الفلول ـ البلطجية ـ الأخوان ـ الثوار
منذ
عام ونصف تقريبا بدأت هذه المفردات في الظهور بقوة في الشارع السياسي
المصري ، وأعتقد أن المفردات الأربعة تكررت في معظم المقالات السياسية التي
تتناول أحداث الثورة المصرية ، وأصبح معلوما للقاصي والداني من هم الثوار ،
ومن هم الاخوان ومتى شاركوا ومتى ظهروا ومتى اختفوا في أحداث الثورة ، ومن
هم الفلول وماذا يفعلون ضد الثورة ومن هم البلطجية و دورهم المجرم ضد
الثورة والثوار من أجل النظام والفلول معا ، كل هذه الأمور كانت واضحة
تماما للجميع وظاهرة وجلية لفترة قريبة جدا قبيل انتخابات الرئاسة وقبيل
ظهور ملامح الصفقة التاريخية بين العسكر والاخوان ضد الثورة المصرية .
التفاصيل:ـ
الفلول ـ
لقب أطلقوه على كل من يؤيد مبارك المخلوع وكل من يدافع عنه ويبكي عليه وكل
من يهاجم الثوار الأحرار الشرفاء الأطهار في الشارع والاعلام أو حتى من
النخب السياسية.
البلطجة ـ
مهنة ظهرت مؤخرا صنعها حبيب العادلي منذ خمسة عشر عاما تقريبا وأصبحت جيشا
سريا للنظام الحاكم المستبد يستخدمه ضد خصومه السياسيين في جميع المعارك
والمنازلات السياسية لترويع المواطنين وإرهابهم في المظاهرات والتجمعات
والانتخابات.
الاخوان ـ
جماعة محظورة تعمل بلا أي سند قانوني وليس لها أي كيان قانوني أو صفة مثل
جمعية أهلية أو منظمة أو جماعة أو تنظيم تشرف عليه الدولة سياسيا أو ماليا
أو قانونيا بأقل درجات الشفافية وذلك منذ قرار حلها في عام ، ورغم ذلك
انقض الاخوان على الثورة بمساعدة العسكر على الرغم أنهم كانوا يرفضون
المشاركة في الثورة في بدايتها.
يبقى الثوار الأحرار
ـ الثوار هم ضحية التآمر والتعاون بين هذه الصنوف الثلاث السالفة الذكر ،
لأنهم قتلوا وأصيبوا وفقدوا أعينهم واعتقلوا وحتى اليوم لم يأخذوا أبسط
حقوقهم ، ولم تحقق الثورة أي مطلب او هدف من اهدافها ، ومن يظن أن الثورة
نجحت فعليه تذكر مطالب الثورة الحقيقية الثورة النقية حين كان يهتف الجميع
(عيش حرية كرامة عدالة اجتماعية) ، لم يكن أبدا ضمن مطالب الثورة تطبيق
الشريعة الاخوانية واستبدال الحزب الوطني بالحرية والعدالة.
الفارق بين المشهد اليوم والمشهد منذ عام ونصف
منذ
عام ونصف كان الاخوان مع الثورة لأنها تخدم مصالحهم ولأنها السبيل الوحيد
للوصول للسلطة ، فكانوا في حالة اتفاق مع الثوار الأطهار الأبرار
واستغلوهم الاستغلال الأمثل للوصول للسلطة ، وتجلى هذا الاستغلال حين قام
كثير من شباب الثورة والقوى السياسية الليبرالية بالتصويت لمرسي رئيسا بعد
أن عصروا على أنفسهم ليمون أخضر فريش ، واليوم يندمون بعد فوات الأوان ،
الاخوان في بداية الثورة كانوا يسمون الأشياء بمسمياتها الحقيقية (الثائر
ثائر ، الفلول فلول ، البلطجي بلطجي) وكان طبيعي جدا ان يجتمع الثوار بما
فيهم الاخوان المنتفعين في طرف واحد ، وفي الطرف الآخر يجتمع الفلول
والبلطجية والعسكر والداخلية حيث كان يطلق عليهم الجميع (الثورة المضادة)
بما فيهم الاخوان ، وكان البلطجية يعملون لحساب الفلول ، لكي يوقفوا الثورة
ويعطلوها حتى لا تحقق اهدافها ، وكانوا يستغلون البلطجية لقتل الثوار
وترويعهم وسحلهم في الشوارع وتكرر هذا في مواقع متعددة مللنا من تكرار
ذكرها في مقالات سابقة ، إذن كان البلطجية جزء أصيل من النظام الحاكم
يدافعون عنه ضد الثورة والثوار الأحرار.
اليوم
يتم خلط المسميات وتضليل الناس عن عمد ولكن بتحليل الموقف من الممكن أن
نفهم ونفض الاشتباك بسهولة ، البلطجية كانوا ينزلون في السابق لمساندة
الفلول ضد الثوار الأصليين بما فيهم الاخوان الذين سرقوا الثورة ، والشيء
بالشيء يذكر دائما وفي كل المواقف وبلا استثناء كان الاخوان يغيبون عن أي
حدث أو مشهد يحتمل حدوث مواجهة بين البلطجية والثوار الأحرار وتكرر هذا
كثيرا في العباسية ومحمد محمود ومجلس الوزراء وبورسعيد كأمثلة فقط .
اليوم
يتم وصف جميع المتظاهرين الذين نزلوا يوم 24أغسطس رافضين سيطرة الأخوان
على كل شيء في مصر بأنهم فلول وأنهم تابعين لأبو حامد أو عكاشة أو المخلوع ،
وفي نفس التوقيت ظهر البلطجية من جديد يهاجمون كل من يحاول التجمع
والتظاهر في الشارع في كل مكان في مصر ، إذن كيف حدثت العداوة بين الفلول
والبلطجية على الرغم أنهم عاشوا معا يقاتلون في خندق واحد على مدار أكثر من
عام ونصف ، ما هو السبب الذي جعل البلطجية يهاجمون الفلول أصدقاء وزملاء
الأمس القريب.؟ ، إذن نحن أمام احتمالات كثيرة لتحليل هذا المشهد:ــ
أن
الذين نزلوا للتظاهر يوم 24 أغسطس يمثلون خطرا حقيقيا على الاخوان ، ولذلك
يتم وصفهم جميعا بالفلول ، وأن معظمهم ليسوا فلولا ولكنهم جزء من الشعب
المصري الأصيل الذي يريد الحفاظ على الهوية المصرية وإن كان بعضهم فلول.
أن
البلطجية جيش سري كما قلنا من قبل يعمل لخدمة النظام الحاكم بصرف النظر عن
طبيعة وسياسة وثقافة وعقيدة هذا النظام عسكري ديني اشتراكي ، لأن وجود
البلطجية بهذا الشكل الآن هو دليل يؤكد أن وزارة الداخلية لم يتغير فيها
شيء مطلقا ، ولا توجد نية حقيقية لإعادة هيكلتها من جديد ، ولا توجد نية
للقبض على البلطجية لكي يعود الأمن للشارع المصري كما وعدنا الرئيس.
لو
كان كل من نزل للتظاهر في هذا اليوم فلول فلماذا يهجم عليهم البلطجية بهذا
الشكل بأسلحتهم المعتادة من سنج وسكاكين وعصي من الحديد واليوم معهم أسلحة
محلية الصنع وكأن البلطجية عادوا لينتقموا.
الحقيقة
الوحيدة فيما أذيع من أخبار أن الفلول كانوا عشرات ، لكن الأغلبية هم خليط
من المصريين الذين لا ينتمون لأي حزب سياسي ولا أي تنظيم ولا أي جماعة ،
ولكنهم اتفقوا على شيء واحد فقط هو رفضهم الهيمنة والسيطرة الاخوانية على
جميع مفاصل الدولة ورفضهم الحزب الوطني في ثوبه الجديد.
تحذير للمصريين الأحرار (الفلول)
هي كلمة السر في العصر الحاضر ، سيتم وصف كل من يعارض الاخوان بأنه فلول ،
وقد فعلها مبارك من قبل حين وصف الثوار الأبطال بالبلطجية ، ولكن هذا هو
التطور الطبيعي للضحك على المصريين.
فيديو لبعض الفلول المشاركين فييوم 24 أغسطس 2012
http://www.youtube.com/watch?v=getrtA_bPes&feature=player_embedded
http://www.youtube.com/watch?v=sqTqYiJmJSE&feature=player_embedded
بعض البلطجية الذين ظهروا في الاسكندرية يروعون المصريين يوم 24
http://www.youtube.com/watch?v=kPA8gRWUqjE&feature=player_embedded
http://www.youtube.com/watch?v=getrtA_bPes&feature=player_embedded
http://www.youtube.com/watch?v=sqTqYiJmJSE&feature=player_embedded
بعض البلطجية الذين ظهروا في الاسكندرية يروعون المصريين يوم 24
http://www.youtube.com/watch?v=kPA8gRWUqjE&feature=player_embedded
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق