السبت، 26 فبراير 2011

هل الجيش والشرطة في خدمة مبارك..؟؟

هل الجيش والشرطة في خدمة مبارك..؟؟

قبل أي شيء أتمنى أن أكون على خطأ فيما أقوله وما أتوقعه بخصوص المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، كما أتمنى أن يخيب ظني قادة المؤسسة العسكرية ، ويكونوا عند حسن ظن الشعب المصري بهم.

تمن

منذ بداية الثورة المصرية في 25 يناير الماضي ، ومنذ أن تأكد مبارك أنه سقط وأنه قد انتهى ، وقد ولَّي عهده ، وكل الخطوات التي يتم اتخاذها من قبل النظام تأت متأخرة ومنقوصة وغير معبرة عن مطالب الثورة وتحوي نوعا من الخبث السياسي والغموض ، وأحيانا كثيرة يكون الكلام عكس الفعل تماما ، وهذه الحالة المريبة والغريبة تجعل الإنسان في حيرة من أمره ، أحداث كثيرة وخطيرة ، جرائم قتل للأبرياء ،وجرائم خيانة واضحة لهذا الوطن يستحق أصحابها الإعدام طبقا للقانون ، ورغم كل هذا لم يتم القبض على الفاعلين لتلك الجرائم لمحاكمتهم بالقانون ، تقارير فساد وسرقة وإهدار للمال العام وتربح من الوظائف والمناصب ولم يتم التحقيق مع مرتكبي معظم هذه الجرائم ، والعبارة الوحيدة التي يدافع بها المجلس الأعلى للقوات المسلحة هي (أعطونا فرصة للعمل).؟!! علامات تعجب وعلامات استفهام كثيرة جدا يجب أن نضعها وراء كل هذه الأحداث وما يعقبها من ردود أفعال متأخرة وناقصة لدرجة تدعو للقلق والخوف من المؤسسة العسكرية التي وقفت محايدة تماما في معظم أحداث الثورة ، بالإضافة لموقفها السلبي الواضح في بعض الأحداث التي قـُتـِلَ فيها مئات وأصيب آلاف من الثوار ، والرد المعتاد من المجلس الأعلى للقوات المسلحة (أن أفرد الجيش غير مدربين على التعامل مع هذه المواقف مثل أفراد الشرطة).؟!.

مع بعض الأسئلة ::

هل خوفي في محله .؟

هل الجيش لا يزال يأخذ الأوامر من حسني مبارك.؟

هل أحمد شفيق لا يزال يأخذ أوامر من حسني مبارك أو جمال مبارك أو سوزان مبارك.؟ لأنه قال أنه ليس من سلطته محاكمة حسني مبارك حين سئل (لماذا لا تتم محاكمة حسنى مبارك.؟).

هل جهاز أمن الدولة لا يزال يعمل بكامل قوته ويضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعلى أحمد شفيق وعلى الداخلية للثبات ومواجهة الثوار لقتل الثورة.؟ وهل هؤلاء جميعا يحيكون خطة معينة ضد الشعب المصري قد بدأت معالمها تظهر.؟

أعود لسؤالي عنوان المقال::

لماذا يصر كل هؤلاء على خدمة مبارك الذي يعيش بين الحياة والموت والذي اقتنع هو نفسه أنه قد انتهى.؟

شيء غريب وعجيب ومريب..!!

أعتقد أنه لا يمكن أن تكون صدفة تتابع الأحداث التالية::

1ـ اتصال من شفيق لمنع إعادة برنامج واحد من الناس الذي كان يستضيف إبراهيم عيسى على قناة دريم ، وهي إحدى صفات الدولة البوليسية تعود

2ـ ظهور مدير أمن دمنهور يهدد ويتوعد ويسب ويشتم ويظهر أن الداخلية لا تزال كما هي ولم ولن تتغير وأنهم أسياد هذا الشعب.

3ـ ظهور لواء من الجيش في ميدان التحرير يُـكذب كل ما يقوله قيادات الجيش حين يظهرون على شاشات التليفزيون ، وقال بوضوح شديد أنهم يقولون ما لا يستطيعون فعله ، أو يقولون ما لا يفعلون ، ويقولون كلام أكبر من حجمهم أو قدراتهم هكذا كان المعنى ، ثم يختم كلامه بتهديده بإزالة المنصة من ميدان التحرير ثم تهديد لأأحد الشباب بالقتل.

4ـ لأول مرة منذ قيام الثورة يقوم رجال من الجيش (الشرطة العسكرية) بمطاردة الثوار واستخدام العنف والإرهاب والعصا الكهربائية والسب والشتم والركل بالأقدام كما يفعل أفراد الداخلية تماما ، وهذا تطور خطير جدا لموقف الجيش ، وليس هناك أي مبرر بأن يقول قادة الجيش أن الثوار تمت مطاردتهم أثناء فترة حظر التجول ، فهذا كذب وخداع وجهل بالواقع لأن الجيش كان يعيش في تبات ونبات مع الثوار في ميدان التحرير وفي معظم محافظات مصر على مدى شهر تقريبا على مدار اليوم كله ، ثم بعد هذا يعتذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن هذه الأحداث قائلا أن هؤلاء ليسوا ضمن قوات الجيش فهم فئة مندسة تلبس زي الشرطة العسكرية ، وهذا دليل يؤكد أن نظام مبارك لا يزال على قيد الحياة ويحاول قتل الثورة وإيقاع الفتنة بين الشعب والجيش ليحطم شعار ولد مع الثورة (الشعب والجيش يد واحدة) ، هذا إذا كان فعلا الجيش بريء من اعتدء أفراده على الثوار.

5ـ قوات الشرطة العسكرية تعتقل الثوار ، هذا تطور وتدهور خطير في موقف الجيش المصري الذي قـُبـِلَ من الثوار بالأحضان والورود ، فهذه نكسة أكبر من نسكة 67 لأن هذا الجيش هو لحماية أرض مصر وشعبها من أي عدو خارجي ، فهل تم غسل عقول قادة الجيش وأفراده وإقناعهم بأن الثوار هم أعداء الوطن ويجب مطاردتهم واعتقالهم وقتلهم.؟ ، أو أن ما حدث في الأيام الماضية منذ بداية الثورة كان عملية تسكين وتخدير للمصريين للاتفاق على خطة معينة يتكاتف فيها الجيش والشرطة ضد الشعب المصري الأعزل الذي يطالب بحقوقه في ثورة سلمية.؟ ، أو هناك احتمال خيانة داخل المؤسسة العسكرية من بعض القادة الذين يدينون بالولاء لمبارك.

6ـ لماذا يصر المجلس الأعلى للقوات المسلحة على بقاء أحمد شفيق في الحكومة.؟ هل:لأنه رجل عسكري.؟ ، الجيش الذي وقف في وجه مبارك وأجبره على التنحي اليوم يخون بعض أفراده الأمانة ويعتدي على الشعب المصري الأعزل لمصلحة من لا نعلم ، أم أنها تمثيلية بدأت منذ الثورة وكل ما حدث ويحدث ضمن حلقات هذه التمثيلية التي شارك فيها الجميع لمساعدة مبارك وزبانيته في حرق كل المستندات التي تدينهم ، وإعطاءهم الوقت الكافي لنقل أرصدتهم بأسماء أشخاص أخرين ، وقتل كل الأدلة التي تدينهم أمام القضاء والقانون.؟ ، كل هذا التأخير والتباطؤ والتطورات الأخيرة في موقف الجيش وفي تقديم المجرمين للمحاكمة يجب التفكير فيه جيدا ، وهذا التأخير ما سببه ويتم لمصلحة من.؟ ، إذا كان المجلس الأعلى يؤمن حقا أن الشعب هو صاحب الشرعية.

هل الجيش والشرطة والحزب الوطني بكل قياداته وحرسه القديم يدينون بالولاء لمبارك الذي هو نفسه اقتنع تماما أنه خارج الحياة السياسية المصرية ، ولكن رغم كل هذا لا زال كل هؤلاء يخافون من مبارك ويتسابقون في إظهار الولاء له ، ولذلك لم يتم اعتقاله أو تقديمه للمحاكمة إلى الآن ، وقد شارك فيما فعله العادلي وعز وجرانة والمغربي وغيرهم فهو قد سرق وتربح من وظيفته وأهدر المال العام وأمر بقتل الثوار الأبرياء العزل فلماذا تتم محاكمة البعض ويترك البعض الآخر حرا طليقا ومن ضمنهم مبارك يعيش حرا طليقا يستجم في شرم الشيخ.؟

ومن الملفت للنظر أيضا قول العادلي حين قبض عليه أنه لن يسمح أن يكون كبش فداء لأحد ، وهنا أظهر العادلي غباءه السياسي وأنه سقط من أول ضربة ، ولذلك أشيع أنه تعرض للتحرش الجنسي في سجن مزرعة طره ، وهذه الفعلة من الممكن أن تكون تهديد له حتى يـُجبر على السكوت ، وأعتقد أن العادلي ومن معه في سجن مزرعة طره هم كبش الفداء حتى الآن إذا كانت هناك خطة فعلا كما اتوقع ، إلا إذا فعلها المجلس الأعلى للقوات المسلحة وخيب ظني وقام باعتقال جميع الفاسدين والسارقين والمجرمين لمحاكمتهم بالقانون وعلى رأسهم حسني مبارك ، وسيكون بذلك أثبت حقا أنه مع الثورة ومع شرعية الشعب المصري.

هل الجيش والشرطة في خدمة مبارك..؟؟

قبل أي شيء أتمنى أن أكون على خطأ فيما أقوله وما أتوقعه بخصوص المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، كما أتمنى أن يخيب ظني قادة المؤسسة العسكرية ، ويكونوا عند حسن ظن الشعب المصري بهم.

تمن

منذ بداية الثورة المصرية في 25 يناير الماضي ، ومنذ أن تأكد مبارك أنه سقط وأنه قد انتهى ، وقد ولَّي عهده ، وكل الخطوات التي يتم اتخاذها من قبل النظام تأت متأخرة ومنقوصة وغير معبرة عن مطالب الثورة وتحوي نوعا من الخبث السياسي والغموض ، وأحيانا كثيرة يكون الكلام عكس الفعل تماما ، وهذه الحالة المريبة والغريبة تجعل الإنسان في حيرة من أمره ، أحداث كثيرة وخطيرة ، جرائم قتل للأبرياء ،وجرائم خيانة واضحة لهذا الوطن يستحق أصحابها الإعدام طبقا للقانون ، ورغم كل هذا لم يتم القبض على الفاعلين لتلك الجرائم لمحاكمتهم بالقانون ، تقارير فساد وسرقة وإهدار للمال العام وتربح من الوظائف والمناصب ولم يتم التحقيق مع مرتكبي معظم هذه الجرائم ، والعبارة الوحيدة التي يدافع بها المجلس الأعلى للقوات المسلحة هي (أعطونا فرصة للعمل).؟!! علامات تعجب وعلامات استفهام كثيرة جدا يجب أن نضعها وراء كل هذه الأحداث وما يعقبها من ردود أفعال متأخرة وناقصة لدرجة تدعو للقلق والخوف من المؤسسة العسكرية التي وقفت محايدة تماما في معظم أحداث الثورة ، بالإضافة لموقفها السلبي الواضح في بعض الأحداث التي قـُتـِلَ فيها مئات وأصيب آلاف من الثوار ، والرد المعتاد من المجلس الأعلى للقوات المسلحة (أن أفرد الجيش غير مدربين على التعامل مع هذه المواقف مثل أفراد الشرطة).؟!.

مع بعض الأسئلة ::

هل خوفي في محله .؟

هل الجيش لا يزال يأخذ الأوامر من حسني مبارك.؟

هل أحمد شفيق لا يزال يأخذ أوامر من حسني مبارك أو جمال مبارك أو سوزان مبارك.؟ لأنه قال أنه ليس من سلطته محاكمة حسني مبارك حين سئل (لماذا لا تتم محاكمة حسنى مبارك.؟).

هل جهاز أمن الدولة لا يزال يعمل بكامل قوته ويضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعلى أحمد شفيق وعلى الداخلية للثبات ومواجهة الثوار لقتل الثورة.؟ وهل هؤلاء جميعا يحيكون خطة معينة ضد الشعب المصري قد بدأت معالمها تظهر.؟

أعود لسؤالي عنوان المقال::

لماذا يصر كل هؤلاء على خدمة مبارك الذي يعيش بين الحياة والموت والذي اقتنع هو نفسه أنه قد انتهى.؟

شيء غريب وعجيب ومريب..!!

أعتقد أنه لا يمكن أن تكون صدفة تتابع الأحداث التالية::

1ـ اتصال من شفيق لمنع إعادة برنامج واحد من الناس الذي كان يستضيف إبراهيم عيسى على قناة دريم ، وهي إحدى صفات الدولة البوليسية تعود

2ـ ظهور مدير أمن دمنهور يهدد ويتوعد ويسب ويشتم ويظهر أن الداخلية لا تزال كما هي ولم ولن تتغير وأنهم أسياد هذا الشعب.

3ـ ظهور لواء من الجيش في ميدان التحرير يُـكذب كل ما يقوله قيادات الجيش حين يظهرون على شاشات التليفزيون ، وقال بوضوح شديد أنهم يقولون ما لا يستطيعون فعله ، أو يقولون ما لا يفعلون ، ويقولون كلام أكبر من حجمهم أو قدراتهم هكذا كان المعنى ، ثم يختم كلامه بتهديده بإزالة المنصة من ميدان التحرير ثم تهديد لأأحد الشباب بالقتل.

4ـ لأول مرة منذ قيام الثورة يقوم رجال من الجيش (الشرطة العسكرية) بمطاردة الثوار واستخدام العنف والإرهاب والعصا الكهربائية والسب والشتم والركل بالأقدام كما يفعل أفراد الداخلية تماما ، وهذا تطور خطير جدا لموقف الجيش ، وليس هناك أي مبرر بأن يقول قادة الجيش أن الثوار تمت مطاردتهم أثناء فترة حظر التجول ، فهذا كذب وخداع وجهل بالواقع لأن الجيش كان يعيش في تبات ونبات مع الثوار في ميدان التحرير وفي معظم محافظات مصر على مدى شهر تقريبا على مدار اليوم كله ، ثم بعد هذا يعتذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن هذه الأحداث قائلا أن هؤلاء ليسوا ضمن قوات الجيش فهم فئة مندسة تلبس زي الشرطة العسكرية ، وهذا دليل يؤكد أن نظام مبارك لا يزال على قيد الحياة ويحاول قتل الثورة وإيقاع الفتنة بين الشعب والجيش ليحطم شعار ولد مع الثورة (الشعب والجيش يد واحدة) ، هذا إذا كان فعلا الجيش بريء من اعتدء أفراده على الثوار.

5ـ قوات الشرطة العسكرية تعتقل الثوار ، هذا تطور وتدهور خطير في موقف الجيش المصري الذي قـُبـِلَ من الثوار بالأحضان والورود ، فهذه نكسة أكبر من نسكة 67 لأن هذا الجيش هو لحماية أرض مصر وشعبها من أي عدو خارجي ، فهل تم غسل عقول قادة الجيش وأفراده وإقناعهم بأن الثوار هم أعداء الوطن ويجب مطاردتهم واعتقالهم وقتلهم.؟ ، أو أن ما حدث في الأيام الماضية منذ بداية الثورة كان عملية تسكين وتخدير للمصريين للاتفاق على خطة معينة يتكاتف فيها الجيش والشرطة ضد الشعب المصري الأعزل الذي يطالب بحقوقه في ثورة سلمية.؟ ، أو هناك احتمال خيانة داخل المؤسسة العسكرية من بعض القادة الذين يدينون بالولاء لمبارك.

6ـ لماذا يصر المجلس الأعلى للقوات المسلحة على بقاء أحمد شفيق في الحكومة.؟ هل:لأنه رجل عسكري.؟ ، الجيش الذي وقف في وجه مبارك وأجبره على التنحي اليوم يخون بعض أفراده الأمانة ويعتدي على الشعب المصري الأعزل لمصلحة من لا نعلم ، أم أنها تمثيلية بدأت منذ الثورة وكل ما حدث ويحدث ضمن حلقات هذه التمثيلية التي شارك فيها الجميع لمساعدة مبارك وزبانيته في حرق كل المستندات التي تدينهم ، وإعطاءهم الوقت الكافي لنقل أرصدتهم بأسماء أشخاص أخرين ، وقتل كل الأدلة التي تدينهم أمام القضاء والقانون.؟ ، كل هذا التأخير والتباطؤ والتطورات الأخيرة في موقف الجيش وفي تقديم المجرمين للمحاكمة يجب التفكير فيه جيدا ، وهذا التأخير ما سببه ويتم لمصلحة من.؟ ، إذا كان المجلس الأعلى يؤمن حقا أن الشعب هو صاحب الشرعية.

هل الجيش والشرطة والحزب الوطني بكل قياداته وحرسه القديم يدينون بالولاء لمبارك الذي هو نفسه اقتنع تماما أنه خارج الحياة السياسية المصرية ، ولكن رغم كل هذا لا زال كل هؤلاء يخافون من مبارك ويتسابقون في إظهار الولاء له ، ولذلك لم يتم اعتقاله أو تقديمه للمحاكمة إلى الآن ، وقد شارك فيما فعله العادلي وعز وجرانة والمغربي وغيرهم فهو قد سرق وتربح من وظيفته وأهدر المال العام وأمر بقتل الثوار الأبرياء العزل فلماذا تتم محاكمة البعض ويترك البعض الآخر حرا طليقا ومن ضمنهم مبارك يعيش حرا طليقا يستجم في شرم الشيخ.؟

ومن الملفت للنظر أيضا قول العادلي حين قبض عليه أنه لن يسمح أن يكون كبش فداء لأحد ، وهنا أظهر العادلي غباءه السياسي وأنه سقط من أول ضربة ، ولذلك أشيع أنه تعرض للتحرش الجنسي في سجن مزرعة طره ، وهذه الفعلة من الممكن أن تكون تهديد له حتى يـُجبر على السكوت ، وأعتقد أن العادلي ومن معه في سجن مزرعة طره هم كبش الفداء حتى الآن إذا كانت هناك خطة فعلا كما اتوقع ، إلا إذا فعلها المجلس الأعلى للقوات المسلحة وخيب ظني وقام باعتقال جميع الفاسدين والسارقين والمجرمين لمحاكمتهم بالقانون وعلى رأسهم حسني مبارك ، وسيكون بذلك أثبت حقا أنه مع الثورة ومع شرعية الشعب المصري.

الخميس، 24 فبراير 2011

الدولة البوليسية في نصف قرن

الدولة البوليسية في نصف قرن

منذ نصف قرن تقريبا تعيش معظم البلاد العربية تحت وطأة وقبضة حكام مستبدون ظالمون فاسدون يلاحقهم العار والخزي في معظم أفعالهم ، هؤلاء الحكام استخدموا قانون الدولة البوليسية في التعامل مع الشعوب ، وقد يختلف تطبيق معنى الدولة البوليسية من بلد إلى آخر فقد يكون أمن الدولة هو الوسيلة ، وقد يكون جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الوسيلة المهم في النهاية هذه الدولة تتعامل مع الشعوب بعقلية وسياسية وقانون الدولة البوليسية ، ورغم نجاحهم في السيطرة على هذه الشعوب على مدى نصف قرن تقريبا تزيد في بعض الدول وتنقص في دول أخرى إلا أن المعظم استخدم نفس القاعدة ونفس القانون مع شعبه ، وكأن هؤلاء الحكام قد تخرجوا من مدرسة واحدة أو فصل واحد ، وأثبتوا أن قدوتهم ومرجعيتهم جميعا واحدة ، فهم من وجهة نظري خونة للشعوب من ناحية ، ومن ناحية أخرى عملاء ضد هذه الشعوب ويجب أن يحاكموا بالقانون على جرائمهم ضد تلك الشعوب ، وكل يوم تتكشف هذه الحقائق بانتشار نيران الثورات الشعبية في دولة تلو الأخرى ، لتحرر دولة من حاكم ظالم مستبد يخون ويسرق وطنه ويقتل أبناء شعبه.

وأخص بالذكر وطني مصر كنموذج واضح في تطبيق الدولة البوليسية ، التي سيطر عليها الحكم العسكري منذ ثورة 52، حتى 25 يناير 2011 و الإطاحة بحسني مبارك ، وهذه المدة الطويلة يجب أن ننظر إليها بشيء من التأمل والتركيز.

عاشت مصر في عهد ثلاثة رؤساء جميعهم ينتمون للمؤسسة العسكرية ، جميعهم يعمل بقانون الطوارئ ، جميعهم يؤمن بالاعتقال والقمع وإرهاب الشعب ، جميعهم يؤمن بنظرية (فرق تسد) ، نجح هؤلاء الحكام الثلاثة في السيطرة على البلاد هذه المدة بالقوة بمساعدة أجهزة الأمن (الشرطة) والبوليس السياسي وأمن الدولة والأمن المركزي ، وهذه الأجهزة ينفق عليها الشعب نفسه لتكون أداة لقمعه وإرهابه واعتقاله وتعذيبه ثم قتله إذا تطلب الأمر.

الرؤساء الثلاثة الذين حكموا مصر كانت نهايتهم كالتالي:

عبد الناصر ـ أفلت من محاولة قتله في ميدان المنشية ، ثم أشيع أنه مات بالسم ، ويقال أنه مات بسكتة قلبية.

السادات ـ لم يتعلم ، وسار على نفس الخط وكانت النتيجة موته قتيلا في المنصة يوم الاحتفال بنصر أكتوبر.

مبارك ـ أكثرهم فسادا وظلما وغباء لأنه لم يتعلم ، بل بالغ في الظلم والقهر والفساد والاستعباد ، وبالغ في توسيع معنى الدولة البوليسية ، وكانت النتيجة ثورة عظيمة اكتسب فيها لقب جديد هو (الرئيس المخلوع).

بالنسبة لدولة عبد الناصر والسادات رغم أنهما أقل جرما من دولة مبارك ، ورغم أن لهما بعض الانجازات التي لا يمكن أن ينكرها إنسان عادل ، إلا أنه لم تتوفر في عهدهما أسباب أو وسائل قيام ثورة حقيقية ضدهما كما حدث في يوم 25 يناير ، والسبب هو أن عبد الناصر كان يقيم نوعا من العدل الاجتماعي في الدولة بالإضافة لبعض إنجازاته ، والسادات كان يحاول فعل ذلك بالإضافة أنه أصبح بطل الحرب والسلام ، فكان هناك نوع من الرضا وقبول التجاوزات في عهديهما ، وكان المناخ الشعبي لا يسمح بقيام ثورة تطيح بأحدهما ، ولذلك تم قتل السادات نتيجة حادث شخصي مدبر.

أما مبارك المخلوع فلم يتمكن من قياس وتقدير الفوارق بين عصري عبد الناصر والسادات ، وبين عصره ، ولم يلمس التطور الحادث بين تلك العصور وبين العصر الحاضر ، لذلك أصر على الاستمرار في حكم البلاد بنفس الأسلوب ونفس الطريقة ونفس القانون ونفس العقلية ، متجاهلا كل التطورات الفكرية والعلمية وثورة الاتصالات التي حولت العالم إلى قرية كونية واحدة ، وبينما يسير العالم في هذا التطور الذي نجح الشباب المصري في مواكبته لحظة بلحظة ، لا يزال مبارك يحكم مصر بقاعدتين إحداهما قديمة وهي (فرق تسد) والثانية جديدة وهي (يقتل القتيل ويمشي في جنازته) ، وهذه الطريقة العبيطة والمتخلفة ظل يستخدمها الإعلام الحكومي المصري المنافق لمبارك ـ في أول أيام ثورة 25 يناير ، حين بدأ يكذب على الشعب لصالح مبارك ، وحين كان يعرض صورة لكوبري قصر النيل والمياه الهادئة في نفس اللحظة التي يقتل فيها بوليس مبارك وبلطجيته ـ شباب الثورة في ميدان التحرير ، لم يتعلم مبارك أي شيء رغم بقاءه في الحكم هذه المدة ، ورغم خبرته الطويلة سياسيا في الداخل والخارج ، لم يتعلم وأصر كل الإصرار أن هذا الشعب لا يمكن التعامل معه إلا بقانون الطوارئ ، وكانت النتيجة صحوة شعبية انتهت بخلع مبارك إلى الأبد غير مأسوفا عليه ، نهاية غير مشرفة لطاغية تم تشويه صورته كما قال نجله الأكبر حين عاتب نجله الأصغر.

من هنا أقول لكل الحكام العرب ـ الشعوب العربية ستكتب نهايتكم واحدا تلو الآخر ، لأنكم تصرون على أن تحكموا هذه الشعوب بعقلية الماضي ، وهذه الشعوب أبت إلا أن تعيش بين الحاضر والمستقبل.

أخيرا::

على المجلس الأعلى للقوات المسلحة بصفته الحاكم الحقيقي للبلاد في هذه الفترة ـ أن يعلم جيدا أن شعب مصر وُلـِدَ من جديد ولن يسمح لأي إنسان مهما كان وضعه أن يعيد مصر لقانون الطوارئ أو الدولة البوليسية ، الشعب المصري تذوق طعم الحرية التي غابت عنه أكثر من نصف قرن ، وأعتقد أنه لن يسمح لأي مخلوق أن يحرمه من نعيم هذه الحرية ، هذه نصيحة في صورة رجاء وتمني فكروا جيدا حين تتعاملون مع المصريين من الآن الشعب المصري تعلم الدرس الشعب المصري استيقظ ، ولن ينام ـ وفي النهاية ــ للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أقول تعظيم سلام..!!

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

عندما يتحول الطاغية إلى بطل وشهيد ..!!

عندما يتحول الطاغية إلى بطل وشهيد ..!!

بعد إعدام الرئيس العراقي صدام حسين كتبت مقالا تناولت فيه ردود أفعال عدة ـ على شخصية صدام وعلى الطريقة التي حوكم بها ، واليوم أعيد نشر هذا المقال مرة أخرى ، قبل محاكمة حسني مبارك ، الذي لا تزال تنبض في جسده أخر أنفاس السلطة و السيطرة على أذنابه وبطانته من أباطرة الفساد في مصر ، ومن حين لآخر تكتب بعض الكلمات بين السطور في الصحف المقروءة تريد تحويل مبارك إلى بطل وأسطورة ، كما تقال بعض الكلمات في البرامج الفضائية للوصول لنفس الغرض ، كل هذا رغم كل ما سرقه من أموال المصريين ، كل هذا رغم كل من سحلهم وقتلهم في معتقلاته ، كل هذا رغم كل من أمر بقتلهم في ثورة 25 يناير ، كل هذا رغم تشجيعه للفساد والمفسدين وقتله وقمعه للإصلاح والمصلحين على مدى ثلاثة عقود مضت ، كل هذا على الرغم أنه كان سببا رئيسيا في نشر الجهل والفقر والمرض بين معظم المصريين ، كل هذه الجرائم لا تكفي للتحقيق مع مبارك والقبض عليه لمحاكمته محاكمة عادلة أمام القضاء وبالقانون ، وأحذر من الآن سيخرج بعض أبناء هذا الوطن من إعلاميين وسياسيين وعسكريين ورجال الدين يصفون مبارك بالبطل ويغفرون له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، سيخرج علينا من يدافع عن مبارك للضغط على العاطفة الشديدة عند المصريين ، حتى تتحول محاكمة مبارك إلى مسرحية هزلية تكون نهايتها قول أحد رجال الدين أنه حاكم مسلم عربي وأن الحكام العرب رموز يجب أن تحترم حتى لو ارتكبوا بعض الأخطاء ولكل حاكم سلبياته الخارجة عن الشريعة الإسلامية.!!

ومن أهم الأحداث التي ستساعد هؤلاء المنافقون في عملهم الخسيس هو ما يجري في الأراضي الليبية من إجرام وقتل وسفك للدماء الطاهرة البريئة التي تطالب بحقها المشروع ، حيث تحول الكثيرين لوصف ما يحدث في ليبيا أنه إجرام ووحشية وغير إنساني ، وكل هؤلاء كانوا يصفون شباب ثورة مصر أنهم مرتزقة وتمولهم جهات أجنبية وأن هؤلاء بلطجية وقلة مندسة يريدون إشعال نار الفتنة في البلاد ، ولا يعبروا عن صوت الشعب المصري كله.

الإعلام المصري بكل صراحة لا يريد البقاء ولا النزاهة وكما طالب أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة في لقاءه
أمس في برنامج العاشرة مساء طالب كل من هاجم الثورة وشارك في تشويهها أن يقدم استقالته فورا ، وللأمانة تقدم بهذا الطلب بصفته مواطن مصري.

إذن هناك محاولات واضحة لتحويل مبارك لبطل وشهيد للثورة وأحذر من هذا وأنه سيحدث ، وسيشارك فيه الجميع من إعلاميين وعسكريين وسياسيين ومثقفين ورجال دين ، لو كنت مخطئا لماذا لا يقبض على مبارك حتى الآن .؟ وما الفرق في الإجرام بين مبارك وعز والعادلي وجرانة وغيرهم .؟

وإليكم المقال الذي نشر بتاريخ 6/1/2007م ، وأرى أن هذا المقال يتطابق في كثير من أجزاءه على حسنى مبارك و على كل حاكم مستبد.

المقال::::

عندما يتحول الطاغية إلى بطل وشهيد ..!!

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=90746

بعد إعدام الرئيس العراقي صدام حسين تضاربت ردود الأفعال وتكاثرت الكلمات والتعليقات ,وتحول هذا الحدث إلى قضية قومية أكثر من قضية البطالة والفقر والظلم واستبداد الشعوب وقهرها..
فنرى في الشارع العراقي هتافا ضد هذا الفعل المشين وتجريم من قاموا بإعدامه , وهذا وضع طبيعي لأن هذا الرجل من نفس الدولة ويمكن أن يكون من نفس القرية التي تهتف باسمه , فالعاطفة تغلب على رد فعل هؤلاء فيقولون متأثرين بالعواطف التي تربطهم بمواطن عراقي حكمهم ما يقرب من ربع قرن وبالتالي تولدت بينهم وبينه نوع من الألفة والعشرة حتى لو كان يحكمهم بالظلم والقهر والاستبداد, وحتى لو قتل أبنائهم عذبهم في السجون , ولأن هذا ما تعود عليه المواطن العربي يأخذ على قفاه وفى النهاية يبكى على جلاده ..
ونجد في الشارع المصري ردود أفعال مشابهه لمن كانوا مغتربين في العراق وكونوا حياتهم الحالية من السفر إلى العراق في عصر صدام الذي كان يقدر المصري في بعض الأوقات بشهادة بعض المصريين المغتربين هناك , إن هؤلاء أيضا تعتبر ردود أفعالهم مبنية على العاطفة والمنفعة وعدم نسيان الجميل لأنهم مازالوا يتذكرون السنين التي قضوها في العراق للعمل والحصول على أموال لم يجدوها في وطنهم مصر وبالتالي أمكنهم تكوين مستقبل مستقر إلى حد ما لهم ولأبنائهم..
وأصبح الحديث عن صدام حسين هو حديث الصباح والمساء لمعظم فئات المجتمع العربي..
وكثير من العراقيين يصفونه بالشهيد والبطل , كما وصفة بعض المصريين السابق ذكرهم بنفس هذه الأوصاف..
ولكن العجيب والمدهش أن يتحول الطاغية إلى شهيد وبطل في نظر رجال الدين , وذلك ما قاله السيد : نصر فريد واصل ــ نقلا عن نشرة كفاية : كتب ـ عيد عبد الجواد
أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق أن صدام حسين مات شهيداً، وقال: علي حد علمي أن علاقة صدام بالخالق سبحانه وتعالي كانت طيبة في الفترة الأخيرة. وأوضح واصل لـ «المصري اليوم» أنه يجوز أداء صلاة الغائب علي صدام لأنه ظل يدافع عن وطنه ضد الاحتلال الأمريكي، وأنه في النهاية مسلم. وأشار إلي أن تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي يوم عيد الأضحى إهانة للمسلمين وحكامهم، ووصمة عار في تاريخ الأمة الإسلامية، وقال إن الحكام والرؤساء العرب رموز يجب أن تحترم حتى وإن ارتكبوا بعض الأخطاء، ولكل حاكم سلبياته الخارجة عن الشريعة الإسلامية.ولفت واصل إلي أن الشريعة الإسلامية بها ضوابط للقصاص، حيث يتم مراجعة الشهود أكثر من مرة وتذكرة مرتكب الخطيئة أيضاً، وأوضح أن الإسلام يرفض تنفيذ القصاص في أيام الأعياد، حيث يحث علي الفرحة والبهجة بين الكبار والصغار. وأوضح واصل أن تنفيذ حكم الإعدام في صدام ربما يكون كفارة عن الذنوب التي ارتكبها في السابق، ولكل إنسان ذنوبه وسيئاته.. هذا ما قاله سيادة المفتى ..

فلنتابع معا عزيزي القارئ ما قاله فضيلة المفتى الأسبق بشيء من التفصيل..
أولا : يقول أن صدام مات شهيدا ..!! هل يمكن أن يتساوى من مات وهو يدافع عن وطنه ويدافع عن دينه بمن حكم عليه بالإعدام جراء جرائم ارتكبها في حق البشرية ..؟؟
وهل من يقتل الأبرياء ويعذب الضعفاء والعلماء في السجون ويستبد شعبه نقول عليه شهيد عندما يأخذ عقابه..
ثانيا : يقول أن علاقته بالخالق كانت طيبه في الفترة الأخيرة وهذه مصيبة أخرى هل كنت معه يا شيخ نصر أم انك تعلم الغيب وهل عرفت أن المولى عفا عنه في كل ما اقترفه من ذنوب حتى تقول أنه قد مات شهيدا..!!
ثالثا : يقول أن صدام ظل يدافع عن وطنه ضد المحتل الأمريكي .. من الذي جعل الاحتلال الأمريكي يدخل العراق ويصل بالعراق إلى ما وصل إليه ألان.. ؟ , وكيف كان يعيش المواطن العراقي قبل دخول الأمريكان .. ؟؟
رابعا : السيد المفتى الأسبق يذكرنا برجال الدين في العصر العباسي الأول والثاني عندما قال أن الحكام والرؤساء العرب رموز يجب أن تحترم حتى وإن ارتكبوا بعض الأخطاء، ولكل حاكم سلبياته الخارجة عن الشريعة الإسلامية... !!! إن هذا الكلام يعتبر تقديسا واضحا للحكام , وجعلهم فوق مستوى البشر وإعطائهم تأشيرات للظلم والقتل في شعوبهم كما تتيح لهم الفرصة للخروج عن الشريعة الإسلامية..
كما اعتبر أن هذا الكلام يعد تأييدا لكل حاكم مستبد مازال على قيد الحياة..!!
خامسا: سيادة المفتى يريد مراجعة الشهود.. !!! , كما يريد تذكرة مرتكب الكبيرة.. شهود أيه يا شيخ نصر اللي عاوز تراجعهم وهات راجعهم في أيه ولا أيه الموضوع كبير والقتلى كثير..
ولماذا لم تذهب إلى مرتكب الخطيئة لتذكره انه على الخطأ كي يرجع ويعود إلى صوابه أليست هذه وظيفة رجال الدين أعتقد أن حضرتك من جيل صدام ويمكن لو كنت ذهبت له لكي تذكره انه قاتل وخاطئ ومستبد كان ممكن يسمع كلامك..
سادسا : يقول أن تنفيذ حكم الإعدام يعتبر كفارة عن السيئات التي ارتكبها .. يا سيادة المفتى إعدام صدام هو حق القانون والعدالة وليس له علاقة باليوم الأخر وعلم الغيب الذي تتحدث فيه ، ومن أين علمت أنه ارتكب سيئات .. ؟؟ ومن أين عرفت حجم هذه السيئات ..؟؟ كي تقول أن الإعدام كفارة عنها ..؟؟
السيد نصر فريد واصل للأسف يتحدث في كلام وأحكام منتهية الصلاحية ولا يمكن أن تتمشى مع عصر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان..

سابعا : المفاجأة الكبرى عندما تجد من يدافع عن صدام ويقول عليه بطل وشهيد ورمز ويجب علينا أن نزور قبره كما نفعل مع أولياء الله الصالحين لأنه بالفعل بطل لن يتكرر , هذا ما قاله الأستاذ: مشعان الجبورى ـ رئيس كتلة المصالحة والتحرير في مجلس النواب العراقي ـ في برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة يوم الثلاثاء الموافق 2/1/2007م
ويعترف الأستاذ : مشعان بكل فخر أن سيادة الرئيس صدام قد اعدم شقيقه...!!!
هذه هي العينات التي تدافع عن الطاغية يا سادة أعتقد أن الأمور وضحت الآن وكيف تحول هذا الطاغية إلى شهيد وبطل ملأت صوره الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية..
نحن شعوب تتحكم فينا العواطف وتسيطر على معظم أقوالنا وأفعالنا لدرجة أننا قد نحيد عن الحق بسبب هذه العاطفة الخاطئة
..

السبت، 19 فبراير 2011

ثقافة قروض الفقراء

ثقافة قروض الفقراء

اعترافا بالدور الإصلاحي العظيم الذي كان ولا يزال يقوم به رواق ابن خلدون و تحديدا اهتمامه بالمواطن الفقير الذي يمثل أغلبية ساحقة في مصر ، واهتمامه بالشباب الذي يمثل الأمل في المستقبل ، كان هذا المشروع ضمن الموضوعات الهامة التي فكر فيها القائمون على رواق ابن خلدون بقيادة مدير الرواق الدكتور ـ أحمد صبحي منصور ـ ، وكان التفكير في مشروع القروض الحكومية للفقراء ، ولكن بأسلوب وطريقة ومنهج مختلف يؤدي لتنمية البلاد والاستفادة الكاملة من هذه القروض للمواطن والمجتمع على السواء.

فكانت هذه الندوة عن مشروع (ثقافة قروض الفقراء) ضمن أعمال الرواق بتاريخ 23/12/1997م ، وأعتقد أن مضمون هذه الندوة لو تم استغلاله وتنفيذه من الحكومات المصرية الفاسدة لما وصل الحال بمصر لقيام هذه الثورة العظيمة التي أطاحت بمبارك الفاسد وعائلته ونظامه.

وإليكم الموضوع

ثقافة قروض الفقراء

حسنا فعل رواق ابن خلدون بمشكلة من مشاكل المجتمع المصري الهامة جدا وفي هذا التوقيت ونحن على مدخل القرن الحادي والعشرون:

وقد قام الرواق بتاريخ 4/11/1997م بعرض فيلم أحلام شابه : للأستاذ / هاشم النحاس ــ ثم تم مناقشة الفيلم باستفاضة وعرض انجاز لمشروعات شباب الخريجين ثم جاء طرح الرواق لمناقشة ثقافة قروض الفقراء في ثلاث ندوات متعاقبة للأستاذ الدكتور / إسماعيل صيامـ وهو الخبير في هذا المجال لما له من دراية واسعة في مجال هذا العمل والدراسات والأبحاث من خلال نماذج مماثلة تمت في دول عديدة ، وقد طرح الموضوع بداية عن النموذج الجيد في الإدارة ثم تلاه عوائق المشروع وأخيرا الحلول :

وإليكم الحوار بعد ترتيبه::

1ـ عوائق المشروع ::

إن عوائق قروض الشباب أو الفقراء عامة تنحصر بالنسبة للصندوق الاجتماعي أو البنوك هي والضمانات وبالتجارب التي تم طرحها هي عدم إمكان توفر مثل هذه الضمانات سواء لدى الشباب الخريجين أو الفقراء وحتى التحريات التي تتم لا يمكن الاستدلال منها على حسن سمعة طالب القرض في التعاملات التجارية في السوق ومدى مصداقيته في سداد الديون وهذا أيضا ناتج عن عدم مثل هذه الممارسات وذلك لحداثة العهد بالعمل التجاري أصلا وعدم وجوده وعدم التعرض للتعاملات التجارية وكل ما يمكن أن تنم عنه مثل هذه التحريات حسن السير والسلوك والسمعة والتي تكون عادة ناتجة عن سلوك الدراسة والتعليم ولابد أن تكون كذلك وهي أيضا نسبية ذلك بالنسبة للفقراء والمحتاجين لمثل هذه القروض.

وبالنسبة لمشكلات عدم إمكان سداد الأقساط في موعدها فهذا مرجعيته ليس سوء نية المقترض أو عدم رغبته في السداد وإنما يرجع إلى عدة أسباب منها :: عدم وجود دراسات جدوى صحيحة ومتناسقة سواء للأماكن التي غالبا ما يتم الموافقة على إقامة المشروعات الصغيرة فيها والتي يحـبـز المختصون فيها قربها من الأماكن السكنية لطالب القرض حتى لا يتعرض لمشكلة الإسكان والمجتمعات الجديدة وبذلك تكون هذه المشروعات عاجزة تماما عن ممارسة النشاط الاقتصادي السليم سواء بالنسبة للمواد الأولية المطلوبة للمشروع المحدد أو بالنسبة للمراحل المتكاملة والمكملة سواء للإنتاج أو التسويق.

كذلك اعتماد طالب القروض سواء الشباب أو الفقراء إلى الخبرة والدراية والمعرفة المهنية حيث غالبا ما تعتمد هذه على معلومات ونجاحات الغير ومعلومات قد تكون غير متكاملة أو صحيحة أو صالحة في الظروف المتغيرة والجديدة التي يتم فيها إقامة المشروع.

كما يتعرض أصحاب هذه المشروعات أيضا لمشكلة عدم إمكان الاستعانة بأصحاب الخبرة والمهارات الفنية لارتفاع أجور هذه الفئة من العمالة الماهرة المبدعة بما يعجز عنه أصحاب هذه المشروعات من القيام به ، كذلك غير متاح لهذه الفئات من إجراء عمليات تطوير أو تصحيح للمسارات والتي قد تصادفهم ، لاحتياج ذلك لمزيد من رأس المال أو القروض الأخرى والتي لا يسمح بها إلا بعد سداد ما سبق اقتراضه كما أن فوائد القروض مهما بلغت من انخفاض نسبتها إلا أنها مازالت تشكل عبئا على أصحاب هذه القروض ولا سيما أن العثرات والكبوات التي يتعرضون لها للأسباب السابق ذكرها لا يستهان بها وتحتاج دائما إلى إعادة نظر والتي غالبا ما لا يكون لأصحاب هذه المشروعات سبب فيها وأن تعرضهم مباشرة لنظام العرض والطلب وسعر السوق والمضاربة من أصحاب المنتجات والإنتاج المنتظم والمؤسسات الكبرى مما يعرضهم في بداية عهدهم لهزات واضطرابات السوق صعودا وانخفاضا.

والمجال في هذا الموضوع كبير وعريض إلا أنني أثرت الإيجاز والتعرض لما أثير في هذه الندوة فقط::

2ـ النموذج الجيد في الإٌدارة:

إن نموذج الإدارة في مصر في أمس الحاجة إلى إعادة نظر وإلى أسلوب عصري لتنمية الإدارة عموما فلا يمكن ونحن على أعتاب القرن الواحد والعشرون أن تتصف الإدارة في مصر بالعجز عن النهوض بوظائفها وبالتعقيدات الإدارية والروتين والبيروقراطية والتحصيص والابتكار في إجهاد المواطن والبراعة في تعقيد البرامج وتوسيع المسافات في المستويات الإدارية والخدمية والبطيء الشديد في توصيل الأوامر واتخاذ القرارات من القمة إلى القواعد مما يسهل وجود الانتهازية والفساد والرشوة مع مركزية اتخاذ القرارات وكثرة الأجهزة الرقابية والغير فعالة وانتماء الموظف إلى من يملك عزله أو ترقيته دون انتماء إلى الوظيفة ذاتها والرغبة الأنانية في الاستحواذ على السلطة والسيادة والمعلومات الصحيحة واحتكار الخبرة والعمل الدائم على زيادة الدخول بشتى الطرق المشروعة والغير مشروعة والحرص الدائم لادعاء الأهمية الشخصية ودافع السرية في كل شيء هام وغير هام وعدم وضوح القوانين وجهل العامة بهذه القوانين واللوائح مما يسهل لهذه الفئة الوظيفية في التلاعب بالمواطنين والعمل أحيانا بحرفية القوانين وليس بروح هذه القوانين إن الإدارة في مصر في حاجة ملحة إلى ما يلي::ــ

الاعتماد على المنهج العلمي في التفكير ـ الاعتماد على الكفاءات والخبرات في الإدارة العليا مع تطبيق حوافز الثواب والعقاب حتى نصل إلى إدارة قادرة على تطبيق التكنولوجيا المتقدمة وإيجاد الوظائف الفنية الدقيقة ـ وفي مجال ثقافة قروض الفقراء والشباب نجد أننا في مسيس الحاجة إلى نماذج إدارية للمشروعات لها الكفاءات السابق الإشارة إليها ومتجنبة لكل السلبيات قادرة على مساعدة أصحاب المشروعات المكلف الإداري فيها بالمتابعة والإشراف لسرعة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب معتمدا على الكفاءات الفنية التي تشرف على مشروعات الشباب والفقراء ، إن تنمية أسلوب الإدارة وتنمية الإدارة ذاتها من أهم العوامل المساعدة على إنجاح مثل هذه المشروعات الصغيرة والمتكاملة ولابد وأن تكون هذه المراحل الإنمائية في ظل النظام الاقتصادي الحر وفي عدالة اجتماعية للتنمية مع تواجد إطار سياسي واجتماعي حر ومناسب وهذه مجالات لا يتسع المقام لمناقشتها:

3ـ الحلول ::

مما سبق تتضح الرؤية في التوصل إلى الحلول المطلوبة وهي ::ــ

أـ ضرورة تكفل الدولة كعامل مساعد في طرح مجموعة من المشروعات المتكاملة المترابطة والمكملة لبعضها كخط إنتاجي متكامل وأن كان كل من هذه المراحل مستقل ماديا وإشرافيا في مناطق محدده تتوافر فيها البنية الأساسية والمواد الأولية وتوافرها مع الإعداد للبرامج التدريبية بمعرفة المختصين والمؤهلين لهذا التدريب المبدع والإعداد الجيد للتجديد والتجويد وإعمال العقل.

ب ـ سهولة التسيير للقروض بلا ضمانات سوى المشروع ذاته مع هدم الهيمنة عليه إنما يكون مسئولية الدولة أو المؤسسة المنوط بها الإشراف العام هي جهات إرشادية وتوضيحية وتلبية احتياجات ودراسة أي متطلبات أو تطورات مستقبلية يحتاج إليها نجاح هذا المشروع مع وجود أجهزة إدارية مدربة قادرة على اتخاذ القرارات السليمة الإبداعية الإنتاجية بسهولة ويسر لتكون لهذه المشروعات الاستمرارية والإنتاجية المتزايدة والقدرة على المنافسة في ظل اقتصاد حر للوصول إلى التمنية التصديرية المستقبلية.

ج ـ لا يكون حل مشكلة الشباب والفقراء في مشروع ثقافة القروض كحل مؤقت سرعان ما ينتهي كما لو لم يبدأ في ظل بيروقراطية وروتين معقد وعلى غير أسس علمية وتكنولوجية تتمشى مع اقتصاديات السوق والتقدم الإنتاجي سواء المحلي أو الخارجي مع مراعاة النظرة المستقبلية للمنتجات وبراعة التكهنات المستقبلية والتوقعات.

د ـ ضرورة أن تكون سهولة ويسر الإجراءات وسرعة اتخاذ القرار مناسبا مع نشاط وحماس هذه الفئة التي تتطلع دائما إلى غد أفضل.

هـ ـ ضرورة أن تتولى الدولة إعداد وتطوير البنية الأساسية وكافة الخدمات في جميع المجالات بما يجعل هذا التجمع الإنتاجي في ازدهار وإبداع وإنتاج متقدم وإكمال التوسعات المستقبلية بدون أي عوائق أو إرهاق من أي نوع حتى يتفرغ هذا الشباب وهؤلاء المجتهدون في تحقيق أهدافهم الاقتصادية والإنمائية.

و ـ لابد أن تضع الدولة في حساباتها عند وضع هذه البرامج في خططها المطروحة أن مشكلة الأمية لابد من القضاء عليها نهائيا كذلك مشكلة البطالة المتفاقمة واستعادة الاهتمام بالتعليم الأساسي والاهتمام بالتعليم الفني المدرب بعناية والقادر على التجديد والتجويد والابتكار.

ز ـ ضرورة العمل على تعديل الدستور القائم والذي مازال يستمد فلسفته ومعظم أحكامه من دستور 1964 والذي تسيطر عليه النظم الشمولية والقطاع العام والنظام الاشتراكي وتحالف العمال والفلاحين ضد رأس المال وكثير من جوانب هذا الدستور والتي تتعارض مع حقوق الإنسان ومبدأ تكافؤ الفرص ، ومع ضرورة إقرار القيم الديمقراطية ، كذلك ضرورة إفعال الاقتصاد الحر مع النظام السياسي والعكس صحيح حتى لا يكون هناك تعارض في اتخاذ القرارات المناسبة أو صدور القوانين المتراخية التي تأخذ في حساباتها النظام الدستوري والواقع الحالي في خوف وتردد مما يكون لها من أثار سلبية مضادة لكل تقدم ونهضة.

ح ـ ضرورة إعادة دراسة مشروع الأسر المنتجة من كافة الجوانب بكل دقة من حيث الايجابيات والسلبيات والعمل على الاستفادة من هذه التجربة في كل نتائجها مع تصحيح مسار هذا المشروع الذي يعتبر امتدادا أصليا لمشروع قروض الفقراء مع ضرورة أن تكون جهات التخطيط واعية مدركة في عدم تعارض مثل هذا المشروع حتى صندوق التنمية الاجتماعية أو مشروعات البنوك في ثقافة قروض الفقراء حتى لا يكون هناك تعارض أو تضارب من كل هذه الجهات وبعضها فهذه مهمة الدولة أو مؤسسة مسئولة.

وفي ختام هذا الموضوع أقول إن موضوع التنمية في مصر موضوع يحتاج إلى ندوات وندوات لمناقشة كافة جوانبه وأملي في تبني رواق ابن خلدون لهذا الموضوع المهم.

{والأمل المنشود والمستهدف هو رخاء مصر المحروسة بأبنائها }

التعليق:::

هذه هي إحدى أعمال رواق بن خلدون وإحدى مجهودات أحمد صبحي منصور قبيل رحيله من مصر ، ورغم ذلك لا يزال شيوخ الأزهر على يقين كامل أن رواق بن خلدون تموله جهات أجنبيه ويريد هدم الإسلام ، وأن أحمد صبحي منصور يخطط للنيل من الإسلام ويريد ضرب الأمة الإسلامية بإثارة الفتن فيها ، وسؤالي هنا لمشايخ الأزهر جميعا ـ هذا ما قدمه أحمد صبحي منصور لخدمة الفقراء والمحتاجين ومساعدة الدولة في إيجاد حلول لهؤلاء الفقراء وهذا الشباب أملا في تحسن أحوال وطنه مصر أمنا الحبيبة ، وخوفا من مجيء يوم كيوم الغضب الذي عشناه جميعا والذي فجر أعظم ثورة في التاريخ الحديث ، فماذا قدم رجال الأزهر لهؤلاء الفقراء وهؤلاء الشباب وهؤلاء المطحونين منذ ثلاثة عقود.؟؟ ، هذا ما يجب أن يجيب عنه شيخ الأزهر بأن يقوم بحملة إصلاحات حقيقية لمؤسسة الأزهر بحيث تكون مع الحق مهما كانت النتائج ، وبأن يكون الأزهر نصيرا للشعب ، ولا يقوم بدور خادم السلطان لصالح حاكم جائر مثلما فعل مع حسنى مبارك.

كم كنا نتمنى أن يتعامل النظام الحاكم في مصر مع قروض الفقراء بقليل من الرحمة كما تعامل مع قروض رجال الأعمال ورجال الحزب الوطني وكل من ساعدهم في نهب أموال هذا الشعب، ومجاملة كل من هب ودب على حساب هذا الشعب صاحب كل هذه الثروة وكل هذه الأموال التي استخدمها نظام مبارك في ترضية ومجاملة أصدقائه وأحبائه، وترك الشعب المصري بعيدا يبحث عن فتاة كل هؤلاء الفاسدون.

أخيرا:::


من الطبيعي أن يدافع البعض عن دور الأزهر ويقول أنه كان مع الشعب ومع حق الشعب ، أقول لهم آن الآوان أن يظهر هذا الدور جليا على أرض الواقع في صورة مواقف حقيقية واضحة يبين فيها العاملون في مؤسسة الأزهر أنهم سينصرون الشعب ، ويدافعون عن حقوقه وعن كرامته وعن حريته في وجه أي حاكم ظالم لأن الشعب المصري أصبح لا يصدق إلا العمل الحقيقي الفعلى وأصبح يفرق بين الصدق والكذب والنفاق ، وقد اكتسب هذه الثقافة بعد ثورة 25 يناير فعلى كل مصري حسب موقعه أن يبين حقيقة موقفه تجاه هذا الشعب العظيم الذي أصبح من الصعب أن ينخدع أو يضحك عليه بعض المسئولين ، فعلى مؤسسة الأزهر تطبيق ما يؤمنون به جميعا حين يقولون أن خير الأعمال هي كلمة حق في وجه سلطان جائر.