السبت، 24 يوليو 2010

الإسلام والفكر الإسلامي


هنالك فرق بين الدين والفكر الديني أي هناك فرق بين الإسلام والفكر الإسلامي كما أن هناك فرق بين الإسلام والمسلمين ـ الإسلام هو دين الله تعالي الذي نزلت به كل الرسالات السماوية وبكل اللغات التي تكلم بها الأنبياء في كل زمان ومكان , ثم نطق دين الله ــ الإسلام ــ باللغة العربية في أخر رسالة سماوية وهي القرآن الكريم .


ــ وفي كل تلك الرسالات السماوية التي جاء بها كل الأنبياء فان دين الله تعالي يعني إخلاص الدين لله تعالي وحده لا شريك له فى كل شيء سواء أكان في العقيدة أوفي العبادة , أي لا تقدس غير الله ولا تدعو مع الله أحدا ولا تعبد غير الله ولا تتقي إلا الله تعالي .
ـ وفى كل الرسالات السماوية التي نزل بها دين الله تعالى فإن للبشر عادة واحدة , هى إضافة أفكارهم الدينية الخاصة أو تدينهم إلى الرسالة السماوية وخلط دين الله تعالى ( الذي نزل من السماء لإصلاح أهل الأرض ) بأفكار البشر وتدين البشر .
وهنا يحدث الاختلاف تبعاً لاختلاف البشر فى أفكارهم وأهوائهم وما يريدون تحقيقه من مكاسب دنيوية أو أخروية من وراء الدين فتحدث الانقسامات والطوائف والمذاهب الدينية ويتحول ذلك الاختلاف المذهبى إلى تقاتل واضطهادات , وكل فرقة تعتقد دون الأخرى أنها تملك الحق المطلق وأنها الفرقة الناجية , وتتدخل السياسة فتتحول المذاهب الدينية إلى دول دينية تضطهد خصومها في الرأى , ويأتى أقوام فيكرهون هذا التسلط الدينى , ولأنهم لا يعرفون أن ذلك التسلط لا شأن لدين الله تعالى به , وإنما هو من صنع الفكر الدينى للبشر وأهوائهم ومذاهبهم ونزواتهم , ولأنهم لا يفرقون بين الدين والفكر الدينى فإنهم ينبذون الدين كله ويهجرون الله تعالى ويخاصمون رسله وأنبياءه ورسالاته .


ولو أنصفوا لعرفوا أن دين الله تعالى برىء من ذلك التسلط الدينى البشري الذي صنعه البشر على مر التاريخ ، وذلك الاحتراف والانحراف الدينى وذلك التعصب والتطرف الدينى , فكل ذلك صناعة بشرية محضة وتم إلباسها ثوب الدين بفعل البشر لأغراض فى نفوسهم .
ـ وهذا هو موجز تاريخ الرسالات السماوية على هذه الأرض . حدث ذلك قبل بعثة خاتم النبيين . وحدث ذلك بعدها ـ قبلها جاء موسى بالإسلام ينطق بالآرامية ومثله باقى الأنبياء حتى عيسى ( بالعبرية ) وحدث الاختلاف بسبب الفكر الدينى , وتطور الاختلاف إلى مذاهب واضطهادات . ثم تكرر نفس التاريخ بعد نزول القرآن ومن العجب أن يتبلور الاختلاف ويصل إلى قمته بعد قرنين من نزول الرسالة السماوية كما حدث بعد نزول الإنجيل وبعد نزول القرآن . وتلك المذاهب المختلفة تجعل كل حزب يؤكد مصداقيته بأن ينسب كلامه لله تعالى أو للنبى أو للشيعة الأقربين من النبى أو من القديسين . ويصبح هذا الكلام البشرى مقدساً عن طريق هذه النسبة المزورة .


وبذلك يضاف لكتاب الله تعالى كتب أخرى مقدسة ، ويضاف لله تعالى أولياء مقدسون أو آلهة ، ولأن القرآن قد حفظه الله تعالى من التحريف فإن الفكر الدينى للمسلمين ركز على نسبة آرائه للنبى ( عند أهل السنة ) أو نسبتها لآل النبى (عند الشيعة) أو لمن جعلوهم أولياء مقدسين (عند الصوفية) وذلك بالإضافة إلى الأقاويل التى نسبوها لله تعالى .
ـ هذا مع أن الله تعالى ما فرط فى الكتاب من شىء وأنزل الكتاب تبياناً لكل شىء , وتجد فى القرآن السنة والشريعة وكل ما يهدى إلى صراط الله المستقيم . والله تعالى وحده صاحب هذا الدين وذلك الكتاب , وهو وحده الذى سيحاسب البشر جميعاً من الأنبياء والصالحين والعصاة أمَّا أولئك الأئمة فهم مجرد بشر يخطئون ويصيبون , وسيحاسبهم الله تعالى كما سيحاسب باقى البشر وهم ليسوا أصحاب الدين لأنهم ليسوا آلهته , ولأنه لا إله إلا الله , ولا إله مع الله . هم مجرد بشر قالوا كلاماً قد يكون صحيحاً أو باطلاً , وصحته وبطلانه فى إطار كونه فكراً وليس ديناً ، ومن هنا أقول إن تدين أى أمة ينسب إليها ، وفكر وآراء علماء أى أمة ينسب إليهم ولا يمكن على الإطلاق أن يكون دينا نقارنه أو نضعه فى نفس المرتبة أو نفس المكانة مع دين الله.
لأن الدين لله تعالى وحده , وإذا كان مستحيلاً أن نتخذ إلاهاً واحداً مع الله فكيف نضيف لله تعالى عشرات الآلهة وأنصاف الآلهة من الأئمة والأولياء ( المقدسين ). ؟
ـ وصدق الله العظيم ـ ( وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ ) النحل : 51
ـ (وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللّهِ تَتَّقُونَ ) النحل : 52
ـ وله الدين واصباً .. !!!
ـ أفغير الله تتقون .. ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق