قيمة البرغوث عند بعض المسلمين

قيمة البرغوث عند بعض المسلمين

عنوان غريب جدا ، قد يُذكـِّر بقيمة الذبابة عند البعض الآخر من المسلمين ، ولكن هذه المرة تناول المسلمون حشرة مثل البرغوث بالحديث عن فوائدة الجمة العظيمة التي لا تضاهيها فوائد ، فهو في حديثنا اليوم ليس لديه داء ، ودواء في كلتا رجليه أو جنبيه أو جناحيه مثلما وصف الحديث الذبابة المعجزة التي تشفي الأمراض ويستخلص منها الدواء والعقاقير ، ولكن البرغوث هنا بمثابة ديك الصباح ، الذي يتقمص دور المؤذن ليوقظ الناس للصلا&Eacdil;ة ، وهذه فائدة لا تضاهيها فائدة لحشرة مثل هذه الحشرة التي لو أهمل الإنسان في التعامل معها يمكن أن تتسبب في إصابته وأفراد أسرته بمرض الطاعون ، وذلك عن طريق الدماء التي تتغذى عليها هذه الحشرة من كل إنسان تحاول مص دمائه ، وعضة البرغوث التي قد تبدو بسيطة ـ تصيب الإنسان بثلاثة أنواع من الطاعون :

أولا ـ سبب هذا المرض ميكروب يسمي Yersinia Pestis ، وهي ميكروبات هوائية وهذه الميكروبات تعيش متطفلة على الحيوانات وتنتقل إلى الإنسان عن طريق القراد والبراغيث وكما أشرت سابقا أن الطاعون في الإنسان له ثلاثة أشكال مرضية :
1 ـ طاعون الغدد الليمفاوية ، وهو أكثرها شيوعا وهو مرض قاتل بنسبة كبيرة ، والإصابة تحدث نتيجة عضة براغيث الفئران والبراغيث بدورها تحمل الميكروب بعد أن تقرص الفئران الكبيرة والقوارض الأخرى التي تشكل مخزنا للميكروب ..
2 ـ طاعون تسمم الدم الأولي ، يشبه طاعون الغدد الليمفاوية.
3 ـ الطاعون الرئوي ـ وهو نوع غير شائع وأعداد كبيرة من الحالات المرضية تحدث أثناء وباء الطاعون الليمفاوي ، وإذا لم يبدأ العلاج خلال 24 ساعة من التعرض للإصابة فإن الموت يحدث من التسمم الدموي وتبلغ نسبة الوفاة 100% .. ، لمزيد من المعلومات عن أضرار البراغيث أدخل على هذا الرابط http://www.haridy.com/ib/showthread.php?t=67391

هذه كانت نبذة مختصرة عن أضرار البراغيث الصغيرة التي لم ينساها رواة الحديث حيث حظيت باهتمام كبير شأنها شان الذبابة وأكثرـ يقول الحديث(لا تسبـُّوا البرغوث فإنه أيقظ نبيَّ الله داوود لصلاة الفجر) هذه الرواية ليس لها أي قيمة تستدعي ذكرها في كتب الحديث التي يدعي أصحابها أنها أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل ـ وذلك لعدة أسباب :

أ ـ أن المسلمين لم يخصصوا وقتا كل يوم لسب البراغيث ، لدرجة أن ذلك أصبح عادة يومية عندهم ..
ب ـ من الذي أخبر الرواة أن المسلمين يسبون البراغيث ، وهذا من الصعب بمكان ـ لأن هذه البراغيث اللعينة لا يحلوا لها العمل ومص الدماء إلا أثناء النوم ، هل ذهب الرواة وناموا عند معظم المسلمين وسمعوهم وهم يسبون البراغيث ..؟؟
ج ـ هل يعقل أن نبي مرسل يعتمد على حشرة حقيرة مثل هذه الحشرة التي تصيب الإنسان بأمراض تؤدي إلى الوفاة ـ كي تكون سببا يوقظه للصلاة..

د ـ ومن ناحية أخرى يقول أصحاب التدين السني أن الإسناد قد انقطع بعد نبي الله إبراهيم ويعترضون على كل من يقول أن خاتم النبيين متبع ملة إبراهيم حنيفا ، كما قال الدكتور عبد المهدي بيومي ـ أستاذ الحديث بالأزهر ـ معترضا على ذلك بشدة وبكل عصبية، وقد تناسى أن المولى عز وجل قال في كتابه العزيز يأمر خاتم النبيين أن يتبع ملة إبراهيم حنيفا (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)النحل :132 ـ

وهنا يتضح من خلال هذه الرواية أن نبي الله داود كان يصلي الفجر ـ أحد الفروض الخمسة التي نصليها اليوم ، وهذا أكبر دليل على تواتر الصلاة من جيل إلى جيل ، ومن نبي إلى نبي ، ومن خلال نص الحديث يتضح أن صلاة الفجر كانت تحتاج إلى من يوقظ الإنسان بالمثل كما يحدث اليوم ، وكانت تسمى بنفس الاسم أيضا ، وهذا دليل على أن دين الله واحد وشرع الله واحد حتى في الصلاة ، وذلك منذ بدأ خلق آدم عليه السلام يقول جل وعلا لنبيه الخاتم (مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ) فصلت : 43 ، ويقول جل وعلا يثبت لنا جميعا أن سنة الله وشرع الله واحد لن يتغير (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) الأحزاب : 62 صدق الله العظيم

والله المستعان