هل يساهم المواطن المصرى فى فساد المجتمع ..؟؟ 2
كما كتبت المقال الاول عن الفساد الأول الذى يتسبب فيه المواطن بكامل ارادته , وان هذا الفساد يعود بالضرر على المواطن نفسه فى المستقبل , فى موضوع الغش فى الامتحانات , وما يفعله أولياء الأمور والطلاب من مهازل ..
والأن الموعد مع فساد من نوع آخر يساعد فيه المواطن أيضا , ولكن البطل هنا هو رغيف الخبز الذى يكلف الدولة الملايين لتوفره لكل مواطن , بسعر يناسب دخل المواطن الفقير المسكين , الذى ليس لديه أى مصدر للحصول على هذا الرغيف &e; إلا الفرن الحكومى , وبصراحة شديدة ان وزارة التموين وفرت فى معظم القرى فى محافظات مصر أفران الخبز التى تبيع الخبز المدعم , وهذا من واجبات الحكومة الحتمية , التى يسىء استخدامها الموطنون أنفسهم ..
ونأتى الأن ونقول كيف يفسد المواطن موضوع رغيف الخبز ..؟؟
من المعروف ان معظم الأسر فى مصر صارت لا تستغنى عن رغيف الخبز , فهل يصح أن يصرف للفرن عشرون شكارة من الدقيق لعجنها وخبزها ليأكلها الانسان , ويقوم صاحب هذا الفرن بخبز ربع الكمية أو نصف الكمية حسب الحالة او الظروف أو حسب شخصية مفتش التموين , ( كما يقولون لكل شيخ طريقة ) , وباقى صرفية الدقيق هذه , التى صرفها صاحب الفرن من الوزارة بثمن مدعم ستة جنيهات للشكارة بدلا من ثمانية جنيهات , يبيع باقى الكمية بسعر خمسون جنيها أو أكثر للشكارة فى السوق السوداء , وطبعا جميع زبائن السوق السوداء أفراد من المجتمع أيضا , ولكن يفكرون فى مصالحهم , فمنهم من يشترى هذا الدقيق (الطعام الانسانى) لتحويله الى علف حيوانى بعد خلطه بالتبن للبهائم , ومن يشتري هذا الدقيق المدعم للفقراء يعرف جيدا أن معظم الناس مصدرهم الوحيد للحصول على الخبز هو الفرن الحكومى المدعم , لأنه لا يمتلك أرضا ولا مالا يشترى قمحا ليصنع به خبزا فى المنزل لأولاده , ولكن هذا الانسان التاجر منزوع الضميرـ تاجر المواشى لا يفكر الا فى بهائمه فقط , وكيف يسمنها ليبيعها , وصاحب الفرن بالتأكيد يفكر فى المكسب أيضا , بدون خسارة أجور أو عمال وكهرباء ومجهود فى توزيع كمية الخبز التى باع دقيقها لتاجر البهائم , ويوجد من الناس من يشترى الخبز للطيور أيضا , يذهب كثير من الفلاحين أصحاب الاراضى لشراء رغيف الخبز الذى يحتاجه الانسان ليقدمه لأولاده فيزاحمه آخر ليأخذ حق غيره من الخبزليجعله طعاما شهيا للطيور المنزلية , وذلك لأنه أرخص من أعلاف الطيور التى تباع فى السوق ـ والله حل مش بطال , والجعان يخبط دماغه فى الحيط ..!! , ومن السلوكيات التى يقوم بها صاحب الفرن فى معاملته مع المواطنين ـ أثناء بيع الخبز ـ فإنه يبيع لمن يحب من أصحابه , وأقاربه , ومعارفه , على الرغم من وجود طابور الخبز الشهير أمام الفرن , ولكنه لا يلتزم بالطابور , ويعطى من يشاء ومن يحب ـ ماهو صاحب الفرن , ويـُحْـكـُم ويـِتـْحـَكـَّم فى الناس ..!!
وهناك مواطن ثالث قد يشترك فى هذه القصة , هو مفتش التموين ـ الذى يمر بدوره على الفرن يراقب جودة تصنيع الخبز , كما يطمأن ان صرفية الدقيق تم خبزها بالكامل , ولكن هذا المفتش إنسان , وقد يكون صالح فيبقى فى الفرن منذ بداية تشغيله , ويقوم بمراقبة جميع مراحل تصنيع الخبز بدأ من ـ العجين , وزن الرغيف , وجودة التصنيع , يراقب مراحل صنع رغيف الخبز بالكامل , حتى ينتهى العمل , ويتم عجن وخبز كمية الدقيق بالكامل وتوزيعها على المواطنين , وكل مواطن لا يسمح له بشراء أكثر من احتياجاته , وبذلك يتحقق العدل فى توزيع الخبز , وإذا كان هذا المفتش ـ موظف فاسد ـ فإنه يمر على الفرن مرور الكرام فى الصباح يأخذ المبلغ المتفق عليه ـ أو (المعلوم) , طبعا كيسة خبز نقاوة على الفرازة , وطريقه زراعى , والباقى طبعا معروف ـ يقوم صاحب الفرن بطرد الناس بعد الانتهاء من الكمية المتفق عليها , ويبيع كل ما تبقى من دقيق لأصحاب المواشى والمزارع .. وأصحاب العيال يولعوا بجاز ..
طبعا هذا الموظف الفاشل المنحل الذى تخرج بالغش , وأخذ شهادة ليست من حقه , وحصل على وظيفة ليس أهلا لها ـ فإنه بالتالى يساعد صاحب الفرن لكى يبيع ويشترى فى الناس , ولأن هؤلاء الناس هم من ساعدوه فى الحصول على شهادة مزيفة , عاد عليهم الضرر فى المستقبل من جراء فعل فعلوه فى الماضى , هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..
وإلى لقاء آخر .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق