عسكر أمريكان سعودية ... انتخابات إخوان سلفية
بداية نشرح العنوان:
1ــ المجلس العسكري استخدم الانتخابات لشغل معظم المصريين ووضعهم وجها لوجه في مباراة شرسة يظن كل فريق أنه الأحق بالسلطة وتركهم يقتتلون ويختلفون وينتحرون بالبطيء.
2ــ أمريكا تراوغ الإخوان وتتعامل معهم بلغة المصالح
3ـ السعودية تستغل السلفيين للحد من سيطرة الاخوان ووقف التحول الديمقراطي في مصر
لكن خيوط اللعبة الرئيسية في يد المجلس العسكري وأمريكا والسعودية ، أما الإخوان والسلفيون وغيرهم فهم مثل لعب الأطفال يتم تحريكهم بالأمر حينا وبالإيحاءات أحيانا دون أن يشعروا ودون أخذ رأيهم لهدف وحيد هو وقف عملية الإصلاح في مصر وقتل الثورة ووقف عملية التحول الديمقراطي.
مــقـــدمـــة :
مسكين أيها الشعب المصري ، مسكينة يا أرض الكنانة ، مصر الحبيبة التي لم تتوقف عمليات استبدادها واستعباد واستهبال واستغفال أهلها وشعبها وسرقة مقدراتها منذ عقود طويلة حتى اللحظة وتصبر وتتحمل ، مصر التي يُصِـر بعض مدمني السلطة أن أهلها بلهاء وغير عقلاء وأنهم سيفرطوا في حقوق المصابين والشهداء ، ويجهل هؤلاء أن هذا الشعب في أحلك الظروف وفي أصعب الحقب التاريخية كان يُخرج من وسط تلك الصراعات أبطالا نحتوا أسماءهم في صفحات تاريخ مصر الطويل لأنهم خلّصوها من الاحتلال والقمع والقهر والاستعباد ، ومصر الآن سجينة مغتصبة سقطت في يد من لا يرحمون ولا يتقون الله ، أعداء مصر اليوم اتفقوا على هدف واحد لا ثاني له وهو (ألا تقوم لمصر قائمة ، وألا تتحقق على أراضيها عملية تحول ديمقراطي حقيقي) يتم من خلالها بناء دولة وكيان يوفر لكل مصري حقوقه كاملة وغير منقوصة ويعيش فيها المصريون جميعا في أمن وعدل وحرية وكرامة إنسانية لكي يبدؤا معا بناء حضارة جديدة ويكتبوا تاريخا يليق بمصر بعد تضحيات يناير و نوفمبر 2011م ، اتفق أعداء مصر على هذا بقصد وبدون قصد ، وهؤلاء الأعداء هم كل من يقف في وجه هذا التحول الديمقراطي أو يُعطل مسيرته ، بنشر الفوضى وحالة الفراغ الأمني المتعمد ، وهم كل من يتخاذل ويتباطيء في محاسبة ومحاكمة القتلة والمجرمين بداية من مبارك ونهاية بأصغر ضابط من القتلة وأصغر بلطجي من أعوان الداخلية ، بينما يوافق نفس العدو على محاكمة شباب الثورة أمام القضاء العسكري ، ولا يجوز أن نغفل أن نفس العدو يوافق على إقامة رئيس مخلوع مجرم ــ تتم محاكمته ــ في فندق 7 نجوم بينما أطهر شباب مصر الذين فقدوا نور أعينهم لا يجدون علاجا ، وفوق كل هذا هم مستمرون في قتل أبناء مصر الأطهار ويريدون كل يوم وكل لحظة تشويه وسرقة ثورتهم ولا يخجلون من استيراد غازات تساعد القتلة في التخلص من الشباب المرابطين المطالبين بهذه النقلة التاريخية وهذا التحول الذي لو لم يحدث الآن ستقع مصر فريسة للحكم الديني الوهابي ظاهريا بينما سيظل الحكم العسكري كما هو يحكم من وراء حجاب ، ومن المتوقع أيضا حين يتم نجاح التيارات الدينية باكتساح أن يحدث صدام ومواجهة بين العسكر وبين التيارات الدينية لخطف السلطة ، لأن العسكر والإخوان والسلفيون لن يتفقوا على منهج واحد ولن تجمعهم كلمة واحدة أمام مغريات السُلطة ، والتصادم بينهم منتظر ومتوقع مهما اتفقوا ومهما تعاونوا الآن ، ولو حدث هذا قد تستمر عواقبه لعقود طويلة.
أقول هذا الكلام نتيجة أخبار وتصريحات وردود أفعال حدثت بعد الثورة عبّر عنها كل طامع من أعداء مصر عن مكنون فكره وما يجول في خاطره وما يتمناه لنفسه لانشغاله بمصالحه الخاصة ، متناسيا مطالب الثورة التي لم يتحقق أبسطها وأهمها مثل حقوق الفقراء والمصابين والشهداء ، وهنا تنفضح حقيقة ونظرة هؤلاء الأعداء لمستقبل مصر ، ويشترك ويشارك في هذا بقصد أو بدون قصد أمريكا والسعودية والعسكر والاخوان والسلفية ويساعدهم بكل أسف وأسى قطاع من أبناء مصر يسمون أنفسهم الكتلة الصامتة.
ويكفي أن العسكر بعد أن صدعونا طوال عشرة أشهر أنهم من حموا الثورة قد تورطوا فيما تورط فيه مبارك من قبل حين تم استخدام جميع أنواع الذخيرة في مواجهة الثوار المصريين لمدة ستة أيام متتالية بعد جمعة 18 نوفمبر 2011م ، ولا يمكن أن ننكر أن المجلس العسكري مسئول مسئولية كاملة لأنه يقوم بوظيفة ومهمة سياسية في هذه المرحلة وهي (رئيس الدولة) ، ولا يمكن أن ننسى شاحنة الغاز المُسيّل للدموع والمثير للأعصاب التي اشتروها أواخر شهر نوفمبر 2011م بأموال المصريين وتم تخزينها في مخازن وزارة الداخلية لقتل مزيد من شباب مصر في الأيام القادمة إن لزم الأمر ، تزامنا مع شاحنة أخرى محملة بمئات الملايين من أقراص الترامادول المخدر لتوزيعها في الأسواق لغرض معلوم ومحدد وهو تغييب الشعب عن الوعي ، وهذا يلحق العار والخسة بالعسكر وكل من يدافع عنهم حين يتحدثون عن أي شبهة لدخول البلاد في أزمة اقتصادية وشيكة بسبب توقف عجلة الانتاج لأن هذه الشاحنات ثمنها حوال (10مليار جنيه مصري) ، وكل هذا بالطبع من أموال المصريين وتم إنفاق هذا المبلغ في أسبوع واحد فقط ، وكان يجب توفير هذه المليارات العشرة لشراء الطعام إذا كانوا فعلا يخافون على هذا الشعب.!!
ولا يمكن أن نغفل وننسى ما قاله الرئيس الأمريكي في تصريح واضح أنه (على المجلس العسكري أن يسارع بتسليم السلطة لحكومة ديمقراطية منتخبة) ، وسكوت وسكون المجلس العسكري ولم ينطق بحرف واحد معقبا على هذا ، ليبرر موقفه ويعلن أمام العالم أنه ليس من حق أي دولة التدخل في شئون مصر الداخلية كما يفعل نفس المجلس دائما في تعامله مع كل شرفاء مصر حين ينسبون لهم تهم العمالة والخيانة وتنفيذ أجندات أو مساعدة جهات خارجية للتدخل في شئون مصر، ولأنهم لم يفعلوا و سكتوا سكوت مبارك من قبل حين أمره أوباما قبيل خلعه أن يترك السلطة فورا ، فهذا الموقف لا تفسير له إلا أن الحكم العسكري في مصر وفي معظم البلاد العربية أصبح لا يحقق أهداف ومصالح أمريكا وإسرائيل في المنطقة ، وأصبح غير مرغوب فيه ، ولذلك تخلت عنهم أمريكا وبدأت تتعاون مع حلفاء جُدد ، أو حلفاء المرحلة أو حليف أكثر قبولا وأكثر تأثيرا في الشارع المصري والعربي عموما وهم الاخوان ، وهذا الكلام ليس كذبا أو بهتانا من عندي ، وإنما تشهد عليه تصريحات الطرفين سواء الأمريكي أو الإخواني ، فمنذ بدأ يشعر الأمريكان بسقوط العسكر صرعى أمام الثورة المصرية العظيمة ، ومنذ أن نبهوا إلى أن الاستبداد العسكري قد ولّى زمانه في الشرق الأوسط عموما وفي مصر خصوصا بسبب يقظة الشعب المصري من جهة ولعدم وجود قيادة حقيقية واضحة للثورة المصرية يمكن التحالف معها للاتفاق ضد الثورة والالتفاف عليها ، ولأنهم (الإدارة الأمريكية) متأكدون من قوة الإخوان في المشهد المصري أعلنوها صراحة أمام العالم (ليس لدينا مانع في التعاون مع الاخوان لو وصلوا للسطلة في مصر) ، ورد عليهم الاخوان التحية بأحسن منها فقال الاخوان (الإخوان تعطي تطمينات لواشنطن بعدم إلغاء كامب ديفيد إذا وصلوا للحكم في مصر) ، وهنا لا بد أن نتذكر ما كان يقوله الأمريكان (الحكومة الأمريكية) قبيل الثورة حين تتحدث عن الجماعات والتيارات الدينية بأنها جماعات الإرهاب والعنف والتطرف ، وكذلك لا يجب أن ننسى نظرة الإخوان لأمريكا واعتبارها بلاد كفر ولا يجب التعامل معهم فكيف بعد الثورة تغيّر الموقف من الجانبين وتغيّرت لغة الحوار بينهما ولمصلحة من.؟ ، على كل مصري أن يفكر في هذا..!!
وصاحب كل هذا عملية بدأت مبكرا جدا وهي فتح الباب أمام التيارات الدينية كلها أخوان سلفية والجماعة الاس ل ا م ي ة وهذه التيارات تمتعت بحرية غير مسبوقة لا يمكن أن نغفلها لأن العقل والمنطق لا يقبلان إطلاقا أن يكون مواطن مصري بالأمس سجين بتهمة قتل رئيس سابق واليوم يصبح رئيسا لحزب ومرشحا للبرلمان ، وهذا مجرد مثال توضيحي لفتح الباب على مصراعيه أمام هذه التيارات الدينية بعد الثورة ، وهذه خطيئة وقع فيها مبارك قبل خلعه معتقدا أن التيارات الدينية هي الحل الوحيد للتخلص من دعاة الليبرالية والدولة المدينة وكل من يطالبون بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية وهم شباب الثورة ، وسار على خطى مبارك المجلس العسكري حين ترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام هذه التيارات الدينية لخطف الثورة المصرية من شبابها الطاهر النقي الذي لم يحصد من هذه الثورة حتى الآن إلا الشهادة وفقدان البصر وآلاف المصابين والمعتقلين و15 ألف شاب تم الخلاص منهم بالمحاكمات العسكرية ، وتناسوا جميعا أن السادات فعل نفس الخطيئة مع نفس التيارات الدينية للتخلص من الشيوعية ، وكانت النتيجة أنهم انقلبوا عليه وقتلوه.
من فوائد التاريخ أن نقرأ ونعتبر ، ولكن يبدو أن هناك من لا يقرأ التاريخ ومن لا يعتبر.
كل هذه الأمور لم تكن صدفة أو وليدة اللحظة ، ولكنها واقع ملموس مدروس ، وفي ظل هذا الصراع على مصر ومستقبلها خرج السلفيون من جحورهم يحصدون أول ثمرة للثورة رويت بدماء الشهداء ، ويتميز السلفيون بأنهم أكثر التيارات الموجودة تمويلا لأن الدولة السعودية تنفق عليهم مليارات وهذا معلوم ولا جدال فيه ، ومن وجهة نظري أرى أن سر مساندة الدولة السعودية للسلفيين بهذا الشكل وتفكيرهم في تأسيس حزب والدخول في معترك السياسة بهذه السرعة والقوة ــ بعد ان كانوا يختلفون مع الاخوان بسبب مشاركتهم في العمل السياسي ، وبعد ما كانوا يرفضون الخروج على الحاكم ــ هدفه الأهم عدم انفراد الاخوان بالسلطة في مصر لأن الإخوان رغم أنهم وهابيون سعوديون المنشأ والفكر إلا أنهم صنعوا لهم سياسة واتجاه يختلف نسبيا عن سياسة آل سعود والوهابية التي يقوم عليها ويرعاها وينشرها دعاة السلفية بكل همة ونشاط وفداء ، وسبب هذا الفارق بين الاخوان والسلفيين تأثر الإخوان بالبيئة التي كانت ليبرالية في مصر فقد استفادوا منها في تدعيم وجودهم فإنهم كانوا يبطنون ثقافتهم السلفية الإرهابية المتشددة بمزاعم الاعتدال.
وما أقصده هنا أن الإخوان لو وصلوا للحكم لن يقبلوا أن يكونوا تابعين للدولة السعودية لأن الإخوان أصبحوا تنظيم دولي عالمي وهذا يشعر الدولة السعودية بالقلق ولا ننسى الخلاف الذي حدث بين إخوان مصر حين طردهم عبد الناصر وفروا للسعودية وحاولوا تنفيذ منهجهم داخل السعودية ومُنعوا من هذا وقالوها لهم صراحة نحن نريد تطبيق هذا في مصر وليس في السعودية والشيء بالشيء يذكر لا يجب ان نغفل أو ننسى أن الدولة السعودية تُـكِـن كل حقد وضغينة لمصر لأن مصر كانت سببا في سقوط الدولة السعودية مرتين الأولى عام 1818م على يد محمد علي باشا ، والثانية عام 1891م بمساندة من السلطان العثماني ، واليوم تحاول السعودية الثأر من مصر بسقوطها من جهة وإنقاذ السقوط الثالث للدولة السعودية ، لأن التحول الديمقراطي في مصر لو تم بسلام سيكون سببا في سقوط الفكر الوهابي ونهايته لأن المنطقة العربية لا تستوعب قوتين (في مصر وفي السعودية) ، والتاريخ يقول أن مصر لما كانت دولة قوية تملك زمام أمورها فهذا نذير شؤم على آل سعود ومعناه سقوط دولتهم ، ولذلك فإن السلفيين يقومون بدور مهم للدولة السعودية ولا يهمهم مصر ولا مستقبلها ولا شعبها ، فهم يلعبون بمستقبل هذا البلد لصالح الدولة الوهابية في عملية توازن سياسي وتثبيط للعملية الانتقالية التي تحدث في مصر الآن ومحاولة إرجاع مصر قرونا طويلة للوراء بدعوى تطبيق الشريعة حتى لا قوم لمصر قائمة وبالتالي يستمر حكم آل سعود ، ويتميز السلفيون عن الإخوان أنهم ينفذون الفكر الوهابي الصحراوي بكل ما فيه من تطرف وعنف وتعصب وإرهاب ، أما الإخوان فنسبيا قد تأثروا بوجودهم في مصر في بيئة زراعية وبيئة كانت ليبرالية كما وضحت أعلاه.
أخيرا::
لكن حسب ما أرى وحسب مجريات الأحداث على أرض الواقع ورغم كل هذه السلبيات ورغم كل هذا الحقد والعداء لمصر ــ ولثورتها العظيمة ــ في الداخل والخارج أؤكد مصر ستخرج من هذه الأزمة وتستعيد قوتها وعافيتها من جديد وتتخلص من الاستبداد العسكري والديني معا ولكن المسألة مسألة وقت ليس أكثر والشعب المصري لو أخطأ اليوم وأعطى الثقة لفصيل أو تيار لن يسكت في المستقبل ، ولن يقبل حياة الظلم والقهر والاستعباد والاستبداد ، فالنصر للثورة والثوار مهما طال الانتظار.
أهدي هذا الخبر وهذا الفيديو إلى كل مصري يقول أن المجلس العسكري والشرطة خطر أحمر ، وأقول له لا تنخدع لأنهم قد تورطوا جميعا في جرائم حرب ضد الإنسانية باستخدام الأسلحة الكيماوية والرصاص الحي ضد أبناء مصر والفاضح هنا أنهم ( اشتروا بأموالنا سلاحا لقتلنا) شاهد الفيديو وبعد ذلك قرر هل تنزل العباسية مرة أخرى ..!!
أولا: رابط الخبر http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=89468
ثانيا: رابط الفيديو
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=LmUqTGdrKeQ&skipcontrinter=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق