البخارى وأسرار النبى
إن الإنسان الشرقى بطبيعته اعتاد أن تكون له خصوصياته التى لا يعرفها عنه أقرب الناس , ويعتبر معظم الناس أن التعرض للحديث فى مثل هذه الموضوعات تعدى على أسرارالغير ويستوجب ذلك اعتذارا واعترافا بالخطأ , ومن أهم هذه الخصوصيات جميع أسرار البيوت وعلى وجه الخصوص العلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته , وما يحدث بينهم فى حجرة النوم من علاقات جنسية , لأن هذه العلاقة قمة فى الخصوصية ولا يجب أن يعرف عنها أى شخص أى شىء , مهما وصلت درجة الصلة والقرابة بينهم , وهذه الخصوصية لهذه العلاقة الزوجية حددها المولى عز وجل فى العلاقة بين الرجل والمرأة , فى تحديد المواعيد التى لابد أن يستأذن فيها الأولاد قبل دخولهم على أبويهم , وهذا التنبيه من المولى عز وجل لم يكن هذلا , لكنه قمة فى الجدية والأهمية , ويجب على كل مسلم أن يحافظ على أسرار هذه العلاقة , لأن هذه أوامر الله تعالى فى كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) النور : 58 ـ , توضح هذه الآية الكريمة تنبية المولى عز وجل على الاستئذان قبل الدخول فى هذه الاوقات لمن لم يبلغوا الحلم , بالطبع كل انسان بلغ الحلم سيكون قد عرف أنه من العيب الدخول على أبويه بدون استئذان .. فإذا كان هذا هو حال الأولاد فما بالنا بمن هم أغراب عن البيت ..؟؟
هذا ما قاله رب العزة فى القرآن الكريم , وهناك جانبا اجتماعيا آخر للموضوع ـ هو احتفاظ كل أسرة بأسرارها التى تخص هذا الموضوع , على سبيل المثال ـ إذا تم الطلاق بين زوجين بسبب الضعف الجنسى للزوج ـ إن أسرة الزوج والزوجة لن يخرجا هذا السر لمخلوق ـ لأنهم يعرفون أن هذا عيب ولا يجب ان يفشى مثل هذا السر .. هذه هى قواعد المجتمعات التى تعلمناها من القرآن , كما أنه عند حدوث النقيض , إذا كان الزوج لديه وفرة فى القدرة الجنسية فإن الموضوع أيضا سيبقى سرا ..
وهذه قصة من الواقع الذى نعيشه هذه الأيام أحاول مقارنتها بروايات البخارى التى أفشى فيها أسرار حجرة نوم النبى عليه السلام مع زوجاته اللاتى هـُنَّ أمهات المؤمنين ..
فى أحد المؤسسات الكبيرة فى مصر التى يعمل فيها أحد جيرانى ـ موظفا على الدرجة الثالثة ـ وذات يوم حكى لى هذا الموظف (جارى) حكاية عن رئيس المؤسسة التى يعمل بها , وهى كالأتى ( قال إن رئيسه فى العمل يمتلك قدرة جنسية عالية , ويجامع زوجاته الثلاثة فى نفس الليلة , ويجامع زوجاته وهن حائضات , ويغتسل معهن من إناء واحد وفى حمام واحد , وعندما سألته من أين لك بهذه الحكاية ..؟؟ قال لقد سمعتها من أحد الموظفين زملائى فى العمل , وقد سمعها زميله هذا من أحد أقاربة الذى يسكن فى شارع قريب من الشارع الذى يسكن فيه رئيس هذه المؤسسة , وقد سمع هذا القريب هذه القصة من أحد السكان الذى يسكن مع هذا المدير فى نفس العمارة , انتشرت هذه القصة بين موظفى المؤسسة , زاد انتشارها حتى نشرت فى بعض الصحف التى تهوى الفضائح والخبطات الصحفية , حتى لو كانت على حساب شرف الناس وتلويث سمعتهم دون دليل قاطع , حتى لو كان هناك ألف دليل ـ هل من حق أى إنسان أن يتدخل فى خصوصيات الناس , ويدعى أنه دخل حجرة نومهم , كما يدعى أنه دخل معهم الحمام وشاهدهم وهم يغتسلون ..؟؟ طبعا رد الفعل يا سادة سيكون واضحا وضوح الشمس من هذا الشخص المـُفـْتـَـرَى عليه , وسيتبارى العديد من المحامين للدفاع عنه ضد المعتدين , لأن هذه تعتبر قضية قذف علنى , ومن الطبيعى سيتعرض كل من شارك فى نشر هذه الفضيحة الى المسائلة والتحقيق حتى تستطيع العدالة معرفة من هو الفاعل الحقيقى الذى افتعل هذه القصة الكاذبة , واقتحم بيوت الناس الأمنين وعكر عليهم صفو حياتهم , ولوث شرفهم بهذه الأكاذيب التى لن يستفيد منها أى إنسان ـ فى دين أو عقيدة أو فى أى شىء على الإطلاق , ومن خلال المحاكمة العادلة اتضحت الحقيقة , وعرف الجانى الذى ألصق هذه القصة بكل هؤلاء الأشخاص الأبرياء ظلما وعدوانا بهدف إعطاء مصداقية كافية لقصته المفتراه , وبغرض تشويه صورة هذا الرجل ..
وبعد هذه القصة التى قد تحدث فى واقع حياتنا نعطى مثالا لها من روايات البخارى التى قام فيها باقتحام بيت النبى , ودخل حجرة نومه ودخل المكان الذى كان يغتسل فيه , وتطاول على رسول الله , وللأسف صدقه المسلمون بكل سذاجة , ويدافعون عنه إلى الأن دون تفكير ــ أعزائى أصحاب العقول سأطرح عليكم بعض الروايات من صحيح البخارى بهدف محاكمته بالعدل , وذلك بعد قراءة هذه الرويات بالعقل ـ ودون وجهة نظر مسبقة من تقديس لهذا البخارى ..
1ـ يروى البخارى ـ روايات تفيد أن النبى والسيدة عائشة كانا يغتسلان من إناء واحد ـ ما هى الفائدة التى ستعود على كل مسلم بعد سماع هذه الرواية الكاذبة ..
ـ حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنْ قَدَحٍ يُقَالُ لَهُ الْفَرَقُ .
ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَفْلَحُ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ تَخْتَلِفُ أَيْدِينَا فِيهِ .
ـ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ . زَادَ مُسْلِمٌ وَوَهْبٌ عَنْ شُعْبَةَ مِنَ الْجَنَابَةِ .
2 ـ روايات أخرى يدعي فيها البخارى أن النبى كان يطوف على نسائه فى ليلة واحدة , وهذا اتهام للرسول أنه كان متفرغا لزوجاته وللعلاقات الجنسية , وليس لديه وقت للدعوة , أيضا ما هى أهمية أن يعرف المسلمون هذه الأمور لو كانت حدثت فعلا , أليست هذه أسرار البيوت , وحرمتها ..؟؟ , كما يدعى أنه أعطى قوة ثلاثون أو أربعون رجلا فى الجماع , من الذى قام بقياس هذه القدرة أو القوة , هل يجوز ان تفشى زوجات النبى مثل هذه الأسرار بين الناس لتصبح مشاعا ..؟؟
ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ ذَكَرْتُهُ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ، ثُمَّ يُصْبِحُ مُحْرِمًا يَنْضَخُ طِيبًا .
ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ . قَالَ قُلْتُ لأَنَسٍ أَوَكَانَ يُطِيقُهُ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلاَثِينَ . وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ تِسْعُ نِسْوَةٍ .
3 ـ روايات أخرى يدعى فيها البخارى أن النبى كان يتـّكىء فى حجر السيدة عائشة وهى حائض ويقرأ القرآن .. هل يمكن أن نصدق هذا الهراء عن رسول الله .؟ , أليس لدينا عقول كى نعرف كيف كان هذا البخارى يحقد على النبى , ويكره الاسلام , ويريد بأى طريقة تشويه صورة النبى ..؟؟
ـ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، سَمِعَ زُهَيْرًا، عَنْ مَنْصُورٍ ابْنِ صَفِيَّةَ، أَنَّ أُمَّهُ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَّكِئُ فِي حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ .
4 ـ إفتراء آخر على النبى من الشيخ البخارى , يتهم فيه النبى أنه كان يجامع زوجاته فى الحيض , وهو بذلك يخالف كتاب الله الذى قال واجتنبوا النساء فى المحيض ـ ( البقرة : 222 ) , ولازلنا نصدق البخارى فى اتهامه للنبى بمخالفته للقرآن الصريحة الواضحة , ونقول على كتابه أصدق كتاب بعد القرآن ..!!
ـ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَـ هُوَ الشَّيْبَانِيُّ ـ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَاشِرَهَا، أَمَرَهَا أَنْ تَتَّزِرَ فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا ثُمَّ يُبَاشِرُهَا . قَالَتْ وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْلِكُ إِرْبَهُ . تَابَعَهُ خَالِدٌ وَجَرِيرٌ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ .
ـ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبَاشِرَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ أَمَرَهَا فَاتَّزَرَتْ وَهْىَ حَائِضٌ . وَرَوَاهُ سُفْيَانُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ .
5 ـ اتهام آخر للنبى من البخارى يا مسلمين يقول فيه ان النبى كان يقبل أحد زوجاته وهو صائم .. هل يمكن أن نصدق ان رسول الله يفعل هذا ..؟؟
ـ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ حِضْتُ وَأَنَا مَعَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمِيلَةِ، فَانْسَلَلْتُ فَخَرَجْتُ مِنْهَا، فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي فَلَبِسْتُهَا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَنُفِسْتِ " . قُلْتُ نَعَمْ، فَدَعَانِي فَأَدْخَلَنِي مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ . قَالَتْ وَحَدَّثَتْنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ، وَكُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق