الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

الحـديـث في تكــذيـب الحويني لـبعـض الأحـاديـث

كل يوم يثبت لي كثير من المسلمين أنهم أكثر شعوب العالم إساءة لدينهم الحنيف الذي نزل لنشر العدل والحرية والتسامح والرحمة والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات ، الدين الذي نزل يؤكد على أهمية إعمال العقل والفكر ، حيث كانت أول كلمة نزلت من رسالة هذا الدين العظيم هي (اقــرأ) ، بالإضافة لعشرات الآيات التي تدعو للتفكر والتدبر في كل مخلوقات الله في هذا الكون ، ولكن معظم من أطلقوا على أنفسهم علماء المسلمين نجحوا في إصابة عقول معظم المسلمين بالجمود الفكري فوضعـوا الحواجز والمتاريس بين دين الله وقرآنه وأوامره الواضحة للناس وبين عقول وألباب هؤلاء الناس فتحول معظم المسلمين إلى قطعان تنساق خلف شعارات وأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان وانتشر بين معظم المسلمين آفة خطيرة وهي آفة التفكير باٌلإنابة (وهي اعتماد المسلم على رجل الدين والدعوة) ووضع عقله في ثلاجة مدى الحياة وفضّل العيش في جمود فكري واستمتع الجميع بسماع الأكاذيب ليلا ونهارا من أبواق تشوه في دين الله وتتهم الرسول عليه الصلاة والسلام بالكذب وتسيء إليه ليلا ونهارا ولا حياة لمن تنادي ، وهذه الأبواق على مدى عقود وقرون طويلة ربَّـت وعلمّت معظم المسلمين كيفية تقديس الأحاديث التي تتناقض وتتعارض مع القرآن الكريم ، وأصبحت تلك الأحاديث والروايات الكاذبة الملفقة للرسول عليه الصلاة والسلام في متناول الجميع وعلى ألسنة معظم المسلمين تتكرر في كل وقت بمناسبة وبدون مناسبة مثل الأمثال الشعبية ، وامتلأت كتب الدراسة والدارسين بالأحاديث أيضا وحفظها الشباب الصغير وتربى عليها ، لأنه درسها في كتب النحو والصرف والبلاغة والفقه والحديث والتفسير والأدب والتاريخ العربي والسيرة النبوية ، ومواد التربية الدينية واللغة العربية في التعليم العام ، ومن الأحاديث المشهورة التي لا تزال تزين دروس اللغة العربية والتربية الدينية وكتب السيرة وبعض المواد الدراسية حتى يومنا هذا أحاديث(الجنة تحت أقدام الأمهات) و (أدبني ربي فأحسن تأديبي) و (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته) و(من لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له) و( إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) و(من حجّ ولم يزرني فقد جفاني) و( أطلبوا العلم ولو في الصين) و (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) و ( أبغض الحلال عند الله الطلاق) و ( تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق تهتز له العرش) و( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فجنودها خير أجناد الأرض) و (قصة الحمامة والعنكبوت الذي عشش على باب الغار) و( نشيد طلع البدر علينا من ثنيات الوداع) ، إلا أن الشيخ الحويني فجأة اكتشف أن هذه الأحاديث ضعيفة وكاذبة وكلها ضلالات ولا يقبلها العقل ، رغم أنه يعمل في الدعوة واهتم بدراسة علم الحديث منذ عام 1975م حسب ما قال هو بنفسه.

التعليق :ــ

الشيخ الحويني يظن بهذه الحلقة أنه دافع عن الأحاديث وأبعد عنها الشبهات وخلّصها من الأكاذيب والضلالات والأحاديث الضعيفة المدسوسة والمكذوبة ، وسيعتقد معظم من يقدسون الأحاديث ويقدسون شخص الحويني فنس الاعتقاد أيضا لأنه بنظرهم عالم جليل يذبّ عن سنة رسول الله ويحاول تنقيتها من الشوائب والعناكب.

لكن بتحكيم العقل والمنطق نجد أن ما قدمه الحويني في هذه الحلقة هو دليل إدانة لعلم الحديث برمته ، لأن دين الله جل وعلا لا يمكن أبدا أبدا أن يتسلل إليه كلام كاذب أو ضعيف أو ملفق أو مغلوط ، لأن الله جل وعلا تكفّل بحفظ دينه إلى قيام الساعة ، ولو اعتبرنا أن الأحاديث جزء من الدين فيجب أن يشملها حفظ الله كما حفظ القرآن من التحريف والتزييف ، ولأن هذا لم يحدث وكل فترة زمنية يخرج علينا من يكذب بعض الأحاديث وينفي صحتها بحجة أنه يدافع عن الدين فهذا العمل هو أكبر دليل على هشاشة هذه الأحاديث وعلى كذبها ، إضافة لسبب أخر أهم وأقوى وهو أن هذه الأحاديث وضعت خصيصا لأسباب سياسية مرتبطة بالعصر والزمن والأحداث التي كُتبت فيها ، ولنفس الأسباب والأحداث السياسية الآن يتم تكذيب بعض هذه الأحاديث بعد قرون من التقديس والتعامل معها على أنها جزء من الدين ، وبعض هذه الأحاديث لا يزال يدرس للأطفال كما قلنا أعلاه.

ومن أكثر الأحاديث التي تم تكذيبها الآن ارتباطا بالظروف والأحداث السياسية الراهنة اليوم حديث يخص الجيش المصري وهو حديث ( أن جند مصر خير أجناد الأرض) ، فحين تم وضع وتدوين هذا الحديث بعد موت النبي عليه السلام كان السبب سياسيا بحتا لكي يسوّل لأي قائد مسلم أن يشن حربا على المصريين أطلقوا عليها فتوحات وسندهم في هذا أن الرسول أوصاهم بمصر خيرا لأن بها خير أجناد الأرض.

واليوم بعد مرور عشرات القرون وبعد وصول التيارات التي تتاجر بالدين وتستغل هذه الأحاديث للضحك على الناس وخداعهم من أجل الوصول إلى السلطة أو البقاء فيها يتم استغلال نفس الأحاديث دون خجل لكي يتم إقناع المغيبين من المسلمين أن جنود الجيش المصري ليسوا خير أجناد الأرض ، وأعتقد أن قول هذا الكلام في هذا التوقيت سيكون له مردود خطير جدا على هؤلاء المغيبون ، لأن خير أجناد الأرض اليوم هم أكبر عقبة أمام بقاء المشروع الوهابي في السلطة ، وخير أجناد الأرض اليوم هم أكبر عقبة وأكبر قوة تمنع استكمال المشروع الوهابي على أرض مصر ولا مانع أبدا من الدخول في قتال وحرب مع خير أجناد الأرض طالما خرج علينا أحد شيوخ الوهابية يكذب حديث خير أجناد الأرض ، فهذا مبرر قوي جدا ودافع وسند أكثر من رائع أمام المغيبين الذين يعتبرون أن هؤلاء المشايخ والقادة والدعاة فوق مستوى البشر وأن الله اختارهم للدفاع عن دينه.

هذه مجرد عينة من الأحاديث التي يقدسها معظم المسلمين ، وهذا موقف متناقض تماما في استخدام واستغلال نفس الحديث في موقفين متناقضين تماما يبقى أن يفيق المسلمون من غفوتهم وسباتهم ويتخلصوا من حالة الغياب والجمود الفكري التي يجب عليهم أن يتخلصوا منها قبل أن تقضي عليهم.

رابط الأحاديث المذكورة:

http://www.youtube.com/watch?v=45cQiqnihbo

رابط الحلقة كاملة :

http://www.youtube.com/watch?v=45cQiqnihbo


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق