الزكاة بمفهــوم أخر
إن المولى سبحانه وتعالى منح الناس الحياة وضمن لهم جميعا الرزق وخلق لهم من كل الثمرات و جعل لهم من الماء كل شىء حى وهذا الرزق مكفول لكل البشر دون النظر إلى الدين أو العقيدة ــ إن دول الغرب والولايات المتحدة من أكثر دول العالم عدلا فى توزيع الحقوق على المواطنين , على الرغم أن هذه الدول فى نظر معظم المسلمين كفار ولكنهم رغم ذلك أكثر الدول رقيا وتقدما وعدلا فى معاملة الإنسان ..
ولأن الرزق مكفول من الله سبحانه وتعالى لكل البشر فإن سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ذهب بزوجته وابنه بالقرب من البيت الحرام وطلب من الله الرزق لأسرته الصغيرة تحدثت الآيات عن هذا الموضوع وعن طلب سيدنا إبراهيم أن تأوى إليهم الناس دون التفكير فى دين أو عقيدة يقول تعالى (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) إبراهيم : 37 .. فكان طلب سيدنا ابراهيم أن تأوى إليهم الناس دون تفكير فى أى شىء آخر ..
إذن موضوع الرزق مكفول من الله الخالق لكل الناس وهذا لا خلاف عليه ..
ومن وسائل الرزق التى شرعها المولى سبحانه وتعالى الزكاه , وذلك حتى يعطى الغنى الفقيرويتم تداول رأس المال فى المجتمعات , ولأن الفقراء هم دائما من يصرفون لأنهم محتاجون , ولأن الأغنياء يكنزون الأموال فمن خلال الزكاة يتم التواصل بين جميع طبقات المجتمع ويتم توزيع الثروات على جميع أفراده من خلال العطاء والإنفاق من الأغنياء على الفقراء وإعطاءهم الحق المعلوم الذى ذكره الله لهم .... ومن هنا نـُعرِّف الزكاه بأنها تحديد جزء من مال الأغنياء يعطونه للفقراء , وهذا فرض من الله تعالى ونوع من الرزق ( للفقراء ) وهذا الفرض غير مرتبط بزمن أو وقت أو معيار وليس للزكاة حد أو نسبه كما يقول الفقهاء وكما يقول البخارى ـــ لأن الفقر والحاجة والجوع والمرض ليس لها مواعيد أو حدود أو نسب وبالتالى من الواجب أن يكون الإنفاق غير مرتبط بمواعيد أو بنسب ــ كما أن عدد الفقراء والمحتاجين فى ازدياد مستمر من الظلم الذى يحدث فى المجتمعات ومن الطريقة التى توزع بها الثروات على الأفراد ومن الطريقة التى يعرضها ويوفرها رجال الدين لإخراج الزكاة , بتحديدهم نسبه ضئيلة جدا للزكاة لا تكفى لربع فقراء العالم الإسلامى ..
لأنه غير معقول أن يكون مرتب أو ربح أو دخل شخص ما نصف مليون جنيه شهريا ونطالبه بنسبة 2.5 % من هذا الدخل بشرط مرور عام كامل على امتلاكه هذه الأموال ..
هل يعقل أن يكون مرتب شخص نصف مليون جنيه شهريا ويكون هناك شخص آخر لا يملك قوت يومه أو ثمن علاجه أو كسوة أحد أبناءه ؟؟؟ !!!
وعندما نطالب سعادة البيه بدفع الزكاة نعطيه فرصة عام كامل يكون قد مات ألاف من الفقراء من الجوع وتعرى ألاف آخرون حتى الموت من شدة البرد وبكده يبقوا ريحونا من قرفهم ومن أذاهم ــ
هذا ما قاله الفقهاء اتباعا للبخارى , ويردده رجال الدين اليوم بكل سزاجة ودون تفكير لأن تحديد نسبة للزكاة يريحهم أيضا ..
الزكاه ليس لها وقت محدد ــ وهذا ما نريد توضيحه لأن أنواع الكسب مختلفه فى توقيتها وفى مقدارها ومن المفروض أن يخرج الإنسان زكاة على كل ربح يدخل إليه حتى لو كان الربح كل ساعة إليكم أمثله ..
1ــ هناك من يكسب مكاسب يومية أو نصف يومية أو كل ساعة مثل أصحاب أسهم البورصة إنهم قد يكسبون كل ساعة فهل ننتظر حتى يتم الحول أيضا ومرور عام كامل ؟؟
2ــ و يوجد من يكسب أسبوعيا مثل المقاول أو الصنايعى ..
3ــ وهناك من يكسب شهريا مثل الموظف الذى يعمل فى شركة أو مصلحة حكومية ..
ومن المعروف ان الزكاة فرض على كل مكسب أو ربح يدخل الى الشخص فليس لها وقت أو ميعاد لأن الناس الفقراء فقراء كل ساعة كل يوم وكل أسبوع وكل شهر وكل عام , لم نسمع أن للفقر ميعاد أو وقت معلوم أو سمعنا ان شخصا ما قد صرَّح وقال سأصبح فقيرا بعد عام مثلا , ولهذا السبب لابد ان تكون الزكاة ليس لها ميعاد أو وقت محدد حتى تغطى حالات الفقر الموجودة فى المجتمع ــ إلا إذا كان موضوع الحول وتحديد النسبة يريح الناس ويوفر عليهم اموالهم الغالية ويخلق لهم حيلا يهربون بها من الإنفاق على الفقراء والمحتاجين..
, ومع هذا فإن الإسلام ليس ضد الرأسمالية وكثرة المال , إنما ضد الظلم فى توزيع الثروات ومقدرات المجتمعات التى يتشارك فيها جميع الأفراد , وضد ظلم الفقراء وعدم اعطاءهم الحق المعلوم من الزكاة ..
ولكن الإسلام يحاول وضع علاج للفقر من خلال الزكاة الحقيقية بالقسط والعدل فى توزيع الأرزاق ( الثروات )لأن كل مكونات الكون من بترول ونباتات وثروات فى باطن الأرض وكل ما فيه من مقدرات هى ملك للجميع , وبالتالى لابد ان توزع بالعدل والقسط على جميع المواطنين ــ فليس من العدل أن يمتلك 10 % من الشعب 90% من خيرات الدولة ويلهث 90% من الشعب خلف 10% الباقية ليحفظ وجوده على قيد الحياة ليس أكثر, دون تفكير فى ترفيه او حياة تليق بالإنسان الذى كرمه المولى سبحانه وتعالى وأهانه أخيه الإنسان ..
وليس من العدل أن ياخذ القوى حق الفقير لأنه يمتلك القوة والنفوذ والحماية من الحكومة والتغطية المطلوبة من رجال الدين ليعيش مرتاح نفسيا دون الشعور بالظلم للفقراء ولكل شىء فتوى تفصيل على مقاسه ...
وعلى الرغم ان الزكاة فرض وحق معلوم كما جاء فى القرآن لكن أغلب الأغنياء يمتنعون عن إخراجها ومن يفكر فى إخراجها يتبع طريق الفقهاء الذى يوفر عليه الكثير من أمواله فيقوم بإخراج الفتات مما يملك للمساكين وهذا بسبب الفتاوى منتهية الصلاحية التى يصر على إتباعها رجال الدين ..
ولا توجد آيه فى القرآن تثبت أن هناك نسبة محددة للزكاة على المال أو الزروع كما لاتوجد آية واحدة تثبت أن الزكاة لها مواعيد ثابته ..
الزكاه جائزه فى كل وقت من العام وبأى كم من المال وكل شىء مكتوب عند الله عز وجل من عمل صالحا فلنفسه ..
وأعتقد لوتم التعامل مع الزكاة دون النظر إلى ما قاله الفقهاء وما قاله البخارى قديما لن يكن هناك شخصا فقيرا فى أى مجتمع وسينعم الجميع بنعم الله التى خلقها للناس كافة ..
ومن العجيب أن يتحدث رجال الدين عن الزكاة والإنفاق على الفقراء وتجد اغلب هؤلاء الأئمة الكبار العظام يمتلكون أرقى القصور والفيلات فى المدن الجديدة بمصر هذه المدن التى لا يمتلك ملايين من الفقراء أجرة المواصلات للذهاب إليها ــ ويركبون أفخم السيارات المكيفة التى يصل ثمنها إلى مليون أو أكثر ورغم ذلك يوجد من الناس من لا يملك جنيه واحد ومن يمر عليه يوم او يومين لم ياكل إلا وجبة واحدة ورغم ذلك يتكلمون عن الزكاة والعطف على الفقراء والمساكين ..
يوجد فى مصر حوالى ثلاثة ملايين شخص يسكنون المقابر , ولا زال الفقهاء يسكنون القصور ويركبون الزلمكة , ويملكون ارصدة البنوك , ويقولون إلى الأن أن من شروط الزكاة الحول ..
أفتونى يا رجال الدين فى مصر
أليس لكل مواطن مصرى حق فى ثروات هذا البلد من بترول وغاز طبيعى وحديد وصلب وزراعة وصناعة وسياحة ــ أين حقوق الفقراء يا رجال الدين يا مسؤلين عن كلمة الحق فى هذا البلد ؟؟؟؟
كيف يعيش فقراء مصر حياة تليق بالإنسان ليس اكثر ؟؟؟
كيف يصل فقراء هذا البلد إلى واحد من عشرة من مستوى معيشتكم يا من تطالبون الأغنياء بالزكاة ؟؟؟
ملحوظة :ـ
عندى مثالا حيا على تناقض ما يقوله رجال الدين ( رجال الأزهر ) فى مصر مع ما يفعلونه بخصوص الزكاة ..
فى خطبة يوم الجمعة الموافق 2/2/ 2007التى نقلتها القناة الاولى من مدينة الاسماعيلية كان الخطيب أحد رجال الأزهر الأبرار وكان يتحدث عن ايثار اهل المدينة على أنفسهم عندما هاجر اليهم النبى وأصحابه وبدأ يقول أن أحد الناس من اهل المدينه كان لا يمتلك الا وجبة شخص واحد فى بيته ( مد طعام ) , وهناك أحد المهاجرين يريد الطعام وكان الرسول يقول هل من يستضيف هذا الرجل ..؟؟ فدعى هذا السائل للطعام واطفئوا الشعلة الموجودة فى المنزل حتى يتوهم الضيف ان الرجل وزوجته يأكلون معه , وحتى لا يحرج الضيف من قلة الطعام الموجود , وجلسا هو وزجته يكلمون الرجل وهو يأكل حتى لا يشعرانهم لا يأكلون , ومعنى ذلك ان الزكاة والانفاق ليس لهما حدود وكما قال فضيلة الشيخ وضرب لنا مثالا حيا من التراث ان الرجل أصَـرَّ على الإنفاق على الرغم من وجود أخر وجبة من الطعام فى بيته , ظل بدون أكل هو وزوجته من اجل المحتاج ـ , وبعد الخطبة و الصلاة ركب هذا الشيخ الفاضل عربية ثمنها نصف مليون جنية وروح ... !!!
وعلى فكرة الأمثلة كثيرة وليس لها حصر فى مصر فى هذا العصر ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق