أو عبدوهم مع الله جل وعلا ، وهذا الملك والعلم الذي وهبه الله لنبيه سليمان كان موضع اختبار يقول تعالى (قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِيۤ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )النمل:40 ، وهناك حقيقة رائعة في القرآن الكريم تؤكد أن الإنسان مهما وصل جاهه وملكه في حياته الدنيا ومهما أوتي من علم فهو لا يستطيع حماية جسده بعد الموت وليس هنا أعظم مما حدث لنبي الله سليمان بعد موته يقو تعالى (
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ٱلْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ)سـبــأ:14 ، وفي هذه الآية العظيمة ملمح أخر أقوى وأعظم ألا وهو مكوث الجن في العذاب المهين والسخرة لسليمان رغم موته ، والسبب أنهم لا يعلمون الغيب فظلوا كذلك ، هذا على الرغم أن الجن يعيشون في مستوى مادي أعلى وأرقى من البشر ، ومن المعلوم أن الجن والشيطان بإمكانهم رؤية الإنسان يقول تعالى(يَابَنِيۤ ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)الأعراف:27 ، ولكن رغم هذا فإن الله جل وعلا لم يعط غيبه للجن فيما يخص الموت وتحديد وقته و موعده وملابساته ، فرغم أن الجن يرانا إلا أنهم لم يعلموا أن سليمان عليه السلام قد مات.


وفى قصة خليل الله إبراهيم عليه السلام حين نجاه الله من النار ، وجعلها بردا وسلاما عليه ، وخرج منها سالما معافىً ، كذلك الأمر تدخل قدرة الله هي من أنقذته من هذه النار الحارقة التي من الطبيعي أن تحرق مكونات الجسد المخلوق من تراب وماء ، ولكن الله سبحانه وتعالى بقدرته تدخل يقول تعالى (قُلْنَا يٰنَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَٰماً عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ)الأنبياء:69 ، وبعد خروج خليل الله من النار سالما لم يمسسه سوء لم نقرأ ولم نعلم أن أحدا من الناس عبده وجعله ولى أو مقدس مع الله مع أنهم شاهدوا هذه المعجزة بأم أعينهم.
قصة يوسف عليه السلام وتفسيره لرؤيا صاحبي السجن ، ورؤيا الملك التي كانت قاعدة اقتصادية عظيمة حفظت حياة ملايين من الناس بتوفير الطعام لهم بشكل منتظم ، فكل هذا كان بأمر ووحي من الله جل وعلا ، وكانت معجزات وقتية مرتبطة بوقت وظروف محدده ، وحتما ستنتهي.
قصة موسى والعبد الصالح ، وهي توضح ما وهبه الله من علم لعبد من عباده رغم انه لم يكن نبيا ، ورغم أنه كان بصحبة نبي ، وكان العبد هو بطل القصة والنبي يسأل على مالا يفهمه ومالا يعرفه والعبد يوضح ويشرح له ، فهذا عطاء من الله وهبه لعبد من عباده في وقت محدد لتحقيق هدف محدد وانتهى الأمر.

وفى القرآن الكريم عشرات الآيات التي تثبت وتؤكد أن الغيب لا يعلمه إلا الله ، وأن الله جل وعلا لا يـُطلعُ على غيبه أحداً ، يقول تعالى (قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)النمل:65، ويقول تعالى ( عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً)الجن:26.
(قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ) الأنعام:50
( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مُّبِينٍ)الأنعام:59
( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)الأعراف:188
( وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِيۤ أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْراً ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيۤ أَنْفُسِهِمْ إِنِّيۤ إِذاً لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ)هــود:31
( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)يـونـس:49
وهذه آية عظيمة يوضح فيها ربنا جل وعلا أن خاتم النبيين عليهم السلام لم يكن يعلم الغيب مطلقا ولم يكن يعلم من أنباء أو أحوال السابقين من الأنبياء لولا أن أوحاه الله جل وعلا في القرآن الكريم له ولقومه يقول تعالى بعد قصة نوح عليه السلام (تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا فَٱصْبِرْ إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)هــود:49.


هل لا زلنا نؤمن أن البشر يعلمون الغيب .؟


يجب علينا أن نقرأ القرآن بتدبر ورغبة في الهدى قبل فوات الأوان.