الثلاثاء، 29 يوليو 2008

عندما يفكر مشايخ الأزهر في الاجتهاد

عندما يفكر مشايخ الأزهر في الاجتهاد


نقلا عن شبكة الأخبار العربية محيط ـ بتاريخ ـ 6/8/2007م
كتبت ـ بدريه طه ـ
عالم أزهري يضع شروطا جديدة للطلاق :
أعلن الدكتور ـ أحمد السايح ـ الأستاذ بجامعة الأزهر يوم الخميس الماضي من خلال قناة mbc في برنامج اليوم السابع أن الطلاق اللفظي لا يقع حتى لو قال الزوج لزوجته " أنت طالق ألف مرة " مادام لم يذهب إلى المأذون ومعه اثنان من الشهود ليطلقها أمامهم وللزوجين أن يستمرا في حياتهما وكأن شيئا لم يكن ..


وأشهدوا ذوي عدل منكم


وإحقاقا للحق دعونا نستعرض أولا تفاصيل رأي صاحب الفتوى وما يستند عليه من أدله ، حيث يرى الدكتور أحمد السايح مدافعا عن فتواه قائلا : أنا لم أصدر الفتوى اعتباطا ولكن لدي من الأدلة الشرعية ما يؤيدها ، فأنا أستند على أن الإسلام يعمل دوما على حفظ تماسك الأسرة واستمرارها إلى أقصى درجة ممكنة حتى تتحقق الغاية من الزواج الذي جعله الله آية من آياته حيث يقول تعالى " ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ".
ويتابع : " وقد عمل الإسلام دوما على إقامة الزواج على أساس متين من خلال الخطبة وعقد الزواج الذي وصفه الله بما فيه من إشهار وإشهاد وولي بقوله تعالى "وأخذنا منكم ميثاقاً غليظاً" فهل يعقل أن يهدم هذا البنيان صاحب القواعد القوية بكلمة في ساعة غضب أو حتى تهريج ".
وأشار السايح إلى أن الأدلة الشرعية على اشتراط الشهود للطلاق وأن يكون موثقا عند المأذون كما في الزواج .. قوله تعالى في بداية سورة الطلاق "يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجاً".
وانتهى حديث الشيخ ـ أحمد السايح ـ


وكان من المشايخ الأزهريين المعارضين لهذه الفتوى


ـ الشيخ جمال قطب ـ رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر ـ
، الشيخ عصام الشعار ـ عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ـ
، الدكتور ـ مبروك عطية ـ الأستاذ بجامعة الأزهر
، الدكتور ـ منيع عبد الحليم محمود ـ العميد الأسبق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ـ


وكان من المؤيدين لهذه الفتوى ـ الدكتورة ـ سعاد صالح
قالت مفتية النساء حسب ما نشر في محيط


وللدكتورة سعاد صالح العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر الملقبة بمفتية النساء رأي آخر حيث أنها من المؤيدين بشدة لفتواه قائلة " يحرص الإسلام على استمرار مؤسسة الزواج والأسرة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً..
ويظل يتلمس الأسباب التي تتيح استمرار هذه العلاقة الزوجية".
وتتابع : " ولأننا نعيش في عصر قل فيه الوازع الديني وخربت فيه الذمم .. فقد وجب الاجتهاد وفق ضوابط النصوص الشرعية لمواجهة هذا الطوفان من عمليات الطلاق الذي يتم لأتفه الأسباب ، وتدفع ضريبته الأم والأولاد الذين يتعرضون للضياع ".
ومما سبق تخلص د. سعاد إلى أن هذه الفتوى مجرد اجتهاد يحقق مقاصد الشريعة للحفاظ على الأسرة ، وخاصة أن النص القرآني المذكور من بداية سورة الطلاق يدعم هذا الاتجاه ، فضلا عن أن الله أم">وللتعليق على هذه الفتوى أقول ـ


أن علماء الأزهر الأفاضل عندما يفكرون في الاجتهاد لا يجتهدون أصلا ، ولكن يقومون باقتباس مجهود علماء ومفكرين أفنوا حياتهم في البحث والتدبر في كتاب الله عز وجل ـ من أجل إصلاح حال المسلمين من داخل الإسلام نفسه ، فيقوم اليوم الشيخ السايح باقتباس هذه الفتوى من الدكتور أحمد صبحي منصور ، ويضع لها عنوانا يلفت الانتباه ( عالم أزهري يضع شروطا جديدة للطلاق) ، ولا يعلم هذا الشيخ أن الدكتور أحمد صبحي منصورـ الذي اتهموه جميعا بإنكار السنة واتهموه بالردة وأباحوا دمه ـ قد وضح تشريعات الطلاق كاملة في التسعينات وأظهر التناقض الواضح بين تشريعات الطلاق المذكورة في القرآن الكريم ، و وما جاء في الفقه السني والأحاديث البخارية .. ولمعرفة تفاصيل الموضوع على الرابط ( http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=59)


ويأتي اليوم فضيلة الشيخ أحمد السايح وينسب هذه الفتوى لنفسه ، دون أن يشير إلى أن الدكتور أحمد قد فُصِل-- وحبس وأهدر دمه بسبب مثل هذا الاجتهاد النافع للأسرة و للمجتمع معاً ، ودون أن يشير بأن الرجل كان على حق في اجتهاده هذا، ولكن لا وألف لا ـ أسرع و نسب الشيخ الفتوى لنفسه بكل ثقة ووضع عنوانا براقا لها..


ويبدوا أن هذا هو الأسلوب المتبع في الاجتهاد عند بعض مشايخ الأزهر ، فمنهم من أفتى بأن فوائد البنوك حلال ، بعد ما قال الدكتور منصور بهذه الفتوى منذ سنوات ، ومنهم من أفتى بتحريم الختان ، وقد قال الدكتور منصور بذلك أيضا في أواخر الثمانينات ، ومنهم من قال باستحالة مس الجن للإنسان كما يعتقد الكثير من المسلمين ، وقد كتب الدكتور منصور في هذا منذ زمان ، ومنهم من أفتى بأنه ليس هناك حد ردة في الإسلام ، وقد قالها الدكتور منصور أيضا منذ مقتل الدكتور فرج فوده ـ بسبب فتاوى هؤلاء الشيوخ ، على أيدي المتطرفين السلفيين..
وأنا هنا أريد أن أقول باختصار أنه لا صلاح للمسلمين فى حياتهم إلا بالعوده للفكر القرآنى وحده والتخلى عن فكر التراث السلفى الذى عبده الناس من دون الله .


ورغم أن مشايخ الأزهر يسرقون مجهود الرجل وعلمه وينسبونه لأنفسهم إلا اننى على يقين أنه لا يلقى لذلك بالا لأنه لا يريد ولا يبتغى إلا وجه الله وصالح المسلمين ولقد أعلن قبل ذلك أنه على استعداد للتخلي عن البحث الدينى والتفرغ للبحث السياسى والأدبى لو عاد مشايخ المسلمين إلى كتاب الله وحده يستقون منه علومهم وإجتهاداتهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق