الثلاثاء، 29 يوليو 2008

كيف يتعامل المسلم المعاصر مع الأحاديث .. الجزء الأخير

كيف يتعامل المسلم المعاصر مع الأحاديث .. الجزء الأخير

عزيزي القاريء إليك الجزء الأخير من هذه الحلقة من برنامج الشريعة والحياة والتعليق عليه.. وكما قلت سوف اعرض الحوار بين مقدم البرنامج والضيف على شكل (س ، ج) وسأكتب تعليقا بلون مختلف ..

س ـــ بهذا السؤال فضيلة الشيخ البعض يرى أن معظم الاختلافات والمشكلات إنما تأتي من السنة النبوية كيف تفسرون ذلك .؟

ج ـــ قد يكون هذا الكلام صحيح إلى حد ، ولكن إللي هو مجال الإشكالات أكثر فهم نصوص القرآن الكريم لا أقول القرآن الكريم أقول فهم نصوصه ، ولذلك سيدنا عمر رضي الله عنه قال لنا خذوا أهل البدع والأهواء بالسنن فإن القرآن ذو وجوه القرآن النص القرآني ذو وجوه أما السنة فواضحة أكثر نعم أنا لا أنكر أن هناك في السنة بعض وقفات لكن ينبغي أن نرجع إليها على ضوء (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) هذه الآية عظيمة الوقع جدا لكن بشرط أن نفهم مناسبتها في السورة هذه الآية جاءت في أول سورة النجم وسورة النجم تحدثت عن معجزة المعراج والإسراء كما هو معلوم كما يمكن أن نعبر بتعبير فيه شيء من المجاز المبالغ شوي ـ أن قامت قيامة قريش بقصة الإسراء فقط من مكة إلى بيت المقدس فكيف بالمعراج إلى السموات وعوالمها والعرش وسدرة المنتهى تلك العوالم وراء النبي صلى الله عليه وسلم فيها الجنة والنار وبعض أهلهما وجاء يحدثنا بهذه الأعاجيب الله عز وجل قدم هذه المقدمة بهذه الأخبار فقال وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى مهما جاءكم محمد ص بعجائب وغرائب فما هو إلا وحي يوحى وعليكم التصديق ..

ـــ فضيلة الشيخ يصف القرآن بأنه حمال أوج أو ذو وجوه ، ويقول عن الأحاديث التي وصفها بأنها ظنية ، كما وصف الرأي القائل بأن الاختلافات والاشكالات قد تأتي غالبا من السنة النبوية بأن هذا الكلام قد يكون صحيحا إلى حد ،ثم يرجع ويقول نفس الأحاديث أوضح أكثر من النص القرآني ، والحديث الذي ذكره عن عمر في قوله خذوا أهل البدع والأهواء بالسنن يناقض الحديث الذي يروي أن عمر أحرق كل ورقة مكتوبة غير القرآن بعد توليه الخلافة ، وهكذا فعل أبو بكر الصديق أيضا ، ثم يذهب بالمستمع لقصة ليس لها علاقة بالموضوع ليقنع القارئ أنه لو سمع أي شيء عجيب لا يرفضه طالما نسب للرسول (ص) ، وتفضل فضيلة الشيخ بإعطاء وصفة تجعل الناس تهجر القرآن الكريم حيث قال (عمر رضي الله عنه قال لنا خذوا أهل البدع والأهواء بالسنن فإن القرآن ذو وجوه القرآن النص القرآني ذو وجوه أما السنة فواضحة أكثر)

ــ وهنا يتحدث عن القرآن الكريم كتاب الهداية الواضح المبين والمـُيسر من عند رب العالمين يدعي أن عمر وصفه بأنه ذو وجوه ، والسنة واضحة أكثر منه ، ولكي نكذب هذه الافتراءات على كتاب الله عز وجل لابد من دليل قرآني يقول تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) القمر : 17 ، 22 ، 32 ،40 ، هل نصدق كلام الله أو كلام هذا الشيخ ، يقول تعالى (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ)المائدة : 15 ، وهنا يصف المولى عز وجل القرآن بأنه نور وكتاب مبين ، هل نصدق القرآن أو نصدق الشيخ العوامة .؟ ، يقول تعالى (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ)الحجر :1 ، وهنا وصف صريح للقرآن بأنه مبين ، يقول تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)النحل : 103 ، يقول تعالى (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ)يــس : 69 ، ، وكلمة مبين هنا معناها في القرآن الكمال أو اكتمال الشيء أو وصول الشيء إلى أعلى مرتبة أو درجة من الوصف أو الصفة ، و إذا جاءت في وصف القرآن تكون بمعنى أن الرقآن وصل لأعلى درجات البيان والوضوح ، وعلى العكس تماما قد تأتي في وصف من هو في ضلال ، واستحالة هدايته يقول تعالى (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)الزخرف : 40 ، وهنا استفهام إنكاري في الآية موجه للرسول بأنه يستحيل عليه هداية من كان في ضلال مبين ، والضلال المبين هنا معناه وصول الإنسان إلى أعلى درجة من الضلال بحيث يصعب على الرسول هدايته ..

هل مازلنا نصدق وصف الشيخ للقرآن أنه حمال أوجه ..؟

سؤال بسيط جدا ـ هل يمكن أن يصف طالب جامعي كتابا لأحد أساتذته أنه غير واضح أو مفاهيمه تحتاج لكتب أخرى لتفسيره ..؟ وكيف يكون رد فعل الأستاذ الجامعي تجاه الطالب .؟؟ ولله جل وعلا المثل الأعلى ..

س ــ هذا الوحي فضيلة الشيخ نقل إلينا هناك من يشكك في صحة بعض ما نقل ..؟

ج / الوثائق ـ الوثائق ـ نعم ـ فهنا ينبغي أن نتأنى وأهم مهمات العلم التأني والتروي في مشكلاته وأنا أكرر كلمة أقولها لبعض أخواني العلم يحتاج إلى نفسية القاضي لا إلى نفسية السلطان هذه الكلمة قلتها لشخص كان من طلبة العلم وفـُتن بالإمام بن حزم رحمه الله فـُتن به وسألني عنه وأورد بعض الإشكالات فقلت له هذه الكلمة العلم يحتاج إلى نفسية القاضي صاحب البال الطويل الذي يأخذ الخصمين ويسأل ويستفسر ويردهما ويأتي بالشهود والمذكين و و إلى آخره ثم بعد سنين قد تطول القضية سنين بعد ذلك يقول كلمة واحدة لك أو عليك أما السلطان فبغضبة من غضباته يثير حرب ..
ــ وللرد على تلك الجزئية أقول لفضيلة الشيخ لو علمت أن شخصا يشكك في القرآن وفي بعض آياته هل تستخدم معه نفسية القاضي المتأني أيضا ..؟ هذا كلام إنشاء ، لكن الرد عليه سيكون بقوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)..
س ــ كيف أنزل هذا على موضوع الحديث .؟

ج ـــ أما هنا الحديث النبوي الشريف فيحتاج إلى التمكن في عدة علوم ثم أدخل على هذه المشكلات ثم أدرسها بنفسية القاضي المتأني ..

ــ هل يجب على كل مسلم أو على كل إنسان يريد الدخول في الإسلام أن يدرس ويتمكن من هذه الكتب وهذه العلوم ، والقرآن الكريم يقول فيه ربنا جل وعلا (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) وهنا لا واسطة بين أي إنسان وربه عندما يريد أن يقرأ كتاب التشريع الأول والأخير للمسلمين ، ويأمر الله جل وعلا الرسول نفسه أن يبلغ القرآن ويذكر به وحده دون الاستعانة بأي شيء أخر ، وليس هنا أي وجود للعلوم البشرية يقول تعالى(نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ(ق :45 ، يقول جل وعلا بصيغة الاستفهام الإنكاري أيضا لمن لا يتدبرون القرآن و يثبت أن القرآن ليس فيه أي اختلافات بعكس الكتب البشرية الأخرى التي لا تخلو من الأخطاء والتناقضات يقول تعالى (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا)النساء : 82 ، وهنا فرق واضح بين قراءة القرآن وتدبر القرآن ..

س ــ وهنا البعض يرى فضيلة الشيخ أن هناك قواعد لنقد متون الحديث هذه القواعد لم تفعل هل ترون فعلا المشكلة في عدم تفعيل هذه القواعد .؟

ج ــ لا أبدا هذا كلام غير صحيح هذا الكلام جاءنا به المستشرقون أما علماؤنا درسوا هذه الأمور وقعدوها ونزلوا القواعد عليها وأعطونا الزبد والنتائج ولكن نحن إما أننا لا ندرس أو ندرس دراسة سريعة غير متأنية لو نظر طالب العلم أو هذا الباحث المستشرق لو نظر في فتح الباري مثلا شرح الإمام بن حجر على صحيح البخاري يرى فيه العجب العجاب من النفس الطويل المتأني في البحث الأخذ والرد كل قائل ودليله ووجهته ونقد دليله ثم يرجع إلى القول الثاني وإلى القول الثالث وهكذا وهكذا فطريقة علماءنا وشراح كتب السنة أو المفسرين لكتاب الله تعالى كل هذه الأمور واضحة عندهم ولكن نحن نأخذ الأمور بسرعة ولا نتأنى ولا نتفقه طريقة علماءنا ..
ــ فضيلة الشيخ يريد أن يضيع المسلمون أعمارهم في البحث في كتب علماؤنا ذات التأني والنفس الطويل ، ونترك القول الفصل والحق المبين في القرآن الكريم يقول تعالى (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ـ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ)الطارق : 13 ، 14 ، هل نترك كتاب وصفه رب العزة جل وعلا بهذه الأوصاف ونتبع كتب لبشر مكتوبة بسياسة النفس الطويل ، ويقول جل شأنه يوضح لنا استحالة الإتيان بمثل هذا القرآن )قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)الإسراء: 88 .. مثال على ذلك ـ لو أعطاك عالم كبير كتابا في علم من العوم ووصف لك هذا الكتاب قائلا إنه كتاب رائع وكله حقائق علمية مدروسة بدقة ـ كيف ستتعامل مع هذا الكتاب البشري الذي لايخلو من الأخطاء مهما بلغ مؤلفه أعلى درجات العلم والمعرفة ، ولكن عندما يصف المولى تبارك وتعالى القرآن الكريم كتابه وآياته بأنه ((إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ـ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) ، وبأنه أحسن وأفضل الحديث وبأنه جل وعلا قد تكفل بحفظه إلى قيام الساعة ، ويأتي بعض الناس لا يقدرون القرآن حق قدره بعد هذه الأوصاف من رب العالمين ، نقول لهم حسابكم على الله ..

س ــ لكن لا بأس أن نأخذ بعض من تلك القواعد لنشرحها ولنؤصلها ربما ، ومن تلك القواعد ما يقوله بن الجوزي كل حديث رأيته يخالف المعقول أو يناقض الأصول فأعلم أنه موضوع ، وقد ذكر العلماء كالخطيب البغدادي وبن القيم وغيرهما أن من علامات رد الحديث أن يخالف القرآن أو يخالف السنة المتواترة أو يخالف العقل الصريح أو يخالف الواقع لماذا يتم إهمال هذه القواعد .؟

ج ــ هذا كلام صحيح ولكن يحتاج إلى تطبيق صحيح ..
س ــ كيف يكون التطبيق صحيح .؟
ج ــ ابن الجوزي رحمه الله يقول إذا خالف العقل أي عقل أنا أكرر القول فيه لأخواني طلاب العلم النصوص الشرعية من كتاب أو سنة أشبهها بنبع ماء صاف نبعت عين هنا وخرج منها ماء زلال لكن هذا الماء الزلال يمر بتربة حمراء فيحمر ويمر بتربة سوداء فيسود ويمر بتربة حلوة فيبقى حلو ويمر بتربة مالحة فيملح إذن هذا النص الشرعي الكتاب والسنة لما يمر على قلب يمر بقلب صاف وعقل سليم يبقى النص سليما أما لما يأتي عقل ملوث فالكدر من العقل لا من النص ـ النص لا شيء فيه

ـــ وهنا بحثت كثيرا عن إجابة واضحة للسؤال ..!! أين إجابة السؤال أين الرد على (رد كل حديث يخالف القرآن) .؟ فهذه عادة جميع مشايخ الحديث الهروب من السؤال الأساسي والدخول في قصص للضحك على عقل المستمع ، لماذا لم يرد الشيخ إلا على مخالفة الحديث للعقل فقط حتي يجعل من نفسه وصيا على الأمة ويجعل أراء علماء الأمة السابقون فرضا علينا مثل القرآن وأكثر .. ودخل بنا في قصة المياه وتأثرها بالتربة حسب اختلاف ألوانها ، ولا أدري ما علاقة هذا بالموضوع ..

وأقول لفضيلة الشيخ ـ لماذا لم يتأثر القرآن بقراءة الكفار والمشركين والمنافقين والملحدين ..؟؟ ولم تتكدر نصوصه وآياته .؟ على حسب زعم فضيلة الشيخ ..!! ، وقياسا بموضوع المياه ..

س ــ ربما هذا يتوافق مع ما أرسله لنا الشيخ أبو عبد اللطيف الزيلعي من اليمن يقول في الحقيقة ليس في السنة الصحيحة ما يعارض العقل الصحيح أو صريح المعقول وحيثما تواهمنا التعارض في الظاهر فلنعلم دون تردد أن الحق ما جاءت به السنة الصحيحة وأن العقل لا محالة سيدرك ذلك عاجلا أو آجلا ..

ج ــ كلام صحيح جميل جدا جدا وجزاه الله خيرا
س ــ بناء على هذا الكلام فضيلة الشيخ يعني هل كل ما في الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم هو صحيح وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ..

ج ــ هذا كلام لا شك فيه كل ما في الصحيحين صحيح والعلماء السابقون كما يعبر بعض أهل العلم في تقرير المسائل العلماء السابقون قتلوا هذه المشكلات بحثا وتدقيقا وإزالة مشكلات و شبهات أنا لا أنكر أن بعض العلماء السابقين لهم وقفات في بعض الأحاديث ولكن الفرق بين الناقد المتقدم والناقد المعاصر كبير الناقد المتقدم يدرس بنفس مسلمة مؤمنة مطمئنة ويورد الإشكال ، أما الناقد المعاصر فمنهم من ينقد بهذه النفسية الطيبة وهو سائل وباحث يريد أن يزداد إيمانا بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم وهم الأكثرون في زماننا يتكلمون وينقدون ويريدون إشكالات يوردونها إيراد مشكك في السنة لا باحث ـ لا بحث عن الحق الذي يبحث وراء الحق يجد الحق واضحا في كتب علماءنا أما مريض القلب ليس معنا ليس حديثنا معه ..

ــ وهنا فضيلة الشيخ أقر أن جميع ما ورد في الصحيحين صحيح وأن هذا أمر لا شك فيه ، كما أعطى لنفسه الحق في تصنيف الناس والدخول في عقائدهم وضمائرهم التي لا يعلمها إلا الله عز وجل وقسمهم قسمين باحث عن الحق ومشكك في السنة ، و من خلال قراءة القرآن يتضح أن من لا يؤمن بآيات الله أو يشكك فيها أو يكذب بها يكون معتد أثيم (فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ {س} (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24)الإنشقاق ، ولم نقرأ آية واحدة في القرآن يتوعد فيها رب العالمين لمن يكذب بصحيح البخاري ومسلم ، ولكن بالعكس حذرنا سبحانه وتعالى أن نؤمن بأي حديث بعد حديث الله وآياته يقول تعالى (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) الجاثية : 6 ، يصف الله جل وعلا القرآن بأنه أحسن الحديث يقول تعالى(اللَّهُ نَـزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)الزمر : 23 ، فإذا كان بين أيدينا كتابا محفوظا من التحريف ما فرط في شيء ، وصفه ربه جل وعلا بأنه أحسن الحديث هل يعقل أن نتركه ونتبع كتبا في أقوال وأراء وقول ورد ونقد قد يقبل الصحة أو الكذب ، وقد وصفها من كتبها بأنها ظنية الثبوت ..

و نقطة أخيرة إن أي كتاب ما عدا القرآن فهو كلام بشر مطروح للنقاش والموافقة أو الرفض ، ولا يوجد كتاب خالي من الأخطاء سوى القرآن الكريم يقول تعالى (..أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا)النساء : 82 ..

س ــ سنعود فضيلة الشيخ لنتابع هذا المحور ولكن دعنا نأخذ هذه المداخلة من الدكتور محمود ميرة ـ أستاذ علوم الحديث في جامعة الإمام محمد بن سعود سابقا ــ مرحبا بكم فضيلة الدكتور ـ كنا سألنا الشيخ عن بعض القواعد التي هي نخاطب بها في متون الحديث وقد أهملت هذه القواعد كما يقول البعض ما رأيكم بذلك .؟

ج ـــ أشكر لكم برنامجكم هذا الجيد المفيد وأشكر لأخي الشيخ محمد العوامة هذا البيان الناصع حول الموضوع ..
الآن أحب أن أضيف إلى ما قاله أخي الكريم فضيلة الشيخ محمد العوامة هناك في القرآن آيات يستشكلها كثير من الناس وكذلك يستشكلون بعض الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها ما هو رواية كبار الصحابة وثقة الرواة عنهم واستشكال النص لا يعني بطلان النص ووجود هذه النصوص التي يستشكل ظاهرها لم تقع عفوا وإنما هو أمر مقصود شرعا ليبلوا الله تعالى ما في النفوس ويمتحن ما في الصدور وييسر للعلماء العاملين أبوابا من الجهاد يرفعهم الله به درجات وحجة هؤلاء الذين يستشكلون أو يرفضون بعض النصوص الثابتة في السنة يزعمون أنها تصادم العقل وينطلقون من مبادئ ـ الأول : يدعون أنهم يريدون الحفاظ على ثقة الناشئة بالسنة النبوية ، الثاني : أنهم يحملون هذه الحملة الشعواء على السنة لاستبعادها من الاعتماد عليها وليسهل عليهم بذلك تسلل الأنظمة الأرضية إلى عقائدنا وشريعتنا ومجتمعاتنا ..

ــ الدكتور ـ محمد ميرة ـ يضع القرآن في نفس الكفة التي وضع بها الأحاديث حيث قال ((هناك في القرآن آيات يستشكلها كثير من الناس وكذلك يستشكلون بعض الأحاديث الثابتة)) وهذا أمر خطير جدا ، حيث أن القرآن كلام الله وكلام الله ليس كمثله شيء ، ولكن حسابه عند الله جل وعلا ..

س ـــ نعم فضيلة الدكتور دعني أطرح فقط عليك حديثين ربما البعض يثير إشكاليات حولهما الحديث الأول كما جاء في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ( لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر) فالبعض يتسأل كيف يصح هذا الحديث .؟
ج ـــ هو في الحقيقة هذا الحديث يقوم على مبدأ أن حواء بعد أن وسوس لها الشيطان لم يتمكن في الأول من الوسوسة إليهما لآدم وحواء يدل على هذا قول ربي جل جلاله فأذلهما الشيطان فوسوس لهما الشيطان فوسوس إليه الشيطان فقد أغراهما الشيطان بنيل الخلد في الجنة وأن يكونا كسائر الملائكة نعني أن الشيطان لم يتمكن من إغوائهما مجتمعين فتسلل عن طريق حواء فزينت لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك وخيانتها ليس المراد به أنها خانته في عرضها وإنما خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم ..

ــ وهنا فضيلة الدكتور / يـُصر أن حواء قد فعلت هذا وأن النبي قد حملها هذه الفعلة أو التبعة كما قال والنبي بريء من هذا كله لأن الحديث يخالف القرآن ، لأنه لم يرد في آيات القرآن التي تحدثت عن قصة آدم وحواء وعن إغواء أو وسوسة الشيطان لأحدهما على انفراد أو بمفرده دون الأخر إلا مرة واحدة وكان يوسوس فيها إبليس لآدم وليس لحواء يقول تعالى (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى)طه : 120ـ هل يعقل أن يخالف الرسول القرآن كلام الله هذه آية واضحة صريحة تبين أن الشيطان وسوس لآدم منفردا ، والحديث يقول العكس تمام ويحمل علماء الحديث هذا كله على النبي (ص) ..

والنبي منه بريء لأن الرسول عليه السلام لا يعلم الغيب وذُكر ذلك في القرآن على لسان الرسول بأمر من الله جل وعلا يقول تعالى (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ)الأنعام : 50 ويقول جل شأنه بأمر أخر للرسول أن ينفي عن نفسه علم الغيب أنه مثله مثل باقي الرسل (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ)الأحقاف : 9 ، وهنا ينفي الرسول عن نفسه أنه لا يدري ما يـُفعل به هو شخصيا ، فهل يدري كيف وسوس الشيطان لحواء..؟

س ــ لماذا ترمى القضية عند حواء فقط إذن .؟

ج ــ نعم ـ الحقيقة هذا الحديث يحسن قبل أن ندخل في التوفيق بين ظاهره وبين حقيقته يحسن أن نشير إلى أمر وهو هذا الحديث فيه إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نساءهم بما وقع من أمهن حواء وأن ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها شيء من غير قصد إليه أو على سبيل الندرة وينبغي للنساء أيضا ألا يتمكن بهذا في الاسترسال في هذا النوع بل يضبطن أنفسهن ويجاهدن هواهن ..

ــ ورغم وضوح السؤال من عثمان عثمان (لماذا ترمى القضية عند حواء فقط إذن .؟) إلا أن الشيخ دخل بنا في قصة ليس لها علاقة بالموضوع أصلا ولا تنطلي على طفل صغير ، وعندما أدرك مقدم البرنامج أنه لا فائدة قال الآتي :

س ــ ( لكن فضيلة الشيخ القرآن الكريم ربما جعل المسؤولية تقع على عاتق آدم وزوجه عندما جاءت الآية ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) ، وبالطبع مقدم البرنامج يجب أن يكون محايدا لا ينصر رأي على آخر، ثم اعتذر للدكتور لضيق الوقت وعدم قدرته على إعطائه فرصة للرد على الحديث الثاني ..

ثم يرجع مقدم البرنامج مرة أخرى لضيف الحلقة الأصلي الشيخ / محمد العوامة قائلا له :
س ــ فضيلة الدكتور هل من تعليق سريع على ما قاله الدكتور..؟

ج ــ بديـَّات الطريق والجزئيات في البحث كثيرة و إن حضرني جواب عن حديث وحديثين وعشرة فلا يحضرني جواب عن العشرين والثلاثين..

س ــ ولكن استفسار عن هذه الأحاديث .؟

ج ــ وأنا لا أحب أن أتدخل في جوابي على مشكلة في قرآن أو حديث بعد الرجوع لكلام العلماء إنما الظاهر والله أعلم وأقول والله أعلم إن هذا الحديث يندرج تحت حديث أخر من سن سنة حسنة ومن سن سنة سيئة ويندرج تحت حديث إذا مات بن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث فهذا الخير والشر يتبعه ، وكون أمنا حواء عليها السلام رضي الله عنها فعلت هذا الفعل وحمـَّلها النبي صلى الله عليه وسلم هذه التبعة في هذه الجزئية فقط لا يجوز لنا أن نعمم هذا الحديث في أي خيانة كانت أو أي مشكلة تقع فيها المرأة نحملها للسيدة حواء ، إنما هذه الجزئية فقط ..

ــ ورد الشيخ محمد العوامة هنا في غاية الخطورة لأنه بكل وضوح وبكل صراحة يرجيء أي أمر أو أي خلاف لكلام العلماء وكأن القرآن ليس موجودا بين أيدينا ، يقول الله تعالى يوضح أن القرآن ضرب فيه للناس من كل مثل (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا)الإسراء: 89 ، ويقول جل وعلا (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا) الكهف : 54 ، ثم يوضح المولى تبارك وتعالى أن القرآن هو الحق وفيه أحسن التفسير لكل شيء (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا)الفرقان : 33

ورغم هذا كان رد الشيخ ضعيفا ، بعيدا عن آيات القرآن الكريم ، لأنه لو سمع أي إنسان هذا الحديث لن يفهم منه إلا أنه يظلم المرأة بداية من أمنا حواء ..

س ــ فضيلة الشيخ هناك من الصحابة من رد بعض الأحاديث الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام وجاء البخاري ومسلم وصححا هذه الأحاديث

كيف حصل ذلك ..؟ لنأخذ مثلا حديث عائشة ( يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب ) قالت شبهتمونا بالكلاب ..
وردّ عمر حديث فاطمة بنت قيس وقال (لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا لإمرة لا ندري حفظت أم نسيت) ـ كيف يصحح البخاري ومسلم أحاديث ردها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..؟

ج ــ الأمر سهل إن شاء الله الأمر سهل ولكن حينما نرجع إلى أصل النص ونلاحظ ظروفه وملابساته يهون الأمر إن شاء الله حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها ذكر لها قول النبي صلى الله عليه وسلم يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب) ، فقالت شبهتمونا بالكلاب ـ والله لقد كنت أضطجع معترضة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو إلى القبلة يعني في صلاة الليل والمكان كما هو معلوم في حجرات النبي كان ضيقا فكان إذا أراد الصلاة في الليل تكون السيدة عائشة مضجعة ورجالها أمام النبي صلى الله عليه وسلم وهو متجه إلى القبلة إذن كيف تستجيب السيدة عائشة إلى هذا الذي نـُقل إليها أن الصلاة يقطعها المرأة وهي موجودة هي نفسها هي صاحبة القصة والحديث هي معترضة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته وهو يصلي فكيف تقبل رواية من يروي لها أن المرأة تقطع الصلاة ..

ــ وهنا يدافع فضيلة الشيخ عن هذه الرواية برواية أخرى تسيء للنبي والسيدة عائشة معا حيث يستشهد ويدعم قوله برواية تفضح أسرار بيت رسول الله ـ هل يعقل أن السيدة عائشة كانت تضطجع أمام النبي عليه السلام وهو يصلي وتكون رجالها في قبلته .. أي إساءة هذه .. هل يقبل أحدكم أن تضطجع زوجته أمامه وتضع رجليها في قبلته وهو يصلي..؟ إذا قبلها أحدكم فلن أقبلها أنا على رسول الله عليه السلام وزوجه أم المؤمنين.. والتناقض العجيب في ذلك أنه يقول أن ذلك كان يحدث أثناء صلاة الرسول في البيت بالليل ، وهنا سؤال ـ هل السيدة عائشة كانت تخرج وتقص ما يحدث في بيتها بيت رسول الله ..؟؟ وهذا يستحيل أن يحدجث من أم المؤمنين لأن القرآن الكريم علمنا ان زوجات النبي لهم معاملة خاصة من الزائرين لبيت رسول الله عليه السلام حيث أمر الله جلا وعلا المؤمنين في سورة الأحزاب ألا يتكلموا معهم إلا من وراء حجاب يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا) الأحزاب: 53 ، وهنا تعليما صارمة للمؤمنين بعدم دخول بيت النبي إلا بدعوة لطعام ، كما يجب الإنصراف بعد الطعام وعدم سؤال زوجات النبي إلا من وراء حجاب ، وهنا احترام سرية بيت رسول الله واحترام زوجاته حتى في التحدث معهم ، فكيف يتجرأ إنسان ويقتحم بيت رسول الله بهذه الطريقة ، على الرغم أن مجرد الإطالة في الجلوس عند النبي كانت تؤذيه ، وكان يستحيي ، ولكن الله جل وعلا لا يستحيي من الحق فهل سيفرح الرسول عندما يسمع أن أسرار بيته وزوجاته أصبحت مشاعا بين الناس ..؟؟

س ــ السؤال لماذا صحح الإمامان هذا الحديث .؟

ج ــ نحن نقول بالنسبة للسيدة عائشة هي في الظاهر أنها تعارض النص ما تعارض النص هي أمام أمرين إما أن تقبل كلام غيرها وإما أن تقبل كلامها ومشهدها أما بالنسبة للإمام البخاري ومسلم وجميع علماء السنة جلهم رووا هذا الحديث ولا إشكال لأن السيدة عائشة هي في هذا الموقف هكذا كانت روايتها عن النبي ص وأنا قلت قبل قليل أن علماء الأصول نبهوا إلى أن الذي يسمع الكلمة مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم فلا خيار له في الأمر أما إذا سمعها بواسطة أو واسطتين فله الخيار على ألا يخرج عن دائرة ما يروى وهكذا أمر السيدة عائشة هنا لما رأت ما يناقض ما شهدت أشكل عليها الأمر وأظهرت هذا الاعتراض أما العلماء كيف رووا هذا طبعا لأن علماء السلف من الصحابة والتابعين اختلفوا في المسألة أن المرأة تقطع الصلاة فعلا ولا هذا أمر منسوخ لحديث السيدة عائشة لاعتراضها بين يدي النبي ص في صلاته منهم من ذهب هذا ومنهم من ذهب هذا ..

س ــ قد يكون الحديث منسوخا .؟ ج ــ قد يكون ..!!

ـــ الجميل في الموضوع أن فضيلة الشيخ بعد دفاعه عن الحديث ينهي بتعليق قد يكون الحديث منسوخا ..!!

ج ــ الإمام مسلم على سبيل المثال روى أحاديث القيام للجنازة إذا مرت بنا جنازة هل نقوم لها .؟ روى أحاديث قيام الجنازة ، ثم أتبعها بأحاديث عدم القيام للجنازة فلا يجوز أن نجزم بأن كل حديث صحيح ينبغي أن نعمل به الفتوى والفقه للحديث شيء والصحة شيء أخر فهذا منسوخ صحيح ولكنه منسوخ وهذا صحيح ولكنه ناسخ فالإمام مسلم حسب عرضه لأحاديث الباب اعتمد الناسخ عدم القيام ..

ـــ ويسترسل في الدفاع عن الحديث ويذكر تناقض كتب الحديث حيث يروي الإمام مسلم حديثين في نفس الباب متناقضين معا أحدهما فيه القيام للجنازة والآخر فيه عدم القيام للجنازة ، ويعتبر أن هذه ميزة تضاف لكتب الحديث ، والسؤال هنا ـ هل في القرآن الكريم آيات متناقضة ومتضادة في المعنى كما هو في كتب الحديث ..؟؟ قد تجد في نفس الصفحة من نفس الكتاب حديثين متناقضين ..!! ورغم ذلك كله يدافعون دفاعا مستميتا عنها لدرجة جعلتهم يتهمون القرآن الكريم كتاب الله جل وعلا بأنه ذو وجوه أو حمال أوجه..

س ــ ماذا لو أراد مسلم أن يقلد السيدة عائشة و عمر رضي الله عنهما بن عباس رضي الله عنهما في رد هذه الأحاديث التي ردوها .؟

ج ــ هذا أمر خطير هذا أمر لا يستطيعه إلا كبار الأئمة دراسة أحاديث الباب كما يسميها الإمام الترمذي أحاديث الباب هذا أمر ليس بالسهل هذا أمر ليس بالسهل لا نستطيع أن نقول هذا يمكن لمسلم معاصر نحن نحاول أن نقرب الأمور للمسلم المعاصر وهذا قد يسعفنا الحال عليه في وقت ولا يسعفنا عليه الحال في وقت أخر يسعفنا الحال عليه في وقت نقرب له وندرسه ونفهمه ونرفعه عن أن يبقى على مستوى بعيد عن العلم الشرعي ولكن لما تأتي المهمات لا هذا لا يكون إلا لمتأهل يعني مثلا السيدة عائشة أوردت هذا الاعتراض سيدنا عمر أورد اعتراض على حديث فاطمة بنت قيس بن عباس أورد حديث عن أبي هريرة في حديث توضأ من مسة النار من منا مثل عمر وعائشة وبن عباس ..

ــ يدعو الشيخ بقوله هذا للكهنوت الديني والدولة الدينية ، والمسلم المعاصر عليه السمع والطاعة حتى لو كان ما يسمعه يخالف كلام الله جل وعلا ، ويخالف العقل ، ويحيط كتب التراث بهالة من القداسة حتى لا يتجرأ إنسان على قراءتها وكشف تناقضها مع بعضها ، فهذا لا يقدر عليه إلا رجال متخصصون ..

س ــ لا ـ هو تقليدهم فيما ذهبوا إليه ..؟
ج ــ تقليدهم يعني هذا قياس مع الفارق أنا أعترض ولكن عندي الأهلية التي عند عمر .؟ لا ..
س ــ فضيلة الشيخ ذكرتم أن كل ما في الصحيحين صحيح ولكن السؤال هل يلزم العمل بكل ما في الصحيحين ..؟

ج ــ هذا أمر أخر يرتبط الأمر فقهيا ، الصحة شيء والعمل شيء أخر وإلا لقلنا كل ما في الصحيحين صحيح يجب العمل به أقول أنا ما نزل على المسلمين جميعا أن يكونوا كلهم بخاريين وقشيرين منسوبين إلى بلدة الإمام بخاري ومنسوبين لمسلم بن حجاج القشيري بخاريين وقشيرين هذا لا يكون ـ الصحيحين وغيرهما من كتب السنة الصحيحة على الرأس والعين ولكن الاجتهاد مجال ونظر..

ــ وهنا يناقض الشيخ قوله بعدما قال أن هناك بعض التناقض في كتب الحديث يرجع ويقول أن كل ما في الصحيحين صحيح ، ثم يقول أن العمل شيء والصحة شيء أخر ، وهنا سؤال أيضا ـ كلنا يعلم أن القرآن الكريم محفوظ من قبل المولى عز وجل ولا يختلف أحد على صحة القرآن الكريم هل يمكن إبطال العمل ببعض آيات القرآن الكريم..؟؟ كما يقول الشيخ عن السنة ، على الرغم من قوله أنها صحيحة ..!! فإذا كان بين أيدينا ما هو صحيح مبين أحسن القصص فهل نهجر آياته البينات ..؟

س ـــ فضيلة الشيخ لو جئنا إلى ميدان التطبيق سنجد أن هناك من الأحاديث ما يخالف القرآن مثل خلق التربة يوم السبت يتعارض مع قول الله عز وجل ( في ستة أيام ) كيف يمكن الجمع بين الحديث والآية ..؟

ج ــ هذا سؤال وجيه جدا وأريد أن أجيب عن الحديث وأريد أن أنبه إلى أمر علمي آخر لأنني أحب أن أأصل الأمور الفروع والجزئيات أمرها طويل لكن الكليات والتأصيل هذا هو المهم ..

س ــ وحسبنا التأصيل في مثل هذه الحلقة ..
ج ــ أولا التأصيل في هذا : علماء الحديث على مذهبين في هذا الحديث الإمام على بن المديني الإمام الجبل العظيم وتلميذه الجبل العظيم أيضا الإمام البخاري والإمام الثالث الدارقطني والبيهقي وغيرهم كلهم وهـَّمُـوا الراوي في هذا الحديث قالوا إن الراوي روى هذا الحديث عن أبي هريرة عن كعب الأحبار أنه قال ( خلق الله التربة يوم السبت وخلق يوم الأحد الجبال وخلق يوم الاثنين الشجر وخلق يوم الثلاثاء المكروه ـــ وخلق النور يوم الأربعاء وخلق الأشجار يوم الخميس وخلق آدم يوم الجمعة بعد العصر ) سبعة أيام أما كعب الأحبار روى هذا الكلام عن سيدنا أبي هريرة وأبو هريرة قاله إلى من بعده فهذا الراوي وهـِم على أبي هريرة أراد أن يقول عن أبي هريرة عن كعب الأحبار فوهم وقال عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأئمة العظام ذهبوا هذا المذهب في حين أن الإمام مسلم روى هذا الحديث في صحيحة وأيضا رواه النسائي من أصحاب الكتب الستة ورواه أيضا الإمام أحمد في مسنده وهؤلاء أئمة كبار عظام لا يعقل أن يرووا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يخالف القرآن إذن هنا مهمة الفهم والتروي والتأني والذي أسميه أنا التحذير من التوارد كثير من العلماء المتأخرين رأوا إمام كبار ابن المديني البخاري الدارقطنى والبيهقي فتواردوا معهم ومشوا على هذا القول أن هذا وهـم من الراوي لكن لو تأنينا وتفهمنا الأمور ننظر في هذا الحديث هل فيه ذكر للسموات ؟ ما فيه ذكر للسموات ـ إذن ليس هو هذا الحديث ليس يتحدث عن الخلق المذكور في القرآن الكريم هذا خلق بعد خلق خلق إجمالي ذكرته الآيات الآيات وخلق تفصيلي ذكره هذا الحديث ..

مما يقوله المحدثون أيضا في كتب علوم الحديث من فوائد الحديث المسلسل أنه يدل على مزيد ضبط وتأكد يعني مما حدثت تقول أنا رأيت العالم الفلاني في المكان الفلاني وسألته عن كذا فأجابني لما تضبط هذه الجزئيات تدل على أنك ضبطت وتأكدت من روايتك هذا يقرره علماء الحديث بلا استثناء هذا الحديث في رواياته الثلاثة عند مسلم والنسائي وأحمد يقول سيدنا أبوهريرة في أوله أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الحركة أو هذا الكلام هذا الانتباه لهذه الدقيقة تدل على أن أبو هريرة متأكد وليس واهما هذا ادعاء غريب ، ولكن قلت في حديثي أن هنا في توارد وأنا دائما أحذر من التوارد يجب أن نتأنى ونتفهم ــ آدم عليه الصلاة والسلام خلق يوم الجمعة وخلقه ليس مذكورا في الأيام الستة التي في القرآن الكريم هذا أمر زائد لو فرضنا هذا أمر زائد لكن الحديث لا يتحدث عن الخلق ذاك الحديث يتحدث عن خلق تفصيلي بدليل أنه لم يذكر السموات هذا خلق أخر ..

ــ ورغم أن النبي عليه السلام أمره ربه جل وعلا أن ينفي عن نفسه علم الغيب ، لكن بعض المسلمين يصرون كل الإصرار على أن الرسول ص يعلم الغيب وهذا الحديث يخالف مخالفة صريحة ما جاء في القرآن الكريم عن خلق السموات والأرض حيث تكرر في القرآن الكريم الحديث عن خلق السموات والأرض في ستة أيام في (سبعة مواضع ) صريحة في قوله تعالى (الأعراف : 54 ، يونس : 3 ، يونس : 7 ، الفرقان :59 ، السجدة : 4 ،ق : 38 ، الحديد : 4 ) ولم يذكر ربنا جل وعلا اليوم الذي خلق فيه آدم بالتحديد أو اليوم الذي خلق فيه الجبال والشجر كما فصل الشيخ ، وبما أن النبي لا يعلم الغيب طبقا لما جاء في القرآن الكريم إذن هذا الحديث غير صحيح ويخالف القرآن ..

س ــ وماذا عن الحديث الذي يقول (إن الميت لا يعذب في بكاء أهله عليه) ردته السيدة عائشة رضي الله عنها بقول الله عز وجل ( ولا تزر وازرة وزر أخرى) ..

ج ــ وليس بهذا فقط ردته بهذه الآية وبأن الراوي ما سمع الكلام من أوله فهي ترد رواية برواية ما ردت الحديث أبدا أنها سمعت هذا الرجل دخل فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذه الكلمة ولكن في الحقيقة السيدة عائشة تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عن اليهود يزعمون أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، فهي ترد رواية برواية وحديث بحديث لا بعقل ..
س ــ ومما يتعارض أيضا مع السنة المشهورة حديثان في صحيح مسلم فيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سبَّ ولعن بعض الناس ، وهو يتعارض مع قوله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ، ومع (حديث ليس المؤمن باللعان ولا الطعان) ، وحديث (كان خلقه القرآن) ..
ج ــ جميل جدا في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سب ولعن لكن لو رجعنا إلى الروايات في أصلها في صحيح مسلم نرى أن الإمام مسلم كان دقيقا جدا في عرض الروايات لأحاديث الباب ــ أولا : سبَّ ولعن ثم جاء بقصة تفصيلية تقول إن النبي عليه الصلاة والسلام رأى جارية صهيرة بنت صهيرة يتيمة لأم سليم رضي الله عنها فقال لها أنت هي هي أنت هذه هي لا كـَبـُرتِ لا كــَبُـر سنك فهذه البنية المسلمة التي تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم مؤيد بالوحي لما دعا عليها ألا تكبر خافت على نفسها ورجعت إلى بيتها إلى بيت أم سليم تبكي وتقول لقد دعا على النبي صلى الله عليه وسلم ألا أكبر فخرجت السيدة أم سليم بسرعة و رأت النبي صلى الله عليم فقال لها ـ ما لك ـ قالت لي كذا وكذا فقال لها أما علمت أني اشترطت على ربي ألا أدعو على إنسان إلا جعلته يا رب رحمة وزكاة وقربة ، فدعاءه وسبه صلى الله عليه وسلم هو رحمة ..

س ــ كيف يكون السب واللعن رحمة ..؟

ج ــ نعم هكذا طلب من ربه إذا دعوت يا ربي على أحد فاجعله رحمة له..

هل يعقل هذا الكلام أن الرسول يكون سبابا ولعانا ـ الرسول الذي وصفه الله جل وعلا بأنه على خلق عظيم ، ثم هل يجوز أن يفكر إنسان مهما كان أن يشترط أو يضع شرطا على ربه جل وعلا هل يستطيع أحد هؤلاء أن يضع شرطا على رئيس دولته أو وزير من وزراءها ، فكيف بالرسول ص الذي يقدر الله حق قدره ، أن يقول هذا .. !!

ج ــ ولذلك الإمام مسلم أعقد الرواية هذه الأخيرة بحديث أخر قال لابن عباس وبن عباس كان صغيرا لما توفي النبي لم يبلغ الاحتلام قال له ـــ أدعو لي معاوية فذهب فرآه يأكل خرج وقال هو يأكل ـ بعد قليل قال له اذهب فادعو لي معاوية مرتين والمرة الثالثة جاءه بن عباس وهو يقول إنه يأكل فقال عليه الصلاة والسلام لا أشبع الله بطنه ـ ممكن بعض الناس يفهم أن هذا الحديث دعاء على معاوية رضي الله عنه وانتقاص له ـ لا ـ الإمام مسلم أورد هذا الحديث في هذا السياق أن يكون له رحمة وزكاة وقربى ..

باقي ملاحظة لقد ذكرت الآية الكريمة (وإنك لعلى خلق عظيم) هذا أمر مهم جدا كثير من الناس يستشهدون بهذه الآية الكريمة على سماحة النبي صلى الله عليه وسلم وحلمه وصفحه وسعة صدره إلى أخره وهذا صحيح لكن الخلق العظيم يتضمن الخلق الكريم وزيادة ، وأختصر في الجواب أبو عزة الجمحي هذه القصة مذكورة في كتب السيرة يوم بدر وأحد أبو عزة الجمحي رجل من قريش كان شاعرا وكان يهجوا النبي ص فلما كان يوم بدر أسر وجيء به للنبي ص فأمر بضرب عنقه فشكا إليه الفقر والعيال فعفا عنه واشترط عليه ألا يعود إلى هجاءه فوافق فرجع إلى هجاءه وإيذاءه لرسول الله ص وفي يوم أحد أسر وجيء به للنبي ص وأمر بضرب عنقه فشكا إليه الفقر والعيال فقال له لا لا أدعك تمشي في بطاح مكة وتمسح عارضيك وتقول خدعت محمدا مرتين وأمر بضرب عنقه ففي المرة الأولى عفا عنه بالخلق الكريم أما في المرة الثانية عاقبه بالخلق العظيم فالخلق العظيم وضع الشيء في موضعه إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمرد ، فوضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى ..

ــ هذا الحديث يجعل الرسول يخالف أوامر الله جل وعلا في التعامل مع أسري الحرب ، حيث أمر بضرب عنق هذا الرجل لأنه كان يهجوه بشعره ، وهذا مالم يذكر في القرآن حين يتحدث عن معاملة أسرى الحرب .. ولقد تحدث القرآن الكريم عن كيفية التعامل مع الأسرى يقول تعالى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) الإنسان ، وهنا دليل واضح على أن من أسر له حق الإطعام من المسلمين ، وليس القتل بالسيف ، وهناك آيات تتحدث بوضوح أكثر عن الأسرى يقول تعالى (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71)الأنفال ـ هل نفهم من هذه الآيات أن الأسير يجب ضرب عنقه..؟؟

وهل يعقل أن يكون معنى ( الخـُلق العظيم ) وضع الشيء في مكانه لدرجة تجعل الرسول عليه السلام يضرب عنق إنسان ..؟!

س ـ الخلق العظيم إذن .. من التعارض أيضا حديث بن مسعود عن النبي عليه الصلاة والسلام الوائدة والموءودة في النارمتعارض مع قوله تعالى ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ) ..؟

ج ــ أيضا أقول ما قلته قبل قليل الجزئيات أنا قد يحضرني الجواب عن بعضها وقد لا يحضرني ، ولكن ليس معنى ذلك أن هذا الحديث غير صحيح ينبغي أن نرجع دائما إلى كلام علماءنا وكثير من الشبهات تأتي بسبب عدم التثبت وقد سألني سائل عن حديث وقصة في كتب السيرة في أول السيرة يذكر أن إلى مجيء الوحي إلى رسول الله ص وهو حديث معروف بحديث بديء الوحي والحديث طويل رواه البخاري في مواضع أول حديث في صحيحه ثم رواه في كتاب التعبير في أخره يقول الإمام البخاري قال بن شهاب بلغنا أن النبي ص كان يصعد إلى شاهق ويريد أن يرمي بنفسه ويتردى من أعلى الجبل فيتبدى له سيدنا جبريل عليه السلام فيرجع وتطمئن نفسه ويهدأ قلبه فيتراجع ـ استشكل بعض الناس إن هذا الإلقاء بالنفس من أعلى شاهق إلقاء للنفس بالتهلكة كالانتحار وهذا لا يجوز في كل الشرائع فإذن ما هو الجواب قلت له أنا سأراجع فرجعت للحديث في البخاري وجدت فيه هذه العبارة بعد أن روى البخاري الحديث كما رواه في أول الصحيح تماما قال قال بن شهاب بلغنا أن النبي ص كان يصعد إلى شاهق بلغنا والعلماء رضي الله عنهم يحدثون يقولون مراسيل بن شهاب الزهري ضعيفة فهذه الجزئية ضعيفة وأن كانت ذكرت في صحيح البخاري ولكن حكمها كحكم معلقات صحيح البخاري وفيها وفيها كما هو معلوم في كتب الحديث ..

ــ وهنا يزعم الحديث أن الموءودة في النار ، وهذا مخالف لما جاء في القرآن الكريم عن سؤال الموءودة يوم القيامة ، وعن الذنب الذي قتلت من أجله ، ولم يذكر في القرآن أنها ستدخل النار ، ورغم ذلك أخذ الشيخ يدافع بحديث آخر يتهم الرسول أنه فكر في الانتحار ، وهذا غير صحيح على الإطلاق ، وعلى الرغم من أن فضيلة الشيخ قد قال أن كل ما ذكر في الصحيحين صحيح ولا شك فيه لكنه يرجع ويقول هذا الكلام عن تلك الرواية حيث وهـَمَ الراوي..!! وما ذنب الإسلام بهذا الوهم الذي وقع فيه الراوي..؟!

س ــ فضيلة الشيخ إذا صح سند الحديث هل يعتبر الحديث صحيحا .؟

ج ــ هذا أمر مدروس في كتب المصطلح يعرفون الحديث الصحيح بقولهم ما اتصل سنده بنقل عدل الضابط عن مثله إلى منتهاه وسلم من شذوذ وعلة قادحة فقد يصح ظاهر السند ولكن يكون فيه شذوذ في سنده شذوذ أو في متنه وأيضا قد تكون العلة في المتن وقد تكون العلة في السند فقد يكون الحديث ظاهر الصحة ولكن فيه علة فلا نستطيع أن نقول كل صحيح سندا صحيح متنا وبالعكس يقول العلماء ليس كل صحيح متنا يجب أن يكون صحيح سندا قد يكون السند ضعيفا والمتن صحيح..

س ــ فضيلة الشيخ اسمح لي أن أنقل رد أحد المشاهدين لا نقول إذا عملنا بما جاء في البخاري ومسلم نكون بخاريين وما إلى ذلك لكن نقول إننا مسلمون نعمل بما نستطيع من سنة النبي ص ونحن نقر بتهاوننا في الذي لم نستطيع أن نأتي به والله أعلم ، ثم يدعو دعاء للمسلمين باتباع الكتاب والسنة وسلف الأمة ويقول كل خير في اتباع من سلف وكل شر في اتباع من خلف ..

ج ــ هذا أمر مقبول جدا علينا ينبغي أن نركز على نقطة النص شيء وفهمنا له شيء أخر فالأخ الكريم جزاه الله خيرا يناقش فيه هذه النقطة كأن كل حديث صح عند المحدثين حسب فهمه ينبغي أن نعمل به حسب فهمه ومن يخالفه في فهمه يخالف الحديث لا ـ لا أبدا ـ يعني الآية الكريمة ليس الحديث الآية الكريمة القرآن العظيم الكلمة هذه الآية الكريمة قطعية الثبوت يفهما هذا الإمام على وجه ويفهما إمام أخر على وجه أخر هذا ليس تعطيلا للنص ولا ردا له لا نحن تخطيء جدا في هذه النقطة هي النص شيء وفهمنا للنص شيء أخر وبعض الأخوان يجعلون فهمنا للنص كالنص وهذا لا ينبغي ..

وانتهى الحديث عند ذلك ..

وأرجو لو كانت هناك أية أخطاء فليصحهها من يجدها وتقبلوا العذر قد أطلت عليكم ..

وهذا رابط الحلقة لمن يريد الرجوع إليها ..

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/BEC9EB19-3F30-4C19-9D80-C31E909543BA.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق