احترم نفسك .... أنا رجل دين ..!!
اعتاد المسلم أن يوقر ويقدس رجل الدين على مر العصور ، كما اعتاد أن يقول لرجل الدين سمعا وطاعة بدون أدنى مناقشة أو اعتراض ، لكن بعض أو معظم رجال الدين يستغلون هذا التقدير وهذا التوقير في محاولة لاستعباد الناس وتهميشهم وجعلهم كالأنعام بل أضل سبيلا ..
وفي مصر في فترة الأربعينيات وما قبلها كان رجل الدين يستغل طاعة الناس له لأجل إرضاء الحاكم معظم الوقت ، حتى يحظى بالحياة والنعيم والأمن في مجتمع فقير محكوم بالحديد والنار يمثل فيه عسكري الدرك هالة من السلطة والسطوة ..
وحتى لو كان هذا الحاكم برتبة عمدة و يحكم قرية أهلها فقراء مساكين مرضى غير متعلمين ، فكان دور رجل الدين مساعدة هذا الحاكم (العمدة) في السيطرة على كل شيء داخل غطاء ديني يحفظ للحاكم هيبته أمام الناس ، ويريح ضميره أمام نفسه ، لأنه كما يقول المصريون (حـُطـْها في رقبة عالم واطلع منها سالم) ، وهناك مثال يحضرني يعبر بقوة عن تلك الفترة الغابرة في حياة المصريين ، وهو إحدى المشاهد السينمائية من فيلم الزوجة الثانية عندما أراد العمدة الحاكم أن يتزوج على زوجته لأنها عاقر ، فقرر أن يتزوج من امرأة متزوجة ، وهو قرار غاية في الظلم والقهر ، فكان لابد من غلاف أو غطاء ديني يبرر هذا الفعل المخالف للإنسانية ، وكان شيخ الجامع العامل المساعد في إتمام تلك الجريمة عندما استخدم وظيفته في إقناع الزوج المسكين بأن يطلق زوجته ، وأنه بذلك يكون قد أطاع الله ورسوله وأولى الأمر منهم ، وذلك على أساس أن العمدة من أولى الأمر ..
وكنت أظن أن تلك الفترة قد مضت وبدأ المجتمع المصري الدخول في عصر جديد مليء بالحرية والرقي والتحضر والتمدن والمساواة بين كل الناس سواء أكان رجل دين أو غيره ، ولكن كان الفضل كل الفضل للدولة الوهابية في غزو البلاد ونشر فكر الرجعية والتحول من الحرية إلى الراعي والرعية ، فرجعنا كثيرا إلى الوراء فكريا وثقافيا ، وأصبح تقديس وتوقير رجل الدين من أركان الإسلام على حد منهجهم وثقافتهم ، حتى لو كان رجل الدين في سن العشرين أو الثلاثين ، وكان منذ عقد من السنين يلعب القمار ويشاهد الأفلام الجنسية ويغش في الامتحانات ، ويعلم أجيالا كيفية عمل براشيم للغش منها في الامتحانات ، وقد دخل كلية أصول الدين بمجموع 50% ، و في النهاية هو أصبح رجل دين وعلى الأمة أن تقدسه وتوقره وتقبل يده صباحا ومساء ..
وأبدأ معكم قصة اليوم ـ كنت ضمن المشيعين لجنازة في يوم الأحد الماضي الموافق 23/3/2008م ، ومن المعتاد بعد دفن الميت أن يتقدم أحد الخطباء من أئمة المساجد أو شباب الأخوان لإلقاء خطبة على الناس ، وفي هذا اليوم تقدم أحد الشباب في سن الثلاثين تقريبا ، وهو إمام وخطيب في وزارة الأوقاف ، وأخذ يخطب في الناس وكان كلامه جميل وفيه مواعظ لمن يريد أن يتعظ ،وضمن خطبته أخذ يدعو الحضور لأخذ الموعظة من هذا اليوم الذي شيعوا فيه اثنان من الموتى من نفس القرية ، بالإضافة لميت ثالث في إحدى القرى المجاورة ، ويريد من الناس أخذ الموعظة من تلك الحادثة ، وهذا شيء لا غبار عليه فلابد علينا جميعا أن نأخذ العظة من الموت ، وأثناء إلقاءه لخطبته ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق