السبت، 12 أبريل 2008

هل يساهم المواطن المصرى فى فساد المجتمع .. ؟؟

هل يساهم المواطن المصرى فى فساد المجتمع .. ؟؟

إن الحديث فى هذا الموضوع يجعل القارىء يظن اننى أتحامل على المواطن المصرى المطحون المسكين , ولكن .. للأسف الشديد ...

المواطن المصرى المسكين هذا قد يساعد أحيانا فى صنع الفساد بيده دون أن يدرى , دون أن يشعر بالعيب أو الحرام مستخدما سياسة الوجه المكشوف أو الفهـلوة أو تفتيح المخ , المهم أنه يساعد بطريقه أو بأخرى فى فساد المجتمع , وقد يصيبه ضررا فى المستقبل من جراء هذا الفساد الذى شارك فى صنعه بيده وبكامل إرادته ....

وإليكم الأمثلة ...

هناك حديث شريف يؤمن به جميع المسلمين لدرجة أنه يكاد يتحول الى مثل شعبى .. يقول ( من غشنا فليس منـَّا ) , أوكما يقال عند الامتحانات من غششنا فليس منا ..

كيف يؤمن جميع المسلمين بنص هذا الحديث , ويقولونه فى كل حين ومين من أوقات حياتهم عند احتياجه , ورغم ذلك منهم من يقوم بتصرفات لا يمكن أن وصفها بكلمات أقل من ( الغش أو الفساد فى الأرض )...

هذه التصرفات تحتاج إلى مجلدات لتغطية ما يحدث فيها , والمكان هو لجان إمتحان الثانوية الأزهرية ..

ما يحدث فيها باختصار:

أولا : هل يصح أن يسأل أحد أولياء الأمور ( الواصلين طبعا ) عن رئيس لجنة الإمتحان وعن جميع الملاحظين الذين سيتم ندبهم فى لجنة امتحان ابنه أوابنته ..؟؟ , ويقوم بمعرفة كل هؤلاء الأعضاء ( نفرـ نفر ) ويقوم بالإتصال بهم قبل الإمتحان بعشرة أيام على الأقل ويقوم بتظبيط المسائل وتجهيز كل شىء, والطريف أن هذا الرجل الواصل يسعى لخدمة ابنه أو ابنته فقط وباقى اللجنة يخبط دماغه فى الحيط ....

ولكن الناس الغلابه لهم طرق على قدهم برضو وهى كالآتى .....

يجمعوا أنفسهم ويحاولوا عمل أى شىء لمساعدة أولادهم !!!

هل يصح أن يذهب إنسان مسلم إلى لجنة امتحان مع أحد أبنائه لمساعدته فى الامتحانات.. ؟؟ ومحاولة اختراع أى حيلة لإدخال أوراق إجابات محلولة داخل اللجنة , وأصبح معروفا فى هذا الشأن أن يقوم أحد أولياء الأمور بجمع مبالغ ماليه من الطلاب للإنفاق على لجنة الإمتحان من سجائر, مشروبات ومأكولات ووسائل مواصلات , وإذا أظهر أحد الملاحظين رفضه لواجب الضيافة يغضب منه الناس وكأنه ارتكب جريمه لأنه يرفض الغش وبالتالى يرفض أى نوع من واجب الضيافة ولأنهم يريدون تطبيق المثل الشعبى الشهير ((( اطعم الفم تستحى العين ))) , وكأن النموذج الفاسد الذى يغشش فى الإمتحانات ويستخدم سياسة ((( مشى حالك ــ حالك يمشى ))) هو النموذج الذى أصبح يحظى بالإحترام والتقديرمن الناس !!!!!!!! وياسلام لو حاول طالب من المتفوقين وهو نموذج موجود أيضا أن يمنع الغش فى اللجنة ويمنع الكلام داخل اللجنه لأنه ذاكر واجتهد ويحتاج هدوء وتركيز فى اللجنة !!! يا لها من مصيبة !!! تقوم قائمة من يؤيدون الغش ويثور الجميع عليه ومنهم من يهدده بعد الخروج من اللجنة بضربه بمطواة قرن غزال فى بطنه إذا لم يسكت ساكت !!!!!!

, مع أن أولياء الأمور أو من ينوب عنهم لا يهدأ لهم بال منذ أن تبدأ لجنة الإمتحان وحتى ينتهى الوقت الفعلى للإمتحان , وخلال هذه المده تشاهد العجب ــ من يجرى للبحث عن أسئلة خرجت من اللجنة لحلها وإدخالها مرة أخرى .. ومن يبادر بالإتصال بالمدرس المتخصص فى المادة ليكون جاهزا ومستعدا ليحل ما يخرج من أسئلة .., من يبحث عن ماكينة تصوير لعمل نسخ من الإجابات لتكون سهلة فى الغش .. أشياء عجيبة تحدث فى مجتمع يشجب الغش كيف هذا التناقض العجيب .. ؟؟؟ , ويقولون من غشنا فليس منا ..

هل الطالب الذى حصل شهادة بالغش سيكون أبوه راضيا عنه ومقتنعا بما فعل ؟؟؟ ــ الإجابة ستكون إحنا عاوزين الواد ياخد شهادة وخلاص ـ المهم ينجح وياخد شهادة !!! هوّ عاد فيه وظايف ياعم احنا عاوزين الواد يِخـَلـَص من موضوع التعليم ده بأى طريقة , وما الفائدة إذن من الإمتحانات لقد فقدت الكلمة معناها .. !!!!

هل علمت عزيزى القارىء من أين يأتى الموظف المرتشى , والموظف الفاشل ,والموظف الذى لا يحترم وظيفته ولا يحترم معاملة الجمهور والموظف الجاهل , ومن أين يأتى الطبيب الذى يبيع مهنة الطب من أجل حفنة فلوس , والمدرس الفارغ الخاوى من الداخل الذى يخمس السجائر مع طلابه ويجلس معهم على القهوة بدلا من الجلوس فى الفصل أو المكتبه للحوار العلمى المفيد المثمر .. ؟؟؟

والنتيجة طبعا واضحة أصبح المجتمع غرقان بمؤهلات وشهادات على قفا مين يشيل لكن يا فرحتى هات اى واحد منهم وافتح معاه أى موضوع ستجده فارغ من الداخل ولا يستطيع القراءة والكتابة بطرقة سليمة لأنه لم يتعلم أصلا ..

وبأى طريقة يدفع أصحاب هذه الشهادات مبالغ مالية للحصول على وظيفة والسلام , وطبعا مش مهم أيه نوع المؤهل او أيه المستوى العلمى , لكن المهم الشهادة يعنى الموضوع موضوع ورق وبس , وطبعا كلنا عرفنا منين بتيجى الشهادات !!! من الغش فى الامتحانات !!!

الفرق بيننا كشعوب نسمى بالعالم الثالث وبين دول العالم الأول أننا ننظر تحت أقدامنا ونفكر فى اليوم ولا نفكر فى الغد ولن نفكر فيه ..

الإمتحانات يا سادة هى وسيلة لتقييم الطالب ليحصل على شهادة معينة فى تخصص معين ليعمل فى مجال معين , وبناءا على الطريقة التى حصل بها على الشهادة سيكون مستوى أداءه الوظيفى ..

والجميع تعرض لنماذج فى كل القطاعات للموظف الجاهل الفاشل المنحل المرتشى المهمل الفوضوى الذى لا يحترم مصالح الناس ..

فى النهاية أحب أن اذكر القارىء بالحديث (من غشنا فليس منـَّا)

موقف مضحك : ذهبت مرة للسجل المدنى أصحح خطأ فى إسم والدتى نتيجة خطأ أحد الموظفين , وقفت فى طابور طويل وفوجئت ان كل من يقف بجوارى فى الطابور عنده أخطاء فى إسمه او إسم أحد أولاده ..

طبعا السبب معروف واضح ..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق