الجمعة، 11 فبراير 2011

انتهى مبارك .. لكنه يريد تعذيب المصريين

انتهى مبارك .. لكنه يريد تعذيب المصريين

انتهى مبارك .... لماذا .؟

لأن اجتماع قيادات الجيش لأول مرة بعد 25 يناير بدون تواجد مبارك القائد الأعلى للقوات المسلحة وإصدار البيان رقم 1 ليس له إلا معنى واحد فقط أن مبارك انتهى وأصبح فعل ماض في الحياة السياسية المصرية ، لكن يجب على الجيش أن يحسم الموقف وأن يوفر على مصر مغبة الدخول في متاهات من الفوضى التي لا تحمد عقباها.

أما إصرار مبارك على تعذيب المصريين فهو أكبر دليل على ما قلناه من قبل أنه يكره المصريين ويحقد عليهم ولا يريد لهم الخير والحياة الحرة الكريمة كباقي البشر ، فرغم أنه انتهى إلا أنه يـُصر على تدمير مصر ودخولها في حرب أهلية بين حرسه الجمهوري وجيشه الذي يـُظِهر أنه سيدافع عن الشعب حتى الآن।


بعد مرور سبعة عشر يوما على ثورة من أعظم ثورات التاريخ البشري ، الثورة التي نظمها ودافع عنها بالدماء شباب هذا الوطن ، الثورة التي لا يفهم مغزاها مبارك العنيد ، الثورة التي لا يدرك معناها سليمان ، حين خرج كلاهما يلقى بكلمة على المصريين تملأها كلمات الاستعطاف للشعب المصري الطيب الحنون أملا في تأثيرها الفعال كأول كلمة خرج بها مبارك على المصريين بعد قتله العشرات وإصابة آلاف على يد جهازه الأمني القمعي ومساعديه من البلطجية والمسجلين، واليوم يستخدم نفس أسلوب الاستعطاف لكن بإسهاب شديد ، مبارك يعتذر للمصريين وهذه إحدى معجزات القرن الواحد والعشرين ، مبارك يريد الموت على تراب مصر، وهذه معجزة أخرى ، مبارك لا يريد لأي جهة أجنبية أن تملي عليه أوامر وهذه معجزة ثالثة ، مبارك يريد تنفيذ مطالب الشباب والشعب معا وهذه معجزة خامسة ، حقيقة جميع كلمات وعبارات خطاب مبارك كلها كانت معجزات وتفاهات ، لأنه يظن أنه يكلم نفسه ، ويجب عليه أن يصدق نفسه في أي كلمة تخرج من فيه ، ولأنه لا يدرك إلى الآن أن الشعب المصري بعد يوم 25 يناير يختلف تماما عن ذي قبل ، ولأنه لم ولن يدرك كل هذا فاستمر في كذبه وخداعه وأسلوبه وسياسته في تعذيب المصريين نفسيا ومعنويا.

حتى واجب العزاء الذي يعتبر تقليد أصيل في المجتمع المصري يجب تأديته لأهل الميت بدقائق فقد تقدم مبارك بواجب العزاء للشهداء الذين قتلوا بأوامره لكنه تأخر خمسة عشر يوما في تقديم هذا الواجب ، وتعهد مبارك بتنفيذ جميع المطالب وأنه يريد الحوار ، وتناسى أنه وعد خلال أسبوعين هو وحكومته الغير شرعية بعشرات الوعود ولم ينفذ منها أي شيء ، وفي خضام هذه الأكاذيب لم ينسى مبارك وسليمان تهديد المصريين بين ثنايا الخطاب حيث قال مبارك (أن الوطن يمر بمرحلة غير مستقرة ولا يجب أن نسمح لها بالاستمرار) ، وحين قال أيضا ( إن التعديلات التشريعية المقترحة تتيح إلغاء قانون الطوارئ حالما تسمح الظروف بذلك) ، وأولى هاتين العبارتين تتضمن التهديد حيث تتطابق تماما مع عبارة أخرى قالها سليمان في خطابه قبل الأخير حين قال ( أنه لن يتحمل التظاهر في ميدان التحرير لفترة طويلة) ، فهذا المبارك وهذا السليمان ومن يكتب لهما هذه الخطابات كل مرة يوقعهم في شرور أعمالهم ، لأن هذه الخطابات دائما ما تتضمن الوعود بتنفيذ مطالب لا تتحقق حتى الآن ، والأخطر أن تلك الخطابات دائما ما تكون مبطنة بالتهديد ، فكلما خرج علينا هؤلاء بخطاب كلما زادت الثورة حماسا وقوة ، فهم ينتحرون ببطيء أمام ثورة الشباب المصري العظيم ، الذي حول حاكم طاغية مستبد قاتل إلى شخص ضعيف يقول أنه لا يجد حرجا في الاستماع للشباب ، هذه الثورة جعلت مبارك رئيس الدولة البوليسية يعتذر ويعترف بالخطأ ، فهذه غرائب التاريخ ، ولكن جاء الاعتذار والاعتراف بالخطأ متأخرا كثيرا يا مبارك فات الوقت ، وأصبحت الكلمة اليوم للشعب الذي هزمك وفضحك وأظهر حقيقتك أمام العالم وأمام أصدقاءك وأحبائك ، هذا الشعب هو صاحب الكلمة العليا اليوم ورغم كل هذا تصر على تهديده والانتقام منه نفسيا.

أخيرا::

نصف هذه التنازلات والإصلاحات كانت تكفي المصريين قبيل 25 يناير ، وكانت ستضمن لك نهاية كريمة لحياتك لكن من سوء حظك وعنادك وقعت في شر أعمالك وكانت النتيجة ما أنت فيه الآن الشعب المصري كله يقول لك ارحل والعالم كله يقول لك ارحل ،وتخلى عنك جميع أعوانك في الخارج لأنك أصبحت كارت محروق ، فهذا العار والخزي والمذلة والمهانة هي صنيعة يديك بمساعدة نظامك الفاسد ورجالاتك وعصاباتك كلهم قد شاركوا في تشويه صورتك وتمزيق أشلائك أمام العالم كله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق