الثلاثاء، 29 يوليو 2008

كيف يتعامل المسلم المعاصر مع الأحاديث ... الجزء الأول

كيف يتعامل المسلم المعاصر مع الأحاديث ... الجزء الأول

كان هذا عنوان إحدى حلقات برنامج الشريعة والحياة الذي أذيع يوم الأحد الماضي الموافق 8/6/2008م على قناة الجزيرة

وكان ضيف هذه الحلقة ـ الشيخ محمد عوامة ـ مختص في الحديث وعلومه ــ وإليكم ما دار في تلك الحلقة مع التعليق على كل جزء منها ..

سأكتب ما دار بين مقدم البرنامج وضيفه على شكل ( س و ج ) ، وسأكتب تعقيبا على كل جزئية بلون مختلف حتى لا أرهق القارئ في فهم الأمر ..

بدأ مقدم البرنامج ـ عثمـان عثمـان

س ــ يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (يأيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) إن أحد ألوان الاستجابة للنبي ص بعد وفاته هو اتباع سنته العملية والقولية ومنها تلك الأحاديث النبوية التي جاءتنا بسند صحيح لكن كيف نعرف صحة الحديث .؟ وهل هناك قواعد عامة ندرك بها الصحيح من غيره من الأحاديث وكيف يتصرف المسلم اليوم إزاء أحاديث صححها العلماء تبدو مخالفة للقرآن أو للعلم الحديث أو للعقل ..؟

كيف يتعامل المسلم المعاصر مع الحديث النبوي الشريف هو موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة .؟

وقبل الدخول في تفاصيل هذه الحلقة دعنا نرسم أو نحدد الإطار الذي يحكم علاقة المسلم بالحديث النبوي الشريف هل هو الاستجابة وأين تقع الآية (لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ).. وبدأ الشيخ في إجابة أول الأسئلة :

ج ــ بسم الله الرحمن الرحيم ـ الحمد لله رب العالمين ـ يقول الله عز وجل (يأيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) هذا النداء الإلهي يحتم على كل مسلم أن يستجيب قلبه وعقله وهديه إلى أمر الله عز وجل وأمر رسوله ص متى صح عنه ، وهذه الاستجابة لها ألوان أمرنا الله عز وجل بها أن نستجيب لأمره وكذلك قوله تعالى (لما يحييكم) أيضا هذه الحياة لها ألوان منها ما يتناسب مع موضوع حلقتنا اليوم أما هذه الحياة أن ينقلنا الله عز وجل من الوقوف أمام الماديات إلى أمام الغيبيات والمعنويات ألا يقف المسلم بعقله أمام هذه الماديات محسورا بها أراد الله عز وجل أن يحيينا حياة أخرى وراء هذه الماديات بهذه الغيبيات التي يحدثنا عنها سبحانه وتعالى وهذه الآية ترتبط بقول الله عز وجل ارتباطا وثيقا جدا هو قول الله تعالى ( يأيها الذين أمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ) هذه الآية الكريمة نزلت كما هو معلوم في أول سورة الحجرات نزلت مع آيات أخرى في عام الوفود وكان ذلك في السنة التاسعة للهجرة يأمرنا ربنا أن نجعل أقوالنا وأفعالنا وتصرفاتنا وعاداتنا وأعرافنا وكل ما يحكمنا أراد ربنا أن نجعله وراء قول الله ورسوله تابعا لقول الله ورسوله (لا تقدموا بين يدي الله) هذا كان في عام الوفود في السنة التاسعة ..

وظهر موقف الصحابة رضي الله عنهم مطبقا تمام التطبيق لهذه الآية الكريمة بحذافيرها وبأسمى معانيها متى بعد عام واحد يوم حجة الوداع يوم وقف النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم التاسع من ذي الحجة في عرفات يعني في محيط مكة المكرمة وسأل أصحابة ذاك الجمع الحاشد الكبير الذي يقول فيه الإمام أبو ذر أنه شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع 120 ألف صحابي في هذا الموقف الحاشد الكبير يسألهم يقول لهم أي بلد هذا أي يوم هذا أي شهر هذا وفي كل سؤال يقول الصحابي راوي الحديث معبرا عن الجميع يقول فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه هل يجهل أحد من هذا الجمع أن هذا الموقف عرفات في يوم التاسع من شهر ذي الحجة في مكة المكرمة أنه بلد حرام ويوم حرام وشهر حرام لا أحد يجهل هذا ..

ـــ وهنا قد أوَّل فضيلة الشيخ معنى قوله تعالى (لما يحييكم) بمفهومه هو التراثي الذي يخالف القرآن الكريم على أن المقصود بها اتباع الحديث، ولو تتبعنا معا الآيات القرآنية التي تتحدث عن هذا المفهوم الذي يكون القرآن الكريم سببا في إحياء قلوب الناس ودخول الإيمان لقلوبهم فسنجد أن يحيي قد تأتي للتعبير عظمة القرآن الكريم بأنه يحيي قلب الإنسان الضال أو الكافر ، وعلى رغم من وجوده على قيد الحياة إلا أنه بمجرد اتبعه لذكر الله ونور الله وقرآن الله فيتحول من ميت إلى حي أو من كافرإلى مؤمن ، قد يكون القرآن الكريم سببا أيضا في خروج الإنسان من الظلمات إلى النور أو بمعنى أخر يكون سببا في الهدى والإيمان بعد الكفر والضلال ، وسنجد أن المقصود في هذا كله كتاب الله جل وعلا القرآن الكريم وليس شيئا آخر وسيتضح ذلك من خلال آيات الذكر الحكيم يقول تعالى يوضح أن هذه الحياة تعني اتباع آيات القرآن (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)الأنعام ولو قرأنا الآيات التالية لهذه الآية إلى أن نصل لقوله تعالى (وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) سيتضح أن الحديث كله يدور عن تفصيل آيات الله وعن صراطه المستقيم القرآن الكريم..

ويقول جل وعلا أن الرسول عليه السلام ينذر بالقرآن من كان حيـَّا (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) يس ، وحيـَّا هنا ليس معناها على قيد الحياة وإنما حي عكس كافر أي قلبه مطمئن بالإيمان ، لأنه بحسب مفهوم آيات سورة الأنعام أن هؤلاء قد تحولوا من الموت العقيدي وهو الكفر أو موت القلب إلى الحياة وهي الإيمان بفضل الله الذي جعل لهم نورا يمشون به وهو القرآن الكريم لأن من أوصاف القرآن المذكورة في القرآن أنه نور يقول تعالى(وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْـزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)الأعراف : 157، وهنا المقصود بالنور القرآن الكريم أيضا ..

وليس كما تفضل فضيلة الشيخ وأوَّل معنى الآية على هواه لكي يثبت صحة الأحاديث الظنية التي يعترف هو نفسه أنها ظنية الثبوت كما قال في نفس الحلقة بلسانه هو ..

ولو تدبرنا أحد المعاني الهامة الأخرى التي يصف بها رب العزة جل وعلا القرآن أن آياته البينات تخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ولو طبقنا المعنى هنا على هوانا لكان المعنى الخروج من مكان مظلم إلى مكان به إنارة ، ولكن يقصد المولى عز وجل أن من يؤمن بالقرآن بأنه اتبع صراط الله المستقيم وهداه الله يقول تعالى عن القرآن (الر كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)إبراهيم : 1 ، قوله تعالى (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) المائدة : 16 وهنا الحديث عن القرآن الكريم أيضا وهناك آيات عدة تتحدث عن الخروج من الظلمات إلى النور بواسطة القرآن الكريم ، وليس شيء أخر ، ومنها الآيات (الأعراف : 157 ــ إبراهيم : 5 ـــ الحديد : 9 ــ الطلاق : 11 ) فكل هذه الآيات وغيرها تتحدث عن القرآن الكريم وأنه وحده الذي يخرج الناس من ظلمات الكفر والشرك موت القلب إلى نور التوحيد والإيمان القلبي والهدى بإذا الله..

يقول الله جل وعلا عن الذين لا يؤمنون بالقرآن آيات الله يوضح فقدانهم أهم الحواس بالرغم من وجودها يقوةل تعالى (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)الأعراف ، وهنا الأمر واضح على الرغم من امتلاكه قلوب ولكن لها لا تفقه ولهم آذان لكن لا تسمع ولهم أعين لكن لا تبصر ، وكل هذا حدث بسبب عدم إيمانهم بالقرآن ،ليس له سببا آخر ويقول جل وعلا (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198)الأعراف ، ومثال اكثر وضوحا يشبه من لا يؤمن بالقرآن كأنه أعمي على الرغم من تمتعه بحاسة البصر يقول تعالى(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49) قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)الأنعام ، هذه الآيات توضح أيضا أن هذا الأعمى الذي كذب بآات الله جل وعلا لا يستوى مع البصير الذي آمن بالله وبآيته وبرسوله ، وهنا العمى ليس حسيا ..

ويقول جل وعلا يؤكد أن الفارق بين من يؤمن بأن القرآن هو الحق ومن لا يؤمن كالفارق بين الأعمى والبصير (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19)الرعد ..

س / ما المقصود إذن

ج / إذن المقصود أن يقفوا وراء قول النبي صلى الله عليه وسلم تخلوا عن بديهيات عقولهم ومعلوماتهم أي طفل صغير لا يجهل أن هذا اليوم يوم حرام وهذا بلد حرام وشهر حرام لا أحد يجهل ..

س ــ لكن نقاشنا في هذه الحلقة لا يدور حول رد كلام النبي إنما النقاش حول صحة نسبة هذا الكلام وثبوت هذه النسبة للنبي صلى الله عليه وسلم هل قاله أم لا ؟

ج ــ صحيح ـ أنا أريد أن أأصل القاعدة أولا استجابة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وهم معلمونا في هذا الدين المطبقون أول طبقة طبقت هذا الدين الصحابة هكذا كان موقفهم أن تخلوا عن معلوماتهم الأولية البديهية امتثالا لقوله (لا تقدموا) ثم هناك الشريعة نصوص الكتاب والسنة جاءت بأخبار وأمور معقولة واضحة وجاءت بأمور جديدة كل الجدة علينا وما جاءت بما يناقض العقل إنما الإشكال في هذا الذي هو جديد علينا أحيانا نرى أنه مخالف أو مناقض ـ الله عز وجل يقول في كتابه الكريم (ذلك الكتاب لا ريب ) الم في أول سورة البقرة ( ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه) وقال تعالى (هو الذي أنزل الله عز وجل هو الذي انزل هذا الكتاب الكريم ومع ذلك يقول منه آيات محكمات وأخر متشابهات وعلمنا كيف يكون موقفنا من هذه المتشابهات أن نردها إلى المحكمات لأنه سمى المحكمات أم الكتاب والتعبير بأم له مدلوله كما أن الطفل الصغير أول ما يفزع يفزع إلى أمه يرجع إليها وكذلك هذه الآيات المتشابهات يجب علينا أن نردها إلى المحكمات ، وحينئذ تنتهي الأمور..

وفي هذه الفقرة يلوح الشيخ أن آيات القرآن ذاتها التي وصفه الله جل وعلا بأنه لا ريب فيه قد تتشابه أو تختلف مع بعضها أو بمعنى أوضح أن القرآن غير واضح شأنه شأن السنة التي يقول عنها البعض أن بها اختلافات ، هذا ما أقره بكل وضوح وبكل صراحة أثناء حديثه ودفاعه عن الأحاديث في الجزء الثاني من الحلقة بقوله أن السنة أوضح أكثر من القرآن ولكنه نوه عن ذلك هنا على استحياء..

س ــ فضيلة الشيخ ـ تحدثتم عن أن النبي عليه الصلاة والسلام وقف في حجة الوداع وألقى تلك الخطبة الطويلة والتي أرسى فيها قواعد الدين والصحابة كانوا معه إذن تحدثتم عن زمن كان النبي عليه الصلاة والسلام فيه حاضرا بين المسلمين الآن النبي عليه الصلاة والسلام ليس حاضرا أو غير موجود إذن كيف يكون التعامل ..؟

ج ــ أمر هام جدا هذا ، وعلماء الأصول نبهوا إليه أنا لما أكون أمام النبي صلي الله عليه وسلم ويكلفني بأمر أو نهي أو فعل لا مجال فيه أما لما أسمع بواسطة هذا الأمر والنهي ذاك الأمر الأول كما يقول علماء الأصول قطعي أما لما يكون بواسطة أو واسطتين فأكثر يكون صار ظنيا أرجع إلى أمور أخرى ونصوص أخرى ومفاهيم وأقوال في دراسات ، أما لما أكون في موقف القطع فلا مجال للتوقف أما لما يكون في وساطة في مجال للتوقف والسؤال ..

وهنا لو رجعنا لمعنى الرسول في القرآن الكريم سنجد أنه قد يأيي الرسول في القرآن بمعنى( الرسالة )، وكما قال مقدم البرنامج أن الرسول غير موجود بيننا اليوم فليس أمامنا إلا اتباع الرسالة التي نزلت عليه ، لأنه لا فرق إذن بين الرسول والرسالة لأن صاحب الرسالة قد توفاه الله جل وعلا ، ولو كان غير ذلك لكان الأمرسيختلف لأننا سنطيع اوامره عليه السلام طالما هو موجود بيننا ، ولكن الآن الرسول غير موجود ولا يمكن ان يكلفنا بأمر او نهي ، ولذلك يجب ان نتبع رسالته القرآن الكريم ..

وفي بداية الكلام عن الأحاديث يصفها فضيلة الشيخ بأنها ظنية الثبوت لا محالة لأن من قام بكتابة تلك الأحاديث جاءوا بعد وفاة النبي بقرنين تقريبا وكما قال أن الأمر إذا نقل بواسطة أو أكثر ففيه كلام ..

وهنا تناقض واضح جدا وقع فيه الشيخ حيث أن جميع الأحاديث نقلت بأكثر من واسطة ، ولا يوجد حديث قد كتبه الإمامان البخاري ومسلم وقد سمعاه مباشرة من الرسول عليه السلام أي بدون واسطة ، وهنا حسب كلام الشيخ العوامة يجب أن يكون هناك وقفة مع كل الأحاديث بلا استثناء ، لأنه كما يعرف الجميع أن تلك الأحاديث بدأ تدوينها بعد وفاة النبي بقرنين من الزمان تقريبا ، ولم يكن أنذاك أحدا على قيد الحياة ممن نقلت الأحدايث عنهم ، ولكن تمت العملية كلها بالسمع ليس أكثر ، ولم يسمع أي من أئمة الحديث حديث واحد من الرسول مباشرة فكيف بنا نحن..؟!

وفي أخر فقرة من كلامه يثبت أنه يجب أن نتوقف مع كل الأحاديث لأننا لم نسمعها من الرسول عليه السلام مباشرة .. وهذا ما سيقول عكسه تماما في نهاية الحلقة ..!!

المشكلة الكبرى في هؤلاء الشيوخ دائما ما يسرحون بالمستمع في إجاباتهم على أي سؤال يوجه إليهم ودائما ما يهربون من النقاط الحرجة في تلك الأسئلة ، وعادة ما يقتطعون الآيات لإثبات وجهات نظرهم ، المخالفة لحقائق القرآن أو لموقف معين تتحدث فيه الآية القرآنية مرتبطة بما قبلها وما بعدها ..

سؤال هام في نهاية هذا الجزء من الموضوع ــ لقد استمر الرسول عليه السلام بعثته كرسول 23 سنة لماذا لم يتم تدوين خطب الجمعة التي كان يلقيها الرسول عليه السلام عندما يلتقي بالمسلمين كل جمعة ..؟ ولماذا لم تظهر إلا خطبة الوداع من هذه الخطب خلال 23 سنة ..؟؟

وإلى اللقاء في الجزء الثاني..

هذا رابط الحلقة على موقع الجزيرة الفضائية

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/BEC9EB19-3F30-4C19-9D80-C31E909543BA.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق