لماذا هاجم الشيخ القرضاوي التشيع بهذه الشراسة..؟؟
أولا: لا يمكن أن أتهم الشيخ القرضاوي بسبب موقفه الراهن من التشيع ومن تكفيره لكل من ينكر السنة ، وتكفيره الصريح للقرآنيين بأنه يعمل لحساب أنظمة سياسية بعينها ، والسبب أنني لا املك دليلا قاطعاً ضده في هذا المضمار ، وعلى الرغم أن هجومه الواضح الشرس على التشيع ، وتكفيره للقرآنيين يحمل بين جنباته مصالح سياسية واضحة.
لكن ما سوف أتحدث عنه وبكل ثقة وطمأنينة هو توجيه النقد وتوضيح التناقض في كلام الشيخ القرضاوي ، الكلام الذي يقوله بلسانه وبكامل إرادته أمام العالم أجمع.
قبل أن أتحدث عن أسباب هذا الهجوم الشرس من الشيخ القرضاوي على الشيعة والتشيع في الأيام الماضية ، أقول دائما ما ينجح هذا الشيخ في أن يثبت لكل صاحب عقل أنه يقول ما لا يفعل ويفعل عكس ما يقول ، فبينما ينادي بحرية الفكر وحرية المذهب وحرية المعقتد ، يهاجم الشيعة اليوم أشد الهجوم لدرجة وصلت للتلاسن بألفاظ لا تليق بشخصية مثل الشيخ القرضاوي ، ولأن ما يقوله عن حرية الفكر والمعتقد أمرا ليس متأصلا في فكره ومنهجه في فهم الإسلام ، وفي طريقته للدعوة إلى الدين الإسلامي ، فإنه كلما سنحت له الفرصة للظهور بمظهر دعاة التنوير والإصلاح والحرية لم يضيع الفرصة على نفسه ، فيأخذ اجتهادات وأفكار وعصارة عقول من يتهمهم بالكفر علناً وينسبها لنفسه على الفضائيات و في مؤتمرات حوار الأديان ليثبت لهم أنه أصبح من دعاة الإصلاح والتنوير وحرية الفكر والمعتقد ، وأنه قد ندم على كل كلمة قد مدح فيها بن لادن وأعوانه ، وأنه قد انسلخ من جماعة الأخوان في مصر ولم تربطه بهم أية صلة ، ولأن معظم مستمعي ومشاهدي الشيخ القرضاوي من الطيبين ، أو ممن يعيشون في مراحل فكرية بدائية عند تلقي هذا الكلام يصدقون مثل هذا الكلام المعسول ، ويعتبرون الشيخ القرضاوي من أشهر عشرة رجال أو علماء أو دعاة في العالم ، وهو في الحقيقة يناقض نفسه بنفسه ولا يحتاج لمن يناقشه أو يناظره فبينما يحاول إثبات أنه من دعاة التنوير والإصلاح وحرية الفكر والمعتقد ، يناقض نفسه اليوم ويكفر كل من لا يؤمن بالأحاديث ، ويكفر القرآنيون صراحة ، وبينما يحاول إظهار انسلاخه من جماعة الأخوان في مصر يقع في فخ الدعوة لدولة الخلافة في أخر حلقة من برنامجة الشريعة والحياة الذي يساعد بدوره في أدلجة الدول الإسلامية حسب الطلب السعودي الوهابي ، وبالطبع لا يستطيع أي إنسان يقدس الشيخ القرضاوي إيجاد هذا التناقض الواضح في كلامه من آن لأخر ، لأن معظم المسلمين يعتبرونه ما ينطق عن الهوى ، وكل كلامه مصدق بل واجب التصديق .
أقول هذه المقدمة لأن الشيخ القرضاوي الذي يهاجم الدولة الإيرانية هذه الأيام لأنه يظن أنها تريد نشر التشيع في مصر والمنطقة العربية لأسباب يراها سياسية من وجهة نظره ، فهو بنفسه قد ساعد ولا زال يساعد جماعة الأخوان في نشر فكرهم للوصول للحكم ، وأكد هذا كما قلت في اخر حلقة من برنامجه الشريعة والحياة حيث دعا للدولة الدينية أو دولة الخلافة وأعتبرها حلم المسلمين ، وأقول للشيخ القرضاوي لماذا كل هذا الهلع على نشر التشيع .؟ لو أن لديك ثقة في مان يتبعونك و من يتبعون مذهب أهل السنة والجماعة ، وأن مذهب أهل السنة يتمتع بقوة وحصانة ضد أي هجوم فكري طائفي من أي نوع ، وأن هذا المذهب(مذهب أهل السنة والجماعة) هو من الصعوبة بمكان أن يتأثر بأي موجة فكرية كبرت أو صغرت ، وأن هذا المذهب راسخ في عقول وقلوب متبعيه ، فلماذا كل هذا الهلع وهذا الهجوم الشرس على التشيع من ناحية ، وتكفير القرآنيين من ناحية أخرى.؟ ، لو أنكم أصحاب مذهب قوي متين رصين ثابت لتركتم الباب مفتوح أمام كل الأفكار وكل المذاهب ، وكل إنسان من حقه اعتناق ما يشاء ، لأن المولى عز وجل أباح للإنسان هذا ، ومن حق الإنسان الايمان والكفر ، وهذه قمة الحرية من رب العالمين ، فلماذا تحاربون حرية التشيع أو التسنن أو أو .... وتعتبرون من يخالفكم في المذهب كافر وخارج عن الملة ويجب قتله ، هل تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ..؟؟.
ونأت لأمر هام وهو ما أشرنا إليه في عنوان المقال ، وهو الهجوم الشرس على التشيع هذه المرة ، اتضح لي من خلال تصفح مواقع الشبكة العنكبوتية أن هلع الشيخ القرضاوي هذه المرة أن نجله قد تشيع ضمن المتأثرين بحملة التشيع التي نسمع عنها ويروج لها الشيخ القرضاوي دون قصد ، ويساعد الكثير من المسلمين في البحث والقراءة عن التشيع ، لمعرفته على حقيقته ، فمنذ أن عرف الشيخ أن ابنه قد تأثر بهذه الحركة ، وأنه على وشك أن يتشيع هاجت أعصابه وبدأ يهاجم هجوما عنيفاً لدرجة جعلته يقول كلاماً يناقض كلامه في المؤتمرات والندوات والحلقات عن الحريات.
وبكل صراحة هجوم الشيخ القرضاوي على التشيع هذه المرة يستحق أن يضحي بكل كلمة قالها من قبل عن حرية الفكر والمعتقد ، لأن من تأثر بالتشيع هذه المرة هو نجله ، الذي يجب أن يكون أول من يتبع منهج وفكر أبيه ، وبهذه الطريقة سيظهر ضعف منهج الشيخ القرضاوي لأنه لم يكن مقنعا مع أقرب الناس إليه ، وبالطبع سوف يقفز الكثير من نسانيس الشبكة العنكبوية لتكذيب خبر تشيع نجل القرضاوي ، والرد عليهم أسهل ما يكون ، أقول لهم يا أصحاب العقول المستنيرة كل ما يخص هذا الكلام منشور وموجود وسيظل موجود على شبكة الإنترنت ، وأنتم بهذه العقول الحاضرة المستنيرة الواعية صدقتم ما كتبه البخاري دون سؤال من أين جاء بهذا الكلام..؟.
وخلاصة القول : بمجرد أن علم القرضاوي بأن هناك شبة تشيع نجله قام بهذه الحملة الشرسة ضد الشيعة والتشيع ، رغم كلامه الجمل المعسول عن التسامح وحرية المعتقد وحرية المذهب.
ويجد على هذا الرابط أخبار تشيع نجل الشيخ القرضاوي ..
http://www.alarabiya.tv/articles/2008/10/07/57850.html?PHPSESSID=6u77l7a51bd3ea2ifdgr4akif5
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق