بعض ملامح التناقض بين الفقه السني والأحاديث
إذا تعددت المناهج ، والمرجعيات ، وكثرت الثوابت فلابد من حدوث اختلافات عند تطبيق أي من هذه المناهج بمرور الزمن وهذا ما حدث بالفعل مع المسلمين ، حيث كثرت الروايات والمذاهب ، وتعددت الفرق، وأخذ كل فريق يؤيد مذهبه وفكره بطريقته، ويجعل له شريكا مع القرآن الكريم كتاب الله الذي ما فرط في شيء ، والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولكي تأخذ هذه المصادر قدسية عند الناس ـ نسبها قائلوها للنبي عليه الصلاة والسلام ، وأصبحت هذه المصادر الظنية من ثوابت الدين عند المسلمين لدرجة أنها في معظم الأمور تحكم على كتاب الله ، والعكس يجب أن يكون ، وهو أن يكون القرآن الكريم هو الحكم على كل شيء وهو المسيطر على كل أمور الدنيا والدين ، ويكون تشريع القرآن هو الآمر الناهي في كل شيء ، هذا ما أمرنا به المولى جل وعلا عند الاختلاف فيما بيننا فلابد أن نرجع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى ليحكم بيننا فيما شجر من خلاف ، وهذا ما كان يفعله النبي عليه السلام ، حيث كان يحتكم إلى كتاب الله عز وجل في كل شيء ، مطيعاً لأوامر الله في ذلك في قوله تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْم">
وكما أشرت أن كثرة المرجعيات تؤدي إلى التناقضات ، سوف أوضح بعض هذه التناقضات ـ بين الفقه السني ومرجعياته من الروايات الظنية ..
أولا : في موضوع الحج ـ على الرغم أن القرآن الكريم واضح وضوح الشمس أن الحج أشهر معلومات ، لكن الفقه السني وفقهاءه يقولون شيئا آخرـ يقول الفقه السني الحج أياماً معدودات ، ويتسبب ذلك الاختزال لمدة الحج إلى موت العديد من المسلمين سنويا ً في موسم الحج ،
وإذا قرأنا في كتب الفقه سنجد أنها تعترف بأن الحج أشهر معلومات ، ولكن رجال الفقه يقرأون ولا يعقلون ويحجون كما يحج الناس في أيام معدودات ، منفذين ما جاء في الروايات ، ومتجاهلين ما جاء في القرآن الكريم ، كما يتجاهلون ما بأيديهم في كتب الفقه التي يدرسونها لطلاب الأزهر إلى يومنا هذا ..
وهذا الموضوع موجود في كتاب الوسيط في الفقه المُيسر على المذاهب الأربعة ـ الجزء الأول قسم العبادات المقرر على طلاب الصف الأول الثانوي الأزهري في موضوع كتاب الحج والعمرة ـ ـ صفحة 347 ، 348 عن المواقيت الزمانية والمكانية لمن يريد الحج أو العمرة : وجدت الآتي :ـ
( المقصود بالمواقيت الزمانية : الأوقات التي لا تصح أفعال الحج ومناسكه إلا خلالها ، لأن الله ـ تعالى ـ قال : (الحج أشهر معلومات ). أي : وقت الحج أشهر معلومات. أو أشهر الحج معلومات، وهي عند جمهور العلماء شهر شوال وشهر ذي القعدة ، والعشرة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة..
والإحرام بالحج قبل أشهره أجازه جمهور الفقهاء مع الكراهة . وقالوا : إن المنهي عنه هو أفعال الحج في ذاتها ، لأنها لا تصلح إلا في أشهره،
وفي هامش الصفحة مكتوب ( يرى المالكية أن الأشهر الثلاثة كلها للحج ) .. انتهى .. ورغم ذلك يحجون في أياما معدودات ..
ثانياً : كتب الفقه السنية الأزهرية أيضا عند الحديث عن مبطلات الصيام ، والاعتكاف تقول ـ من مبطلات الصيام ـ الوطء ، وتقبيل المرأة فيقول (وحرم نحو لمس، كقبلة إن حرك شهوة، خوف الإنزال وإلا فتركه أولى ) الإقناع للصف الثاني الثانوي ـ فصل الصيام ـ صـ 16 .. ورغم هذا التحريم الواضح نجدهم يؤمنون بروايات ظنية تثبت على حد زعمهم أن النبي كان يقبل زوجاته وهو صائم ..!!
ــ أما بالنسبة لمبطلات الاعتكاف فيقول الفقه السني الأزهري ـ من مبطلات الاعتكاف ـ (وأما المباشرة بشهوة فيما دون الفرج كلمس وقبلة فتبطله إن أنزل وإلا فلا تبطله لما مر في الصوم ـ وخرج بالمباشرة إذا نظر أو تفكر فأنزل فإنه لا يبطل وبالشهوة ما غدا قبل بقصد الإكرام ونحوه ) ، ورغم ذلك أيضا يتهمون النبي في رواياتهم أنه كان يجامع زوجاته وهو عاكف في المسجد.. فمن نصدق الروايات الموجودة في كتب البخاري أو الفقه السني الأزهري ..
وفي النهاية أود أن أقول ـ أن اجتهاد أي شخص لا يعد مقدسا على الاطلاق ، لأن ما يقوله هو رأيه الشخصي وليس رأي الدين ، فكل منا يجتهد ، وقد يخطيء وقد يصيب ، والحكم على كل هذا وذاك هو القرآن الكريم ، وكما تعلمنا جميعا من القرآن الكريم الذي يحكم ويسيطر على كل شيء ..
رضا عبد الرحمن على
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق