الإنسان بطبيعته يرفض من يقترب من مقدساته وخاصة اذا كان هذا التقديس يخص طقوسه الدينيه .. فمنذ ان تشعب المسلمون إلى فرق وشيع , اصبح لكل فرقة اسلامية شيئا ما تقدسة لدرجة وتتخذه إلاها مع الله , ومن الامثلة التى أثرت تأتيرا لا بئس به فى تاريخ جماعة أهل السنة من المسلمين فى الماضى والحاضر الشيخ البخارى , الذى تحول الى edil;لى أهم شخصية فى تاريخ أهل السنة من المسلمين, ولا أقول هذا الكلام افتراءا , ولكن لدينا كتابه والكل يعلم ما مدى حرص عامة اهل السنه عليه اكثر من حرصعهم على القرآن الكريم نفسه , مع ان ما جاء فيه من روايات هى روايات ظنيه بشهادة علماء الحديث أنفسهم ورغم ذلك تركوا كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه واتخذوا البخارى منهاجا لدينهم ..
ومن خلال قراءة سريعة لتاريخ الشيخ البخارى المقدس عند اهل السنه من المسلمين وجدنا ما يأتى : ـ
أولا : معظم من ينتمى للدين الاسلامى من علماء ومتعلمين وجهلاء ومتجاهلين يؤمن انه لن يفهم كتاب الله المبين المُيَسرإلا من خلال كتب الحديث التى ألفها البخارى , ويؤمن الجميع ان كتب البخارى تكمل الدين وتوضح تشريعاته وانه بدون كتب التراث هذه لا يمكن للمسلم ان يعرف امور دينه , ومن خلال هذا اليقين الذى يؤمن به هؤلاء نقول لهم كيف فهم المسلمون الذين عاشوا قبل ميلاد البخارى القرآن كتاب الله ..؟؟ , وكيف فهموا تشريعات دينهم من خلال القرآن وحده ..؟؟ ,
, ونسأل ثانيا ـ هل مات جميع المسلمين منذ وفاة النبى سنة (11) هجرية إلى ان ولد فضيلة الشيخ البخارى سنة (194) هجرية أى ما يقرب من (183) سنة , طوال هذه المده و بدون فهم القرآن كتاب الله تعالى والوصول الى تشريعات الاسلام الغامضة فى القرآن على حد قول من يعبدون البخارى ويظنون أنه لا فهم ولا وضوح للدين الا من خلال أحاديث البخارى الظنية ..؟؟
ثالثا: يروي البخاري عن نفسه أنه بدأ التأليف وعمره 18 سنة , توفي البخاري ـ رحمه الله ـ ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين , وقد بلغ اثنتين وستين سنة , .. ولنا هنا أسئلة أيضا ونريد التركيز فيها ــ تعترف وتقر كتب التراث ان البخارى بدأ يروى فى سن الثامنة عشر , وهذا لايعد تميزا له بل يعد عيبا فينا إذا صدقناه , هل نصدق بكل سزاجة وخيابة عقل وجهل ان ناخذ ديننا عن شيخ بدأ يروى الأحاديث وهو فى هذا السن , و شيخا آخر يقال كانت تاخذ فتواه وهو فى سن التاسعة ..؟؟
هذا السن يا سادة يعتبر سن المراهقة كما درسنا فى علم النفس والصحة النفسية , وفى هذه الفتره يريد الشاب اثبات وجوده فى المجتمع بأى طريقه وهى فترة عدم ثبات نفسى أو انفعالى لما يحدث فيها من تغيرات فسيولوجية وبيولجية فى الجسم .. ولا يرشد الانسان الا فى سن الاربعين كما تعلمنا من القرآن الكريم ولنا فى رسول الله أسوة حسنة فى ذلك , لقد عاش النبى عليه السلام أربعين سنة فى قريش , وفى هذه السن قرر رب العالمين ان النبى محمد أصبح جاهزا لحمل الامانة وهى الرسالة الخاتمة ,وعلى الرغم من ذلك لكن النبى عليه السلام وقع احيانا فى أخطاء بشرية عادية وهو نبى , ونزل الله عليه الوحى ليصحح له ما أخطأ فيه , وهذا موجود فى كتاب الله تعالى , النبى عليه الصلاة والسلام عاش ثلاثة وستون عاما منها ثلاثة وعشرون عاما هى مدة الرسالة الى أن وافته المنية فى السنة الحادية عشرة من الهجرة , وبعد وفاته , وفى عام اربعة وتسعون ومائة ولد الشيخ البخارى .. وبدأ يروى الاحاديث فى سن الثامنة عشر من عمره , كما يقول هو ..
ولنا تعليق هنا
بالنسبة لعدد الاحاديث التى رواها البخارى خلال حياته , فيقول عن كتابه أخرجت هذا الكتاب من زهاء ست مائة ألف حديث كما قال أيضا ما أدخلت في هذا الكتاب إلا ما صح وتركت من الصحاح كي لا يطول الكتاب كما قال أيضا ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين , وهنا أسئلة كثيرة تطرح نفسها .. هل استطاع الشيخ البخارى ان يكتب ست مائة ألف حديث خلال عمره الذى بلغ اثنتين وستين سنة .. لو قسمنا عدد الاحاديث على عمر الشيخ البخارى فنجد أنه سيكون مطالب بكتابة حديث كل ساعة وعشرة دقائق , وذلك على أساس أنه بدأ رواية الاحاديث منذ ولادته , الى وفاته , طبعا لم نحسب وقتا للنوم او الاكل والشرب او الصلاة أو السفر أو لعب الكرة او مشاهدة مباراة الاهلى والزمالك او المرض مثلا فهل يعقل ان يروى البخارى كل ساعة وعشرة دقائق من حياته رواية عن الرسول , ويقولون أنه كان يتحرى الدقة فى جمع الاحاديث والروايات وكان يسافر للتاكد من صحة الحديث من أكثر من شخص وفى اكثر من بلد , على الرغم أنه كان يعمل بالتجارة أيضا فكيف كان يوفر وقتا لجمع هذه الروايات وتصحيحها , هذا من ناحية البخارى الذى جمع كل ما جمعه من الروايات ست مائة ألف رواية ما بين صحيح وغيره .. , وإذا كانت هذه الروايات منسوبة للنبى عليه السلام وقالها بالفعل , الذى استمرت بعثته ثلاثة وعشرون عاما إذن فهو مطالب بقولها خلال هذه المدة من حياته وبقسمة هذا الرقم من الرويات على مدة بعثة النبى فنجد أن النبى سيكون مطالب بقول ثلاثة أحاديث أو روايات كل ساعة من عمره , وبالتالى لا يوجد وقت لقراءة القرآن الرسالة التى بعث من اجلها للعالمين , وليس لديه وقت للدعوة للدين الاسلامى الجديد , وليس لديه وقت لفض المنازعات بين الناس بما أنزل الله , وليس لديه وقت للهجرة , وليس لديه وقت للدفاع عن نفسه وعن المسلمين والمدينه ضد إعتداء المشركين , وليس لديه وقت لإقامة شعائر الدين ليكون أسوة حسنة للمسلمين المعاصرين له ولنا من بعده , وعلى الرغم ان المشركين كذبوا النبى &Uacu"AR-SA" style="FONT-SIZE: 18pt; LINE-HEIGHT: 115%; FONT-FAMILY: "Times New Roman","serif"; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'">وبعد هذا كله يقولون ان القرآن يحتاج الى كتب البخارى لتوضحه , ويصرون أننا فى امس الحاجة الى مؤلفات البخارى لنفهم تفصيلات الدين وتشريعاته ..
وفى النهايه نقول إذا كان البخارى قد إنتقى من الستمائه الف حديث الفان وسبعمائه حديث فقط كتبهم فى صحيحه فأين الباقى ولماذا لم يتركهم كى نقرر وندرس هل كان محقا لتركه تلك الروايات ام انه إستعمل الهوى وإتباع شهواته فى تركها .وهل بذلك يكون منكرا للسنه ام لا من وجهة نظركم ؟؟
حسابات مرتبطة بالمقالة :
عمر الرسول منذ بداية الرسالة 23سنة
(23سنة ) × (12شهر) × (30يوم ) × ( 24ساعة ) = 198720ساعة , وبقسمة عدد الرويات ( 600000) رواية على هذا العدد من الساعات إذن الناتج يكون 3 أحاديث أو روايات فى الساعة ..
عمر البخارى منذ اصبح راويا للحديث 44 سنة :
(44سنة) × (12شهر) × (30يوم) × (24ساعة) = 380160ساعة , وبقسمة عدد الروايات ( 600000) على عدد الساعات ( 380160) فإن الشيخ البخارى لابد ان يروى ( 1.578) رواية كل ساعة من عمره ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق