( يستمر الغلاء إن لم تتحجب النساء)..!!
كتبت موضوعين عن النقاب، تناولت فيهما كيفية التأثير على البنات الصغيرات وهن في سن مبكرة حتى يرتدين هذا الشيء الذي لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد ، ولكنه يعكس سطحية كبيرة وصورة من التدين الظاهري لا وجود لها في الدين الإسلامي بل على العكس تماما إن الإسلام يرفض التدين الظاهري المبني على الرياء والنفاق ويدعو لإخلاص العبادة لله جل وعلا يقول تعالى (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) الزمر : 11 ، (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي)الزمر : 14 ، (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)الأعراف : 29.. فإذا كانت هذه أوامر الله جل وعلا لخاتم النبيين فليس هنا أي وجود للتدين الظاهري المبني على الشكل الخارجي للإنسان سواء في الشكل أو اللباس ، ولمزيد من التوضيح يقول جل وعلا يصف من يؤمن بالله ، وأن الله جل وعلا يهد قلبه للإيمان ولم يقل يجعل لباسة كذا أو شكله كذا يقول تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)التغابن : 11 ، ولمزيد من التوضيح يقول عن يوم القيامة (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)الشعراء ، وبذلك يكون الإسلام دين مبني على إخلاص العقيدة لله جل وعلا والفيصل هو سلامة القلب يوم القيامة ، ولا وجود لما يدعيه هؤلاء ..
ــ ونرجع للنقاب ، و من خلال هذه السطور سوف أوضح كيفية استخدام نفس النقاب في التسول ، الذي يدعى أصحابه ومؤيدوه أنه جزء من الدين ويؤكدون على أنه زي إسلامي أو لباس المرأة المسلمة أو رمز ديني للمسلمة أو كما يدعون أيضا أن الحجاب أو النقاب قبل الحساب..!!
وأقول لهؤلاء جميعا لو أن هذا النقاب دين أو فرض أو شريعة أو جزء من الإسلام كيف تتجرأ المئات من السيدات في التستر خلفه للتسول ، بطرق عديدة ومختلفة ،ونسأل ـ هل يمكن استخدام فرض من فروض الدين في التسول وخداع الناس لابتزاز أموالهم واستعطافهم ..؟؟ ، ولوحدث ذلك هل يكون حرام او حلال ..؟؟
هل يمكن استخدام فرض من فروض الإسلام في التسول ومد اليد و شـُغـْل حسنة يا مؤمنين تنفع وتشفع لكم يوم الدين ..؟؟
هل الدين وتعاليمه وفرائضه يمكن أن تستغل في أمور دنيئة كالتسول ، وخداع الناس ..؟؟
أم أن هذا النقاب ليس له علاقة من قريب أو بعيد بدين الله ..؟؟
ــ لقد وضح المولى عز وجل نموذجا قرآنيا واضحا لبعض الناس الذين يخالفون شرع الله في تطبيق بعض الفرائض ولنأخذ الزكاة والصلاة نموذجا ..
أولا : الزكاة يقول تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) االبقرة : 264
ثانيا : الصلاة ، ويصف القرآن الذين يقومون للصلاة وهم كسالى ، ويراءون الناس بأنهم يخدعون الله وأنهم منافقون يقول تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا)النساء : 142، فهذه بعض فرائض الإسلام التي فرضها الله جل وعلا علينا ، وكيف تحدث رب العزة جل وعلا عن من يخالف في تطبيق هذه الفرائض ..
هل النقاب فريضة مثل الصلاة ، ولو كان كذلك لماذا يسمح مؤيوده لهؤلاء السيدات أن تسيء لهذه الفريضة ..؟؟ لقد فرض النقاب في الأساس لستر جسم المرأة كله لأنه عورة حسب فهمهم .. ، والتسول باستخدام هذا النقاب يعد مخالفة صريحة للتطبيق ..!!
ــ سأوضح نموذجين لاستخدام النقاب في التسول و خداع الناس..
القصة الأولى : التي توضح استغلال هذا النقاب في التسول هي قيام إحدى الفتيات بلبسه أي النقاب ولكن لأن صوتها عورة حسب تعاليم النقاب فهي تتسول بطريقة جديدة قامت فيها بكتابة ورقة في إحدى مراكز الكمبيوتر تشرح فيها كل ظروفها ، من أن زوجها مريض بمرض مزمن ولديها أربعة من الأطفال في التعليم وليس لديها أي دخل لتنفق على هذه الأسرة والزوج يحتاج لعلاج بمائة جنيه في الأسبوع أو اليوم ، وكل حسب مقدرته في استعطاف الناس وابتزاز أموالهم ، وتقوم البنت أو السيدة المنقبة بركوب أتوبيس النقل العام داخل محافظة القاهرة ، وتوزع نسخ من هذه الورقة المكتوبة بحنكة وصنعة شديدة الدقة ، وتبقى في مؤخرة الأتوبيس لدقيقة أو دقيقتين حتى يستطيع كل راكب أن يقرأ ويشخص الحالة من خلال تلك الورقة السحرية ، ثم تبدأ في الرجوع لأخذ ما تجود به نفس كل إنسان مع أخذ الورقة أو عدة الشغل ، وهكذا تنزل من أتوبيس وتركب آخر ، وكما يقولون في مصر (كل يوم من ده ) أي يتكرر هذا في شوارع القاهرة ووسائل المواصلات يوميا من بنات أو سيدات منقبات محجبات ..
القصة الثانية : في إحدى الأحياء الراقية لمحافظة القاهرة حيث شيد أصحاب الريالات الجمعيات الشرعيات على أعلى المستويات مستشفى خاصا ومسجدا ومعهدا أزهريا نموذجيا ، في نفس الجوار وفي شارع مشهور ويعد أكثر شوارع هذا الحي نشاطا وحركة ، وبالقرب من المسجد وفي نفس الشارع وعلى مسافة لا تزيد عن ثلاثمائة متر تجلس سيدات منقبات على مسافات غير بعيدات بحيث تسمح كل واحدة منهن للمارة أن يأخذ نفسه قبل أن يشاهد الواحدة تلو الأخرى ، هؤلاء السيدات المنقبات يجلسن على الرصيف ومعهن عدة الشغل ، فمنهن من تحمل ورقة تشرح فيها حالتها كصاحبة الأتوبيس ، ومنهن من تحمل تحاليل وأشعات ، ومنهن من تحمل طفلا رضيعا ، ولكن المهم في الموضوع هو عدم الكلام نهائيا ، استخدام لغة الإشارة مع المارة ، لأن صوت المرأة عورة حتى في التسول ، وهاتين الحالتين تتكرر آلاف المرات يوميا في أحياء القاهرة ، دون أي تعليق أو رد فعل مضاد من مناصرين النقاب أو الحجاب ..
وتبقى نقطة هامة يجب أن أوضحها للقارئ حتى لا أظهر وكأنني أتجنى على أصحاب نظرية النقاب والحجاب قبل الحساب ـ بما أن الجمعيات الشرعيات منتشرات في أنحاء القاهرة العاصمة لأنها تؤتى أكلها حيث أغنياء الدولة وعلية القوم ، فكيف يسكت من يقومون على هذه الجمعيات ـ تاركين مجموعة من السيدات يقمن بتشويه الزى الرسمي للمرأة المسلمة بهذه الطريقة ، على الرغم أن هذه الجمعيات يكتب على أبوابها الأعمال التي تقوم بها تجاه الفقراء من ( كفالة الطفل اليتيم ـ علاج الأمراض المزمنة ـ تجهيز اليتيمات ـ عمل مرتبات شهرية للفقراء والمحتاجين والغير قادرين ووووووو ) ولكن يبدو أن هذه شعارات توضع لزوم الشغل ، السؤال هنا لماذا يترك أنصار النقاب قبل الحساب ، والذين يعتبرون النقاب فرض من فرائض الإسلام مجموعة من المتسولات يشوهن صورته بهذه الطريقة ..؟؟
وتعليق أخير على أحدث مقولات أصحاب هذه الجمعيات الشرعيات ( يستمر الغلاء إن لم تتحجب النساء) وعلى الرغم من انتشار الحجاب والنقاب بصورة مخيفة بين نساء المجتمع المصري هذه الأيام ، ولكننا نجد أن الغلاء وسوء الحال........... يسير في خط مواز مع انتشار هذا الزى الذي يدعون أنه جزء من الدين ، ماذا يقصد هؤلاء بهذه العبارة هل يقصدون أن تتحجب نساء الأرض جميعا حتى يتوقف الغلاء ..؟
ولماذا لم ينتشر الغلاء في أوروبا وأمريكا والصين واليابان ودول جنوب شرق آسيا أو كما يسمونها النمور الأسيوية ..؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق