السبت، 12 أبريل 2008

يسألون ولا يقرأون

يسألون ولا يقرأون


رضا عبد الرحمن على

إن التحدث عن الإسلام من خلال آيات القرآن وحده يجعل بعض المسلمين الذين لا يعجبهم هذا النوع من الحديث عن الإسلام يطرحون بعض الأسئلة الغريبة التى لا تعكس إلا أن من يسألها لا يعلم كثيرا عن القرآن الكريم , وتثبت فى الوقت نفسه أنه لا يقرأ كتاب الله ولا يتدبر فيه كما امرنا المولى جل وعلا , من هذه الأسئلة التى تعودنا عليها فى كل مكان وزمان من الذين لايسعدهم الكلام عن الإسلام من خلال القرآن ... كيف عرفت عدد ركعات الصلاة ؟؟ وأين الآيات التى تتناول هذا الموضوع فى القرآن ؟؟ وكيف تخرج الزكاه ؟ وكيف تصوم ؟ .........الخ ) ولا يعلم من يسأل أن القرآن كتاب واضح ومفصل وكتاب تشريع عظيم من خالق هذا الكون الذى يعرف من خلق ويعرف ما يحول بين المرء وقلبه ويعلم مانخفى وما نعلن ـــ فعندما يرسل إلينا خالقنا كتابا فى الدين والتشريع الإسلامى ويفرض علينا أننا سنحاسب على كل ما فيه فمن البديهى أن يوضح لنا رب العزة كل ما هو غامض علينا فى هذا الدين الجديد الذى سيحاسبنا عليه فى الأخرة . أما إذا كان من الامور ما هو واضح وجلى وغير محتاج للشرح أو التوضيح فهل يقوم رب العزة بإعادة التحدث فيه مرة أخرى كيف هذا ؟؟ ... إن المولى عز وجل :كل شىء عنده بمقدار ,ويعلم من خلق وبالتالى يعلم من الأمور ما نحتاج إلى توضيح ومالا نحتاج ,وهكذا نجد القرآن الكريم يتحدث بالتفصيل إذا كان الموضوع جديد ويحتاج إلى توضيح مافية من تفاصيل صعبة أو تشريعات جديدة أو تعديل فى شىء معين أو فرض قانون جديد لم يكن موجودا قبل الإسلام ..
بالنسبة لموضوع الصلاة الذى يسأل عنه كثيرا من الناس وأن الصلاة غير مذكورة بالتفصيل فى القرآن ... إن الصلا ة يا سادة كانت موجودة قبل ظهور الإسلام كما تحدث القرأن إن جميع الأنبياء كانوا يصلون مثلنا صلاة فيها ركوع وسجود والآيات التى تثبت أن جمع الأنبياء كانوا يصلون كثيرة ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قول الله تعالى (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ) آل عمران : 43 (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ) مريم : 44, 45 ـــ النبى محمد عليه الصلاة والسلام متبع ملة إبراهيم كما قال رب العزة جل وعلا (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) الأنعام : 161 .. فالصلاة اذن كانت معروفة جيدا ونقلت من جيل إلى جيل ومن قوم الى قوم كما قرآنا فى كتاب الله . الصلاة موجودة منذ زمن طويل وتاريخها مع البشر طويل جدا فاصبحت من العبادات المعروفه السهلة التى لا تحتاج الا للتأكيد للمحافظة عليها وأداءها فى أوقاتها والخشوع فيها لرب العزة وتحديد الوسطية فى الصلاة أى بين الجهر والتخافت كما قال رب العزة . واعتقد أن تاريخ الصلاة زمنينا كافى لنقلها بين الناس وبقائها فى الذاكرة والسبب ان الانسان الذى يسلم وجهه لله وهومؤمن كان يقيم الصلاة يوميا فى جميع العصور ومع اختلاف الرسالات والرسل فالصلاة موجودة ضمنا لدين الله لأن الصلاة هى العلاقة التى يثبت فيها العبد أنه مؤمن بالله حقا : واذ لم تكن الصلاة من قبل مع الرسالات السماوية السابقة فكيف كان الانسان يثبت أنه مؤمن بالله تعالى , لأن القرآن الكريم علمنا أنه دائما تكون الصلاة والزكاة مرتبطتان بالإيمان بالله والآيات كثيرة يقول تعالى ( .. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة : 277
بالمناسبة عمرك سمعت عزيزىالقارىء عن أب أمسك قطعة طباشير ووقف أمام السبورة يعلم أبنائة الصلاة ؟؟؟ إن الطفل من سن سنتين يبدأ فى تقليد من معه فى المنزل فى الحركات والكلمات والأفعال وكلنا يعلم هذا ويشاهدة يوميا لأنه لايخلو منزل من الأطفال , ونرى جميعا الأطفال وهم يقلدون الكبار فى الصلاة ويقفون أمامهم وهم يؤدون الصلاة ورويدا رويدا يتعلم الصغير الصلاة , وأنا أذكر وأنا فى السادسة من عمرى كنت أذهب إلى الصلاة فى المسجد أنا وأصدقائى من نفس السن وكنا نقف فى الصف الأخير من المصلين وكنا نضحك أحيانا لأننا صغار السن ولاندرك قدسية الصلاة ونحن فى هذا السن , وكان الناس الكبار محدودى الفهم دينيا يشتموننا وأحيانا نطرد من المسجد وهذا يحدث فى أغلب المساجد مع الصبية الصغار إذا قاموا بالضحك والعبث أثناء الصلاة فى المسجد !! وطبعا كنا جميعا أنا وأصدقائى من نفس السن لا نؤدى الصلاة بطريقة صحيحة ... فمن الواجب أن يأخذ نا أحدالكبار ويعطينا درس ويعلمنا كيف نصلى !!! إذا كان هذا هو الأسلوب المتبع فى تعليم الصلاة عند المسلمين .. خصوصا أن هذا الضحك فى الصلاة منى أنا والأطفال كان يحدث فى كل فرض تقريبا , ولكن لأن الصلاة من الأمور التى يتعلمها المسلم من خلال الممارسة الفعلية ومشاهدة الكبار وهم يؤدونها ,من خلال تراكم المعلومات يتعلم المسلم الصلاة الصحيحة . وطبعا هناك مرحلة سنية لايحاسب الطفل فيها على الصلاة , وخلال هذه المرحلة سيتعلم الطفل الصلاة ممن يعيشون معه فى المنزل ومن يصلى معهم فى المسجد وكما قلت سابقا ان الطفل يبدأ فى تقليد ما يراه من أفعال وحركات من سن سنتين فأكثر , ولذلك لا يحاسب الإنسان على الصلاة منذ ولادتة ولا يحاسب على باقى العبادات إلا بعد سن معين يكون قد اكتمل النمو العقلى ويستطيع فهم أمور الدين , ياريت نضع موضوع ( النمو العقلى بين قوسين ) ....
ولكن هناك موضوعات تحتاج إلى توضيح لحدوث بعض التغيير والتعديل مع نزول الدين الجديد ــ الإسلام ــ ولأنها كانت تمارس بطريقة غير صحيحة قبل ظهور الإسلام ولا تتناسب مع تشريعاته الجديدة وبالتالى الوضع هنا يختلف كثيرا فلابد من التفصيل والتوضيح والتكرار .. أشياء كانت تحدث فى العصر الجاهلى قبل الإسلام ويريد الله عز وجل أن يصحح هذه الأمور للمسلمين ومن هذه الأمور موضوعات الزواج و الطلاق والعلاقات الإجتماعية بين أهل البيت الواحد وبين الناس وبعضهم البعض , وكل أمر يراه رب العزه محتاجا إلى توضيح كان يوضح فى القرآن حتى فى علاقة الرجل والمرأة وكيفية التعامل بينهما .. ,
ومن هذه الأمور تعليم المسلمين كيف ينادون النبى وكيف يدخلون بيت النبى ــ لأن المسلمين كما تعلمون كانوا ينادون النبى كما ينادى بعضهم بعضا فأراد الله أن يعلمهم كيف ينادون النبى صلى الله عليه وسلم , كما كانو يدخلون بيته بدون استأذان فنزلت الآيات توضح ذلك بالتفصيل..

وكيفية دخول بيوت الغير أمرنا الله سبحانه أن نستأذن قبل دخول بيت الغير وفى الآيه توضيح رائع فى هذا الأمر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ: فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) النور : 27, هذا الأمر بعد دخول الإسلام كان يحتاج إلى تقنين وضبط يراهما رب العزة جل وعلا , على الرغم من أن هذا كلام الله ويجب أن يطبق وينفذ ـــ فكيف يكون رد الفعل إذا جاءك زائر إلى منزلك ودخل بغير استئذان كما أوضحت الآيه ,وقمت بتوبيخه ؟؟ كيف سيكون رد فعلة ؟؟ سيغضب طبعا ....
وكيف يكون رد الفعل لنفس الشخص إذا جاءك فى وقت غير مناسب وقلت له لا تدخل ؟؟ أو ارجع كما قال القرآن ... هل سيعجبه هذا التصرف ؟؟ طبعا سيقول عليك إنسان رجعى !!
هذا موضوع بسيط وقانون للعلاقات الإجتماعية وكيفية دخول بيوت الغير وضعه رب العزة , لكنه قد يغضب كثيرا من الناس اذا تعرض احدهم لهذا الموقف ...
, من الموضوعات التى تحدث عنها رب العزة جل وعلا بالتفصيل أيضا موضوع الميراث لأنه من الأمور التى جدت مع دخول الإسلام وكانت تحتاج إلى تفصيل لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى لأنه أعلم بخلقه من أنفسهم . ويعتبر تشريع الميراث من التشريعات التى فصلها القرآن ورغم ذلك هل ينفذ كل المسلمون قواعد وقوانين الميراث كما جاءت فى القرآن ؟
ــ فليس من الحكمه أن نتهم كتاب الله بالتقصير فى توضيح بعض التشريعات أو العبادات لأن هذا اتهام صريح لرب العزه بالنسيان والتقصير , اتهامه سبحانه بعدم احاطته علما بمن خلق , كيف يخلقنا الله سبحانه وينزل إلينا كتابا سيحاسبنا عليه فى الأخرة ويكون هذا الكتاب محتاجا إلى أحد من البشر لتفسيره فهل هذا يعقل ؟؟ ــ يقول المولى سبحانه (الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) هود : 1 فالتفصيل جاء من عند الله فى نفس الكتاب حيث يفسر القرآن بعضه , ويقول ( كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) فصلت : 3 ويقول تعالى (َلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ) فصلت : 44 ويقول تعالى ويقول (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ) القصص :2
ويقول (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ) فاطر : 31
آيات كثيرة تثبت أن القرأن كتاب واضح مبين ومفصل من رب العزة وأنه هو الحق وما دونه الباطل وهذا لاشك فيه ....
فأين نحن من هذا الحق المبين وإلى أين نحن ذاهبون ؟؟؟
________________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق