الثلاثاء، 29 يوليو 2008

مواطنو الشوارع يريدون نفس الاهتمام

مواطنو الشوارع يريدون نفس الاهتمام


كنت أشاهد برنامج 90 دقيقة يوم الأحد الموافق 28/10/2007م على قناة المحور ، وفي إحدى فقرات البرنامج تم عرض مجموعة من الناس الذين تحولوا بفضل الظروف الطاحنة في مصر إلى مرضى نفسيين ومجانين ومتسولين تائهين في شوارع القاهرة رايحين جايين ، وقامت إحدى المذيعات بسؤال بعض المواطنين كيف وصل هؤلاء الناس إلى ما هم فيه الآن ..؟؟ ، وكانت الإجابة واحدة عند معظم الناس ـ السبب هو الظروف القاسية في المعيشة ، وبسبب الكبت وضيق الحال في الحياة اليومية التي يعيشونها ، بالفعل كانت الصورة سيئة للغاية عندما تجد رجلا أو امرأة تنام على الأرض ليل نهار ، أو تجد رجلا كبيرا يتجول في الشوارع بدون هدف أو عنوان ، وبدون مأوى أو سكن ، وشكله وملبسه لا يليق بإنسان كرمه المولى عز وجل عندما قال ولقد كرمنا بني آدم ..


وعندما غيرت المحطة بعد بضعة دقائق وجدت مفاجأة كبرى أزعجتني وأسعدتني في نفس الوقت ، وجدت تقريرا ضمن برنامج العاشرة مساء الذي يتم عرضه على قناة دريم 2 يتناول الدور الذي تقوم به جمعية الرفق بالحيوان في معاملة كلاب الشوارع أو الكلاب الضالة ، حيث يقوم فريق عمل تابع لهذه الجمعية بالإمساك بالكلاب الضالة من الشوارع لتطعيمها وعلاجها من الأمراض التي قد تؤذي الإنسان ، وقد تتسبب في انتشار الأوبئة بين البشر ، وهذا شيئا جميلا وعملا غاية في التمدن والتحضر لأنه يهدف في الأساس على المحافظة على الإنسان من انتقال الأمراض المعدية إليه من هذه الكلاب الضالة التي قد تكون مصابة ببعض الأمراض ، وفي الوقت ذاته قمت بعمل مقارنة سريعة بين ما شاهدته في التقريرين ـ الأول عن إنسان الشوارع أو ذاك النوع من البشر الذي ينتشر في شوارع مصر ـ ما بين مريض ومتسول ومجنون ومعتوه ، الثاني عن كلاب الشوارع أو الكلاب الضالة التي تنتشر أيضا في المناطق السكنية التي قد تصيب المواطنين بالخوف والذعر أو انتشار الأمراض فيما بينهم ..


وقلت لنفسي ألا يستحق إنسان الشوارع مثل هذا الاهتمام الذي شاهدناه على شاشة التليفزيون ، في مراكز تطعيم وعلاج الكلاب الضالة ، وبكل صراحة كانت مستشفيات علاج الكلاب على أعلى مستوى من النظافة والتعقيم ، وقد لا نرى مثل هذه النظافة في كثير من المستشفيات البشرية في مصر ، فكم نتمنى أن تؤسس مثل هذه الجمعيات لرعاية إنسان الشوارع وتكون مهمتها القيام بتجميع هؤلاء الناس ومعالجتهم وتأهيلهم حتى يعودوا للحياة مواطنين أسوياء يستفيد منهم المجتمع ويكونوا عونا له لا عبئا عليه ، ويكونوا نفعا له لاضررا عليه ، وشأنهم في هذا شأن ما قامت به جمعية الرفق بالحيوان نحو معاجلة الكلاب الضالة التي يمكن أن تؤذي الناس والمجتمع ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق