الخميس، 27 مارس 2008

النقاب والطفلة.......... قصة واقعية..!!

النقاب والطفلة.......... قصة واقعية..!!

بداية أود أن أنوه إلى أمر هام بخصوص ما يسمى عند الكثير من المسلمين بالزى الإسلامي ، وهنا لابد من القول أنه ليس هناك ما يسمى بالزى الإسلامي ، وإلا لكان بمجرد أن يرتدي الإنسان هذا الزى يحسب على الإسلام والمسلمين ، ولكن الإسلام دين الله ـ عقيدة داخلية خاصة جدا بين كل مخلوق وخالقه ، لا يعلم سرها إلا المولى عز وجل ، وهذه العقيدة تتمثل في العبادات والطاعات وجميع أعمال وأفعال الإنسان وعلاقاته مع غيره من البشر ، والحساب على كل هذا متروك ، ومفوض لرب العالمين في يوم مخصص للحساب ، ليس للبشر أي بشر دخل فيه ، وليس من حق أي إنسان أن يحاسب غيره في الدنيا ، كما يحدث في كثير من الأمور ، وكذلك من غير المنطقي أن يرتدي أي شاب أو رجل زيا معينا ويقول أن هذا هو الزى الرسمي للإسلام ، وعلى نفس الخط ليس من اللائق أن ترتدي شابه أو سيدة زيا معينا ثم تدعي أن هذا هو الزى الرسمي للسيدات المسلمات ، ومن لم تلتزم به تعد كافرة وخارجة عن الدين ..

وهنا لابد أن نقول لهؤلاء من الجنسين البس ما شئت والبسي ما تشائين لكن لا تقول و لا تقولين أن هذا من الدين .. أطلق لحيتك البس جلبابك القصير ـ البسي نقابا أو حجابا ـ لكن لا تقولوا هذا من الدين .. الدين ليس لباسا أو شكلا خارجيا أو مظهرا يمكن أن يحكم عليه الناس بمجرد النظر ـ يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم : 32 ، وعليه فليس من حق أي إنسان أن يزكي نفسه أو يزكي غيره في الأمور الدينية ، لأن هذا الأمر خاص بالخالق عز وجل لأنه غيب ولا يعلم الغيب إلا الله..

هيا معا نبدأ قصة النقاب والطفلة ....... و بعد هذه المقدمة :
كانت طفلة بريئة تعيش على الفطرة التي فطرنا الله عز وجل عليها ـ تربت في بيت ريفي عادي يشبه ملايين البيوت التي تربينا فيها جميعا ، ولكن قبل أن يطرق بابها أحد المبشرين بالفكر السلفي الوهابي المتشدد ، والمتعصب .. عاشت هذه الطفلة حياة ريفية عادية جدا بين الأهل والأقارب والجيران ورغم جمالها المعقول لم يفكر أحد في النظر إليها بعين قبيحة أو بنظرة دنيئة ، ولم تتعرض بعد ما كبرت وأصبحت في سن يسمح لها بالزواج لأي مضايقة من أحد سواء من الجيران أو من البلاد المجاورة ـ والسبب لأنها على خلق ومؤدبة ..
وفجأة وهي في سن الثامنة عشرة كانت إحدى صديقاتها من أصحاب الفكر المتشدد والمتعصب أقنعتها صديقتها أن تلبس الخمار أولا ـ فلبست ، وبعد فترة من الزمن ـ هذه الطفلة كبرت وأصبحت شابة في سن الزواج فتقدم لخطبتها شابا سنيا من أصحاب اللحى والجلباب القصير ـ تقدم لخطبتها وهي ترتدي الخمار فقط ، وبعد فترة من الزمن أخذت تقتنع وتتشرب تعاليم ودروس التعصب والتشدد الديني ، ويبدوا والله أعلم أن الزوج كان متفقا معها أن ترتدي النقاب بعد الزواج مباشرة ، وقد حدث ـ صارت البنت أو الزوجة منقبة فور زواجها من هذا الشاب ..
وهنا تدخل طفلة أخرى معنا في القصة لأن دورها هام جدا ـ هذه الطفلة الأخرى هي بنت أحد أصدقاء الزوجة المنقبة وهي في سن الخامسة ، وبالطبع قبل الزواج كانت هذه الطفلة تلعب مع البنت الشابة أقصد الزوجة المنقبة قبل أن تكون منقبة ، ولأنهم أصدقاء فكانتا تلعبان أجمل أنواع اللعب وكانت هناك علاقة مودة بريئة وحب عارم بين الطفلة والشابة الغير منقبة ، لأن كل منهن ترى الأخرى وتعرف ملامح وجهها وتفاصيل هذه الملامح الدقيقة أثناء اللعب والضحك أو حتى البكاء .
.

وأثناء مرور الزوجة المنقبة مع زوجها في أحد شوارع القرية وجدت الزوجة المنقبة الطفلة الصغيرة تلعب مع أقرانها في الشارع ، ولأنها بعد الزواج لم تراها قط أو تلعب معها قط فقالت فرصة أن تسلم عليها وتقبلها كالعادة ، ولكن الغريب في هذا الموقف أن هذه القبلة مغلفة بلباس أسود لا يظهر شخص البنت الشابة أو الزوجة المنقبة ، وبالإضافة إلى هذا الغلاف الأسود الذي أخفى معالم وملامح الشابة الجميلة ، المحفور في ذاكرة الطفلة التي تلعب في الشارع ، نبه عليها الزوج بالطبع ألا تتحدث في الشارع ، لأن صوت المرأة عورة حسب معتقداته ، وهنا كانت الصدمة كبيرة جدا على الطفلة الصغيرة ذات الخمسة سنوات ـ فقد وجدت سيدة مجهولة تلبس أسود في أسود تقترب منها و تقبلها بدون كلام ، ثم تتركها وهي في حالة صدمة شديدة دون أن تعرف من هذه الشخصية التي هبطت عليها من السماء ولم تنطق بحرف واحد ، ثم وقفت الطفلة الصغيرة في ذهول لدقيقة أو أقل تعقبها نظرات متقطعة تتابع فيها بنظرات تملؤها الدهشة خطوات هذه السيدة وهي تمشي بعيدا عنها ، ثم ذهبت للعب مع أصحابها ، وهي في حيرة من أمرها ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق